أحدث الأخبار مع #أورلينروسيف


يورو نيوز
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- يورو نيوز
قاضٍ بريطاني يصدر حكمه في شبكة تجسس روسية-بلغارية
قضت محكمة بريطانية بسجن رجل بلغاري أكثر من 10 سنوات، بعد أن ثبت أنه العقل المدبر لشبكة تجسس روسية نشطت في عدد من الدول الأوروبية. وكان أورلين روسيف، البالغ من العمر 47 عامًا، يقود مجموعة مكونة من خمسة مواطنين بلغاريين نفذوا عمليات سرية بين عامي 2020 و2023 في المملكة المتحدة وألمانيا والنمسا وإسبانيا والجبل الأسود. وكشفت التحقيقات أن المجموعة كانت تعمل لصالح الاستخبارات الروسية. واستهدفت المجموعة صحفيين ودبلوماسيين وجنودًا أوكرانيين، كما ناقشت خططًا لاختطاف أو حتى اغتيال معارضين للكرملين. ووصف قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن، دومينيك ميرفي، هذه العمليات بأنها "تجسس على نطاق صناعي لصالح روسيا". وأظهرت التحقيقات أن روسيف كان يعمل تحت إمرة جان مارساليك، وهو عميل روسي مزعوم يحمل الجنسية النمساوية ولا يزال هاربًا ومطلوبًا دوليًا بتهم الاحتيال واستغلال الأموال، وذلك بعد انهيار شركة "وايركارد" الألمانية لمعالجة المدفوعات في عام 2020. أما مكان وجود مارساليك فما زال غامضًا حتى الآن. وأكد القاضي نيكولاس هيليارد، أن أورلين روسيف كان ضالعًا في ست عمليات معقدة، وامتلك مجموعة من وثائق الهوية المزيفة، مما جعل جريمته تُصنف ضمن أخطر الجرائم. وحُكم على روسيف بالسجن لمدة 10 سنوات وثمانية أشهر بعد إقراره بالذنب في تهم التجسس وحيازة وثائق هوية مزورة. وهو أول من تم الحكم عليه بين أفراد المجموعة الخمسة في محكمة الجنايات المركزية. في السياق ذاته، حُكم على نائبه بيسر دزامبازوف (44 عامًا) بالسجن لمدة 10 سنوات وشهرين لإدانته بالتهم نفسها. أما كاترين إيفانوفا (33 عامًا)، فانيا غابيروفا (30 عامًا)، وتيهومير إيفانوف إيفانتشيف (39 عامًا)، فقد أدانتهم هيئة المحلفين في مارس بالتآمر للتجسس لصالح دولة معادية. وحُكم على إيفانوفا بالسجن لمدة تسع سنوات وثمانية أشهر. من جهة أخرى، اعترف إيفان ستويانوف (33 عامًا)، وهو مقاتل في فنون القتال المختلطة، بالتجسس لصالح روسيا. واعتمدت المجموعة المقيمة في إنجلترا أسماءً مستعارة مستوحاة من الأفلام، حيث أطلق أورلين روسيف على نفسه اسم "جاكي شان"، بينما كان بيسر دزامبازوف يُعرف باسم "ماد ماكس" أو "جان كلود فان دام". أما باقي أفراد المجموعة، فكانوا يُلقبون بـ"المينيونز"، في إشارة إلى شخصيات من سلسلة أفلام الرسوم المتحركة "Despicable Me". وأكدت الشرطة أن هذه الألقاب الخيالية كانت تُخفي وراءها نوايا خطيرة للغاية. في واحدة من العمليات، حاول أعضاء المجموعة استدراج الصحفي البلغاري كريستو غروزيف، الذي كشف عن تورط موسكو في تسميم الجاسوس الروسي السابق في سالزبري عام 2018 باستخدام غاز "نوفيتشوك"، عبر فخ عاطفي مع فانيا غابيروفا. وراقبت المجموعة الصحفي من قناة "بيلينغكات" أثناء توجهه من فيينا إلى مؤتمر في فالنسيا، حيث ناقش قادة العصابة خطة لسرقته وقتله أو اختطافه ونقله إلى روسيا. وقال الصحفي البلغاري كريستو غروزيف في بيان تلاه خلال جلسات النطق بالحكم التي استمرت أربعة أيام.: "اكتشفتُ لاحقًا فقط أن عملاء أجانب كانوا يراقبون تحركاتي، ويتجسسون على اتصالاتي، ويتتبعون منزلي، ويراقبون حياة أحبائي على مدى فترة طويلة. كان ذلك كشفًا مروعًا، ومربكًا، وهز بشدة إحساسي بالأمان". وتابع: "لم تتبدد تلك العواقب مع مرور الوقت؛ بل إنها غيّرت بشكل جذري طريقة عيشي لحياتي اليومية وعلاقتي بالعالم من حولي". وكان أورلين روسيف يدير عملياته من منزل ضيافة قديم في مدينة "غريت يارموث" الساحلية البريطانية. وعندما داهمت السلطات المكان، عثرت على مجموعة مذهلة من معدات التجسس، وصفتها الشرطة بأنها "كنز علاء الدين". وتضمنت المعدات كاميرات خفية موضوعة داخل نظارات شمسية، وأقلام، وربطات عنق، وألعابًا محشوة، من بينها لعبة على شكل شخصية "مينيون". وعُثر أيضًا على أجهزة تكنولوجيا متقدمة تُستخدم لتعطيل إشارات الواي فاي ونظام تحديد المواقع (GPS)، بالإضافة إلى أدوات للتنصت وأجهزة لتتبع السيارات. وكان بيسر دزامبازوف، يعمل في شركة نقل طبية لكنه زعم كذبًا أنه ضابط في الإنتربول، وكان على علاقة بكلتا المرأتين؛ شريكته في العمل كاترين إيفانوفا، التي تعمل مساعدة مختبر، وخبيرة التجميل فانيا غابيروفا. من جانبها، تركت غابيروفا شريكها السابق، المصمم والرسام تيهومير إيفانتشيف، لتكون مع دزامبازوف، الذي كان يصطحبها إلى مطاعم حائزة على نجوم ميشلان ويقيم معها في فنادق فاخرة من فئة الخمس نجوم. وعندما داهمت الشرطة المشتبه بهم في فبراير 2023، وجدت دزامبازوف عاريًا في السرير مع غابيروفا، بدلاً من أن يكون موجودًا في منزله مع إيفانوفا. وخلال المحاكمة، أكدت كلتا المرأتين أن دزامبازوف خدعهما واستغلّهما لتحقيق مصالحه الشخصية.


Independent عربية
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
خبايا شبكة التجسس البلغارية في بريطانيا لصالح روسيا
من مكان غير متوقع في فندق هايدي Haydee، وهو بيت ضيافة متواضع مكون من ثماني غرف في غرايت يارموث، على ساحل نورفولك، يرسل جاسوس بلغاري يدعى أورلين روسيف رسالة مشفرة عبر تطبيق "تيليغرام" إلى مشغله. وفي الرسالة، يناقش أفكاراً تتعلق بتنفيذ عمليات سرية تهدف إلى زعزعة استقرار حكومة كازاخستان وجاء في نصها: "اختراق شبكة الطاقة النووية الكازاخستانية، وتسريب مقاطع فيديو جنسية وتدمير عملتهم الوطنية... وربما أيضاً مقطع فيديو إباحي منتج بتقنية التزييف العميق لابن الرئيس". "نعم، إنها أفكار جيدة ويمكن تنفيذها" يجيبه مشغله من جهاز الاستخبارات. ليضيف بعدها روسيف بحماسة شديدة: "نحن في حاجة إلى مالك نادٍ ليلي للمثليين أو أحد رجال الأمن الذي يمكنه إجراء مقابلة تؤكد أن ابن الرئيس الكازاخستاني هو أحد الزبائن الدائمين للنادي المثلي". ويستكمل الحديث "حسناً، اجعل التزييف يبدو واقعياً. يجب أن نستخدم بعض الحقائق الفعلية أو في الأقل أن نسرب حقيقة وجود الابن في لندن". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "تربطني معرفة ببعض أفضل نجمات الأفلام الإباحية في المملكة المتحدة والدوائر المغلقة التي تضم النوادي النخبوية وأندية تبادل الشركاء 'سوينغ' SWING وغيرها. يمكننا التحقق من ذلك أو في الأقل إنشاء قصة مزيفة تبدو حقيقية للغاية". "عظيم" جرى تبادل هذا الحديث في الـ31 من أغسطس (آب) 2022، وهي محادثة واحدة من 80 ألف رسالة عبر تطبيق "تيليغرام" تبادلها روسيف مع مشغله الرئيس الملقب بـ"روبرت تيكز". وتبين أن قناته ليست سوى واحدة من مئات أجهزة التجسس التي صادرتها الشرطة أثناء مداهمة غرفته الصغيرة في بيت الضيافة في غرايت يارموث. وضم الصيد الثمين للأدوات التي ضُبطت وصودرت أجهزة تنصت مخفية وأجهزة تشويش على الموجات الصوتية، و88 جهاز تسجيل صوتي وبصري، و221 هاتفاً محمولاً، و495 شريحة للهواتف النقالة، و11 طائرة درون. كما عثرت الشرطة على كاميرات تجسس مخبأة في نظارات شمسية ولعب محشوة، وسط أكوام من وثائق الهوية المزورة، بما في ذلك 75 جواز سفر و91 بطاقة مصرفية بأسماء مختلفة. وأسفرت عمليات الدهم التي نفذتها الشرطة عن محاكمة عدد من المواطنين البلغاريين بموجب قانون الأسرار الرسمية بتهمة تنفيذ عمليات مراقبة غير قانونية في المملكة المتحدة مع الكشف عن مخططات للقيام بعمليات السرقة والنصب والقتل واختطاف شخصيات مستهدفة، ولا سيما صحافيين استقصائيين. وزعم الادعاء أنه في الفترة الممتدة بين أغسطس (آب) 2020 وفبراير (شباط) 2023، كان هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً من شبكة لجمع المعلومات الاستخباراتية المفيدة لروسيا و"لغرض يضر بسلامة الدولة (المملكة المتحدة) ومصالحها". وفي هذا السياق، قامت المحكمة يوم أمس الأول الجمعة بإدانة كل من فانيا غابيروفا وكاترين إيفانوفا وتيخومير إيفانتشيف بالتجسس لمصلحة روسيا في ما وصفته الشرطة "بإحدى كبرى" عمليات الاستخبارات الأجنبية في المملكة المتحدة. ظاهرياً، تبدو عملية التجسس جزءاً من حرب بوتين الهجينة السرية ضد الغرب. ففي عام 2022، نفذ العملاء البلغاريون عمليات مراقبة على ثكنات باتش، وهي قاعدة جوية عسكرية أميركية في شتوتغارت الألمانية تدرب الجنود الأوكرانيين على استخدام صواريخ باتريوت الأميركية ضد [الصواريخ الروسية] روسيا. وباستخدام تكنولوجيا متطورة للغاية، خطط روسيف لاستخدام أجهزة "التقاط هوية المشترك الدولي في الهاتف المحمول" [وهو جهاز تنصت على المكالمات الهاتفية والبيانات التي تمر من خلال الهواتف المحمولة] لاختراق الهواتف المحمولة للجنود الأوكرانيين في الثكنات. أسهم هذا الأمر في تمكين الروس من تعقب صواريخ باتريوت باستخدام المعلومات المخزنة على الهواتف المخترقة. وفي هذا الإطار أيضاً، ركز الجواسيس على الصحافي الاستقصائي البلغاري الذائع الصيت خريستو غروزيف، الذي كشف عن ارتباط الكرملين بهجمات سالزبوري عام 2018 وكان له دور أساس وفعال في الكشف عن محاولة الاستخبارات الروسية لاغتيال المعارض المناهض لبوتين أليكسي نافالني. اعتبر غروزيف هدفاً رئيساً للعملاء المجندين، ولهذا تعقبته المجموعة في مواقع مختلفة في النمسا وإسبانيا والجبل الأسود (مونتينيغرو). وكشفت المعلومات عن أن اثنين من العملاء البلغاريين كانا يخططان لتدبير علاقة رومانسية مزيفة بينه وبين شريكتهما غابيروفا المقيمة في لندن. وشمل ذلك إرسالها للصحافي طلباً لقبول الصداقة على "فيسبوك"، والتقاط صور له في مؤتمر في فالنسيا وتناول الإفطار في الفندق الذي كان يقيم فيه. كذلك ناقش البلغاريون سرقته واختطافه وقتله وحرق منزله – عكس هذا مدى الكراهية الذي يكنها النظام للصحافي الذي تجرأ على كشف جرائم بوتين وجيشه الخاص، أي جهاز الأمن الفيدرالي "أف أس بي" FSB. وكانت العملية الثانية تستهدف صحافياً استقصائياً روسياً آخر مقيماً في المملكة المتحدة، وهو رومان دوبروخوتوف، مؤسس موقع "ذا إنسايدر" The Insider الذي أغضبت مقالاته الكرملين. وكجزء من عمليات المراقبة، جلست جاسوسة إلى جانبه على متن رحلة متجهة من بودابست إلى برلين، إذ نجحت في التقاط رقم التعريف الشخصي الخاص بجهاز آيفون الخاص به بواسطة معدات تسجيل سرية. وخلال المحادثات في شأن هذه العملية عام 2021، زعم بأن تيكز علق بالقول: "أود اختطاف ذلك الرجل اليوم أكثر من أي وقت مضى". ولكن "اندبندنت" تمكنت من الكشف عن حبكة فرعية مثيرة للاهتمام في هذه القضية تسلط الضوء على نمو اقتصاد إجرامي يعنى بالخدمات التجارية السرية، ولا سيما الخداع والحرب النفسية وحتى الاغتيالات. ومن المحتمل أيضاً أن الجواسيس البلغاريين كانوا يعملون كمرتزقة تجسس، بدافع من المصالح المالية والتجارية أو حتى الحماسة الشخصية إضافة إلى الأهداف الموجهة من قبل الدولة. وبرزت قيمتهم كجهات محتالة في أنهم كانوا خارج القيود والإشراف المرتبط بوكالات الاستخبارات الحكومية. وتمثل اللغز الرئيس في هوية الجاسوس الغامض روبرت تيكز الذي اتضح أنه يان مارساليك، رجل الأعمال النمسوي ذو السمعة السيئة والمطلوب في ألمانيا لدوره في عملية احتيال بقيمة 1.6 مليار جنيه استرليني (ملياري دولار) بعد انهيار معالج الدفع وموفر الخدمات المالية "وايركارد" Wirecard. دفع مارساليك للجواسيس البلغاريين من خلال شركة بريطانية تدعى "جي أم كونسولت المحدودة" JM Consult Ltd، المسجلة في غرينفورد، ويعيش حالياً في موسكو ويحظى بحماية الكرملين مستخدماً هوية سرية. وخلال عمله كمسؤول رئيس للعمليات لشركة "وايركارد"، دفع مارساليك أموالاً لمجموعات تجسس خاصة لاختراق رسائل البريد الإلكتروني وتنظيم حملات تضليل ضد الصحافيين. وكان متخصصاً في مزج الحقائق الحقيقية بالمعلومات المختلقة والمزيفة لضمان أن تكون الخدعة أكثر إقناعاً. ومن المحتمل أنه كان يقوم بذلك بأوامر من الكرملين. بيد أن الأشخاص الذين يعرفونه يشككون في أن هذا كان دافعه أو زبونه الأساس. فقد صرح ضابط استخبارات بريطاني سابق إلى "اندبندنت" قائلاً: "كان مارساليك يتسم بالغرور المسرحي الذي يتسم به أداء دور الشرير في أفلام جيمس بوند. وكان ذكره أسماء أجهزة الاستخبارات الحكومية وحديثه الفضفاض عن عملاء خاصين على أهبة الاستعداد والجهوزية لتنفيذ أوامره يكشف عن سوء فهم أساس للعمل الاستخباراتي المهني". وأضاف الضابط السابق "شكل هذا الرجل تجسيداً واضحاً للنرجسية المرضية، وهي حال تفاقمت بسبب جنون العظمة وأوهامها التي تصيب المراهقين. وعلى رغم أن ثروته واتصالاته المشبوهة مكنته من الوصول إلى تكنولوجيا بمستوى حكومي، فإن افتقاره إلى المهارات الاستخباراتية الحقيقية كان واضحاً للعيان. ما اعتبره عملاً تجسسياً لم يكن سوى استعراض مسرحي هاوٍ. بصراحة، وجدته مهرجاً بكل معنى الكلمة. لكن هذا لا يعني أنه لم يكن خطراً – فثروته، وعلاقاته في عالم الجريمة المنظمة، إلى جانب شخصيته، جعلته قادراً على إلحاق ضرر بالغ بأي شخص يقع في مرمى استهدافه". أما الدليل التالي على أن هذه القضية ربما لم تكن عملية روسية متطورة، فيكمن في الافتقار الواضح إلى المهارات الاستخباراتية لدى الجواسيس البلغاريين، وسلوك أفراد الخلية الطائش والمتهور والجريء، خصوصاً مارساليك. وحده أورلين روسيف كان يملك خلفية استخباراتية. فقد كان يمتلك في السابق شركة استخبارات الإشارة تبيع معدات الاتصالات كما عمل في الخدمات المالية. بين عامي 2008 و2009، كان مستشاراً استراتيجياً لوزارة الطاقة البلغارية. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2020، منح وضعية "إقامة دائمة لمواطن أوروبي" EU settled status [بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، كان على مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يرغبون في الاستمرار في العيش والعمل في المملكة المتحدة التقدم بطلب للحصول على هذه الوضعية]، لكنه اختار بعد ذلك مكاناً غير متوقع وتمثل في بيت ضيافة في غرايت يارموث كمركز لإطلاق عمليات التجسس السرية. في تلك الأثناء، كان العملاء البلغاريون الآخرون يعيشون في هدوء في بلدة هارو، وفي ضواحي لندن الغربية في غرينفورد وأكتون. وكانت المهن التي يعتمدونها لتغطية عملهم في التجسس مبتكرة ومتنوعة. فقد ادعى أحدهم، وهو إيفان ستويانوف الملقب بـ"المدمر" بأنه لاعب الفنون القتالية المختلطة. أما فانيا غابيروفا، فكانت تعمل كخبيرة تجميل متخصصة في الرموش وتدير صالون تجميل باسم "المرأة الجميلة" Pretty Woman. وامتلك بيزر دزامبازوف علاقات واسعة على أعلى مستويات في الحكومة البلغارية. وتمثلت إحدى مهامه في إقناع صديقته كاترين إيفانوفا بالتقاط صور لثكنات الجيش. ولكن ذلك أتى بنتائج عكسية، إذ شهدت ضده أثناء المحاكمة ونفت أنها كانت جزءاً من شبكة تجسس. على مر ثلاثة أعوام، خططت شبكة التجسس البلغارية لست عمليات سرية كانت "محفوفة بالأخطار" وشملت محاولة الاختطاف وتصوير الأهداف وإدارة الاتصال المباشر واستخدام المتهمات كطعم جنسي لجمع المعلومات. في سياق متصل، استندت قضية الادعاء إلى الرسائل المتبادلة عبر تطبيق "تيليغرام" بين روسيف ومارساليك. وتضمنت محادثاتهما كيفية الحصول على المعدات العسكرية لمصلحة روسيا، وتوفير أدوات التجسس والأجهزة الرقمية فضلاً عن تنفيذ عمليات مراقبة مباشرة ضد أهداف لمصلحة الدولة الروسية. وفي هذا الإطار، أصدر نائب مستشار الأمن القومي مات كولينز بياناً استعرض فيه "تقييماً رفيع المستوى للجهوزية يتناول نشاط المشتبه فيهم وتأثيرهم في أمن المملكة المتحدة ومصالحها". ولكن، جرى وصف مارساليك بأنه "مرتبط على الأرجح بالدولة الروسية" - وهو اتهام قد لا يكون مقنعاً. وعندما كلف روسيف بتشويه سمعة نجل رئيس كازاخستان، كان هذا مبرراً، على حد قول مارساليك، لأنه "لم يدن الحرب في أوكرانيا". ويشير هذا التعليق إلى أن مارساليك كان، في أقل تقدير، متقلباً في ولائه. وفي معرض الخلاصة التي خرجت بها للقضية، وجهت هيئة الادعاء تحذيراً إلى هيئة المحلفين من أن محامي الجواسيس البلغاريين سيركزون على "تصرفاتهم غير المتقنة باعتبارها مضحكة وطريفة"، مما يعني ضمناً أن تصرفاتهم أشبه بتصرفات المفتش كلوزو أو أوستن باورز [شخصيات هزلية] وليس جيمس بوند أو رواية جون لو كاريه. وفي هذا السياق، قال المدعي العام: "لكن الأمر ليس مضحكاً على الإطلاق. فهم لم يكونوا أغبياء ألبتة، بل كانت هذه عملية تجسس رفيعة المستوى انطوت على أخطار عالية للغاية". لا شك أن الأخطار كانت عالية، لكن تورط رجال أعمال أثرياء مثل مارساليك في عمليات استخباراتية يضيف بعداً جديداً خطراً من شأنه أن يعوق الاستقرار ويزعزعه ويلحق الضرر بعالم غير مستقر أصلاً. حتى مناطق الضواحي الهادئة في غرب لندن وبيوت الضيافة المتواضعة الواقعة على ساحل نورفولك لم تعد بمنأى عن لعبة التجسس الدولية.