أحدث الأخبار مع #أمينةالسعيد


بوابة الفجر
منذ 2 أيام
- سياسة
- بوابة الفجر
أمينة السعيد.. امرأة بقامة وطن كسرت الصمت وكتبت تاريخ المرأة في الصحافة المصرية
في زمن كانت المرأة فيه تُحاصر بين جدران الصمت والتهميش، خرج صوت أمينة السعيد ليقلب الموازين، لا بصرخة غاضبة، بل بكلمة صادقة وموقف حاسم، لم تكن مجرد كاتبة أو صحفية، بل كانت مدرسة في التنوير، جسدت بقلمها ووعيها الحاد صورة المرأة المصرية القوية، الطامحة، والمتمردة على كل أشكال الإقصاء. على مدار عقود، أسهمت أمينة السعيد في صياغة وعي نسوي جديد، وكانت من أوائل من فتحن الأبواب المغلقة أمام النساء للحديث، والكتابة، والمشاركة في الشأن العام، في إطار ذلك، يرصد الفجر أبرز محطات أمينة السعيد تزامنًا مع ذكرى ميلادها نشأة شكلتها القيود وغذّتها الأحلام وُلدت أمينة السعيد عام 1914، ونشأت في بيئة محافظة بصعيد مصر، وتحديدًا في محافظة أسيوط، منذ طفولتها، أدركت أن هناك ظلمًا ممنهجًا يُمارس ضد الفتيات، حيث يُفرض عليهن الحجاب مبكرًا، ويُمنعن من التعليم والاختلاط، لكنّها لم تستسلم لتلك التقاليد، بل حولت إحساسها بالرفض إلى دافعٍ للتمرد والبحث عن أفقٍ أوسع للحرية. خطواتها الأولى في دروب النضال النسوي في سن الرابعة عشرة، التحقت بالاتحاد النسائي المصري بقيادة هدى شعراوي، والتي شكّلت وعيها النسوي والسياسي، لم تكن عضويتها شكلية، بل كانت بداية حقيقية لرحلة نضال طويلة ستخوضها لاحقًا في عالم الصحافة والفكر، كانت تلك الخطوة الأولى نحو بناء شخصية قوية ومثقفة تُدرك حجم التحديات التي تواجه المرأة المصرية. تجربة جامعية شكلت وعيها التحرري كانت أمينة من أوائل النساء اللاتي التحقن بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، في وقت كان وجود فتاة في الحرم الجامعي مثار استغراب ورفض، درست الأدب الإنجليزي، وخاضت معركة رمزية برفضها ارتداء الحجاب التقليدي، ومارست الأنشطة الجامعية بحرية، لتصبح رمزًا للمرأة المثقفة التي تفرض حضورها بثقة وتميّز. انطلاقتها في عالم الصحافة بعد تخرجها، شقت أمينة طريقها في الصحافة، بداية من مجلات "كوكب الشرق" و"آخر ساعة"، ثم التحقت بمجلة "المصور" التابعة لمؤسسة دار الهلال، كانت موهبتها وقوة شخصيتها كفيلتين بأن تفرض اسمها وسط بيئة مهنية يهيمن عليها الرجال، لكن محطة التحول الكبرى كانت عام 1954، حين أسندت إليها رئاسة تحرير مجلة "حواء"، أول مجلة نسائية تصدر عن مؤسسة صحفية كبيرة. "حواء".. منصة للنضال والتغيير حولت أمينة مجلة "حواء" من مجرد مجلة نسائية تقليدية إلى منبر نسوي صلب، يناقش قضايا التعليم والزواج والحقوق السياسية للمرأة، ويطرح أفكارًا جريئة غير معتادة في ذلك الوقت، كانت المجلة بمثابة مساحة حرّة لتأكيد مكانة المرأة كعنصر فاعل في بناء المجتمع، لا مجرد تابع أو كائن هامشي. أول امرأة تتولى رئاسة "دار الهلال" في عام 1976، وصلت أمينة السعيد إلى قمة جديدة في مسيرتها، عندما أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال العريقة، بذلك دخلت التاريخ الإعلامي من أوسع أبوابه، وأثبتت أن المرأة قادرة على إدارة كبرى المؤسسات الصحفية بنفس الكفاءة والحسم اللذين يتمتع بهما الرجال. مواقف فكرية صلبة وجرأة بلا حدود عرفت أمينة السعيد بمواقفها الجريئة، فقد كانت من أشد المدافعات عن إلغاء المحاكم الشرعية، ومناصِرة لحقوق المرأة في العمل والتعليم والمساواة الكاملة، لم تتردد في مواجهة رجال الدين والتيارات الرجعية، وكانت تعتبر أن معركة المرأة ليست فقط في نيل الحقوق، بل في كسر الأفكار التي تقيدها وتُبرر التمييز ضدها. نتاج أدبي يُعبّر عن هموم المرأة كتبت أمينة السعيد عددًا من الروايات والكتب التي تناولت فيها قضايا المرأة من منظور اجتماعي وإنساني، مثل رواية "الجامحة" و"أوراق الخريف" و"وجوه في الظلام". استخدمت الأدب كوسيلة أخرى للبوح، وكشفت من خلاله عن عالم المرأة الداخلي، وصراعها مع القيود الاجتماعية. التكريم والرحيل كرّمها الرئيس جمال عبد الناصر بوسام الاستحقاق، كما حصلت على عدد من الجوائز والتقديرات المحلية والدولية، ورغم أن رحيلها في 13 أغسطس عام 1995 مرّ بهدوء، فإن أثرها ظل حاضرًا في ذاكرة الصحافة والحركة النسوية، كاسم لا يمكن تجاوزه في أي حديث عن تاريخ المرأة المصرية. إرثها باقٍ في كل صوت نسوي حر أمينة السعيد لم تكن مجرد صحفية، بل مؤسسة وملهمة، مهدت الطريق لأجيال من النساء اللواتي أردن أن يكتبن، يتحدثن، ويُحدثن فرقًا، إرثها لا يزال حيًا في كل صوت نسوي يطالب بالحرية، وفي كل فتاة قررت أن تقول "لا" للقيود باسم المعرفة والحق والمساواة.


نافذة على العالم
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
ثقافة : حكايات نون النسوة.. أمينة السعيد رائد الأدب النسوي في مصر
الثلاثاء 25 مارس 2025 02:00 صباحاً نافذة على العالم - في مصر العديد من النساء اللواتي حققن مكانة مميزة في مجال الرواية بثراء مذهل وتنوع وإبداع في أعمال الكتابة، وفي أعمالهن تناولن موضوعات مختلفة، فالكاتبة تنغمس أحيانا في تصوير نفسها وأحيانًا تكون تعبيراتها من أجل الفردية وأحيانا تصور القضايا التي تتعلق بالرجل والمجتمع أيضا. وبين هؤلاء الأديبات، الأديبة أمينة السعيد التي هي تشتهر بكونها رائدة الحركة النسائية مع هدى شعراوي في مصر في أوائل القرن العشرين، وكانت أمينة من تلاميذ هدى شعراوي وأثبتت ذلك بخلع الحجاب وكذلك النهوض بقضية الرياضة النسائية من خلال الجرأة على لعب التنس في حرم الجامعة. فإنها نجحت في تأليف الروايات والسيرة الذاتية وأدب الرحلات. وتعد "السعيد" رائدة في مجال الأدب ومن أعمالها "أوراق الخريف" وهي مجموعة قصص قصيرة التي تم نشرها في القاهرة في عام 1943م ورواية "الجامحة" نشرت في القاهرة في عام 1950م ورواية "وجوه في الظلام" التي نشرت في القاهرة في عام 1963م ومجموعة القصص القصيرة "الهدف الكبير" تم نشرها في القاهرة في عام 1985م. والآن نناقش روايتها "الجامحة" والتي هي أول رواية نسوية عربية وفيها اختارت أن تنظر إلى مجتمعها. رواية 'الجامحة' التي كتبتها أمينة السعيد هي روايتها الأولى التي تعتبر أيضًا أول رواية نسوية. ركزت هذه الرواية على النمو العاطفي وتحقيق الذات لأميرة الفنانة. ولهذه الرواية عنصر جديد آخر وذلك أن القصة كاملة تُروى من وجهة نظر شخصية أنثوية تعبر عن هويتها وتعيها. هذه الرواية تصور بطلة اسمها أميرة. هي امرأة فقدت والدتها عندما ولدت فقام والدها بتربيتها ورعايتها. وهو يريد أن تكون قوية وأن تسترشد بالعقل وحده ولا تدع "العاطفة الضعيفة" تلعب أي دور في حياتها. عندما كانت لا تزال صغيرة، يشرح والدها فلسفته بالكلمات: "العالم لا يعترف بالضعيف، والبقاء فيه هو للقوي. إذا كنت لا تستطيعين أن تكوني قوية ، فعلى الأقل تظاهري بأنك قوية. لا تقبلي إهانة من أحد حتى ولو كان هو أقرب شخص لك. إذا ضربتك فتاة، ردّي عليها؛ وإذا لعنتك، العنيها مائة ضعف ما كنت تعانين من هذا فسوف تُرضين كبريائك" أمينة السعيد