logo
#

أحدث الأخبار مع #أورانجأوردر

من المرعب مشاهدة التاريخ يعيد نفسه في إيرلندا الشمالية
من المرعب مشاهدة التاريخ يعيد نفسه في إيرلندا الشمالية

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • Independent عربية

من المرعب مشاهدة التاريخ يعيد نفسه في إيرلندا الشمالية

كنت في إحدى المرات، وأنا لا أزال مراهقة، في متجر "سبار" في باليمينا حينما دخل رجل وأعلن أنه سيحرق المتجر بالكامل إذا لم يغلق أبوابه على الفور. لم نتردد أنا وأختي. فقد صدقناه، وهربنا مثل أي شخص آخر. كنا قد دخلنا المتجر على عجل لشراء بعض الضرورات، استعداداً لأيام طويلة وصعبة كانت تلوح في الأفق، مع اندلاع أعمال الشغب في أنحاء إيرلندا الشمالية خلال تسعينيات القرن الماضي بسبب أزمة درومكري. [سلسلة من التوترات والاضطرابات الطائفية التي اندلعت في إيرلندا الشمالية، وتمحورت حول محاولة جماعة "أورانج أوردر" البروتستانتية تنظيم مسيرة سنوية تمر عبر حي كاثوليكي في بلدة بورتاداون (منطقة "غارفاغي رود") بعد إحيائهم قداساً في كنيسة "درومكري"]. لذا، من المرعب أن أشاهد العنف يتأجج في مدينتي مرة أخرى، كما حدث منذ بضعة أيام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) غالباً ما يطلق على باليمينا، التي تقع على بعد نحو 30 دقيقة بالسيارة من بلفاست مع أنها تبدو أحياناً أبعد من ذلك، لقب "حزام الإنجيل" [مجموعة مناطق متدينة للغاية] الخاص بإيرلندا الشمالية، إذ إنها تدهش الزوار بسبب عدد الكنائس التي تنهض على جانبي شوارعها. وباعتبارها معقلاً للحزب الوحدوي الديمقراطي [الموالي للوحدة مع بريطانيا]، فقد كان النائب الذي مثلها في البرلمان لعقود عدة هو القس المتشدد إيان بيزلي، الذي اشتهر بخطبه النارية، وكان يفوز بغالبية ساحقة في الانتخابات، حيث كان يحصد صوتاً من كل صوتين تقريباً. ولقد أسهمت مكانتها كبلدة مزدهرة لها سوق وتقع في وسط إيرلندا الشمالية، ويعني اسمها حرفياً "بلدة وسطى"، في تجاوز فترة الاضطرابات الطويلة. وقد اتخذت منها سلسلة متاجر ساينزبري مقراً لأول فرع لها في إيرلندا الشمالية، والذي افتتح قبل فترة وجيزة من إبرام اتفاقية "الجمعة العظيمة" [1998]، مما وفر لي وظيفة في مخبز خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو عمل كان يقوم أحياناً على وضع المربى في كعكات المربى. وكانت تلك واحدة من مئات الوظائف التي وفرها في البلدة، إضافة إلى شعار الشركة "مقاربة جديدة" A fresh approach، وهو شعار كنا نأمل في أن يجسد روح تلك المرحلة. إن ذلك الازدهار هو أحد أسباب التي جعلت البلدة تجتذب المهاجرين في السنوات التي تلت اتضاح أن عملية السلام قد نجحت نجاحاً دائماً، وقد أصبح هؤلاء المهاجرون الآن هدفاً لعنف مروع. وفي مقطع فيديو انتشر عبر الإنترنت، تقول امرأة لمن يقومون بأعمال الشغب "احذروا يا أولاد". وحينما أخبرها رجل أن هناك أشخاصاً يعيشون في أحد المنازل التي تتعرض للهجوم، أجابت "أجل، ولكن هل هم من السكان المحليين؟ إن كانوا من السكان المحليين، فعليهم أن يغادروا. وإذا لم يكونوا كذلك، دعهم يبقون هناك وليذهبوا إلى الجحيم". كغيرها من مناطق إيرلندا الشمالية، عانت باليمينا نصيبها من الفظائع في الماضي. في عام 2006، تعرض فتى كاثوليكي يبلغ من العمر 15 سنة للضرب حتى الموت في هجوم بدأ خارج دار السينما المحلية، وذلك على مقربة من مكان اندلاع أعمال الشغب الأخيرة. وكان حي هاريفيل في المدينة، حيث تجمع مئات الأشخاص هذا الأسبوع، مسرحاً لاحتجاجات قام بها الموالون [الوحدويون البروتستانت] على امتداد سنوات ضد وجود كنيسة كاثوليكية في منطقة ذات غالبية بروتستانتية قوية في أواخر تسعينيات القرن الـ20. وفي ديسمبر (كانون الأول) 1996 كانت هناك حاجة إلى فرقة من 300 شرطي مسلحين بمعدات مكافحة الشغب من أجل ضمان أن يتمكن السكان المحليون من حضور القداس، كما ذكر مقال نشرته صحيفة "اندبندنت" في ذلك الوقت. وبالطبع، اندلعت أعمال عنف بسبب درومكري، وهو صراع استمر زمناً طويلاً بسبب مسيرة بروتستانتية تابعة لمنظمة "أورانج أوردر" في بلدة بورتاداون. وفي أعقاب الحادثة التي وقعت في متجر "سبار"، بقيت عائلتي في المنزل لأيام عدة، وهي تراقب سير الأحداث في نشرات الأخبار. وفي إطار حظر تجوال ليلي غير رسمي حبس آلاف الأشخاص أنفسهم في منازلهم، وذلك قبل عقود من سماع أي منا بفيروس "كوفيد". وفي صيف منفصل، قضيت إجازة قصيرة في بروكسل، فزت بها، على نحو غريب، كعضوة في فريق المسابقات في مدرستي. وبقيت نزيلة غرفة الفندق مع ثلاثة من زملائي التلاميذ، لكي نشاهد على قناة "سي أن أن" أعمال الشغب وهي تندلع في بلدتنا ونحن بلا حول ولا قوة. وعندما هبطنا في مطار بلفاست الدولي في وقت متأخر من الليل، كانت أعمال العنف قد انتشرت على نطاق واسع إلى درجة أننا واجهنا رحلة شاقة ومحفوفة بالأخطار في طريق العودة إلى بيوتنا. وفي لحظة ما، أوقفتنا الشرطة تماماً قبل أن تصطدم سيارتنا مباشرة بحافلة مقلوبة ومحترقة. كان ذلك عام 1998. ويومها لم تتوقف أعمال الشغب إلا بعد الجريمة الفظيعة التي قتل فيها ثلاثة إخوة شبان حرقاً في هجوم مروع شنه موالون في باليموني، التي تقع على بعد نحو 20 ميلاً (32 كلم) من باليمينا. ومن المؤمل ألا يتطلب الأمر مأساة كهذه لإنهاء العنف هذه المرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store