٢٦-٠٤-٢٠٢٥
دعم زلزال الحوز.. تقرير يرصد تفاوتات صادمة وتوزيعًا غير شفاف للمساعدات
بلبريس - ليلى صبحي
أماطت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان ، عبر تقرير أعدته لجنة تقصي الحقائق بجهة مراكش آسفي، اللثام عن مجموعة من الاختلالات التي شابت عملية صرف الدعم المخصص لضحايا زلزال الحوز، الذي ضرب المنطقة في 8 شتنبر 2023، مخلفًا خسائر بشرية ومادية جسيمة.
و حسب ما خلص إليه التحقيق الميداني، فإن 16 في المائة من الأسر المتضررة لم تستفد من أي شكل من أشكال الدعم، وهي نسبة تتجاوز بكثير ما أعلنت عنه اللجنة البين وزارية، التي تحدثت عن عدم استفادة 2.7 في المائة فقط، أي نحو 1,652 أسرة.
ورصدت العصبة، في تقريرها، شهادات متضررين من جماعة أنكال بدائرة أمزميز، ممن أكدوا أنهم لم يتوصلوا لا بمبلغ 2500 درهم الشهري ولا بدعم إعادة الإعمار، رغم انهيار منازلهم بالكامل. كما تحدث آخرون عن 'توزيع غير عادل' و'استفادة مشبوهة' لأشخاص على حساب آخرين في ظروف مماثلة، متهمين جهات بالإبتزاز واعتماد منطق المحسوبية والزبونية.
وسجل التقرير انتقادات حادة لعمل اللجنة المشرفة، حيث أشار إلى غياب الشفافية في نشر لوائح المستفيدين والمعايير المعتمدة، فضلاً عن اختلالات تنظيمية تمثلت في تقليص عدد أعضاء اللجنة الميدانية من سبعة إلى أربعة فقط، وعدم تخصيص الوقت الكافي لمعاينة الأضرار ميدانيًا.
وفيما يتعلق بالدعم المالي، أظهرت نتائج التقرير أن 79 في المائة من المستجوبين الذين انهارت منازلهم كليًا تلقوا فقط 80 ألف درهم، بدل 140 ألف درهم التي تم الإعلان عنها رسميًا، كما بيّن أن 82 في المائة يرون أن الدعم الشهري (2500 درهم) لم يكن كافيًا لتغطية تكاليف إعادة البناء.
وتوقف التقرير أيضًا عند تضارب المعطيات الرسمية، إذ أوضحت اللجنة الوزارية أن عدد المنازل المنهارة كليًا بلغ 5,835 منزلاً، بينما قدم فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، رقما يفوق 19,000 منزل، ما اعتبرته العصبة تفاوتًا غير مبرر وتساءلت عن أسباب تناقص الأرقام رغم استمرار الهزات الارتدادية.
وأعرب التقرير عن قلقه من تجاهل البعد الاجتماعي في التصاميم المعتمدة لإعادة البناء، مشيرًا إلى أن متوسط مساحة المنازل المنهارة يصل إلى 170 مترًا مربعًا، في حين لا تتجاوز التصاميم الجديدة 76 مترًا، ما لا يتلاءم مع طبيعة الحياة في المناطق القروية والجبلية.
كما أبدى التقرير تحفظًا على الطابع المعماري للمساكن الجديدة، إذ أشار إلى أن 98 في المائة من الأسر المستجوبة اعتبرت أن هذه التصاميم لا تعكس الهوية الثقافية والمعمارية للمنطقة، بسبب طغيان البناء الإسمنتي على حساب الطابع التقليدي المحلي.