#أحدث الأخبار مع #أندية_الأدباليوم السابعمنذ 2 أيامترفيهاليوم السابعقصور الثقافة.. والرهان على هوية الوطنمنذ أكثر من ثلاثين عاما أطلق وزير الثقافة فاروق حسني مشروعا طموحا لإنشاء نوادي الأدب في قصور الثقافة في الأقاليم، وبميزانيات محدودة جدا، بدأ المهتمون بالكتابة الأدبية والإبداع عموما في التجمع في قصور الثقافة، على الرغم من الضعف الشديد في الإمكانيات وقتها، لكنها كانت أماكن للتجمع ولصياغة اهتمامات جديدة على الواقع الثقافي والأدبي، وكان كثير من تلك النوادي محلا لصراع واضح في كثير من الأحيان بين من يسعون للتنوير ومن يهتمون ببقاء الوضع على ما هو عليه، وهو الأمر الذي جعل تلك الأماكن محلا لتطوير كثير من الأفكار والمشروعات، والأكثر من ذلك أنها كانت مفرخة لآلاف من الأسماء التي صارت فيما بعد على رأس العمل الثقافي والتنويري، منهم من انتهى مشواره مبكرا، ومنهم من صار علما في مجله الإبداعي شعرا ورواية وقصة ومسرحا وغير ذلك، وهو الأمر الذي تكرر في نوادي المسرح والموسيقى والسينما والعلوم وغيرها من جوانب الثقافة. لكن الثابت رغم التنوع أن كل من ارتبط بهذه المشروعات، أو معظمهم، قد أصبح مؤمنا بدور الثقافة في الحفاظ على الهوية المصرية في ظل تحولات درامية لفت العالم كله في أثناء هذه السنوات. وقد تطور المشروع فصارت أندية الأدب تتبادل الزيارات، وعن طريق هذه الآلية أذكر أنني شخصيا زرت كل محافظات مصر، مدنها وقراها من كفر الزيات والإسكندرية والمنصورة إلى أسيوط وسوهاج والأقصر ومرسى مطروح وقنا والإسماعيلية والسويس وطنطا وغيرها، فصارت العلاقة قوية بين عناصر تلك الخريطة الإبداعية المتسعة حين سمع كل منا الآخر، وارتبط به فصار الحراك الثقافي الذي تم تنميته في مؤتمرات الأدباء العامة والإقليمية، ليتم استثمار الأمر بصورة أكبر من أجل إنتاج مشروع النشر الإقليمي الذي اكتشف كثيرا من الأسماء اللامعة الآن في مجال الكتابة والأدب والصحافة. يبدو الأمر منذ البداية كأنه مشروع للأدباء، لكنه في الحقيقة كان خط الدفاع الأهم عن الهوية المصرية، والرابط الأهم بين الأدباء والمثقفين والدولة بمعناها القومي والوطني، حيث أصبح الاجتماع في نادي الأدب محلا لنقاشات موسعة، بل ومبادرات حقيقية تنطلق من الأرض لتنمي الأرض نفسها، وتواجه الأفكار الظلامية والهدامة، وتصبح صمام أمان على جانب من الأهمية والخطورة. لا يقتصر الأمر إذن على مجرد صناعة حراك أو استكشاف مواهب، ولا حتى على خلق مساحة حوار بين مبدعين، لكنه يظل الرابط الأهم وخط الدفاع الأخير عن الهوية المصرية ضد محاولات استلابها شرقا وغربا، ولذلك فإن قصور الثقافة ستبقى على هذا الجانب من قوة الدفاع عن هذه الهوية بأقل الإمكانات، وإن كانت تلك المنظومة قد واجهت قصورا وعوائق في أداء هذا الدور، فإن من أهم واجبات مؤسسة الثقافة الحفاظ على هذا الدور وتطويره، وعدم المساس به قبل البدء في إيجاد بديل يقوم بالدور نفسه وبكفاءة أكبر. هناك مئات الخطط الممكنة التى يمكنها أن تضع لقصور الثقافة بل للعمل الثقافي عموما برامج عمل تستطيع تحقيق الدور الثقافي المهم بالإضافة إلى مواكبتها للتغيرات، وهي الخطط التي وجه بها رئيس الجمهورية، وتم وضع لبناتها وأسسها منذ سنوات ولم يتم تحقيقها حتى الآن. لست إذن ضد التطوير أو حتى إيجاد بديل، لكن البدء بالغلق قبل أن يقوم البديل بدوره ينطوي على رهان خطر على تلك الفجوة بين الاثنين، والتي سرعان ما سيملؤها بعضهم بسرعة استغلالا لغياب الدور المفترض، ناهيك عن أن فكرة غلق أو تسليم عدد كبير من تلك الأماكن بحجة أنها لا تقدم شيئا من دون وجود الخطط الواضحة المعلنة لتعديل دورها وتطويره هي فكرة تنطوي على استسهال شديد الوضوح، ورهان يصل إلى حد المقامرة بهوية الوطن ومستقبله.
اليوم السابعمنذ 2 أيامترفيهاليوم السابعقصور الثقافة.. والرهان على هوية الوطنمنذ أكثر من ثلاثين عاما أطلق وزير الثقافة فاروق حسني مشروعا طموحا لإنشاء نوادي الأدب في قصور الثقافة في الأقاليم، وبميزانيات محدودة جدا، بدأ المهتمون بالكتابة الأدبية والإبداع عموما في التجمع في قصور الثقافة، على الرغم من الضعف الشديد في الإمكانيات وقتها، لكنها كانت أماكن للتجمع ولصياغة اهتمامات جديدة على الواقع الثقافي والأدبي، وكان كثير من تلك النوادي محلا لصراع واضح في كثير من الأحيان بين من يسعون للتنوير ومن يهتمون ببقاء الوضع على ما هو عليه، وهو الأمر الذي جعل تلك الأماكن محلا لتطوير كثير من الأفكار والمشروعات، والأكثر من ذلك أنها كانت مفرخة لآلاف من الأسماء التي صارت فيما بعد على رأس العمل الثقافي والتنويري، منهم من انتهى مشواره مبكرا، ومنهم من صار علما في مجله الإبداعي شعرا ورواية وقصة ومسرحا وغير ذلك، وهو الأمر الذي تكرر في نوادي المسرح والموسيقى والسينما والعلوم وغيرها من جوانب الثقافة. لكن الثابت رغم التنوع أن كل من ارتبط بهذه المشروعات، أو معظمهم، قد أصبح مؤمنا بدور الثقافة في الحفاظ على الهوية المصرية في ظل تحولات درامية لفت العالم كله في أثناء هذه السنوات. وقد تطور المشروع فصارت أندية الأدب تتبادل الزيارات، وعن طريق هذه الآلية أذكر أنني شخصيا زرت كل محافظات مصر، مدنها وقراها من كفر الزيات والإسكندرية والمنصورة إلى أسيوط وسوهاج والأقصر ومرسى مطروح وقنا والإسماعيلية والسويس وطنطا وغيرها، فصارت العلاقة قوية بين عناصر تلك الخريطة الإبداعية المتسعة حين سمع كل منا الآخر، وارتبط به فصار الحراك الثقافي الذي تم تنميته في مؤتمرات الأدباء العامة والإقليمية، ليتم استثمار الأمر بصورة أكبر من أجل إنتاج مشروع النشر الإقليمي الذي اكتشف كثيرا من الأسماء اللامعة الآن في مجال الكتابة والأدب والصحافة. يبدو الأمر منذ البداية كأنه مشروع للأدباء، لكنه في الحقيقة كان خط الدفاع الأهم عن الهوية المصرية، والرابط الأهم بين الأدباء والمثقفين والدولة بمعناها القومي والوطني، حيث أصبح الاجتماع في نادي الأدب محلا لنقاشات موسعة، بل ومبادرات حقيقية تنطلق من الأرض لتنمي الأرض نفسها، وتواجه الأفكار الظلامية والهدامة، وتصبح صمام أمان على جانب من الأهمية والخطورة. لا يقتصر الأمر إذن على مجرد صناعة حراك أو استكشاف مواهب، ولا حتى على خلق مساحة حوار بين مبدعين، لكنه يظل الرابط الأهم وخط الدفاع الأخير عن الهوية المصرية ضد محاولات استلابها شرقا وغربا، ولذلك فإن قصور الثقافة ستبقى على هذا الجانب من قوة الدفاع عن هذه الهوية بأقل الإمكانات، وإن كانت تلك المنظومة قد واجهت قصورا وعوائق في أداء هذا الدور، فإن من أهم واجبات مؤسسة الثقافة الحفاظ على هذا الدور وتطويره، وعدم المساس به قبل البدء في إيجاد بديل يقوم بالدور نفسه وبكفاءة أكبر. هناك مئات الخطط الممكنة التى يمكنها أن تضع لقصور الثقافة بل للعمل الثقافي عموما برامج عمل تستطيع تحقيق الدور الثقافي المهم بالإضافة إلى مواكبتها للتغيرات، وهي الخطط التي وجه بها رئيس الجمهورية، وتم وضع لبناتها وأسسها منذ سنوات ولم يتم تحقيقها حتى الآن. لست إذن ضد التطوير أو حتى إيجاد بديل، لكن البدء بالغلق قبل أن يقوم البديل بدوره ينطوي على رهان خطر على تلك الفجوة بين الاثنين، والتي سرعان ما سيملؤها بعضهم بسرعة استغلالا لغياب الدور المفترض، ناهيك عن أن فكرة غلق أو تسليم عدد كبير من تلك الأماكن بحجة أنها لا تقدم شيئا من دون وجود الخطط الواضحة المعلنة لتعديل دورها وتطويره هي فكرة تنطوي على استسهال شديد الوضوح، ورهان يصل إلى حد المقامرة بهوية الوطن ومستقبله.