logo
#

أحدث الأخبار مع #أحمدشجر

حكاية «أحمد شجر».. شاب يزرع شوارع قوص لتحويلها إلى واحة خضراء
حكاية «أحمد شجر».. شاب يزرع شوارع قوص لتحويلها إلى واحة خضراء

بوابة الأهرام

timeمنذ 11 ساعات

  • منوعات
  • بوابة الأهرام

حكاية «أحمد شجر».. شاب يزرع شوارع قوص لتحويلها إلى واحة خضراء

قنا - محمود الدسوقي ربما يبدو التغيير الذي يحدث في شوارع مدينة قوص -جنوب محافظة قنا بصعيد مصر- بطيئًا، ولكنه بلا شك له تأثير عميق. موضوعات مقترحة تتحول في مدينة قوص شوارع كانت يومًا جرداء، تلتهب تحت وطأة حرارة الشمس الحارقة، إلى ممرات وارفة الظل؛ بأشجار مورقة تنشر الراحة التي لطالما عانى منها أهالي الصعيد بشكل عام، وسكان قنا على وجه الخصوص. ويقف وراء هذا التحول المؤثر، شاب في الخامسة والعشرين من عمره، يحمل ابتسامة دافئة وحلمًا كبيرًا، حتى لقب أهل المدينة الشاب أحمد عبد العزيز عاشور بـ«أحمد شجر». الشجر.. عشق بدأ منذ الطفولة «كنت أشعر براحة لا توصف بين الأشجار» بنبرة حنين يصف أحمد لـ «بوابة الأهرام» عشقه للأشجار، الذي لم يكن وليد اللحظة، ولكنه عشق لازمه منذ الصغر؛ حيث كان يتجول في حدائق القرى المجاورة، يتأمل الأشجار بأنواعها وأشكالها، ويجد فيها ملاذًا نفسيًا. ويقول أحمد: بعد حصولي على دبلوم الزراعة، عملت مع شقيقي في مكتب لبيع المستلزمات الطبية، لكن قلبي ظل معلقًا بـ«الخضرة»، ولم يترك لعمله الجديد أن يقلل شغفه. تتصاعد حدة التغيرات المناخية رافعة حرارة الصيف معها، إلى حدود لا تُطاق في شوارع قوص، ليداعب حلم «أحمد شجر» عقله من جديد؛ ليقرر أن يحول حلمه إلى واقع. «قلت لنفسي: حان الوقت لأفعل شيئًا»، يتحدث أحمد عن الشرارة الأولى لتنفيذ فكرته، بعد أن سمع دعوات الحكومة لتشجير الشوارع؛ لمواجهة الاحتباس الحراري. أحمد شجر يزرع شوارع قوص لتحويلها إلى واحة خضراء زراعة الأشجار.. حلم بدأ من «سوق الإثنين» قبل عام، وأثناء تجوله في سوق الإثنين، لفت انتباه أحمد بائع شتلات، يبيع أشجارًا صغيرة على جانب الطريق. نجح الشاب العشريني بعد تفاوض على السعر على ثماني شتلات بـ 200 جنيه بعضها مثمر وبعضها للزينة. «زرعتها بجوار منزلي»، يقول أحمد، متابعًا «وبعد شهرين فقط، بدأ الجيران يسألونني: من أين أحضرت هذه الأشجار؟». «لماذا لا نهدي الأشجار لبعضنا البعض؟»، سؤال طرحه أحمد شجر على عقله، ليهديه إلى سبيل فكرته في قوص، ليبدأ عند هذه المرحلة «إهداء الشجر» -مشروعه التطوعي الكبير- لـ«تشجير شوارع قوص». أحمد شجر يزرع شوارع قوص لتحويلها إلى واحة خضراء 300 شجرة زينت شوارع قوص خلال عام واحد خلال عام واحد، نجح أحمد في زراعة أكثر من 300 شجرة على نفقته الخاصة، من تقاطع شارع الشيخ راشد في منطقة «البطحة» إلى مناطق «العويضات» و«الشعارين». «أختار أنواعًا محددة بعناية» يوضح أحمد أنواع الأشجار التي يزرعها ولماذا يزرعها. ويتابع: أشجار «الفيكس» أزرعها لنموها السريع وظلالها الكثيفة التي تمتص الغبار، بينما أشجار الليمون، التوت النعماني الأحمر، المانجو، والبرتقال تتميز بجمالها ورائحتها العطرة. مؤكدًا: «هذه الأشجار لا تمنحنا الظل فقط.. بل تملأ الجو بعبير ينعش النفس». أحمد شجر يزرع شوارع قوص لتحويلها إلى واحة خضراء لم يتوقف أحمد عن زراعة الشجر في حديقته الخاصة، بل قدم أشجارًا إلى مجلس المدينة لزراعتها في الأماكن العامة، وهو ما تحقق بالفعل، «كل شجرة أزرعها هي هدية للمجتمع»، بحماس يتحدث «أحمد شجر». مجتمع يتنفس «ظل الخضرة» ساعد على انتشار المبادرة الخضراء لـ«أحمد شجر» رد فعل أهل قوص المذهل بعد رؤيتهم الأشجار؛ حيث بدأ يتساءلون عن مصدر الأشجار، فضلا عن عنايتهم بالشتلات المزروعة أمام منازلهم، عن طريق ريها وحمايتها بأقفاص صغيرة. «اقترب مني طفل صغير يومًا طالبًا شجرة ليزرعها في فناء منزله»، يتذكر أحمد موقف الطفل بابتسامة عريضة، مؤكدًا: «جعلني الموقف أشعر أن ما أفعله أكبر من مجرد زراعة أشجار». أحمد شجر يزرع شوارع قوص لتحويلها إلى واحة خضراء ذاع صيته في قوص وانتشر، وأصبح الجميع يلقبونه بـ «أحمد شجر» أو «بتاع الشجر»؛ حيث يتجول يوميًا في الشوارع التي زرع بها الأشجار، يشرف على الشتلات، ويذكّر السكان بأهمية العناية بها. «ما أجمل أن ترى شجرة زرعتها تكبر وتصبح قوية»، بنبرة مفعمة بالفخر يتحدث أحمد شجر. أحمد شجر يزرع شوارع قوص لتحويلها إلى واحة خضراء حلم أخضر.. يكبر لا يقتصر طموح أحمد على بضع شوارع، ولكنه حلمه -بحسب وصفه- أن يرى مدينة قوص مغطاة بالخضرة، وأن تتحول إلى واحة تنبض بالحياة. «أريد أن تتحول مدينتنا إلى جنة خضراء»، يقول أحمد؛ لكنه يدرك أن هذا الحلم يحتاج إلى دعم أكبر، فيناشد مؤسسات المجتمع المدني مساعدته «أنا مستعد تقديم خبرتي وعشقي لهذا العمل.. ولكن أنا بحاجة إلى شركاء لنكمل المشوار». أحمد شجر يزرع شوارع قوص لتحويلها إلى واحة خضراء قوة الفكرة في إحداث التغيير مبادرة أحمد شجر تعيد إلى الأذهان أن الحلول قد تكون بسيطة «زراعة شجرة» لا تطلب سوى ماء قليل وعناية بسيطة، إلا أن المقابل كبير «ظل، هواء نقي، وجمال وعبير».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store