أحدث الأخبار مع #أخبارمصر


بوابة ماسبيرو
منذ 7 أيام
- سياسة
- بوابة ماسبيرو
طواريء الامتحانات في بيوتنا.. كيف نتعامل معها ؟
مع اقتراب امتحانات الفصل الدراسي الأول بالمدارس والجامعات، تعلن كثير من البيوت حالة الطواريء وتكثر مخاوف الطلاب من جداول الامتحانات وما يتردد عن صعوبة و تسريب الأسئلة وحالات الغش ونظام الاختبارات. وحول كيفية تهيئة الأجواء في المنازل واللجان لأداء الامتحانات بهدوء وتركيز مه تدريب الطلاب على التعامل مع أنظمة الاختبارات سواء نظام"البوكليت" بمعنى دمج كراسة الأسئلة والإجابة معا فى كراسة واحدة أوالاختبارات الإلكترونية وطمأنتهم نفسيا، استطلع موقع أخبار مصرببوابة ماسبيرو آراء عدد من الأمهات والخبراء . بداية .. قالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور لموقع أخبارمصر: وصلتنا مناشدات الأمهات خاصة من لديهن طلبة في الشهادة الإعدادية بتعديل جداول الامتحانات بحيث لا تكون الأيام متتالية ويكون به يوم فاصل لتجديد النشاط والمذاكرة، لكن الجداول نزلت حيث تجرى امتحانات الفصل الدراسى الثانى للعام الدراسى 2024 - 2025، خلال الفترة من 21 مايو إلى 4 يونيه 2025. وأضافت أن معظم المطالب تركز على أن يتم وضع الأسئلة بدقة بحيث تخلو من أي أخطاء أو لبس وتكون من داخل المنهج ومن المقرر، وليست أسئلة تعجيزية ويكون وقت الامتحان مناسب لكم الأسئلة وموزع بتوازن حسب احتياج كل سؤال. وعلى مستوى اللجان، ناشدت عبير أحمد منظمي اللجان بأن يكون المراقبون رحماء مع مراعاة تأثير الحر وتوفير تكييف ومراوح ومبردات ومظلات باللجان. وقالت: بالنسبة لي كمؤسس لائتلاف اتحاد أمهات مصر أدعو الأمهات لتهيئة جو مناسب للمذاكرة ومساعدتهم على التركيز ومراعاة هدوء البيت وتوفير تغذية صحيحة ومشروبات طبيعية لهم وحث الأبناء على المذاكرة جيدا والمراجعة والاستفادة من النماذج الإرشادية على موقع الوزارة والقنوات التعليمية مثل مدرستنا 1-3 والتدريب على نوعية الأسئلة والامتحانات ونبعدهم عن أي مشتتات كالموبايل والانترنت والزيارات . وطالبت المدرسين بمراعاة الظروف الاقتصادية لأن أسعار الدروس والمراجعات للشهادات مرتفعة. وأشارت مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، إلى أن هناك مطالبات من أولياء أمور طلاب الشهادة الإعدادية، للمديريات التعليمية، بالاعلان عن النظام الذي سيجري عليه الامتحانات بكل محافظة، سواء بنظام 'البوكليت' أو النظام العادي. وقال د. وليد هندي استشاري الصحة النفسية لأخبار مصر إن هناك عوامل نفسية يجب مراعاتها خلال فترة الامتحانات وعدم النظر لامتحانات الشهادات نظرة تضخمية ترهب الطالب وتنسيه ماذاكره من معلومات وألا نقارن بين الطالب وبين أخواته والمقربين ولانحول البيت إلى معسكر، ونمنع الزيارات ونغلق الانترنت ولكن يجب أن يكون البيت واحة ويتم وضع نظام به "أريحية " ونظام لاستعمال أدوات الترفيه بعد ساعات طويلة من المذاكرة ومنع الخلافات الأسرية ليكون مناخ ملائم ونوفر المكان المناسب للطالب من حيث جودة التهوية وقوة الإضاءة وتكون طريقة الجلوس على المقاعد سليمة . وحذر من وجبات "التيك أواي" لأن التغذية الصحية تنشط القدرات العقلية ومهارات الاسترجاع مثل: البيض والسمك واللبن والخضروات والفاكهة الطازجة والمكسرات والبعد عن المكيفات كالشاي والقهوة . ونبه لأهمية أن يذاكر الطالب في توقيت الاختبار لعدم الاختلال في الساعة البيولوجية كأن يذاكر من 9 صباحا إذا كان الاختبار يتم في هذا التوقيت ويخصص ربع الوقت للتدريب على حل الأسئلة والمهم التوازن في الساعة البيولوجية بحيث ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا ويلعب تمارين بسيطة بالرياضة ويأخذ حماما دافئا قبل النوم ويؤدي الشعاءر الدينية للاطمئنان النفسي والتغذية الروحية ويراعي الوزن النسبي المواد..فهناك مواد تحتاج3 ساعات وأخرى تحتاج ساعة ونصح الطالب باستخدام أكثر من حاسة في المذاكرة وأن يتكلم ويرسم ويكتب ولو حاسة وقعت يتدارك نفسه ويسترجع المعلومة بحواس اخرى مع منحهم محفزات مستمرة مثل كلمات التشجيع : الله ينور.. الربت على الكتف والإبتسامة . وحث د.هندي على توفير مناخ موازي لعملية الاختبار يوم الامتحان وتعريفهم الأجواء والنظام وننصحهم بعدم التزاحم أو المراجعة بعد الامتحان والتركيز في المواد القادمة وعدم المبالاة بمراقب مزعج ولازم الطالب يحضر أدوات كاملة وممحاة ويلقي نظرة سريعة على ورقة الامتحان ويبدأ حل السؤال الأسهل، فالاصعب ليس بالترتيب ويخصص وقتا يراجع ويكتب بخط كبير واضح وممكن الاجابة مرتين في الهوامش ونعلمه فنيات التعامل مع الاختبار ولا يشتت مجهوده في البرشام أو يقوم بمجهود سلبي وينزل بدري يتمشى مع والده أو ولي أمره قبل الاختبار ولو المدرسة بعيدة يركب عربية خاصة أو تاكسي للتنقل ويجب مراعاة الإجراءات الاحترازية كالكحول والكمامة والاستفادة من المنصات التعليمية والقنوات التعليمية مثل مدرستنا 1-2- 3 وربنا يوفق الجميع . ويرى استشاري الصحة النفسية أن الأنباء المتداولة عبر "السوشيال ميديا" عن صعوبة نماذج الامتحانات وعقوبة الغش وتسرب الأسئلة وتجارب سقوط "سيستم" منصات الاختبارات تسبب حالة من التوتر والقلق لدى بعض الطلاب وهنا يأتي دور الأسرة في طمأنة الطلاب وتهيئتهم نفسيا وتهدئة أعصابهم وتنظيم فترات استذكارهم ونومهم . ونصح استشاري الصحة النفسية أولياء الأمور والمعلمين بتدريب الطلاب على فن إدارة الوقت والتركيز والاستعداد لأنظمة الاختبارات الحديثة ومقاومة القلق بالثقة بالنفس وإعمال الفكر وتنمية مهاراتهم . وذكر د. تامر شوقي الخبير التربوي ، أن تعميم نظام البوكليت في امتحانات الشهادة الإعدادية على مستوى الجمهورية يهدف الى تقليل ظاهرة الغش بالامتحانات من خلال توزيع الأسئلة على أكثر من ورقة مما يصعب تسريبها على عكس تركيز جميع الأسئلة في ورقة واحدة أو ورقتين يسهل تصويرها وتسريبها. ويرى الخبير التربوي أن تعميم نظام البوكليت في امتحانات الشهادة الاعدادية على مستوى الجمهورية، له مزايا حيث يعمل على تحقيق المساواة. وأوضح شوقي، أن نظام البوكليت يعتي أن تكون الأسئلة والأجوبة في نفس الكراسة، مما يمنع الغش، حيث أن الكراسة تضم حوالي 20 ورقة، وبالتالي يصعب على الطالب أن يقوم بتصويرها وارسالها إلى خارج لجنة الامتحان. وأشار إلى أن المرحلة الاعدادية تضم نحو 2 مليون طالب، منهم نحو نصف مليون سينتقلون إلي المرحلة الثانوية العام الدراسي المقبل وقد بدأت المديريات التعليمية إعلان نماذج استرشادية لامتحانات الإعدادية بنظام البوكليت مشيرا إلى ضرورة تطبيق نظام البوكليت في امتحانات شهادة الثانوية العامة. و يتضمن البوكليت 4 نماذج متفقة فى أسئلتها على مستوى كل محافظة ولكن مختلفة فى ترتيب هذه الأسئلة داخل النماذج و يوفر على الطالب الوقت لنقل الأسئلة من ورقة الأسئلة إلى ورقة الإجابة بل تتم الإجابة على الأسئلة في نفس الورقة،و يتيح للطالب الأجابة على كل سؤال في حدود المساحة المتاحة للإجابة عليه عقب السؤال بلا إفراط أو تفريط . يشار الى أن نظام البوكليت تم تطبيقه فى امتحانات الثانوية العامة خلال السنوات الماضية و تم عقد امتحانات الشهادة الإعدادية أيضا بنظام البوكليت فى بعض المحافظات منها بورسعيد والدقهلية. ويتيح النظام المرونة الكافية لزيادة عدد الأسئلة المقالية أو تقليلها حسب طبيعة كل مادة و يمكن من خلاله بسهولة اثبات حالات الغش في الامتحانات من خلال مقارنة إجابات الطلاب في نفس الامتحان. بينما دعت د. فاتن النمر الأستاذ بكلية التربية في جامعة حلوان لتقويم نظام الاختبارات الإلكترونية وطريقة التصحيح الآلي لأسئلة الاختيار من إجابات متعددة لأنها قد تضعف مهارة التعبير . وشددت على تجهيز قاعات الامتحانات على أعلى مستوى من أجهزة الكمبيوتر ونظام صوتيات وانترنت وكاميرات مراقبة قبل بدء الاختبارات تفاديا لأي مطبات أو أعطال . وأكدت ضرورة قراءة ورقة الأسئلة بهدوء وتركيز أولا ثم اختيار الأسئلة سهلة الفهم والرد عليها ثم التدرج نحو الأسئلة الأصعب التي تتطلب وقتا وتفكيرا مع ضرورة مراجعة ورقة الامتحانات جيدا قبل تسليمها للمراقب . ودعت د.النمر إلى التوازن بين الطريقة التقليدية للامتحان والإسلوب التحديث في إطارالتحول الرقمي . ونصحت الأسرة بتهيئة المناخ المناسب للطالب أثناء الاستعداد للامتحانات وخلال فترة الامتحانات خاصة في الشهادات العامة ومساعدة الأبناء على التركيز وطول السهر والاهتمام بالتغذية الصحية للطالب أثناء الامتحانات وعدم الإجهاد الذهني . وحول دور التغذية في تركيز الاطفال ومدهم بالطاقة لرفع قدرتهم على التذكر والتحليل، وتحقيق أفضل أداء في الامتحانات، حذرت الدكتورة رانيا الجوهري، الباحثة بقسم المنشطات والسموم بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية ، من تزايد مشكلات القولون العصبي بين الطلاب خلال موسم الامتحانات، مشيرة إلى أن هذه المشكلة الصحية تعد من أبرز العوامل التي تؤثر سلبا على الأداء الذهني والتركيز أثناء هذه الفترة الحساسة من العام الدراسي. وأوضحت الجوهري، أن القولون العصبي يرتبط بعوامل نفسية وجسدية متشابكة، من أبرزها الضغط النفسي الشديد الناجم عن الخوف من الفشل، أو القلق من عدم تحقيق الدرجات المطلوبة، إضافة إلى التفكير المفرط والمخاوف المستمرة المرتبطة بالامتحانات. ونبهت لأضرار السهر الطويل الذي يسبب اضطراب النوم، ما يؤدي إلى اختلال توازن الجهاز العصبي والهضمي، في الوقت الذي يتسبب فيه الاعتماد على الوجبات السريعة والمشروبات المنبهة في تدهور الحالة، بينما تسهم قلة الحركة الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة دون نشاط بدني في زيادة تفاقم الأعراض. ولفتت إلى أن شدة الأعراض تختلف من طالب لآخر، إلا أن الأعراض الأكثر شيوعا تشمل آلاما وتقلصات في البطن، خاصة قبل أو بعد الامتحانات، إلى جانب الانتفاخ والغازات، و يعاني البعض من نوبات من الإسهال أو الإمساك، أو التناوب بين الحالتين، وفي بعض الحالات قد تظهر أعراض أخرى مثل الغثيان أو الصداع نتيجة التوتر النفسي. وأكدت الدكتورة رانيا أن العلاج الفعال لمتلازمة القولون العصبي يعتمد على نهج متكامل يهدف إلى تخفيف حدة الأعراض وتحسين جودة الحياة، مشيرة إلى أنه يتضمن استخدام أدوية مهدئة للقولون مثل مضادات التقلصات التي يصفها الطبيب، وقد يتم اللجوء إلى أدوية مضادة للقلق . وأوضحت أن البيض مصدر غني بالبروتينات والفيتامينات التي تساهم في تعزيز وظائف الدماغ، وخاصة فيتامين B12، الذي يٌساعد في تحسين الذاكرة والتركيز، ويفضل تناوله في وجبة الإفطار بشكل مسلوق أو مخفوق. وأشارت إلى ان الأسماك مثل السلمون والتونة غنية بأحماض أوميجا3 الدهنية التي تعزز من صحة الدماغ وتحسن الذاكرة والتركيز، والقدرة على التفكير، ونصحت بتناول الأسماك الدهنية عدة مرات في الأسبوع لضمان استفادة الطفل القصوى خلال فترة الامتحانات. وذكرت أيضا استشاري التغذية العلاجية أن الخضروات تُحسن من الذاكرة، وتعمل على تقوية جهاز المناعة أيضًا، وأن الموز يحتوي على مادة "البوتاسيوم" التي تعزز التركيز، بينما يحتوي التفاح على الألياف التي تساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة طوال اليوم. وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، قد أعلنت المواعيد الجديدة لامتحانات نهاية العام لصفوف النقل للعام الدراسي ، 2024-2025 حيث تبدأ من يوم 21 مايو المقبل للصفين الأول والثانى الثانوى العام حتى 27 من نفس الشهر، أما صفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية .. فتبدأ امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني 2025 بداية من 22 مايو حتى 27 من نفس الشهر. ووجهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بأن يتم إتاحة استخدام المدارس الثانوية والاعدادية والابتدائية بعد انتهاء الفترة المشار إليها باستثناء مدارس لجان امتحان الشهادة الإعدادية والتي تبدأ في يوم 31 مايو، كلجان لامتحانات الشهادة الفنية. وأشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف ، إلى أن امتحانات نهاية العام للشهادة الإعدادية ستجري في عدد كبير من المحافظات، باستخدام نظام "البوكليت"، نظرا لأهميته الكبيرة، موضحا أن اعتماد نظام 'البوكليت' يهدف إلى الحد من فرص الغش، وتحقيق العدالة بين الطلاب، مع ضمان جودة عملية التصحيح ودقتها. ووجه الوزير بسرعة تجهيز وطباعة الامتحانات بنظام 'البوكليت' في المحافظات التي ستطبق هذا النظام، مؤكدًا حرص الوزارة على تقديم كل أشكال الدعم الفني للمديريات التعليمية، لضمان سير الامتحانات بشكل منتظم وناجح، ولتعزيز مبدأ النزاهة والشفافية في العملية الامتحانية. وفيمايخص الجامعات والمعاهد، أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة تحرص على دعم الطلاب في جميع الجوانب، خاصة خلال فترات الضغط الدراسي مثل موسم الامتحانات، موضحًا أن الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية للطلاب هو جزء لا يتجزأ من منظومة تعليمية متكاملة تسعى لتخريج أجيال قادرة على الإنجاز والتفكير النقدي. وفي هذا الإطار، أطلق المركز القومي للبحوث سلسلة علمية جديدة بعنوان "صحتك في الامتحانات"، بهدف تقديم نصائح طبية ونفسية وعلمية للطلاب لمساعدتهم في التغلب على التوتر، وتحسين التركيز، وتنظيم الوقت، والحفاظ على نمط حياة صحي يدعم الأداء الأكاديمي. وصرح الدكتور ممدوح معوض، رئيس المركز القومي للبحوث، بأن السلسلة تأتي ضمن التزام المركز بدوره المجتمعي في نقل المعرفة العلمية إلى مختلف فئات المجتمع، لافتًا إلى أن "صحتك في الامتحانات" تمثل أحد أوجه التفاعل المباشر مع احتياجات الطلاب، من خلال محتوى علمي مبسط يقدمه نخبة من خبراء المركز في التخصصات الطبية والسلوكية. وأكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن الإدارة العامة للمكتب الإعلامي والمتحدث الرسمي ستتعاون مع المركز القومي للبحوث في نشر سلسلة "صحتك في الامتحانات"، لضمان وصول المحتوى إلى أكبر عدد من الطلاب عبر المنصات الرقمية المختلفة، دعمًا لجهود التوعية العلمية والصحية داخل المجتمع الطلابي.


بوابة ماسبيرو
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- بوابة ماسبيرو
فيديو.. مؤثرو"السوشيال ميديا".. بين التوعية الصحية والدعاية الوهمية
المعلومات الطبية المغلوطة والإرشادات الصحية المضللة وغيرها من تحديات نشر الوعي الصحي على مواقع ومنصات الانترنت و"السوشيال ميديا"، ودور المؤثرين في توعية الجمهور بالقضايا الصحية وغيرها، كانت محل نقاش بجلسات مؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة الدولي الثلاثين الذي عقد مؤخرا بالكلية عن "الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة"، برعاية الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة ، وإشراف الأستاذة الدكتورة ثريا البدوي، عميدة كلية الإعلام ورئيسة المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمينة عام المؤتمر . وسلطت جلسات المؤتمر،الذي شارك فيه موقع أخبارمصر ببوابة ماسبيرو، الضوء على كثير من البحوث العلمية المتعلقة بالمعالجة الإعلامية للقضايا الصحية بوسائط الإعلام الرقمي مقارنة بنظيره التقليدي وكشفت عن نتائج مهمة وتوصيات قيمة . ومن أبرز النتائج ما كشفت عنه دراسة الباحثة د. هبة فتحي، المدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بعنوان 'اعتماد الشباب الجامعي على المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي الصحي لديهم'، من اعتماد 90 % من الشباب الجامعي على المؤثرين في متابعة المحتوى الصحي، وحرصهم بشكل كبير على تتبع منشوراتهم خاصة تلك المتعلقة بالصحة العامة والعادات اليومية. كما أوضحت الدراسة أن فيسبوك جاء في صدارة التطبيقات التي يعتمد عليها الشباب لمتابعة هذا النوع من المحتوى، يليه تطبيق "تيك توك" بدرجة أقل. أما عن الشخصيات الأكثر تأثيرا في المجال الصحي، فقد جاء الدكتور حسام وافي في المرتبة الأولى من حيث المتابعة، نظرا لشهرته الواسعة وتنوع محتواه، تليه سالي فؤاد وأمينة شلباية، اللتان تتمتعان بشعبية واسعة بفضل برامجهما التلفزيونية ونشاطهما المستمر على وسائل التواصل، في حين حل الدكتور هاني الناظر بالمركز الرابع ضمن أبرز المؤثرين في تقديم محتوى صحي موثوق، لا سيما في مجال الأمراض الجلدية. وفيما يتعلّق بأساليب تقديم المحتوى الصحي، فقد فضل المبحوثون الحديث المباشر كأكثر أسلوب فاعلية في مخاطبتهم، يليه المقاطع الصوتية، ثم استخدام الصور والرسوم البيانية، وأخيرًا اللقاءات الحوارية.أما أبعاد التأثير، فقد جاءت التأثيرات المعرفية في المرتبة الأولى، تلتها السلوكية ثم الوجدانية، ما يعكس تأثيرا شاملًا على المتلقي. وأشارت الدراسة إلى أن مستوى الوعي الصحي ارتفع بنسبة 68% نتيجة الاعتماد على محتوى المؤثرين، في حين لم تتجاوز نسبة الانخفاض في الوعي 6% فقط، ما يدل على قوة التأثير الإيجابي للمؤثرين في هذا المجال. وحول تقييم دور مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الوعي الصحي'، حذر الأستاذ الدكتور حسن علي، عميد كلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة من حملات الترويج للطب الشعبي على "السوشيال ميديا" منبها أنها تجاوزت مرحلة الخطر مشيرا على سبيل المثال لظهور شخص بجلباب وعمامة يزعم اختراع مركب لمحاربة السرطان ويطالب المرضى بالتحليل قبل وبعد استخدامه وآخر يروج لوصفات شعبية من الكمون والكركم وزيت الزيتون والنعناع بدلا من الأدوية دون مبالاة بتقنين الجرعات ووقتها فضلا عن الدعاية لمنتجات صيدلية دون تراخيص . ويرى أستاذ الإعلام أن محتوى المؤثرين يحتاج دراسة وتشريع لتقنين المعالجة الإعلامية حرصا على التوعية الصحية السليمة ولابد من معرفة من هم وما تخصصهم وأهدافهم وأدواتهم . بينما أكد أن فرص المؤثرين واسعة في التأثير على الوعي والسلوك عندما ينتشرون ويحظون بثقة المتابعين . ولفت الى أن مفهوم 'المؤثر' لم يظهر مع مواقع التواصل الاجتماعي، بل كان قائما في المجتمع بشكل غير رقمي،تحت مسميات اخرى مثل "قادة الرأي" إلا أن الإنترنت والتطبيقات الحديثة أعطت المفهوم بعدًا جديدا قائما على الانتشار السريع دون ضوابط. وأوضح الدكتور حسن علي أن الإنترنت يدعم من يحقق أعلى نسب مشاهدات، وليس من يمتلك خبرة أو علما، مشيرا إلى أن الفيديوهات القصيرة صارت "طلقات رصاص" من حيث السرعة والقوة في التأثير، ما أدى إلى بروز ظاهرة 'المؤثر الترند' الذي يظهر سريعا ويختفي دون أثر حقيقي. وأكد أن بعض المؤثرين يروجون لمنتجات طبية مقابل المال، حتى لو كانت تضر بالصحة العامة، مما أدى إلى تآكل منظومة الأخلاقيات، فضلًا عن حملات تشويه ممنهجة ضد الأطباء المصريين. وأشار الى المبالغة في أخطاء الأطباء والصيادلة وتجاوزات طبيبة كفر الشيخ ومحاكمتها. وطالب د.حسن علي بتطبيق تجربة بريطانيا في الاستعانة بمؤسسات المجتمع المدني لإنشاء رابطة المؤثرين مع دعم الدولة، فالانجليز أسسوا نادي المؤثرين لتدريب المؤثرين وحمايتهم وتقديم نصيحة قانونية لهم مقابل نسبة مقترحا ان تؤسس كلية الإعلام جمعية للمؤثرين . وتساءلت الأستاذة الدكتورة منى الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: هل نحن مَن يصنع المؤثرين.. أم أنهم من يصنعون توجهاتنا وتحركاتنا؟ ومن يضع أجندة اهتماماتهم ؟". وحذرت من اختراع مصطلحات وهمية وتوزيع ألقاب غير حقيقية عبر مواقع التواصل، مؤكدة أن مواجهة هذا الواقع تتطلب وعيا مجتمعيا وإعلاميا واسعا. وأشارت الى تأسيس كلية الإعلام جمعية أصدقاء الشاشة والميكروفون في لنقييم البرامج والدراما وحاليا يجري تأسيس جمعية أصدقاء الشاشات . ودعت المهتمين بالدراسات الإعلامية لصياغة مدونة مهني أخلاقي لكل المؤثرين بهدف المتابعة والتنظيم والرقابة . وأكدت الأستاذة الدكتورة نجوى كامل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة في تصريح لموقع أخبار مصر، على هامش المؤتمر، صعوبة تغيير السلوكيات المتعلقة بالقيم والعادات والتقاليد مثل الزواج المبكر في الأرياف وضرورة التردد على الأطباء النفسيين لكن يمكن تغيير السلوكيات المكتسبة مثل التعامل مع الطعام بشكل صحي وعدم استخدام المناشف الورقية لتصفية الطعام من الزيوت، أو الاكياس السوداء في حفظ الطعام . وأكدت أن الاعلام الرقمي أكثر تاثيرا على الجمهور خاصة أن معظمهم شباب وأقل خبرة وأسهل في الاستجابة وبالتالي أي معلومة خطأ تكون اكثر خطرا على وعيهم وسلوكهم . وطالبت الباحثين بالتفرقة بين فئات "القائمين بالاتصال" فالصحفي النقابي الذي يدير صفحة رسمية لمؤسسة إعلامية على فيسبوك، يختلف كثيرا عن "مؤثر" مجهول الاتجاهات والهوية يدير صفحته الشخصية. وانتقدت د.نجوى كامل تصوير المرضى في المستشفيات خاصة بدون موافقتهم، منوهة إلى أهمية مراعاة البعد الثقافي في صياغة حقوق الإنسان وخاصة في المجال الطبي مثل: القتل الرحيم. وهنا سلط بحث المستشار الدكتور معتز أبوزيد، نائب رئيس مجلس الدولة، بعنوان"حقوق المريض بين منظومة حقوق الإنسان وآليات الإعلام والتوعية" الضوء على حقوق الإنسان، وحقوق المريض، والإعلام. وتناول الحقوق الثقافية والاجتماعية، مشيرا إلى "الموافقة المستبصرة" فيما يتعلق بحق المريض في الوعي والموافقة على الإجراءات الطبية التي تتم له. ونبه البحث أن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل تهديدا لحقوق المريض في الخصوصية وحساسية بياناته الطبية، منوها إلى أن أهمية تفعيل الأمن السيبراني للحفاظ على بيانات المرضى، بالإضافة إلى تجسير الفروق التقنية بين المؤسسات الصحية، وعدم استخدام حقوق المريض لأغراض إعلانية. وذكرت الأستاذة الدكتورة إيناس أبو يوسف، عميدة كلية الإعلام بجامعة خاصة ، أن المعلومات الصحية المغلوطة والمضللة على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب أضرارا نفسية وجسدية واقتصادية بالغة، خاصة بين فئة الشباب، مشيرة إلى أن الفرق بين 'المعلومة المغلوطة' و'المعلومة المضللة' يكمن في النية وراء نشرها؛ فالأولى غير صحيحة لكن يتم تداولها بحسن نية، بينما الثانية يتم نشرها عن قصد رغم المعرفة بزيفها. وأضافت د. إيناس أبو يوسف أن جائحة كورونا مثلت نقطة تحول حاسمة في إدراك مخاطر التضليل الصحي، حيث امتلأت المنصات الرقمية بمعلومات خاطئة عن الفيروس واللقاحات، ما أدى إلى خلق حالة من الخوف والارتباك المجتمعي. ولفتت إلى تصاعد ظاهرة 'المؤثرين الصحيين' الذين يروجون للأدوية والمكملات الغذائية دون سند علمي، ما يمثل خطورة بالغة على الصحة العامة. وأوضحت ا لأستاذة الدكتورة أماني فهمي، عميدة كلية الإعلام بجامعة خاصة ، أن كل من يحمل هاتفًا أصبح قادرا على التأثير والتوجيه دون أي أساس علمي أو مسؤولية، محذرة من تصاعد الترويج غير المدروس لمنتجات مثل أدوية التخسيس عبر الإنترنت. وفي المقابل ، أشادت بجهود الأطباء المصريين على السوشيال ميديا في نشر التوعية، مؤكدة أن المجتمع بحاجة إلى مواطنين أكثر وعيا، خاصة في ظل ارتفاع نسب الأمية. وأوصت بكود أخلاقي لتقنين السوشيال ميديا وتفعيل دور مؤسسات الإعلام والأكاديمية والتربية الإعلامية التكنولوجية مقترحة تكليف طلاب الإعلام سنة بعد التخرج للتوعية في المدارس بمخاطر السوشيال ميديا وطرق التمييز بين الغث والثمين . بينما تحدث الدكتور محمد رفعت، استشاري طب الأطفال ومقدم البرامج الطبية، عن تجربته الشخصية مع السوشيال ميديا، قائلاً: 'أنا لا أتصدي لأي معلومة إلا بعد معرفة ووعي كامل وأبذل قصاري جهدي في استقصاء الحقيقة '. وأكد أن الإعلام الصحي يحتاج إلى مصداقية شديدة في نقل المعلومة، ودور الإعلام يجب أن يكون في التوجيه، لا المنع، مقترحًا تنفيذ مشاريع طلابية بالشراكة مع أطباء متخصصين لإنتاج محتوى هادف. أما الدكتورة هناء فاروق، أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ، فقالت لأخبار مصر إن تأثير منصات التواصل الاجتماعي أصبح يمس حياة الأفراد بشكل مباشر ويؤثر في سلوكهم واختياراتهم محذرة من الخطورة المتزايدة لاستخدام هذه المنصات في الحياة اليومية. وأشارت إلى أن نتائج الأبحاث، سواء من مصر أو الإمارات، أكدت بشكل متطابق تعاظم دور وسائل التواصل الاجتماعي في حياة المستخدمين، وأن هذه المنصات تؤثر بدرجات متفاوتة، سلبا وإيجابا، بحسب طريقة الاستخدام والمحتوى المقدم. وانتقدت د. هناء فاروق غياب تحليل الخطاب الإعلامي في بعض الدراسات، موضحة أن بعض الرسائل تبدو توعوية في ظاهرها، لكنها تحمل في باطنها طابعا دعائيا أو تجاريا بحتا، ما قد يؤدي إلى كوارث مجتمعية، خاصةً عندما تتعلق الرسائل بمعلومات طبية أو دوائية غير موثوقة. وشددت على الدور الكبير الذي يلعبه المؤثرون في تشكيل توجهات الجمهور، خصوصا عندما يتمتع المؤثر بالجاذبية التي قد تكون من أخطر عناصر التأثير، خاصةً في ظل غياب الخبرة العلمية أو المرجعية المعرفية. وقالت أستاذة الصحافة: 'نحن بحاجة ماسة إلى أبحاث نقدية معمقة تدرس دور المؤثرين، وحدود تأثيرهم، وعلاقاتهم بجمهورهم والمنصات التي ينشطون من خلالها، فالأمر لم يعد مجرد علاقة بسيطة بين منتج ومستهلك، بل قضية معقدة تستحق اهتمامًا أكاديميًا جادًا'. وفي إطار المقارنة بين الإعلام التقليدي والمنصات الجديدة، أكدت د."فاروق" أن دور الإعلام التقليدي لا يقتصر فقط على المؤثرين، بل يشمل وسائل أخرى لها قدرة على نقل الضرر بطرق غير مباشرة، مثل ما أسمته بـ'حروب الغلة'، في إشارة إلى الرسائل غير المباشرة التي تستهدف الفئات الأقل وعيا وتعليما، وغالبًا ما يكون تأثيرها السلبي أقوى من الرسائل المباشرة. وأوصت د. فاروق بالتأكيد على ضرورة مراجعة وزارتي الصحة والإعلام، والجهات المعنية، للمحتوى الذي يقدمه المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي، لضمان حماية المجتمع من التأثيرات السلبية المحتملة، ورفع مستوى الوعي لدى الجمهور تجاه ما يُقدَّم له تحت مسميات التوعية أو النصيحة. وشدد الدكتور عبد العزيز السيد، عميد كلية الإعلام جامعة بني سويف ، على ضرورة وضع أطر تشريعية واضحة تنظم عمل المؤثرين في المجال الصحي، وذلك لضمان أن ما يُقدَّم للجمهور يستند إلى مصادر علمية موثوقة ويخضع لإشراف الهيئات الصحية المختصة. كما أكد د.عبد العزيز على أهمية البعد الاجتماعي في تعزيز الوعي الصحي، مشيرا إلى أن دور المؤثرين يجب أن يتعدى نقل المعلومات إلى بناء ثقافة صحية مستدامة. وفي هذا الإطار، دعا د.عبد العزيز إلى ضرورة مراعاة الظروف الاقتصادية عند تقديم النصائح الصحية، وضرورة توفير بدائل صحية واقتصادية قابلة للتطبيق. كما تضمنت الجلسات عدداً من البحوث المقدمة، حول توظيف الاتصال في نشر الوعي حول الأمراض النفسية في المجتمع، ودور الإعلام الرقمي في نشر الوعي بقضايا الصحة النفسية لدى الجمهور المصري، منها دراسة بحثية قدمتها الباحثة د. داليا أحمد عبد الوهاب عن دور المؤثرين في الترويج لأفكار الصحة النفسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولفتت النتائج إلى أن المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكونوا أداة تأثير سلبية عبر نشرهم للمعلومات دون توثيق، ولما هو معروف من تأثيرهم على عينات كبيرة من الجمهور المتابع لهم، موصية بضرورة تكثيف الرقابة على ما يروجه المؤثرون من معلومات طبية لانها قد تساهم في نشر المعلومات الخاطئة. وعلى مستوى الاجهزة الصحية ، أكد الدكتور أحمد محمد عثمان مستشار رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية وعميد كلية الطب الأسبق، أن التغطية الصحية لمنظومة التأمين الصحي تشمل الآن 6 ملايين مواطن. وأَضاف أن تقديم الخدمة التأمينية خلال العام القادم يحتاج إلى جهود كبرى ودور الإعلام في نشر الوعي الصحي. واشار الى بدء التشغيل الرسمي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في محافظة أسوان أول يوليو 2025. الوقاية من الأمراض وقالت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان ورئيس المجلس القومي للسكان إن وزارة الصحة اتجهت إلى تركيز جهودها من علاج الأمراض إلى الوقاية من الأمراض، وأن موازنة وزارة الصحة زادت 4 أضعاف منذ 2014 وقد تصل إلى 319 مليار جنيه مستقبلاً. وذكرت أن مصر كانت فيما سبق بالمركز الثاني في سبل الرعاية الصحية، وأن جهود السنوات العشر الأخيرة تعد فارقة، حيث شهدت إطلاق العديد من المبادرات الرسمية التي ركزت على جهود الرعاية الصحية وتقديمها للمواطنين. كما أكدت أن الإعلام يحتاج أن يهتم بنشر الوعي الصحي خاصة بموضوع تنظيم الأسرة وربطه بالصحة الإنجابية ومنع تشوهات الأجنة. ولفتت إلى ضرورة توجيه الإعلام نحو التثقيف الموجه للمرأة خاصة فيما يتعلق بالإنجاب والحمل، لتجنب الإرهاق البدني والصحي، مع التركيز على ضرورة تقليل الولادة القيصرية غير الضرورية، مشيرة إلى أن 1.5 مليون سيدة تلد ولادة قيصرية بدلاً من الولادة الطبيعية، مما يؤثر سلباً على صحة الطفل. وقالت : طلبنا من هيئة المعونة الفرنسية دعمنا لخفض نسب الولادة القيصريةلأن لدينا أعلى معدلات في العالم 72% من السيدات تلد قيصريا رغم أن الولادة القيصرية تزيد نسب ًإصابة الطفل بالتوحد وترفع نسب السمنة 3 أضعاف وتقلل كفاءة الأداء المدرسي علاوة على مخاطر الجراحة وبالتالي يجب أن نوعي ونوجه الإرشادات المعلومة العلمية والإعلام يبسطها وينقلها بشكل سليم . وأوضحت د. عبلة الألفي أن هناك نصائح يجب ترويجها إعلاميا لصحة الحامل بأن تأخذ حمض الفوليك والحديد قبل الحمل بـ6 شهور وليس أثناء الحمل لأن تكوين المخ الجنين يتم أول 5 أسابيع حمل ولا تتعاطى أدوية أول 3 شهور ويجب ضبط السكر والضغط قبل الحمل لأن الأكسجين ومخ الطفل يتأثر. كما دعت إلى نشر الوعي حول ضرورة تجنب الأفكار الخاطئة مثل الحمل المتعاقب أو استخدام الأطفال كسلاح للربط بين الزوجين. وأوصت كلية الإعلام في ختام المؤتمر بمدونة سلوك للمحتوى الطبي بمشاركة مؤسسات الإعلام ووزارة الصحة وتطوير القوانين المنظمة لوسائل التواصل الاجتماعي، كاشتراط حصول المؤثرين على ترخيص كما يحدث في السعودية، وضرورة الالتفات للفراغ التشريعي الموجود في مصر فيما يخص من يتحدث عن الأمور الصحية ومسألة بيع المنتجات الطبية ، وتشكيل مراصد تعتمد على شباب متطوع ومنظمات مجتمع مدني لرصد الانتهاكات على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن الاستعانة في ذلك بالذكاء الاصطناعي. وطالبت بإعداد مدونة سلوك في القطاع الطبي تشارك فيه وزارة الصحة وكليات الإعلام وصناع القرار وغيرهم لضبط آلية تقديم معلومات صحية عبر الوسائل المختلفة و تطوير شراكات استراتيجية بين المؤثرين في المجال الصحي من جهة، ومؤسسات الرعاية الصحية ووزارات الصحة والمراكز الأكاديمية والبحثية من جهة أخرى، بما يسهم في توحيد الجهود وتقديم محتوى رقمي صحي دقيق وموثوق. كما أوصت بتشديد الرقابة على وسائل الإعلام الرقمي وتطبيقاته للحد من انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات الرامية إلى إشاعة البلبلة بين الأفراد، وإلزام صانع المحتوى بالإشارة بوضوح إلى المصادر العلمية التي يستندون إليهم مع تعزيز المعالجة الإعلامية المتوازنة بحيث تركز وسائل الإعلام على تقديم حلول علمية وتوضيح سبل الوقاية بدلاً من التركيز على المخاطر والتهويل.


بوابة ماسبيرو
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- بوابة ماسبيرو
مؤثرو"السوشيال ميديا".. بين التوعية الصحية والدعاية الوهمية
المعلومات الطبية المغلوطة والإرشادات الصحية المضللة وغيرها من تحديات نشر الوعي الصحي على مواقع ومنصات الانترنت و"السوشيال ميديا"، ودور المؤثرين في توعية الجمهور بالقضايا الصحية وغيرها، كانت محل نقاش بجلسات مؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة الدولي الثلاثين الذي عقد مؤخرا بالكلية عن "الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة"، برعاية الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة ، وإشراف الأستاذة الدكتورة ثريا البدوي، عميدة كلية الإعلام ورئيسة المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمينة عام المؤتمر . وسلطت جلسات المؤتمر،الذي شارك فيه موقع أخبارمصر ببوابة ماسبيرو، الضوء على كثير من البحوث العلمية المتعلقة بالمعالجة الإعلامية للقضايا الصحية بوسائط الإعلام الرقمي مقارنة بنظيره التقليدي وكشفت عن نتائج مهمة وتوصيات قيمة . ومن أبرز النتائج ما كشفت عنه دراسة الباحثة د. هبة فتحي، المدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بعنوان 'اعتماد الشباب الجامعي على المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي الصحي لديهم'، من اعتماد 90 % من الشباب الجامعي على المؤثرين في متابعة المحتوى الصحي، وحرصهم بشكل كبير على تتبع منشوراتهم خاصة تلك المتعلقة بالصحة العامة والعادات اليومية. كما أوضحت الدراسة أن فيسبوك جاء في صدارة التطبيقات التي يعتمد عليها الشباب لمتابعة هذا النوع من المحتوى، يليه تطبيق "تيك توك" بدرجة أقل. أما عن الشخصيات الأكثر تأثيرا في المجال الصحي، فقد جاء الدكتور حسام وافي في المرتبة الأولى من حيث المتابعة، نظرا لشهرته الواسعة وتنوع محتواه، تليه سالي فؤاد وأمينة شلباية، اللتان تتمتعان بشعبية واسعة بفضل برامجهما التلفزيونية ونشاطهما المستمر على وسائل التواصل، في حين حل الدكتور هاني الناظر بالمركز الرابع ضمن أبرز المؤثرين في تقديم محتوى صحي موثوق، لا سيما في مجال الأمراض الجلدية. وفيما يتعلّق بأساليب تقديم المحتوى الصحي، فقد فضل المبحوثون الحديث المباشر كأكثر أسلوب فاعلية في مخاطبتهم، يليه المقاطع الصوتية، ثم استخدام الصور والرسوم البيانية، وأخيرًا اللقاءات الحوارية.أما أبعاد التأثير، فقد جاءت التأثيرات المعرفية في المرتبة الأولى، تلتها السلوكية ثم الوجدانية، ما يعكس تأثيرا شاملًا على المتلقي. وأشارت الدراسة إلى أن مستوى الوعي الصحي ارتفع بنسبة 68% نتيجة الاعتماد على محتوى المؤثرين، في حين لم تتجاوز نسبة الانخفاض في الوعي 6% فقط، ما يدل على قوة التأثير الإيجابي للمؤثرين في هذا المجال. وحول تقييم دور مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الوعي الصحي'، حذر الأستاذ الدكتور حسن علي، عميد كلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة من حملات الترويج للطب الشعبي على "السوشيال ميديا" منبها أنها تجاوزت مرحلة الخطر مشيرا على سبيل المثال لظهور شخص بجلباب وعمامة يزعم اختراع مركب لمحاربة السرطان ويطالب المرضى بالتحليل قبل وبعد استخدامه وآخر يروج لوصفات شعبية من الكمون والكركم وزيت الزيتون والنعناع بدلا من الأدوية دون مبالاة بتقنين الجرعات ووقتها فضلا عن الدعاية لمنتجات صيدلية دون تراخيص . ويرى أستاذ الإعلام أن محتوى المؤثرين يحتاج دراسة وتشريع لتقنين المعالجة الإعلامية حرصا على التوعية الصحية السليمة ولابد من معرفة من هم وما تخصصهم وأهدافهم وأدواتهم . بينما أكد أن فرص المؤثرين واسعة في التأثير على الوعي والسلوك عندما ينتشرون ويحظون بثقة المتابعين . ولفت الى أن مفهوم 'المؤثر' لم يظهر مع مواقع التواصل الاجتماعي، بل كان قائما في المجتمع بشكل غير رقمي،تحت مسميات اخرى مثل "قادة الرأي" إلا أن الإنترنت والتطبيقات الحديثة أعطت المفهوم بعدًا جديدا قائما على الانتشار السريع دون ضوابط. وأوضح الدكتور حسن علي أن الإنترنت يدعم من يحقق أعلى نسب مشاهدات، وليس من يمتلك خبرة أو علما، مشيرا إلى أن الفيديوهات القصيرة صارت "طلقات رصاص" من حيث السرعة والقوة في التأثير، ما أدى إلى بروز ظاهرة 'المؤثر الترند' الذي يظهر سريعا ويختفي دون أثر حقيقي. وأكد أن بعض المؤثرين يروجون لمنتجات طبية مقابل المال، حتى لو كانت تضر بالصحة العامة، مما أدى إلى تآكل منظومة الأخلاقيات، فضلًا عن حملات تشويه ممنهجة ضد الأطباء المصريين. وأشار الى المبالغة في أخطاء الأطباء والصيادلة وتجاوزات طبيبة كفر الشيخ ومحاكمتها. وطالب د.حسن علي بتطبيق تجربة بريطانيا في الاستعانة بمؤسسات المجتمع المدني لإنشاء رابطة المؤثرين مع دعم الدولة، فالانجليز أسسوا نادي المؤثرين لتدريب المؤثرين وحمايتهم وتقديم نصيحة قانونية لهم مقابل نسبة مقترحا ان تؤسس كلية الإعلام جمعية للمؤثرين . وتساءلت الأستاذة الدكتورة منى الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: هل نحن مَن يصنع المؤثرين.. أم أنهم من يصنعون توجهاتنا وتحركاتنا؟ ومن يضع أجندة اهتماماتهم ؟". وحذرت من اختراع مصطلحات وهمية وتوزيع ألقاب غير حقيقية عبر مواقع التواصل، مؤكدة أن مواجهة هذا الواقع تتطلب وعيا مجتمعيا وإعلاميا واسعا. وأشارت الى تأسيس كلية الإعلام جمعية أصدقاء الشاشة والميكروفون في لنقييم البرامج والدراما وحاليا يجري تأسيس جمعية أصدقاء الشاشات . ودعت المهتمين بالدراسات الإعلامية لصياغة مدونة مهني أخلاقي لكل المؤثرين بهدف المتابعة والتنظيم والرقابة . وأكدت الأستاذة الدكتورة نجوى كامل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة في تصريح لموقع أخبار مصر، على هامش المؤتمر، صعوبة تغيير السلوكيات المتعلقة بالقيم والعادات والتقاليد مثل الزواج المبكر في الأرياف وضرورة التردد على الأطباء النفسيين لكن يمكن تغيير السلوكيات المكتسبة مثل التعامل مع الطعام بشكل صحي وعدم استخدام المناشف الورقية لتصفية الطعام من الزيوت، أو الاكياس السوداء في حفظ الطعام . وأكدت أن الاعلام الرقمي أكثر تاثيرا على الجمهور خاصة أن معظمهم شباب وأقل خبرة وأسهل في الاستجابة وبالتالي أي معلومة خطأ تكون اكثر خطرا على وعيهم وسلوكهم . وطالبت الباحثين بالتفرقة بين فئات "القائمين بالاتصال" فالصحفي النقابي الذي يدير صفحة رسمية لمؤسسة إعلامية على فيسبوك، يختلف كثيرا عن "مؤثر" مجهول الاتجاهات والهوية يدير صفحته الشخصية. وانتقدت د.نجوى كامل تصوير المرضى في المستشفيات خاصة بدون موافقتهم، منوهة إلى أهمية مراعاة البعد الثقافي في صياغة حقوق الإنسان وخاصة في المجال الطبي مثل: القتل الرحيم. وهنا سلط بحث المستشار الدكتور معتز أبوزيد، نائب رئيس مجلس الدولة، بعنوان"حقوق المريض بين منظومة حقوق الإنسان وآليات الإعلام والتوعية" الضوء على حقوق الإنسان، وحقوق المريض، والإعلام. وتناول الحقوق الثقافية والاجتماعية، مشيرا إلى "الموافقة المستبصرة" فيما يتعلق بحق المريض في الوعي والموافقة على الإجراءات الطبية التي تتم له. ونبه البحث أن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل تهديدا لحقوق المريض في الخصوصية وحساسية بياناته الطبية، منوها إلى أن أهمية تفعيل الأمن السيبراني للحفاظ على بيانات المرضى، بالإضافة إلى تجسير الفروق التقنية بين المؤسسات الصحية، وعدم استخدام حقوق المريض لأغراض إعلانية. وذكرت الأستاذة الدكتورة إيناس أبو يوسف، عميدة كلية الإعلام بجامعة خاصة ، أن المعلومات الصحية المغلوطة والمضللة على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب أضرارا نفسية وجسدية واقتصادية بالغة، خاصة بين فئة الشباب، مشيرة إلى أن الفرق بين 'المعلومة المغلوطة' و'المعلومة المضللة' يكمن في النية وراء نشرها؛ فالأولى غير صحيحة لكن يتم تداولها بحسن نية، بينما الثانية يتم نشرها عن قصد رغم المعرفة بزيفها. وأضافت د. إيناس أبو يوسف أن جائحة كورونا مثلت نقطة تحول حاسمة في إدراك مخاطر التضليل الصحي، حيث امتلأت المنصات الرقمية بمعلومات خاطئة عن الفيروس واللقاحات، ما أدى إلى خلق حالة من الخوف والارتباك المجتمعي. ولفتت إلى تصاعد ظاهرة 'المؤثرين الصحيين' الذين يروجون للأدوية والمكملات الغذائية دون سند علمي، ما يمثل خطورة بالغة على الصحة العامة. وأوضحت ا لأستاذة الدكتورة أماني فهمي، عميدة كلية الإعلام بجامعة خاصة ، أن كل من يحمل هاتفًا أصبح قادرا على التأثير والتوجيه دون أي أساس علمي أو مسؤولية، محذرة من تصاعد الترويج غير المدروس لمنتجات مثل أدوية التخسيس عبر الإنترنت. وفي المقابل ، أشادت بجهود الأطباء المصريين على السوشيال ميديا في نشر التوعية، مؤكدة أن المجتمع بحاجة إلى مواطنين أكثر وعيا، خاصة في ظل ارتفاع نسب الأمية. وأوصت بكود أخلاقي لتقنين السوشيال ميديا وتفعيل دور مؤسسات الإعلام والأكاديمية والتربية الإعلامية التكنولوجية مقترحة تكليف طلاب الإعلام سنة بعد التخرج للتوعية في المدارس بمخاطر السوشيال ميديا وطرق التمييز بين الغث والثمين . بينما تحدث الدكتور محمد رفعت، استشاري طب الأطفال ومقدم البرامج الطبية، عن تجربته الشخصية مع السوشيال ميديا، قائلاً: 'أنا لا أتصدي لأي معلومة إلا بعد معرفة ووعي كامل وأبذل قصاري جهدي في استقصاء الحقيقة '. وأكد أن الإعلام الصحي يحتاج إلى مصداقية شديدة في نقل المعلومة، ودور الإعلام يجب أن يكون في التوجيه، لا المنع، مقترحًا تنفيذ مشاريع طلابية بالشراكة مع أطباء متخصصين لإنتاج محتوى هادف. أما الدكتورة هناء فاروق، أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ، فقالت لأخبار مصر إن تأثير منصات التواصل الاجتماعي أصبح يمس حياة الأفراد بشكل مباشر ويؤثر في سلوكهم واختياراتهم محذرة من الخطورة المتزايدة لاستخدام هذه المنصات في الحياة اليومية. وأشارت إلى أن نتائج الأبحاث، سواء من مصر أو الإمارات، أكدت بشكل متطابق تعاظم دور وسائل التواصل الاجتماعي في حياة المستخدمين، وأن هذه المنصات تؤثر بدرجات متفاوتة، سلبا وإيجابا، بحسب طريقة الاستخدام والمحتوى المقدم. وانتقدت د. هناء فاروق غياب تحليل الخطاب الإعلامي في بعض الدراسات، موضحة أن بعض الرسائل تبدو توعوية في ظاهرها، لكنها تحمل في باطنها طابعا دعائيا أو تجاريا بحتا، ما قد يؤدي إلى كوارث مجتمعية، خاصةً عندما تتعلق الرسائل بمعلومات طبية أو دوائية غير موثوقة. وشددت على الدور الكبير الذي يلعبه المؤثرون في تشكيل توجهات الجمهور، خصوصا عندما يتمتع المؤثر بالجاذبية التي قد تكون من أخطر عناصر التأثير، خاصةً في ظل غياب الخبرة العلمية أو المرجعية المعرفية. وقالت أستاذة الصحافة: 'نحن بحاجة ماسة إلى أبحاث نقدية معمقة تدرس دور المؤثرين، وحدود تأثيرهم، وعلاقاتهم بجمهورهم والمنصات التي ينشطون من خلالها، فالأمر لم يعد مجرد علاقة بسيطة بين منتج ومستهلك، بل قضية معقدة تستحق اهتمامًا أكاديميًا جادًا'. وفي إطار المقارنة بين الإعلام التقليدي والمنصات الجديدة، أكدت د."فاروق" أن دور الإعلام التقليدي لا يقتصر فقط على المؤثرين، بل يشمل وسائل أخرى لها قدرة على نقل الضرر بطرق غير مباشرة، مثل ما أسمته بـ'حروب الغلة'، في إشارة إلى الرسائل غير المباشرة التي تستهدف الفئات الأقل وعيا وتعليما، وغالبًا ما يكون تأثيرها السلبي أقوى من الرسائل المباشرة. وأوصت د. فاروق بالتأكيد على ضرورة مراجعة وزارتي الصحة والإعلام، والجهات المعنية، للمحتوى الذي يقدمه المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي، لضمان حماية المجتمع من التأثيرات السلبية المحتملة، ورفع مستوى الوعي لدى الجمهور تجاه ما يُقدَّم له تحت مسميات التوعية أو النصيحة. وشدد الدكتور عبد العزيز السيد، عميد كلية الإعلام جامعة بني سويف ، على ضرورة وضع أطر تشريعية واضحة تنظم عمل المؤثرين في المجال الصحي، وذلك لضمان أن ما يُقدَّم للجمهور يستند إلى مصادر علمية موثوقة ويخضع لإشراف الهيئات الصحية المختصة. كما أكد د.عبد العزيز على أهمية البعد الاجتماعي في تعزيز الوعي الصحي، مشيرا إلى أن دور المؤثرين يجب أن يتعدى نقل المعلومات إلى بناء ثقافة صحية مستدامة. وفي هذا الإطار، دعا د.عبد العزيز إلى ضرورة مراعاة الظروف الاقتصادية عند تقديم النصائح الصحية، وضرورة توفير بدائل صحية واقتصادية قابلة للتطبيق. كما تضمنت الجلسات عدداً من البحوث المقدمة، حول توظيف الاتصال في نشر الوعي حول الأمراض النفسية في المجتمع، ودور الإعلام الرقمي في نشر الوعي بقضايا الصحة النفسية لدى الجمهور المصري، منها دراسة بحثية قدمتها الباحثة د. داليا أحمد عبد الوهاب عن دور المؤثرين في الترويج لأفكار الصحة النفسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولفتت النتائج إلى أن المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكونوا أداة تأثير سلبية عبر نشرهم للمعلومات دون توثيق، ولما هو معروف من تأثيرهم على عينات كبيرة من الجمهور المتابع لهم، موصية بضرورة تكثيف الرقابة على ما يروجه المؤثرون من معلومات طبية لانها قد تساهم في نشر المعلومات الخاطئة. وعلى مستوى الاجهزة الصحية ، أكد الدكتور أحمد محمد عثمان مستشار رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية وعميد كلية الطب الأسبق، أن التغطية الصحية لمنظومة التأمين الصحي تشمل الآن 6 ملايين مواطن. وأَضاف أن تقديم الخدمة التأمينية خلال العام القادم يحتاج إلى جهود كبرى ودور الإعلام في نشر الوعي الصحي. واشار الى بدء التشغيل الرسمي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في محافظة أسوان أول يوليو 2025. الوقاية من الأمراض وقالت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان ورئيس المجلس القومي للسكان إن وزارة الصحة اتجهت إلى تركيز جهودها من علاج الأمراض إلى الوقاية من الأمراض، وأن موازنة وزارة الصحة زادت 4 أضعاف منذ 2014 وقد تصل إلى 319 مليار جنيه مستقبلاً. وذكرت أن مصر كانت فيما سبق بالمركز الثاني في سبل الرعاية الصحية، وأن جهود السنوات العشر الأخيرة تعد فارقة، حيث شهدت إطلاق العديد من المبادرات الرسمية التي ركزت على جهود الرعاية الصحية وتقديمها للمواطنين. كما أكدت أن الإعلام يحتاج أن يهتم بنشر الوعي الصحي خاصة بموضوع تنظيم الأسرة وربطه بالصحة الإنجابية ومنع تشوهات الأجنة. ولفتت إلى ضرورة توجيه الإعلام نحو التثقيف الموجه للمرأة خاصة فيما يتعلق بالإنجاب والحمل، لتجنب الإرهاق البدني والصحي، مع التركيز على ضرورة تقليل الولادة القيصرية غير الضرورية، مشيرة إلى أن 1.5 مليون سيدة تلد ولادة قيصرية بدلاً من الولادة الطبيعية، مما يؤثر سلباً على صحة الطفل. وقالت : طلبنا من هيئة المعونة الفرنسية دعمنا لخفض نسب الولادة القيصريةلأن لدينا أعلى معدلات في العالم 72% من السيدات تلد قيصريا رغم أن الولادة القيصرية تزيد نسب ًإصابة الطفل بالتوحد وترفع نسب السمنة 3 أضعاف وتقلل كفاءة الأداء المدرسي علاوة على مخاطر الجراحة وبالتالي يجب أن نوعي ونوجه الإرشادات المعلومة العلمية والإعلام يبسطها وينقلها بشكل سليم . وأوضحت د. عبلة الألفي أن هناك نصائح يجب ترويجها إعلاميا لصحة الحامل بأن تأخذ حمض الفوليك والحديد قبل الحمل بـ6 شهور وليس أثناء الحمل لأن تكوين المخ الجنين يتم أول 5 أسابيع حمل ولا تتعاطى أدوية أول 3 شهور ويجب ضبط السكر والضغط قبل الحمل لأن الأكسجين ومخ الطفل يتأثر. كما دعت إلى نشر الوعي حول ضرورة تجنب الأفكار الخاطئة مثل الحمل المتعاقب أو استخدام الأطفال كسلاح للربط بين الزوجين. وأوصت كلية الإعلام في ختام المؤتمر بمدونة سلوك للمحتوى الطبي بمشاركة مؤسسات الإعلام ووزارة الصحة وتطوير القوانين المنظمة لوسائل التواصل الاجتماعي، كاشتراط حصول المؤثرين على ترخيص كما يحدث في السعودية، وضرورة الالتفات للفراغ التشريعي الموجود في مصر فيما يخص من يتحدث عن الأمور الصحية ومسألة بيع المنتجات الطبية ، وتشكيل مراصد تعتمد على شباب متطوع ومنظمات مجتمع مدني لرصد الانتهاكات على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن الاستعانة في ذلك بالذكاء الاصطناعي. وطالبت بإعداد مدونة سلوك في القطاع الطبي تشارك فيه وزارة الصحة وكليات الإعلام وصناع القرار وغيرهم لضبط آلية تقديم معلومات صحية عبر الوسائل المختلفة و تطوير شراكات استراتيجية بين المؤثرين في المجال الصحي من جهة، ومؤسسات الرعاية الصحية ووزارات الصحة والمراكز الأكاديمية والبحثية من جهة أخرى، بما يسهم في توحيد الجهود وتقديم محتوى رقمي صحي دقيق وموثوق. كما أوصت بتشديد الرقابة على وسائل الإعلام الرقمي وتطبيقاته للحد من انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات الرامية إلى إشاعة البلبلة بين الأفراد، وإلزام صانع المحتوى بالإشارة بوضوح إلى المصادر العلمية التي يستندون إليهم مع تعزيز المعالجة الإعلامية المتوازنة بحيث تركز وسائل الإعلام على تقديم حلول علمية وتوضيح سبل الوقاية بدلاً من التركيز على المخاطر والتهويل.