#أحدث الأخبار مع #أملكاريون،أريفينو.نتمنذ 16 ساعاتأعمالأريفينو.نتلعنة برشلونة والبندقية تهدد المغاربة قبل الحدث الكبير؟أريفينو.نت/خاص في الوقت الذي يراهن فيه المغرب بقوة على قطاع السياحة كرافعة أساسية لاقتصاده، خاصة مع اقتراب استضافة كأس العالم 2030 وطموح استقبال 26 مليون سائح بحلول ذلك العام، تتعالى الأصوات المحذرة من مخاطر استراتيجية 'الكل في السياحة'، والتي قد تقود، إن لم تُحكم، إلى أزمات عميقة، على رأسها أزمة الإسكان، مكررة بذلك سيناريوهات مؤلمة شهدتها مدن أوروبية كبرى. 'السياحة المفرطة': حين يتحول الحلم إلى كابوس يهدد المدن وسكانها لم تعد السياحة مصدر سعادة دائم للاقتصادات الكبرى، ففي السنوات الأخيرة، تحولت الوجهات السياحية الشهيرة في أوروبا إلى مصدر إزعاج ومعاناة لسكانها الأصليين، الذين باتوا يرفعون الصوت عاليًا ضد ما يُعرف بـ'السياحة المفرطة' أو السياحة الجماعية. وتُعتبر إيطاليا، بحسب ما أوردته أسبوعية 'ليسبريسو' الإيطالية، رمزًا لهذا التململ المتزايد ضد التدفق الهائل للسياح، حيث أكدت الصحيفة أن 'سوق المصطافين وإن كان حيويًا للعديد من الاقتصادات المحلية، إلا أن الارتفاع الجنوني في أعداد الزوار يمكن أن يتسبب في مشاكل هائلة'، مشيرة إلى أن 'هذه الظاهرة تُخل بتوازنات المدن الكبرى بشكل رئيسي'. وقد تفاقمت أزمة السكن في أوروبا بشكل خطير، ويعزو العديد من المراقبين جزءًا كبيرًا من هذه الأزمة إلى السياحة المفرطة. ففي العديد من الحواضر الأوروبية والغربية، يفضل أصحاب العقارات تأجير ممتلكاتهم عبر منصات مثل 'Airbnb'، خاصة مع تشبع السوق الفندقي في بعض المناطق وانعدامه في أخرى، مما يجعل هذه الشقق والغرف البديل الوحيد للسياح. ومع انتشار هذا النوع من العروض، وما يمثله من إغراءات ربحية للمالكين، أصبح العثور على سكن لائق للمواطنين مهمة شبه مستحيلة في العديد من المدن. ففي برشلونة الإسبانية، التي شهدت احتجاجات ضد السياحة المفرطة منذ عام 2014، يُجبر السكان المحليون على النزوح نحو الضواحي. وفي إيطاليا، يُقال إن ما بين 1000 إلى 1500 من سكان البندقية يضطرون سنويًا لمغادرة مدينتهم العائمة للاستقرار في اليابسة. ومؤخرًا، قررت أوروبا التصدي لهذه الظاهرة، حيث أعلنت برشلونة عزمها حظر تأجير 10,000 وحدة سكنية عبر 'Airbnb' بحلول عام 2029، بينما حددت لندن سقفًا لإيجارات 'Airbnb' بـ 90 ليلة سنويًا للعقارات الكاملة. وفي إيطاليا، تسعى الحكومة لسن قانون وطني ينظم الإيجارات السياحية قصيرة الأجل، يتضمن حدًا أدنى للإقامة لليلتين في المدن ذات الكثافة السياحية العالية. وتأتي هذه الإجراءات في ظل تزايد مقلق لظاهرة التشرد في عموم أوروبا خلال العقد الماضي، وفقًا لبيانات المفوضية الأوروبية. المغرب ومونديال 2030: طموحات سياحية في مواجهة تحدي الإسكان في خضم هذه التحولات العالمية، يضع المغرب نصب عينيه أهدافًا سياحية طموحة استعدادًا لمونديال 2030. ولكن، هل استراتيجية 'الكل في السياحة' هي الخيار الأمثل؟ يرى خبراء أن هذا التوجه، رغم إيجابياته الاقتصادية الظاهرية، قد يؤدي مستقبلًا إلى أزمة سكن خانقة، شبيهة بتلك التي تعاني منها المدن الأوروبية. فمن المتوقع أن تستحوذ منصات مثل 'Airbnb' أو ملاك العقارات المخصصة للإيجار قصير الأمد على جزء كبير من النشاط، مع ما يرافق ذلك من ممارسات مضاربية قد ترفع الأسعار إلى مستويات جنونية. ورغم أن نشاط 'Airbnb' في المغرب لا يزال محدودًا نسبيًا ويخضع لرقابة السلطات الضريبية، إلا أن الحاجة تبدو ماسة لوضع إطار تنظيمي خاص لتفادي الآثار السلبية المحتملة. خبير مغربي يحذر: 'سياستنا انتهازية وقد ندفع الثمن غاليًا!' وفي هذا السياق، عبر السيد أمل كاريون، رئيس الفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار، عن قلقه العميق، قائلاً في تصريح صحفي: 'ما يثير استغرابي هو الحديث عن استراتيجية 'الكل في السياحة'. لم أرَ استراتيجية واضحة المعالم، بل مجرد تكثيف لعمليات بناء وحدات الإيواء، وغالبًا ما تكون علامات تجارية كبرى تدير عقارات مملوكة لمستثمرين آخرين، وبتمويل من صندوق الإيداع والتدبير!'. وأضاف كاريون: 'التركيز منصب حاليًا على المدن المستضيفة للفعاليات الرياضية، وخاصة الرباط، مع انتشار لوحدات متوسطة الجودة. هل هذه هي خارطة الطريق؟ لقد حذرت مرارًا من مخاطر السياحة المفرطة، بدءًا من مراكش. ويبدو أن رئاسة الحكومة أصدرت تعليمات لضمان توفر الأسرة لاستيعاب تدفقات الحدثين، دون اكتراث كبير بباقي الجوانب'. وحذر من أنه 'إذا استمر الاعتماد على متوسط الدخل الحالي المنخفض من كل سائح، فسنشهد عجزًا عن تجديد هذه الوحدات، كما حدث سابقًا. لا نريد سياحة مفرطة كتلك التي نراها في جزر البليار أو برشلونة!'. واعتبر كاريون أن 'السياسة الحالية انتهازية، وقد تكون فقاعة ندفع ثمنها غاليًا جدًا'، مؤكدًا على 'ضرورة أن تقوم الدولة بتأطير العرض السياحي ومعاقبة المخالفين، مع الحرص على عدم الوقوع في فخ تشجيع السياحة المفرطة'. تذاكر الدخول وتحديد الهوية السياحية: هل هي الحلول؟ في محاولة للحد من آثار السياحة المفرطة، بدأت مدن مثل البندقية في تجربة فرض تذاكر دخول على السياح اليوميين، بينما تسعى فلورنسا لمنع عرض مساكن جديدة للإيجار قصير الأمد. ويرى السيد كاريون أن على المغرب 'التوقف عن مطاردة الأرقام والمقارنات. يجب أن نحدد هويتنا السياحية: مكوناتها، نقاط قوتها وضعفها، وأن نرسم مصفوفة SWOT بموضوعية لتحديد ما نريده فعلاً من السياحة الدولية والوطنية. فأسعار الفنادق الحالية تفوق قدرة المواطنين، وسياسة هذه الفنادق المنحازة لمنظمي الرحلات الأجانب ومنصات الحجز الإلكتروني هي انحراف تام. لماذا لا نعيد الاعتبار للمخيمات السياحية التي تشكل جزءًا من ثراء التراث السياحي العالمي؟'. واختتم الخبير تحذيره بالقول: 'يجب أن تظل السياحة موردًا اقتصاديًا، وألا تتحول إلى نقمة على سكان الوجهات الأكثر إقبالًا'.
أريفينو.نتمنذ 16 ساعاتأعمالأريفينو.نتلعنة برشلونة والبندقية تهدد المغاربة قبل الحدث الكبير؟أريفينو.نت/خاص في الوقت الذي يراهن فيه المغرب بقوة على قطاع السياحة كرافعة أساسية لاقتصاده، خاصة مع اقتراب استضافة كأس العالم 2030 وطموح استقبال 26 مليون سائح بحلول ذلك العام، تتعالى الأصوات المحذرة من مخاطر استراتيجية 'الكل في السياحة'، والتي قد تقود، إن لم تُحكم، إلى أزمات عميقة، على رأسها أزمة الإسكان، مكررة بذلك سيناريوهات مؤلمة شهدتها مدن أوروبية كبرى. 'السياحة المفرطة': حين يتحول الحلم إلى كابوس يهدد المدن وسكانها لم تعد السياحة مصدر سعادة دائم للاقتصادات الكبرى، ففي السنوات الأخيرة، تحولت الوجهات السياحية الشهيرة في أوروبا إلى مصدر إزعاج ومعاناة لسكانها الأصليين، الذين باتوا يرفعون الصوت عاليًا ضد ما يُعرف بـ'السياحة المفرطة' أو السياحة الجماعية. وتُعتبر إيطاليا، بحسب ما أوردته أسبوعية 'ليسبريسو' الإيطالية، رمزًا لهذا التململ المتزايد ضد التدفق الهائل للسياح، حيث أكدت الصحيفة أن 'سوق المصطافين وإن كان حيويًا للعديد من الاقتصادات المحلية، إلا أن الارتفاع الجنوني في أعداد الزوار يمكن أن يتسبب في مشاكل هائلة'، مشيرة إلى أن 'هذه الظاهرة تُخل بتوازنات المدن الكبرى بشكل رئيسي'. وقد تفاقمت أزمة السكن في أوروبا بشكل خطير، ويعزو العديد من المراقبين جزءًا كبيرًا من هذه الأزمة إلى السياحة المفرطة. ففي العديد من الحواضر الأوروبية والغربية، يفضل أصحاب العقارات تأجير ممتلكاتهم عبر منصات مثل 'Airbnb'، خاصة مع تشبع السوق الفندقي في بعض المناطق وانعدامه في أخرى، مما يجعل هذه الشقق والغرف البديل الوحيد للسياح. ومع انتشار هذا النوع من العروض، وما يمثله من إغراءات ربحية للمالكين، أصبح العثور على سكن لائق للمواطنين مهمة شبه مستحيلة في العديد من المدن. ففي برشلونة الإسبانية، التي شهدت احتجاجات ضد السياحة المفرطة منذ عام 2014، يُجبر السكان المحليون على النزوح نحو الضواحي. وفي إيطاليا، يُقال إن ما بين 1000 إلى 1500 من سكان البندقية يضطرون سنويًا لمغادرة مدينتهم العائمة للاستقرار في اليابسة. ومؤخرًا، قررت أوروبا التصدي لهذه الظاهرة، حيث أعلنت برشلونة عزمها حظر تأجير 10,000 وحدة سكنية عبر 'Airbnb' بحلول عام 2029، بينما حددت لندن سقفًا لإيجارات 'Airbnb' بـ 90 ليلة سنويًا للعقارات الكاملة. وفي إيطاليا، تسعى الحكومة لسن قانون وطني ينظم الإيجارات السياحية قصيرة الأجل، يتضمن حدًا أدنى للإقامة لليلتين في المدن ذات الكثافة السياحية العالية. وتأتي هذه الإجراءات في ظل تزايد مقلق لظاهرة التشرد في عموم أوروبا خلال العقد الماضي، وفقًا لبيانات المفوضية الأوروبية. المغرب ومونديال 2030: طموحات سياحية في مواجهة تحدي الإسكان في خضم هذه التحولات العالمية، يضع المغرب نصب عينيه أهدافًا سياحية طموحة استعدادًا لمونديال 2030. ولكن، هل استراتيجية 'الكل في السياحة' هي الخيار الأمثل؟ يرى خبراء أن هذا التوجه، رغم إيجابياته الاقتصادية الظاهرية، قد يؤدي مستقبلًا إلى أزمة سكن خانقة، شبيهة بتلك التي تعاني منها المدن الأوروبية. فمن المتوقع أن تستحوذ منصات مثل 'Airbnb' أو ملاك العقارات المخصصة للإيجار قصير الأمد على جزء كبير من النشاط، مع ما يرافق ذلك من ممارسات مضاربية قد ترفع الأسعار إلى مستويات جنونية. ورغم أن نشاط 'Airbnb' في المغرب لا يزال محدودًا نسبيًا ويخضع لرقابة السلطات الضريبية، إلا أن الحاجة تبدو ماسة لوضع إطار تنظيمي خاص لتفادي الآثار السلبية المحتملة. خبير مغربي يحذر: 'سياستنا انتهازية وقد ندفع الثمن غاليًا!' وفي هذا السياق، عبر السيد أمل كاريون، رئيس الفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار، عن قلقه العميق، قائلاً في تصريح صحفي: 'ما يثير استغرابي هو الحديث عن استراتيجية 'الكل في السياحة'. لم أرَ استراتيجية واضحة المعالم، بل مجرد تكثيف لعمليات بناء وحدات الإيواء، وغالبًا ما تكون علامات تجارية كبرى تدير عقارات مملوكة لمستثمرين آخرين، وبتمويل من صندوق الإيداع والتدبير!'. وأضاف كاريون: 'التركيز منصب حاليًا على المدن المستضيفة للفعاليات الرياضية، وخاصة الرباط، مع انتشار لوحدات متوسطة الجودة. هل هذه هي خارطة الطريق؟ لقد حذرت مرارًا من مخاطر السياحة المفرطة، بدءًا من مراكش. ويبدو أن رئاسة الحكومة أصدرت تعليمات لضمان توفر الأسرة لاستيعاب تدفقات الحدثين، دون اكتراث كبير بباقي الجوانب'. وحذر من أنه 'إذا استمر الاعتماد على متوسط الدخل الحالي المنخفض من كل سائح، فسنشهد عجزًا عن تجديد هذه الوحدات، كما حدث سابقًا. لا نريد سياحة مفرطة كتلك التي نراها في جزر البليار أو برشلونة!'. واعتبر كاريون أن 'السياسة الحالية انتهازية، وقد تكون فقاعة ندفع ثمنها غاليًا جدًا'، مؤكدًا على 'ضرورة أن تقوم الدولة بتأطير العرض السياحي ومعاقبة المخالفين، مع الحرص على عدم الوقوع في فخ تشجيع السياحة المفرطة'. تذاكر الدخول وتحديد الهوية السياحية: هل هي الحلول؟ في محاولة للحد من آثار السياحة المفرطة، بدأت مدن مثل البندقية في تجربة فرض تذاكر دخول على السياح اليوميين، بينما تسعى فلورنسا لمنع عرض مساكن جديدة للإيجار قصير الأمد. ويرى السيد كاريون أن على المغرب 'التوقف عن مطاردة الأرقام والمقارنات. يجب أن نحدد هويتنا السياحية: مكوناتها، نقاط قوتها وضعفها، وأن نرسم مصفوفة SWOT بموضوعية لتحديد ما نريده فعلاً من السياحة الدولية والوطنية. فأسعار الفنادق الحالية تفوق قدرة المواطنين، وسياسة هذه الفنادق المنحازة لمنظمي الرحلات الأجانب ومنصات الحجز الإلكتروني هي انحراف تام. لماذا لا نعيد الاعتبار للمخيمات السياحية التي تشكل جزءًا من ثراء التراث السياحي العالمي؟'. واختتم الخبير تحذيره بالقول: 'يجب أن تظل السياحة موردًا اقتصاديًا، وألا تتحول إلى نقمة على سكان الوجهات الأكثر إقبالًا'.