أحدث الأخبار مع #أمبرتوإيكو

جزايرس
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- جزايرس
تقاطع المسارات الفكرية بجامعة "جيلالي اليابس"
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. يفتح الملتقى المجال أمام التفكير العميق في العلاقة بين اللغة والفلسفة. فكلّما تطوّرت الدراسات اللغوية، ازدادت قدرتنا على فهم كيف تشكّل اللغة الفكر الفلسفي وتؤثّر في تشكيل مفاهيمنا حول العالم. عبر هذا الحدث العلمي، يسعى المشاركون إلى تسليط الضوء على أهمية اللغة كأداة فلسفية واجتماعية، وكيف يمكن استثمارها في تشكيل أيديولوجيات جديدة، وتعميق الحوار حول دور اللغة في تعزيز الفكر النقدي.منذ العصور القديمة، وفقا للديباجة، كان الفلاسفة يطرحون أسئلة محورية حول اللغة ودورها في الفكر البشري. هل هي مجرد أداة للتواصل، أم أن لها تأثيرًا أعمق في تشكيل مفاهيمنا وفهمنا للعالم؟ هذا السؤال يُعتبر جوهرًا في البحث الفلسفي، فقد تناولته المدارس الفلسفية المختلفة في محاولاتها لفهم العلاقة بين الوجود والفكر.في العصور الإسلامية، كانت دراسة اللغة جزءًا من الفكر الفلسفي الشامل، حيث أسهم العلماء العرب والمسلمون في تطوير علم اللغة وفلسفة اللغة بشكل كبير. كان لهم دور بارز في التأصيل لعدد من المفاهيم اللغوية التي تم تبنيها لاحقًا في الدراسات الغربية. لذلك، يسعى الملتقى إلى تسليط الضوء على هذه الإسهامات والتأثيرات الفلسفية التي تركت بصمتها في بناء الفكر اللغوي.وشهدت القرون الأخيرة تحوّلات كبيرة في مفهوم اللغة في الفكر الفلسفي. في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تطوّرت الدراسات اللغوية بشكل جذري، وظهرت مدارس جديدة مثل علم اللغة المقارن واللغويات التاريخية، وهو ما انعكس على تطوّر المفاهيم الفلسفية المرتبطة باللسانيات.اللغة لم تعد تُعتبر مجرّد وسيلة للتواصل، بل أصبحت أداة لفهم كيف يعمل العقل البشري في تنظيم المعرفة والعالم. وفي هذا السياق، تبرز أهمية الفيلسوف الإيطالي أمبرتو إيكو والناقد الفرنسي رولان بارث اللذين قدّما نظريات هامة حول العلاقة بين اللغة والرمز والعلامة، مشيرين إلى أنّ اللغة هي المفتاح لفهم الواقع الاجتماعي والفكري.سيبحث الملتقى أيضًا في كيف أثّرت الاتجاهات الفلسفية المختلفة على فهمنا للغة. فقد ساهمت الفلسفات الماركسية والوجودية والبراغماتية في تحليل العلاقة بين اللغة والسلطة والإيديولوجيا. فقد تناول المفكّرون في تلك المدارس الفلسفية العلاقة بين اللغة ووسائل التعبير الأيديولوجية، وناقشوا كيفية استخدام اللغة في تشكيل المفاهيم الاجتماعية والسياسية. الاهتمام بالتأثيرات المجتمعية للغة يتجاوز الفلسفة البحتة ليشمل تأثيرات اللغة في الخطاب الإعلامي والسياسي، حيث تُعتبر اللغة أداة قوية لتوجيه الفكر الجماعي وتشكيل التصورات العامة.كما أنّ الملتقى سيتناول التحوّلات الكبرى التي شهدها الدرس اللغوي في العصر الحديث. في هذا السياق، يُستعرض مفهوم "المنعطف اللغوي" الذي أُدخل في الفلسفة من قبل عدد من المفكّرين المعاصرين، حيث تركّز هذه المدرسة على اللغة باعتبارها العامل الأساسي في تشكيل الأيديولوجيات والفلسفات. هذه الدراسة تطرح الأسئلة حول كيفية تأثير اللغة في أنظمة السلطة وكيف يمكن فهم الرموز والأيديولوجيات التي يتم نقلها من خلالها.من أهم المواضيع التي سيشملها الملتقى هو دور اللغة في الخطاب الإعلامي. من خلال وسائل الإعلام، تلعب اللغة دورًا أساسيًا في تشكيل الرأي العام والتأثير على مفاهيم الأيديولوجيا والسلطة. في هذا السياق، سيُناقش تأثير الخطاب الإعلامي على القيم الاجتماعية والسياسية، وكيف يتم استخدام اللغة بشكل استراتيجي للتأثير على المجتمع. يُعدّ هذا الملتقى فرصة هامة للباحثين والأكاديميين من مختلف الجامعات الجزائرية والعالمية للالتقاء وتبادل الأفكار حول موضوعات فكرية تشغل الساحة الأكاديمية. يتوجه الملتقى إلى التفكير في كيفية تطوير الأبحاث الفلسفية واللغوية في الجزائر، ومدى تأثيرها في المسار العلمي العالمي. سيشمل الملتقى جلسات نقاش وورش عمل تتيح للمشاركين التفاعل مع قضايا فلسفية ولغوية معاصرة.


العرب اليوم
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- العرب اليوم
إيطاليا تضحك
على الرغم من مرور القرون الطويلة على نهاية روما، أجمل الإمبراطوريات، فإنها لا تزال تُثير الإعجاب والفضول، وغالباً أو دائماً، الحيرة. طالما تمتع المؤرخون وهم يصفون وصفاً، أو يروون دعابة، أو ينقلون قصيدة من التراث الروماني الجميل. ومن شبه المؤكد أن أحداً لم يكتب عن روما إلا بقليل، أو كثير من التحيُّز، إيجاباً أو سلباً. والإيطاليون هم أيضاً أكثر شعب حظي بالدراسة والإعجاب، وعكسه أيضاً. لا يمكن أن تبقى حيادياً، فأنت تعبر تاريخ روما، سواء في الكتب أو في شوارعها أو جاداتها الجميلة، خصوصاً في «ساحاتها»، التي يعتقد الإيطاليون أن لا شبيه لها في العالم. لكل شيء ساحته في إيطاليا، أو ما يسمونها البياتزا. ساحة الشعب. ساحة العشاق. ساحة الجماهير. ساحة إسبانيا. وهنا لا بد من التوقف عند درجها الحجري، فهي على حجمها الصغير من أجمل الأماكن التي يُمكنك أن تقتل الوقت فيها من دون ملل في النهار والمساء وما بينهما. الجميع منهمك في أداء شيءٍ ما. محادثة عابرة، شاب «يصفِّر» بقوة لحسناء صاعدة أو نازلة على الدرج. سياح مع أطفالهم. سيدات متقدمات في السن يتجادلن حول رحلة إلى توسكانا قبل أن يبدأ موسم الحرّ. هناك انطباع أو اقتناع بأن لا أحد يُشبه شعب روما. شعب يغني في الطرقات كأنه خارج من حفلة موسيقية، أو ذاهب إليها، وأناس يتدافعون ضاحكين مسرعين خلف الباصات الهرمة. والمقاهي دائماً في انتظارك مهما تأخرت، أو أبكرت في المجيء. يقول أمبرتو إيكو: «إن الملهى الإيطالي ليس أرضاً لأحد، بل هو أرض الجميع، يجمع بين الترفيه والنشاط والعمل والسخرية من المارة». وإذا كان المقهى وسيعاً بعض الشيء أمكن جعل جزء منه دكاناً متنوعاً يبيع السجائر، والكريمات، وشفرات الحلاقة، والأسلاك الطاردة للبعوض. كما يحتوي على زاوية لبيع أوراق اليانصيب، وفي أخرى تباع ألعاب الفيديو، وإلى جانبها ثلاجة للمرطبات. إذا أردت أن تعرف إيطاليا جيداً فإن عليك أن تبدأ من «بياتزا مدغوري». في أي حال، مهما كان حجم المقهى فالرواد يجادلون حول موضوع ما، وقد تعلو أصواتهم بحيث تظن أن الجدل بلغ نقطة خطيرة، لكنهم سرعان ما يتضاحكون. ومن المستحيل أن يتطور الغضب، أو ملاكمة، كما في فرنسا، إلى انسحاب لا عودة عنه كما في لندن، فالغضب الإيطالي سريع الزوال، مثله مثل الصداقة والإعجاب. يرسم كتاب «رحلة داخل العقلية الإيطالية» للمؤلف بيبّي سيفيرنيني، «الدار العربية للعلوم - ناشرون»، صورة مرحة. وبالنسبة إليَّ، وأهم ما قرأت عن هذا الشعب كتاب «الإيطاليون»، للسياسي والصحافي لويجي بارزيني، الذي لا يزال من أهم المراجع حول الشعب الإيطالي.


الشرق الأوسط
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
إيطاليا تضحك
على الرغم من مرور القرون الطويلة على نهاية روما، أجمل الإمبراطوريات، فإنها لا تزال تُثير الإعجاب والفضول، وغالباً أو دائماً، الحيرة. طالما تمتع المؤرخون وهم يصفون وصفاً، أو يروون دعابة، أو ينقلون قصيدة من التراث الروماني الجميل. ومن شبه المؤكد أن أحداً لم يكتب عن روما إلا بقليل، أو كثير من التحيُّز، إيجاباً أو سلباً. والإيطاليون هم أيضاً أكثر شعب حظي بالدراسة والإعجاب، وعكسه أيضاً. لا يمكن أن تبقى حيادياً، فأنت تعبر تاريخ روما، سواء في الكتب أو في شوارعها أو جاداتها الجميلة، خصوصاً في «ساحاتها»، التي يعتقد الإيطاليون أن لا شبيه لها في العالم. لكل شيء ساحته في إيطاليا، أو ما يسمونها البياتزا. ساحة الشعب. ساحة العشاق. ساحة الجماهير. ساحة إسبانيا. وهنا لا بد من التوقف عند درجها الحجري، فهي على حجمها الصغير من أجمل الأماكن التي يُمكنك أن تقتل الوقت فيها من دون ملل في النهار والمساء وما بينهما. الجميع منهمك في أداء شيءٍ ما. محادثة عابرة، شاب «يصفِّر» بقوة لحسناء صاعدة أو نازلة على الدرج. سياح مع أطفالهم. سيدات متقدمات في السن يتجادلن حول رحلة إلى توسكانا قبل أن يبدأ موسم الحرّ. هناك انطباع أو اقتناع بأن لا أحد يُشبه شعب روما. شعب يغني في الطرقات كأنه خارج من حفلة موسيقية، أو ذاهب إليها، وأناس يتدافعون ضاحكين مسرعين خلف الباصات الهرمة. والمقاهي دائماً في انتظارك مهما تأخرت، أو أبكرت في المجيء. يقول أمبرتو إيكو: «إن الملهى الإيطالي ليس أرضاً لأحد، بل هو أرض الجميع، يجمع بين الترفيه والنشاط والعمل والسخرية من المارة». وإذا كان المقهى وسيعاً بعض الشيء أمكن جعل جزء منه دكاناً متنوعاً يبيع السجائر، والكريمات، وشفرات الحلاقة، والأسلاك الطاردة للبعوض. كما يحتوي على زاوية لبيع أوراق اليانصيب، وفي أخرى تباع ألعاب الفيديو، وإلى جانبها ثلاجة للمرطبات. إذا أردت أن تعرف إيطاليا جيداً فإن عليك أن تبدأ من «بياتزا مدغوري». في أي حال، مهما كان حجم المقهى فالرواد يجادلون حول موضوع ما، وقد تعلو أصواتهم بحيث تظن أن الجدل بلغ نقطة خطيرة، لكنهم سرعان ما يتضاحكون. ومن المستحيل أن يتطور الغضب، أو ملاكمة، كما في فرنسا، إلى انسحاب لا عودة عنه كما في لندن، فالغضب الإيطالي سريع الزوال، مثله مثل الصداقة والإعجاب. يرسم كتاب «رحلة داخل العقلية الإيطالية» للمؤلف بيبّي سيفيرنيني، «الدار العربية للعلوم - ناشرون»، صورة مرحة. وبالنسبة إليَّ، وأهم ما قرأت عن هذا الشعب كتاب «الإيطاليون»، للسياسي والصحافي لويجي بارزيني، الذي لا يزال من أهم المراجع حول الشعب الإيطالي.