منذ 15 ساعات
في ذكرى ميلاده، صلاح نظمي رمز الشر الهادئ في السينما المصرية
تزامنًا مع ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء 24 يونيو، نستعيد سيرة الفنان الكبير صلاح نظمي (1920 – 1991)، أحد أعمدة السينما المصرية، وواحدًا من أبرز من قدّموا أدوار الشر ببراعة جعلته يحتل مكانة خاصة في وجدان الجماهير، ويترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن العربي.
في ذكرى ميلاده، صلاح نظمي رمز الشر الهادئ في السينما المصرية
ممكن يعجبك: فيلم 'ليلة العيد' يعرض على 'شاهد Vip' في وقفة عرفات
نشأته وبداياته
وُلد صلاح نظمي في مثل هذا اليوم من عام 1920، بحي محرم بك بمدينة الإسكندرية، في بيت بسيط لكنه غني بالقيم الثقافية، فوالده كان يشغل منصب رئيس تحرير بإحدى الصحف، إلا أن القدر لم يمهله طويلًا، حيث رحل عن الدنيا وابنه لا يزال رضيعًا، تلقى صلاح تعليمه الأساسي في مدرسة الإرساليات الأجنبية، ثم التحق بكلية الفنون التطبيقية، ومنها تخرج ليبدأ مسيرة مهنية بعيدة عن الفن في بدايتها، حيث عمل مهندسًا في هيئة التليفونات، قبل أن يستسلم لشغفه الحقيقي ويقرر التفرغ للفن.
حرص نظمي على صقل موهبته بدراسة أكاديمية، فالتحق بمعهد الفنون المسرحية، ليبدأ بعدها رحلته الطويلة مع السينما والمسرح والتلفزيون، والتي امتدت لأكثر من أربعة عقود من العطاء والتميّز.
مسيرة فنية حافلة
بدأ ظهوره على الشاشة الفضية في منتصف الأربعينيات، حين شارك في فيلم 'هذا جناه أبي' عام 1945، ومنذ تلك اللحظة توالت مشاركاته في عشرات الأعمال السينمائية التي جعلت اسمه حاضرًا بقوة في ذاكرة السينما المصرية، خاصة لما امتلكه من قدرة فائقة على تجسيد أدوار الشر بطريقة مميزة جعلته محبوبًا رغم قسوته على الشاشة.
من أبرز أفلامه: 'إسماعيل يس للبيع'، 'جميلة'، 'بين الأطلال'، 'الناصر صلاح الدين'، 'أبي فوق الشجرة'، 'الرباط المقدس'، و'الرجل الثاني'، وجميعها أفلام شكّلت محطات مهمة في تاريخ السينما المصرية، وكان صلاح نظمي أحد مكوّناتها الأساسية
لم يقتصر عطاؤه على السينما، بل شارك أيضًا في المسرحيات مثل 'مايسة وبمبي كشر' و'بترفلاي'، كما كانت له بصمة واضحة في الدراما التلفزيونية، وظهر في عدد من المسلسلات المميزة أبرزها مسلسل 'أنف وثلاث عيون' الذي لاقى نجاحًا كبيرًا.
قصة حب ووفاء نادرة
وراء وجهه الصارم وأدواره القاسية، عاش صلاح نظمي حياة شخصية اتسمت بالحب والوفاء النادر، فقد تزوج عام 1950 من السيدة التي أحبها، وارتبط بها طوال حياته، وعندما أصيبت بمرض عضال أقعدها عن الحركة لأكثر من ثلاثين عامًا، رفض أن يتركها أو أن يتزوج بغيرها رغم موافقتها الشخصية، ظل إلى جانبها يرعاها ويحنو عليها حتى فارقت الحياة، وبعد رحيلها دخل في حالة اكتئاب حادة لم يخرج منها، حتى وافته المنية في 16 ديسمبر عام 1991 عن عمر يناهز 71 عامًا.
مقال له علاقة: مي فاروق تستعد لطرح أحدث أغانيها 'بنات الخلق' يوم الخميس
أيقونة فنية لا تُنسى
رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على رحيله، لا يزال اسم صلاح نظمي حاضرًا بقوة في ذاكرة عشّاق الفن المصري الأصيل، فقد استطاع أن يحوّل أدوار الشر إلى شخصيات نابضة بالحياة، تثير الإعجاب وتُخلّد في الذاكرة، بفضل صدقه الفني، وتفانيه في كل ما قدّمه.