logo
#

أحدث الأخبار مع #أحمدسلام

انفراد لأول مرة.. مبتكر أنظمة "الحروف العربية" في الكمبيوتر والإنترنت يتكلم
انفراد لأول مرة.. مبتكر أنظمة "الحروف العربية" في الكمبيوتر والإنترنت يتكلم

بوابة الأهرام

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة الأهرام

انفراد لأول مرة.. مبتكر أنظمة "الحروف العربية" في الكمبيوتر والإنترنت يتكلم

وليد فاروق محمد المهندس أحمد سلام "أبو التعريب" الالكترونى: فقدت بصرى لكى يستخدم مئات الملايين حول العالم الكمبيوتر والإنترنت باللغة العربية موضوعات مقترحة انفراد لأول مرة.. مبتكر أنظمة "الحروف العربية" في الكمبيوتر والإنترنت يتكلم مواقيت الصلاة في القاهرة والمحافظات اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 منذ فترة ونحن نسعى لإجراء حوار معه، ولكن الأمور كانت تتأخر تارة بسبب رفضه لإجراء لقاءات إعلامية طوال مسيرته، وتارة بسبب مشاغله الكثيرة، لكن الأمر كان يستحق الانتظار والمحاولة.. فنحن أمام تجربة فريدة من نوعها إنسانياً وعملياً بطلها مهندس مصري شاء القدر أن يكون له دور كبير في عالم الكمبيوتر والإنترنت الذي نعرفه اليوم ويستخدمه مئات الملايين حول العالم باللغة العربية، القصة كلها سنعرفها في السطور التالية من المهندس أحمد سلام. هو من مواليد مدينة الإسكندرية في يونيو 1970، وحياته منذ بدايتها كانت غير عادية، يقول: بعد ساعات قليلة من ولادتي فارقت أمي الحياة بسبب خطأ طبي، ولذلك منذ اليوم الأول لي في الدنيا شعرت باليتم، كما أن الأخطاء الطبية هذه طاردتني طوال حياتي، وقد تولت جدتي- رحمها الله- تربيتي وتأثرت بها كثيراً لطبيعتها المتصوفة وقربها الشديد من الله سبحانه وتعالى، وحتى تتخيل طبيعة الجو الذي نشأت فيه.. فقد توفي جدي في عام 1960 تاركا لجدتي 6 أولاد مما جعلها تتولي المسئولية حتى بعدما كبروا وتزوجوا.. وتوفيت والدتي ثم لحقت بها خالتي الكبرى ليتركا لها طفلين صغيرين، بل وبعدها مباشرة توفيت زوجة خالي الأكبر تاركة طفلين.. كنا نحن الأربعة أعمارنا بين يوم واحد و4 سنوات وتربينا الجدة، كانت مسئولية ضخمة لكنها تحملتها بجلد وصبر، وقد علمتني القراءة والكتابة في سن صغيرة، لكن توفاها الله سبحانه وتعالى وعمري 7 سنوات.. ورغم صدمتي لأنني أصبحت بمفردي في الحياة لكني عاهدت نفسي ألا أخيب ظنها وأنجح في حياتي كما أوصتني، وأحمد الله على ما وهبني من علم بعد جهل، ونعمة بعد حرمان، وغنى بعد فقر، وما ذلك إلا ببركة دعائها. وبالفعل كانت حياة المهندس أحمد سلام كلها مفارقات أثرت كثيراً علي شخصيته، فقد درس مثلاً في الابتدائية في مدرسة اسمها "الشهيد نبيل جلال" على اسم مقاتل مصري استشهد في حرب 1973، وكانت ناظرة المدرسة هي نفسها الشقيقة الكبرى للشهيد نبيل جلال، ولذلك كانت دائما تجمع التلاميذ الصغار وتحدثهم عن بطولات المصريين في الحرب وفضل الاستشهاد، كما أنه أحب الكتب منذ صغره وكان يعشق القراءة لدرجة أن لديه حالياً مكتبة بها نحو 8 آلاف كتاب تغطي كل المعارف، يقول: كنت متفوقاً لدرجة أنني في الإعدادية تم تكريمي من المحافظ لأنني الطالب الوحيد الذي حصل على الدرجة النهائية في مادة اللغة الإنجليزية، في المرحلة الثانوية درست في مدرسه العباسية العسكرية وتعلمت فيها الكثير على مستوى المهارات العلمية والالتزام الخلقي، ومن فضل الله تعالى أنني كنت دائما محاطاً بأصدقاء من المتفوقين أمثالي مازلت محتفظاً بصداقتهم حتى اليوم، ولم أحصل نهائياً علي دروس خصوصية، وفي الثانوية حصلت على منحة التفوق، مازلت أذكر أنها كانت بقيمة 120 جنيهاً وكان هذا مبلغا كبيرا وقتها، ثم التحقت بكلية الهندسة جامعه الإسكندرية ودرست بقسم هندسة الحاسبات والتحكم الآلي وتخرجت بتفوق. في عام ١٩٨٨ اشتري المهندس أحمد سلام أول جهاز كمبيوتر شخصي .. كان مختلفاً تماماً عن الكمبيوتر الذي نعرفه اليوم، يكمل قائلاً: اشتريت حاسباً خاصاً كان يعمل بمعالج انتل ٨٠٨٨ وبلغ ثمنه 3200 جنيه، وكان هذا مبلغاً ضخماً وقتها يتجاوز الألف دولار، أي بقيمة هذه الأيام مثلاً يصل لنحو 70 ألف جنيه، ومع شغفي وتطوري وتقدمي في تعلم الحاسبات قمت خلال 3 سنوات تالية- وأنا مازلت طالباً- بتأليف مناهج دراسية خاصة بتعليم لغات البرمجة وأنظمة التشغيل، فكان ذلك مصدرا كبيرا لي للدخل، وبعدها قمت بشراء حاسب يعمل بمعالج انتل ٨٠٣٨٦ وكان ثمنه باهظاً بنحو 5600 جنيه مع طابعة بـ1200 جنيه، وسبب شرائي هذا الجهاز أنه كان شرطا لبداية استخدام نوافذ مايكروسوفت والتي صدرت وقتها، وكان مشروع التخرج في الجامعة يتعلق بتصميم منظومة جديدة وكتابة برمجيات تعمل على نوافذ مايكروسوفت، وكان هذا أول مشروع في مصر كلها يعمل على نوافذ مايكروسوفت. كل هذا جيد... لكن رغم مهارة المهندس أحمد سلام في التعامل مع البرمجة، لكن انتابه شعور بالصدمة لأن الجهاز لا يعمل باللغة العربية، وهو ما جعله يبدأ رحلة رائعة ومبتكرة في تعريب نوافذ مايكروسوفت، وبدون مبالغة أصبح له دور في استخدام ملايين العرب للإنترنت اليوم بلغتهم .. فحين صدر متصفح مايكروسوفت للإنترنت بلغات عدة وبدون دعم للغة العربية، قرر هو أن يجعله يدعم اللغة العربية، وفعل ذلك بالفعل في نهاية عام ١٩٩٦، يتذكر قائلاً: رحلتي على مستوى تعريب الأجهزة والحاسبات الشخصية وأنظمة التشغيل بدأت في عام 1987 واستمرت حتى سافرت من مصر في عام 1999، فقد قضيت نحو 12 عاماً أعمل في كل الأبحاث المتعلقة بأنظمة التشغيل وتصميم الحاسبات بهدف أساسي لدمج مكونات وقدرات اللغة العربية داخل منظومات تصميم وعمل الأجهزة والتطبيقات، والحكاية بدأت بتحدٍ حينما سألت أحد الأساتذة بالكلية عن سبب عدم دعم الكمبيوتر وقتها للغة العربية، فرد علي قائلاً: "لما تبقى تصمم الكمبيوتر الخاص بك اجعله يتكلم بالعربية، لكن طالما تستخدم كمبيوتر أمريكي عليك أن تعتاد استخدامه بالانجليزية"، فرددت عليه: وما الذي يمنعنا من تصميم حاسب أو كمبيوتر يستخدم اللغة العربية؟ فرد بأن من اخترع هذا العلم هم الأمريكان وهم وحدهم يحتكرون كل ما يتعلق بلغات البرمجة وتصميم الأنظمة وكل شيء يتعلق بجهاز الكمبيوتر، وكان هذا الرد صادما بالنسبة لي وقتها، وأدركت أن هناك مسئولية تقع على عاتقنا كمهندسين مصريين وعرب سواء لتصميم حاسب خاص بنا، بجانب إدماج قدرات اللغة العربية داخل هذا الحاسب، ووقتها أدركت أن الفجوة العلمية والتقنية والصناعية مع أمريكا والغرب هائلة، والطريقة الوحيدة لإدماج اللغة العربية هي القيام بعمليات الهندسة العكسية من أجل تفكيك رموز شفرة برمجة نظام التشغيل والبرمجيات التي تتحكم في عمل "الهارد وير" ثم إعادة بنائها بطريقة تدمج قدرات اللغة العربية، واستمرت معي هذه المرحلة 12 عاماً في عمل متواصل . ويضيف المهندس أحمد سلام: أذكر أنني استطعت وقتها أن أصمم برمجيات تتحكم في جميع وظائف الحاسب الشخصي الذي يعمل بنظام "الدوس"، فكنت أتحكم في قدرات تخزين البيانات وتنفيذ البرمجيات وفيما يتم كتابته على لوحه المفاتيح وكل وظائف الجهاز، وبعد تخرجي عملت بشركة صغيرة في الإسكندرية وهناك قابلت د.صالح الشهابي وأخبرته بنيتي في تعريب نظام ويندوز وتعريب الحاسب الشخصي بصورة كاملة، وعملنا معا لمده 3 أشهر، وتمكنا من وضع نموذج أولي مبسط لتغيير وظائف نظام التشغيل بدون أي تحديد لقدرات اللغة العربية، وبسبب عدم رغبة الشركة في الاستثمار في تعريب نوافذ مايكروسوفت قررت الاستقالة وترك العمل، وعرض علي د.صالح الشهابي إنشاء شركة اخترنا لها اسما "ضاد لهندسة الحاسبات"، لكن بعد أقل من شهر من بداية العمل تغيرت الظروف وبدأت أعمل وحدي، وبفضل الله تعالى استطعت إضافة إمكانية تحويل وظائف العرض بأكملها بحيث تعمل من اليمين إلى اليسار بما يتوافق مع اللغة العربية، وكانت تواجهني الكثير من الصعاب العلمية والهندسية، ولكن المرحلة المهمة كانت بالتحاقي بشركة "صخر" وتحديدا بقسم التعريب في مارس 1993 لتبدأ مسيرة استمرت 6 سنوات كاملة، وقمت بإعادة بناء القسم وأدوات التحكم في نظام التشغيل ثم دمج تقنيات دعم اللغة العربية على محاور متكاملة بصورة أصبحت فيها اللغة العربية أكثر تطورا من اللغات الغربية ومدعومة بالكامل داخل نظام التشغيل، وقضيت مسيرة تعريب أنظمة ويندوز وتعريب الإنترنت ودمج التقنيات اللسانية العربية داخل الإنترنت وداخل ويندوز خلال 6 سنوات كاملة، وقدر الله تعالى لي أن أبني وأطور وأخترع وأبتكر المنظومة التقنية للتحكم في أنظمة التشغيل والتي على أساسها تم بناء برمجيات تعريب وتأمين الأنظمة والبرمجيات، والتي على أساسها تم تطوير برامج مثل برنامج القرآن الكريم وحزمة برامج الأسرة وأكثر من خمسين برنامجاً معرّباً ومتصفحات الإنترنت والبريد الالكتروني العربي وغيرها، وقد طورت هذه المنظومات لاحقا وتوسعت في بنائها في أمريكا لتصبح أكثر شمولية وعمقا وتأثيرا وتحكما بحيث صارت الأجيال الجديدة منها هي الأساس الهندسي لبرامج وحلول الشركات الأمريكية المذكورة كلها، شاملة معالجات إنتل والحلول الأمنية من شركات ماكافي (اشترتها إنتل) وسيمانتك (اشترتها برود كوم) ونوكيا (اشترتها تشيك بوينت)، ويشاء الله العلي الكريم أن تتبنى "مايكروسوفت" منظومتي في تعديل عمل نظام التشغيل بكاملها، بداية من نوافذ "فيستا" للتحكم في التطبيقات التي تخالف شروط العمل السليم، وقد شرحت بنفسي لمهندسي "مايكروسوفت" في عام 1999 ما طورته، وتصوري الأكبر لهذه التقنيات، ثم استعملوها بعد ذلك في كل الإصدارات وبكل اللغات بداية من نوافذ "فيستا"، ثم شاء الله أن أستخدم هذه الأفكار وأطورها داخل شركات "سيمانتك" و"ماكافي" و"إنتل" خلال 20 عاماً بعد ذلك. المهندس أحمد سلام المهندس أحمد سلام وحين صدرت نسخة مبدئية من نوافذ مايكروسوفت ٩٥ في سبتمبر ١٩٩٤ نجح المهندس أحمد سلام في تعريبها بشكل كامل رغم الاختلافات الهيكلية في بناء نظام التشغيل، وحين صدرت نسخة من متصفح الإنترنت "نتسكيب نافيجيتور" في نهاية عام ١٩٩٥ نجح في تعريب نسخة مبدئية وتعهد للشركة بأن يصدر تعريباً كاملاً، وفعل ذلك في منتصف عام ١٩٩٦، وكان يعمل معه فريق من ٣٤ مهندساً ومطوراً ومبرمجاً، وحين صدر متصفح مايكروسوفت للإنترنت بلغات عدة، وبدون دعم للغة العربية، قرر أن يجعله يدعم العربية، وقد فعل هذا في نهاية عام ١٩٩٦ أيضاً، وحصل على العديد من الجوائز الدولية، يقول: في هذه الفترة كان متصفح "السندباد" هو المتصفح العربي الأول وكان متاحاً إقليمياً وعالمياً على أية نسخة من نوافذ مايكروسوفت وكان يعمل بالعربية بصورة كاملة على مستوى التصفح والبريد الالكتروني والأخبار والمحادثات.. وكذلك قمنا بدمج نسخ من المدقق الإملائي والقاموس والإملاء الصوتي ونسخة مبدئية من الترجمة متعددة اللغات وقراءة النصوص آلياً، وسبقنا العالم أجمع بكل هذه الحزمة من التقنيات المدمجة داخل حزمة برامج الإنترنت، وفي شركة مايكروسوفت لم يتخيلوا أني استطعت بميزانية ضئيلة وبعشرة مهندسين مطوري برامج إنتاج نظام تشغيل عربي تفوق عليهم رغم استثماراتهم الهائلة، كنا مجموعة ريادية مصرية لها رؤية وذات خبرات وإمكانيات علمية وصناعية وتقنية، وكل عربي ومسلم يرى حرفاً عربياً على الحاسبات أو على الإنترنت عليه أن يدرك أن وراء كل هذه الأحرف تضحيات جسيمة وطموحات وأحلام عظيمة وجهود حثيثة استمرت لسنوات عديدة. المهندس أحمد سلام المهندس أحمد سلام المشوار لم يكن سهلاً .. فقد عاني المهندس أحمد سلام كثيراً لكي يصل لهدفه لدرجة أنه فقد البصر وأجرى عدداً كبيراً من العمليات الجراحية، يقول: بعد عملي لسنوات بما يزيد أحيانا على 14 ساعة يومياً، كنت أجلس وأمامي 4 شاشات كمبيوتر لكتابة البرمجيات وللقيام بمهام الهندسة العكسية، وفي البداية قمت بعمل عمليات تصحيح ليزر ولكنها فشلت، فقمت بعملية جراحية كاملة في العين اليمنى ثم بعملية لإنقاذ الشبكية في العين اليسرى، وكان من تواضع هذه العمليات أنني فقدت قدرتي على الإبصار بصورة طبيعية شاملة قدرتي على القراءة، واستمرت حالة العجز عن القراءة لعدة شهور حتى بدأت التعافي، وما زلت أعاني من آلام مبرحة حتى يومنا هذا، كما أنني لم أستعد قدرات البصر على مستوى القراءة في العين اليمنى إلا منذ عدة أشهر بمعجزة. بعد هذا النجاح الكبير.. لماذا قرر الهجرة لأمريكا؟ يجيب المهندس أحمد سلام قائلاً: لم يكن القرار سهلا، فقد حاولت أن أستمر في بناء مشروعاتي العلمية والتقنية داخل مصر ولكن واجهتني صعاب وتحديات لا داعي لذكرها، وبسبب نجاحي واجهت أيضاً صعوبات بعد هجرتي، خاصة فيما يتعلق بأبحاثي الخاصة بتطوير منظومات الأمن والدفاع داخل أنظمة التشغيل وداخل أنظمة الهاردوير، وقد عملت كبير المهندسين ومدير أنظمة تطوير البرمجيات في شركة "كوجنستي"، ثم عملت رئيس أبحاث تطوير ودعم نوافذ مايكروسوفت في شركة متخصصة في بناء وحدات متطورة لتخزين البيانات، ثم مهندس برمجيات رئيسي داخل شركة سيمانتك وهو أعلى منصب هندسي، ووفقني الله تعالى في تقديم 9 براءات اختراع باسمي صدرت جميعا من مكتب براءات الاختراعات الأمريكي، ثم عملت رئيس مجموعات تطوير برمجيات أمن نظم المعلومات والشبكات في شركة نوكيا، وقمنا وقتها بتطوير منظومة متكاملة لحماية أنظمة الحاسبات الشخصية وكذلك تأمين أجهزة تليفونات نوكيا المحمولة وتأمين الاتصالات الشبكية عن طريق الإنترنت، كما عملت رئيساً تنفيذياً للتقنيات بشركة "ماكافي" ثم في شركة إنتل لمدة 6 سنوات قمت خلالها بتطوير العديد من تقنيات منع الاختراقات الفيروسية وتقنيات الحماية وصدرت لي أكثر من 39 براءة اختراع، ثم عملت رئيساً تنفيذياً للتقنيات والنائب الأول لرئيس شركة ستريكس العالمية والمسئول عن استراتيجية البرمجيات، والرئيس السابق باراك أوباما كان في وقت ما يستعمل جهازا خاصا تم إصداره عن طريق فريق العمل الذي يعمل معي مباشرة، كما أن العديد من الأجهزة الأمريكية السيادية كانت تستخدم حلولاً أمنية وأجهزة خاصة تم تطويرها عن طريق القسم الذي كنت أديره، كذلك بفضل الله تعالى قمنا بتوفير التقنيات الأساسية التي قامت على أساسها شركة أمازون الشهيرة ببناء تقنيات الكلاود الخاصة بها، ومنذ عام 2016 قمت بتأسيس وإدارة شركة لتقنيات الأمن العميق، وفي الوقت نفسه قمت بتأسيس شركة تتخصص في توفير الدعم النفسي باستخدام الحيوانات الأليفة وإنشاء مؤسسة لا ربحية بهدف تطوير تقنيات ومنظومات الدعم النفسي وذلك بدمجها داخل أنظمة التعليم. المهندس أحمد سلام له أكثر من 50 براءة اختراع باسمه، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بتكريمه ومنحه حق الإقامة الدائمة باعتباره شخصا نابغا علميا، وكان بديهيا أن نسأله عن كواليس ما نعيشه اليوم علي شبكة الإنترنت، فعندما ننظر اليوم إلي منصات وشركات وبرامج التواصل الاجتماعي بكل أشكالها، يدور في الذهن سؤال: من يستخدم من، نحن أم أصحاب هذه الشركات؟ يقول: لا توجد خصوصية على الإنترنت، فكل ما يتم تداوله من معلومات يتم الحصول عليها وتخزينها بواسطة الشركات التي توفر هذه الخدمات، بل إن هذه الشركات اليوم تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بحيث تستطيع أن تتنبأ بالحالة المزاجية والشعورية والعاطفية والنفسية لأي شخص يستخدم هذه الأنظمة، والوضع اليوم خرج عن السيطرة، حيث تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بالعمل تلقائيا والتجسس على كل شيء مع إمكانيات هائلة في التنبؤ بأفكار وأفعال المستخدمين وصولا إلى التحكم فيما يتم عرضه بهدف التحكم في أفكاره وعقائده وأفعاله. خبير الإعلام الراحل د.سامي عبد العزيز كانت له جملة شهيرة وهي: "إذا لم تدفع ثمناً للسلعة.. فاعلم أنك أنت السلعة"، فهل هذا ينطبق تماماً علي كل شيء مجاني موجود الآن علي شبكات الإنترنت؟، يجيب المهندس أحمد سلام: نعم بالتأكيد، عندما يتم تقديم منتج أو خدمة لك مجانًا، فإن الشركة التي توفره لا تزال بحاجة إلى تحقيق إيرادات، وإن لم تكن تدفع المال، فمن المحتمل أنك تدفع بطريقة أخرى- عادةً من خلال بياناتك أو انتباهك أو تأثيرك- فالعديد من الخدمات "المجانية" مثل منصات التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، وبعض التطبيقات تجمع كميات هائلة من بيانات المستخدم، بما في ذلك عادات التصفح والتفضيلات والسلوكيات، بجانب الإعلانات الموجهة، كذلك التأثير على السلوك، حيث تستخدم المنصات خوارزميات مصممة لتعظيم التفاعل، مما يجعلك تقضي وقتًا أطول في التصفح أو المشاهدة أو التفاعل، وهذا يزيد من عدد مرات عرض الإعلانات ويجعلك أكثر عرضة للتأثر بأفكار أو منتجات أو اتجاهات معينة، والشركات الكبري علي مستوي العالم تفوق ميزانياتها دولاً بأكملها.. وهي شركات اتصالات بكل أشكالها، وبشكل ما تتحكم هذه الشركات في عالمنا اليوم.. لدرجة أننا شاهدنا شركة مثل تيك توك تنشب بسببها أزمة بين عملاقين مثل أمريكا والصين، فهي لم تعد مجرد شركات اقتصادية بل أصبحت قوى جيوسياسية تؤثر على العلاقات الدولية والسياسات العالمية، وكل ذلك نتيجة السيطرة على تدفق المعلومات والقوة الاقتصادية الضخمة والنفوذ السياسي والعلاقات مع الحكومات، فالتكنولوجيا سلاح استراتيجي، وشركات مثل هواوي، مايكروسوفت، جوجل، وأمازون تتحكم في بنى تحتية حساسة، مثل شبكات الاتصالات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. هذا يمنحها دورًا أكبر من مجرد بيع الخدمات، حيث أصبحت التكنولوجيا نفسها ساحة معركة بين القوى العظمى. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: خوارزميات جمع المعلومات، إلي أي مدي تصل خطورتها سواء علي المستوي الفردي أو حتى المجتمعات والدول؟، يقول المهندس أحمد سلام: في العصر الرقمي، أصبحت خوارزميات جمع المعلومات أحد أخطر الأدوات التي يمكن استخدامها للتأثير على الأفراد، المجتمعات، وحتى الدول، فهذه الخوارزميات لا تقتصر على تحليل سلوك المستخدمين لأغراض تسويقية فقط، بل تمتد لتشكل تهديدات دينية، ثقافية، سياسية، اقتصادية، وأمنية، مما يجعلها أحد أقوى الأدوات في الحروب الحديثة، فيمكنها التلاعب بالمعتقدات والترويج لمحتوى يتعارض مع القيم الدينية، مما قد يؤدي إلى تآكل الهوية الثقافية والدينية للمجتمعات بمرور الوقت، بجانب ترويج أجندات معينة سياسية أو أيديولوجية، وكذلك التهديد الاقتصادي والتحكم في الأسواق وخلق احتكارات رقمية مع استغلال بيانات المستخدمين لتحقيق أرباح بالمليارات، بل وحتى التأثير النفسي السلبي وزيادة معدلات الاكتئاب والقلق، خاصة بين الشباب، ويجب أن يكون هناك وعي رقمي، وتشريعات قوية لحماية البيانات، واستراتيجيات وطنية لحماية السيادة الرقمية حتى لا تصبح المجتمعات والأفراد ضحايا لحروب خوارزميات المعلومات، خاصة أنه في ظل التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي والاتصال الدائم بالإنترنت، أصبحت الهجمات الإلكترونية أكثر تعقيدًا وسرعة لدرجة أن برامج مكافحة الفيروسات التقليدية لم تعد كافية وحدها لحماية الأنظمة والمعلومات.

زيارة ماكرون إلى القاهرة تعزيز التعاون الاقتصادي في ظل عالم متعدد الأقطاب
زيارة ماكرون إلى القاهرة تعزيز التعاون الاقتصادي في ظل عالم متعدد الأقطاب

بوابة ماسبيرو

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • بوابة ماسبيرو

زيارة ماكرون إلى القاهرة تعزيز التعاون الاقتصادي في ظل عالم متعدد الأقطاب

في ظل الظروف السياسية والاقتصادية العالمية المتغيرة، تأتي زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مصر ، لتعكس مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، والتركيز على التعاون المشترك في العديد من المجالات الحيوية. وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بالنظر إلى المتغيرات الدولية المتسارعة، خاصة في ظل التوترات بين القوى الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة، وبزوغ نظام عالمي متعدد الأقطاب. بقلم: أحمد سلام وفي مشهد عكس متانة العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، حيث رافقت طائرات "رافال" المصرية طائرته الرئاسية فور دخولها المجال الجوي المصري. ونشر ماكرون علي حسابه الرسمي بموقع "إكس" ، مقطع فيديو يوثق هذه اللحظة، معلقًا: "وصلنا إلى مصر برفقة طائرات رافال المصرية، فخورون بهذا لأنه يعد رمزًا قويًا للتعاون الاستراتيجي بيننا." فتح آفاق اقتصادية جديدة تسعى مصر عبر هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع فرنسا، بهدف فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية وتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين. ويشكل التعاون الاقتصادي حجر الزاوية في العلاقات المصرية الفرنسية، حيث تتطلع القاهرة إلى الاستفادة من التكنولوجيا والخبرات الفرنسية في تطوير العديد من القطاعات مثل النقل والطاقة المتجددة، والصناعة العسكرية. وقد تم توقيع عدة اتفاقيات تعاون في هذا المجال، من أبرزها اتفاقيات في قطاع النقل، حيث تم الاتفاق على تطوير شبكة القطارات الفرنسية في مصر ، وتكتسب اتفاقية تطوير قطاع القطارات في مصر أهمية خاصة لربط المدن المصرية ببعضها البعض، مما يسهم في تحسين النقل الداخلي ويساعد على تنشيط الاقتصاد المصري. الفرص المستقبلية: النمو المشترك مع استمرار الجهود المصرية لفتح أسواق جديدة، تُمثل فرنسا شريكًا رئيسيًا في هذا الاتجاه. يتضح ذلك في العديد من الصفقات الاقتصادية التي تم توقيعها مؤخرًا، والتي تفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات حيوية مثل الطيران المدني، والطاقة المتجددة، والقطاع الزراعي. ويتوقع الخبراء أن تشهد السنوات المقبلة تعزيزًا كبيرًا في حجم التبادل التجاري بين البلدين، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز التنمية الاقتصادية في مصر. التعاون العسكري: رمز الشراكة الاستراتيجية تعد الصفقات العسكرية من أبرز أوجه التعاون بين مصر وفرنسا. فقد شهدت السنوات الأخيرة تعاونًا عسكريًا وثيقًا بين البلدين، حيث استفادت مصر من التكنولوجيا العسكرية الفرنسية في تعزيز قدراتها الدفاعية، من خلال شراء طائرات الرافال وصواريخ أرض-جو. وقد تناولت الزيارة جوانب ثقافية هامة، حيث زار الرئيس ماكرون المتحف المصري الكبير في الجيزة، وهو معلم ثقافي ضخم وهام يعكس حجم التعاون بين البلدين في الحفاظ على التراث الحضاري المصري. كما اصطحب الرئيس عبد الفتاح السيسي ضيفه الفرنسي في جولة مميزة داخل القاهرة التاريخية والتى تعد إحدى الوجهات السياحية الأكثر جذبًا ، شملت منطقة الحسين وسوق خان الخليلي، واختُتمت الجولة بعشاء ودي في مطعم "نجيب محفوظ" الشهير، الذي يقع في قلب القاهرة الفاطمية ويعد من رموز الضيافة المصرية الأصيلة ، وهو ما يعكس حرص الجانبين على تعزيز التعاون في مجال السياحة، الذي يُعد أحد الركائز الهامة للاقتصاد المصري. وهنا لابد من الاشارة الي المسلة المصرية ففي ساحة الكونكورد في العاصمة باريس تحتفل فرنسا بعيدها الوطني في 14 يوليو من كل عام ، أمام مسلة مصرية قديمة هي مسلة معبد الأقصر، وتقام احتفالات رسمية وعروض عسكرية بحضور رئيس الدولة ، وتعد هذه المسلة المصرية شاهدة على كثير من الأنشطة السياسية الفرنسية منذ 19 وحتى الآن، لاسيما الاحتفال السنوي بالعيد الوطني للبلاد، وقد قدمتها مصر في 29 نوفمبر عام 1830 هدية إلى فرنسا، تعبيرا عن حسن التفاهم ودفء العلاقات بين البلدين، حيث أهدى محمد علي باشا (1769-1849)، حاكم مصر آنذاك، مسلة الأقصر لملك فرنسا لوي فيليب الأول (1773-1850) ، وتعد مسلة الأقصر أقدم أثر تاريخي على أرض باريس يشهد على "ولع فرنسا" بحضارة مصر القديمة، ولا تزال تلك الهدية، التي جاءت تكريما لجهود العالم الفرنسي جان-فرانسوان شامبليون (1790-1832) في معرفة أسرار الكتابة المصرية القديمة، تزين ميدان الكونكورد في قلب العاصمة الفرنسية باريس حتى الآن. تُعَدُّ العلاقات التعليمية والثقافية بين القاهرة وباريس من الركائز الأساسية التي ساهمت في تعزيز التفاهم والتعاون بين البلدين . وقد نتج عن هذا التعاون بروز شخصيات مصرية عديدة نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصرعميد الادب العربي الدكتور طه حسين (1889 – 1973) وهو من أوائل المصريين الذين حصلوا على الدكتوراه من السوربون ، وقد تأثر بالفكر الغربي والنهج العقلاني، وكان من أبرز دعاة التنوير وقد تولّى منصب وزير المعارف وساهم في جعل التعليم مجانيًا. ويشهد التعاون التعليمي بين مصر وفرنسا تطورًا ملحوظًا، تمثل في سعي وزارة التربية والتعليم المصرية، بالتعاون مع الجانب الفرنسي، إلى إنشاء 100 مدرسة مصرية فرنسية بحلول عام 2030. بهدف تعزيز الشراكة بين الجهات التعليمية الفرنسية والحكومة المصرية. بالاضافة الي إطلاق برنامج تعليمي خاص بعد انتهاء اليوم الدراسي، يستهدف 5000 طالب في 100 مدرسة مصرية. يتضمن البرنامج تقديم المناهج الفرنسية، تدريب المعلمين، الإشراف على الجودة، وتقديم شهادة (DELF) بأسعار مدعمة. ​ وفي برامج التبادل الطلابي والبحث تم توقيع اتفاق تعاون بين الجامعة الفرنسية في مصر وجامعة باريس 1 بانتيون سوربون لإطلاق برامج جديدة في مجالات إدارة الفنادق والمنشآت السياحية وإدارة السياحة التراثية. ​ المؤتمر الصحفي المشترك : جاءت أهم النقاط في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك فيما يلي:- رحب الرئيس السيسي بزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مصر، مشيرًا إلى أن الزيارة تعكس العلاقات الثنائية الطويلة بين البلدين، حيث تم الإعلان عن ترفيع العلاقات بين البلدين، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وتم التركيز على أهمية تعزيز الاستثمارات الفرنسية في مصر، وتوسيع مشاركة الشركات الفرنسية في الأنشطة الاقتصادية. كما تم التأكيد على بناء على نتائج المنتدى الاقتصادي "المصري - الفرنسي" لتعزيز التعاون الاقتصادي. كما تم الاتفاق على تنفيذ محاور الشراكة الاستراتيجية، مثل توطين صناعة السكك الحديدية، التدريب الفني، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وإنتاج الهيدروجين الأخضر. اضافة الي ذلك تم مناقشة التعاون في مجال الهجرة ودعم مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية، مع الإشارة إلى الدعم الأوروبي لمصر، بما في ذلك موافقة البرلمان الأوروبي على صرف شريحة الدعم الثانية لمصر. كذلك تم التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية، والاتفاق على ضرورة العودة إلى عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين. أما بالنسبة للملفات الإقليمية فقد تم تناول التطورات في سوريا ولبنان، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامتها، ودعم الاستقرار في لبنان. وعن موضوع الأمن المائي أكد السيد الرئيس علي موقف مصر الثابت حول ضرورة التعاون بين دول حوض النيل لضمان الاستفادة المتبادلة مع الحفاظ على حقوق مصر في مياه النيل. وفي اطار التعاون الأمني تم الاتفاق على تعزيز التعاون لمكافحة التحديات الأمنية في منطقة الساحل والقرن الأفريقي. كما تم التطرق الي قناة السويس و تأثير الهجمات على حركة التجارة في منطقة باب المندب، والتي تسببت في خسائر مالية كبيرة لمصر نتيجة تراجع إيرادات قناة السويس. وقد أعرب السيد الرئيس عن ثقته بأن زيارة ماكرون ستسهم في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، مع تعزيز الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والفرنسي. مستقبل واعد بين مصر وفرنسا تمثل زيارة الرئيس ماكرون إلى القاهرة خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين مصر وفرنسا في العديد من المجالات ، ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم اليوم، فإن هذه الزيارة تؤكد على أهمية التعاون المشترك بين الدول الكبرى والصاعدة في بناء اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب، يشمل جميع الأطراف ويعزز من فرص النمو المستدام وفتح أسواق جديدة لمصر بفضل موقعها الجرافي المتميز وماتشهده من بنية تحيتية حديثة يشهد بها الجميع. وهذه الزيارة تؤكد أن فرنسا ترى في مصر شريكًا محوريًا في الشرق الأوسط، كما أن القاهرة تنظر إلى باريس كحليف قادر على دعم مواقفها في المحافل الدولية، وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والتعليم والطاقة والثقافة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store