أحدث الأخبار مع #أوزجور

مصرس
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
8 فنانين فقط في دورته ال 29.. «سيمبوزيوم أسوان» بلا نحاتين!
في دورته 29، أسدل الستار على سيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت، هذا السيمبوزيوم الذى بدأ قويا فى دوراته الأولى وشهد تجمع فنانين كثيرين من العالم. اليوم بعد بلوغه ال29 يفقد بريقه، يترنح وكأنه يغزل برجل حمار، رغم أن أعمال الدورات السابقة تقف شامخة لفنانين عالميين شاركوا على مدى سنوات إقامته فى متحف خصص للسيمبوزيوم، ميزانية الصندوق لا تسمح بدعوة فنانين كثيرين يتمنون المشاركة فى هذه الورش وأحلامهم تداعب أحجار الجرانيت الصلبة أو حتى تغطية إعلامية تليق بهذا الحدث الكبير. المعماري حمدي السطوحي، المشرف على صندوق التنمية الثقافية، يقول إننا فخورون جميعاً بما تم، وسنتدبر ونقيّم ما تم، باحثين فى تعظيم الإيجابيات ومعالجة السلبيات فى الدورات القادمة، ونستعد من الآن للدورة القادمة التى ستحمل رقم ثلاثين! وسيظل هدفنا أن نعطى الفرصة لقطع الجرانيت أن تصبح عملاً فنياً قيماً نفخر به جميعاً.ويضيف: «تأملت قطع الجرانيت الصلب، والتى تم تجهيزها للفنانين ليبدعوا فى إنتاج منتجات ثقافية فنية تعُبر عن رؤى وأفكار فنية مستهدفة، تأملتها، متسائلاً: هل سألنا تلك القطع ماذا تريد أن تصبح؟»وتأملتها متابعاً وراصداً، فوجدت نفسى أتخيل حواراً دائراً بين الأنامل والجرانيت، وكأن قطع الجرانيت تحاور الفنان وتطلب منه ان يُبدع منتجاً منها عملاً فنيا ذا أبعاد فنية وثقافية متميزة، كما حدث على مدار ليس فقط ما يقارب الثلاثين عاماً الماضية منذ تأسيس سيمبوزويم أسوان الدولى للنحت، بل تمتد إلى آلاف السنين منذ كان أجدادنا يبدعون فى التعامل مع كتل الجرانيت منتجين أعمالاً خالدة حتى اليوم.◄ اقرأ أيضًا | 101 فعالية لصندوق التنمية الثقافية خلال رمضان◄ منة: اكتسبت مهارات لإنجاز قطعتي في وقت قصيرالنحّاتة منة إسكندراني «من أسوان وإلى أسوان» لم تكن مشاركتها فى ورشة الشباب بالدورة 28 من سيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت حدثا عابرا فى حياة الفنانة، بل كانت رحلة ملهمة لمشروع فنى جديد أهّلها للمشاركة فى الورشة الأساسية هذا العام، والتى تعيش من خلالها مغامرة مختلفة لترضى شغفها بمراقبة الطبيعة، والبحث فيها عن مفردات تشكل بصمتها الفنية المميزة، وترسم بخطوط انسيابية ملامح دقيقة تمنح الروح لأحجار الجرانيت الصلبة.وتقول منة إنها خلال رحلة نيلية نظمتها إدارة السيمبوزيوم العام الماضى للفنانين المشاركين رصدت عددا من الطيور التى تحلق على ضفاف النهر، وهذا المشهد ألهمها الفكرة الأساسية التى يقوم عليها عملها فى الدورة 29، حيث تعمل على تطويع الحجر ليخرج منه شكل طائر فاردا جناحيه ومحلقا فى عنان السماء، وهو العمل الذى تهديه لمدينة أسوان الملهمة.تؤكد منة، التى تعرفت فى الدورة السابقة على كيفية التعامل مع الجرانيت، أنها اكتسبت مهارات وخبرات جعلتها تنجز قطعتها النحتية فى وقت قصير رغم حجمها الكبير بالمقارنة للعمل الذى قدمته بالدورة السابقة.◄ تجربة مميزةأما النحات فرحات أوزجور من تركيا، فيصف مشاركته فى سيمبوزيوم أسوان بالتجربة المميزة، ويقوم من خلالها بإنجاز منحوتة ضخمة من الجرانيت، الذى استخدم فى صنع تماثيل تاريخية، مؤكدا أن العمل فى سيمبوزيوم أسوان هو أفضل تجاربه مع مثل هذه الملتقيات الدولية على الإطلاق، حيث أتاح له التعرف على معابد فرعونية، ومتاحف أثرية، وأماكن لا تتاح للكثيرين فرصة زيارتها.وعن فلسفة العمل الخاص به قال فرحات أوزجور إن جميع الثدييات على الأرض تتواصل عبر اللمس، ويُعتبر الاتصال الجسدى أكثر أشكال الحب والمودة كثافة، سواء كان بين البشر أو الحيوانات، ونشعر بهذه الكثافة بوضوح عند مراقبة تواصل الأم مع طفلها. ومن هنا جاءت الفكرة الرئيسية لديه، وهى التعبير عن مشاعر الحنان والاحتضان والتلامس من خلال التصميم الذى وضعه لعمله الفنى.◄ مارتن: حدث فريد ومكان مميز للعملمارتن ماثياس (ألمانيا)، يشارك فى الدورة 29 من سيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت لأول مرة، ويرى أن طبيعة أسوان الخلابة، ونهر النيل، والصحراء، وعبق التاريخ الغنى، والحضور الطاغى للحجر، أشياء تجتمع لتجعل من ملتقى أسوان لفن النحت حدثا فريدا، ومكانا مميزًا للعمل، يلهم الفنان، فضلا عن اختيار موقع العمل إلى جوار مقر الإقامة والذى يجعل منه بيئة مثالية للإبداع.ويقول الفنان الألمانى إن المنحوتة التى يقدمها فى السيمبوزيوم تحمل اسم «الوادى يعانق الظلال»، واختار لها قطعة من الجرانيت الوردى 2 متر × 2 متر × 1 متر.تجسيد الأشخاصباهر أبو بكر من مصر، يهتم فى أعماله بالإنسان، والذى يكون حاضرا دائما فى معظم تجاربه الفنية، عبر تجسيده لأشخاص فى حالات شعورية مختلفة، فهو يراه مفتاح التواصل بينه وبين جمهور فنه، ويؤمن بأن أقرب طريق لقلوب الناس أن يقدم لهم ما يستطيعون فهمه، والتفاعل معه، بعيدا عن المبالغة الشديدة فى التجريد والتلخيص.وفى العمل الذى يقدمه يتناول لحظة من لحظات التأمل لفتاه فى وضع الجلوس بشكل يحفز المتلقى على مشاركتها هذه الحالة التأملية، واسقطها على واقعه.علا موسى من مصر تقول: «كنت دائمًا مهتمة بمختلف ألوان الفنون، ولكن عندما درست فى كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، اكتشفت شغفى الحقيقى بالنحت، والذى تعلمت أصوله على أيدى أساتذة ومبدعين كبار».. بتلك الكلمات أكدت الفنانة علا موسى عمق ارتباطها بفن النحت، وانتماءها لكلية الفنون الجميلة التى تخرجت فيها، وتشتغل بها كمدرس فى قسم النحت.أحمد عسقلانى من مصر يرى أن النحت ليس مجرد مهنة ينتمى إليها أو هواية يلجأ لها فى أوقات الفراغ، بل هو حالة عشق ولدت منذ الصغر، وأخذته لآفاق واسعة وحياة كاملة يعيشها بكل تفاصيلها.حين اختاره الفنان الراحل آدم حنين للمشاركة فى ورشة الشباب عام 2003 كان يعلم بخبرته ونظرته الثاقبة أنه مشروع نحات مصرى واعد، وكان عسقلانى عند حسن ظنه، واستحق المشاركة بالورشة الأساسية فى العام التالى، لينطلق نجمه فى عالم النحت، ويتم اختياره فى عام 2009 للمشاركة ببينالى فينسيا.وعن مشاركته فى الدورة 29 من سيمبوزيوم أسوان يقول عسقلانى، إنها محطة مهمة فى مشواره، خاصة أنها المرة الثالثة له فى تلك الأجواء التى تتيح له فرصة الالتقاء بفنانين مميزين من مختلف دول العالم.وأوضح أنه يقدم هذا العام فكرة تتناول تناقضات نعيشها فى عالمنا، وذلك من خلال عمل تمثال يحمل عنوان «أم وردة حمرا»، يصور فيه امرأة متكئة على جانبها، وهى ممسكة بوردة، تحاول من خلالها إضفاء حالة مزيفة للتعبير عن الرقة والأنوثة والجمال، بينما يكشف باقى الجسد حقيقتها.◄ التحدي كبيرمحمود كشك وفى مشاركة أولى له بورشة الشباب بسيموزيوم أسوان، يخوض تجربة التعامل مع الجرانيت، والذى يرى فيه تحديا كبيرا ومتعة خاصة للنحات، والذى يعمل على تحويل تلك الخامة الصلبة إلى خطوط لينة.ويقول عن عمله بالسيمبوزيوم إنه تجريد يستلهم فيه أحد الرموز المصرية القديمة، والذى ظهر على القلادات والحلى فى العصر الفرعونى، واستخدم فى بعض العصور القديمة كوسام يرمز للنصر والحرية، وهو يأخذ شكل ذبابة ذهبية بأجنحة طويلة، أطلق عليها الفراعنة اسم «عفف».ماريا يوسف تقول إن كلمة «يوفوريا» كلمة تعنى الشعور بالنشوة أثناء فعل شئ ما، وهى تجسد الحالة الشعورية التى يعيشها فنان أثناء لحظات الإبداع، وحول هذا المعنى تدور فكرة العمل الذى تقدمه الفنانة ماريا يوسف فى ورشة الشباب بسيمبوزيوم أسوان فى دورته ال 29.أما نوران إبراهيم فقد كانت نشأتها فى مدينة الإسكندرية الساحلية سببا فى ارتباطها بالبحر، وشغفها بالطبيعة جعلها تراقب حركة الأمواج وتدفق المياه بين الصخور، ومنها استحضرت الفنانة نوران إبراهيم الفكرة الأساسية للعمل الذى تقدمه من خلال ورشة الشباب بسيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت، والذى تسجل من خلاله لحظة التقاء صدفتين بفعل الأمواج. وتصف نوران عملها بأنه تشكيل عضوى حر، تمثل فيه الكتلة الصلبة بالمنتصف محور التقاء الصدفتين، والتى تشير إلى الطاقة الكامنة داخل البحر وقوة تأثيره، بينما تعبر الأشكال المتطايرة على الجانبية عن الأمواج المتدفقة، والتى تشكل إيقاع البحر المتغير طوال الوقت.◄ ورشة حقيقيةأدريان أنتونيو من المكسيك يرى النحات المكسيكى أن سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت هو ورشة فن حقيقية، يدرك فنانو نحت الحجر حول العالم أهميته كحدث دولى ترسخت تقاليده عبر السنوات المتعاقبة.ويقول إنه حاول المشاركة فيه سابقًا، وبعد فترة من الزمن تم اختياره للمشاركة فى الدورة 29، ليتحقق بذلك حلمه فى أن تتاح له فرصة نحت تمثال له على جرانيت أسوان، مؤكدا شعوره بالفخر تجاه هذه التجربة التى وصفها بالفريدة والممتعة.تحت عنوان «التكوين» يطرح الفنان الجورجى ألكسندر فوفكادزه أفكاره بلغة النحت، لاعتقاده بأن النحت يتحدث ويروى القصص التى يراها فى أعماق روحه.ويقول إن النحت لغة حرة لا حدود لها، تنبع من الروح، وتتحول إلى أشكال فى الفضاء، لينقل الفنان من خلاله مشاعره الروحية للناس، ويفتح معهم الحوار عن الحب، والجمال، والفرح، والألم، والشغف، والخير، والشر، الموت والحياة.وفي عمله الفنى بسيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت، يحاول ألكسندر فوفكادزه أن يعكس الحالة الروحية التى عاشها منذ لحظة وصوله إلى أسوان، وكيف أثرت فيه هذه الأرض المحاطة بجبال الجرانيت، والتى بثت فى نفسه شعورا بطاقة كونية مذهلة، تجمع بين القوة والغموض، وكأن حياة خالدة وعظيمة قد وُلِدت فى أعماقه.


أخبار اليوم المصرية
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- أخبار اليوم المصرية
8 فنانين فقط في دورته الـ 29.. «سيمبوزيوم أسوان» بلا نحاتين!
في دورته ٢٩، أسدل الستار على سيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت ، هذا السيمبوزيوم الذى بدأ قويا فى دوراته الأولى وشهد تجمع فنانين كثيرين من العالم. اليوم بعد بلوغه الـ٢٩ يفقد بريقه، يترنح وكأنه يغزل برجل حمار، رغم أن أعمال الدورات السابقة تقف شامخة لفنانين عالميين شاركوا على مدى سنوات إقامته فى متحف خصص للسيمبوزيوم، ميزانية الصندوق لا تسمح بدعوة فنانين كثيرين يتمنون المشاركة فى هذه الورش وأحلامهم تداعب أحجار الجرانيت الصلبة أو حتى تغطية إعلامية تليق بهذا الحدث الكبير. المعماري حمدي السطوحي ، المشرف على صندوق التنمية الثقافية، يقول إننا فخورون جميعاً بما تم، وسنتدبر ونقيّم ما تم، باحثين فى تعظيم الإيجابيات ومعالجة السلبيات فى الدورات القادمة، ونستعد من الآن للدورة القادمة التى ستحمل رقم ثلاثين! وسيظل هدفنا أن نعطى الفرصة لقطع الجرانيت أن تصبح عملاً فنياً قيماً نفخر به جميعاً. ويضيف: «تأملت قطع الجرانيت الصلب، والتى تم تجهيزها للفنانين ليبدعوا فى إنتاج منتجات ثقافية فنية تعُبر عن رؤى وأفكار فنية مستهدفة، تأملتها، متسائلاً: هل سألنا تلك القطع ماذا تريد أن تصبح؟» وتأملتها متابعاً وراصداً، فوجدت نفسى أتخيل حواراً دائراً بين الأنامل والجرانيت، وكأن قطع الجرانيت تحاور الفنان وتطلب منه ان يُبدع منتجاً منها عملاً فنيا ذا أبعاد فنية وثقافية متميزة، كما حدث على مدار ليس فقط ما يقارب الثلاثين عاماً الماضية منذ تأسيس سيمبوزويم أسوان الدولى للنحت، بل تمتد إلى آلاف السنين منذ كان أجدادنا يبدعون فى التعامل مع كتل الجرانيت منتجين أعمالاً خالدة حتى اليوم. ◄ منة: اكتسبت مهارات لإنجاز قطعتي في وقت قصير النحّاتة منة إسكندراني «من أسوان وإلى أسوان» لم تكن مشاركتها فى ورشة الشباب بالدورة ٢٨ من سيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت حدثا عابرا فى حياة الفنانة، بل كانت رحلة ملهمة لمشروع فنى جديد أهّلها للمشاركة فى الورشة الأساسية هذا العام، والتى تعيش من خلالها مغامرة مختلفة لترضى شغفها بمراقبة الطبيعة، والبحث فيها عن مفردات تشكل بصمتها الفنية المميزة، وترسم بخطوط انسيابية ملامح دقيقة تمنح الروح لأحجار الجرانيت الصلبة. وتقول منة إنها خلال رحلة نيلية نظمتها إدارة السيمبوزيوم العام الماضى للفنانين المشاركين رصدت عددا من الطيور التى تحلق على ضفاف النهر، وهذا المشهد ألهمها الفكرة الأساسية التى يقوم عليها عملها فى الدورة ٢٩، حيث تعمل على تطويع الحجر ليخرج منه شكل طائر فاردا جناحيه ومحلقا فى عنان السماء، وهو العمل الذى تهديه لمدينة أسوان الملهمة. تؤكد منة، التى تعرفت فى الدورة السابقة على كيفية التعامل مع الجرانيت، أنها اكتسبت مهارات وخبرات جعلتها تنجز قطعتها النحتية فى وقت قصير رغم حجمها الكبير بالمقارنة للعمل الذى قدمته بالدورة السابقة. ◄ تجربة مميزة أما النحات فرحات أوزجور من تركيا، فيصف مشاركته فى سيمبوزيوم أسوان بالتجربة المميزة، ويقوم من خلالها بإنجاز منحوتة ضخمة من الجرانيت، الذى استخدم فى صنع تماثيل تاريخية، مؤكدا أن العمل فى سيمبوزيوم أسوان هو أفضل تجاربه مع مثل هذه الملتقيات الدولية على الإطلاق، حيث أتاح له التعرف على معابد فرعونية، ومتاحف أثرية، وأماكن لا تتاح للكثيرين فرصة زيارتها. وعن فلسفة العمل الخاص به قال فرحات أوزجور إن جميع الثدييات على الأرض تتواصل عبر اللمس، ويُعتبر الاتصال الجسدى أكثر أشكال الحب والمودة كثافة، سواء كان بين البشر أو الحيوانات، ونشعر بهذه الكثافة بوضوح عند مراقبة تواصل الأم مع طفلها. ومن هنا جاءت الفكرة الرئيسية لديه، وهى التعبير عن مشاعر الحنان والاحتضان والتلامس من خلال التصميم الذى وضعه لعمله الفنى. ◄ مارتن: حدث فريد ومكان مميز للعمل مارتن ماثياس (ألمانيا)، يشارك فى الدورة ٢٩ من سيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت لأول مرة، ويرى أن طبيعة أسوان الخلابة، ونهر النيل، والصحراء، وعبق التاريخ الغنى، والحضور الطاغى للحجر، أشياء تجتمع لتجعل من ملتقى أسوان لفن النحت حدثا فريدا، ومكانا مميزًا للعمل، يلهم الفنان، فضلا عن اختيار موقع العمل إلى جوار مقر الإقامة والذى يجعل منه بيئة مثالية للإبداع. ويقول الفنان الألمانى إن المنحوتة التى يقدمها فى السيمبوزيوم تحمل اسم «الوادى يعانق الظلال»، واختار لها قطعة من الجرانيت الوردى ٢ متر × ٢ متر × ١ متر. تجسيد الأشخاص باهر أبو بكر من مصر، يهتم فى أعماله بالإنسان، والذى يكون حاضرا دائما فى معظم تجاربه الفنية، عبر تجسيده لأشخاص فى حالات شعورية مختلفة، فهو يراه مفتاح التواصل بينه وبين جمهور فنه، ويؤمن بأن أقرب طريق لقلوب الناس أن يقدم لهم ما يستطيعون فهمه، والتفاعل معه، بعيدا عن المبالغة الشديدة فى التجريد والتلخيص. وفى العمل الذى يقدمه يتناول لحظة من لحظات التأمل لفتاه فى وضع الجلوس بشكل يحفز المتلقى على مشاركتها هذه الحالة التأملية، واسقطها على واقعه. علا موسى من مصر تقول: «كنت دائمًا مهتمة بمختلف ألوان الفنون، ولكن عندما درست فى كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، اكتشفت شغفى الحقيقى بالنحت، والذى تعلمت أصوله على أيدى أساتذة ومبدعين كبار».. بتلك الكلمات أكدت الفنانة علا موسى عمق ارتباطها بفن النحت، وانتماءها لكلية الفنون الجميلة التى تخرجت فيها، وتشتغل بها كمدرس فى قسم النحت. أحمد عسقلانى من مصر يرى أن النحت ليس مجرد مهنة ينتمى إليها أو هواية يلجأ لها فى أوقات الفراغ، بل هو حالة عشق ولدت منذ الصغر، وأخذته لآفاق واسعة وحياة كاملة يعيشها بكل تفاصيلها. حين اختاره الفنان الراحل آدم حنين للمشاركة فى ورشة الشباب عام ٢٠٠٣ كان يعلم بخبرته ونظرته الثاقبة أنه مشروع نحات مصرى واعد، وكان عسقلانى عند حسن ظنه، واستحق المشاركة بالورشة الأساسية فى العام التالى، لينطلق نجمه فى عالم النحت، ويتم اختياره فى عام ٢٠٠٩ للمشاركة ببينالى فينسيا.وعن مشاركته فى الدورة ٢٩ من سيمبوزيوم أسوان يقول عسقلانى، إنها محطة مهمة فى مشواره، خاصة أنها المرة الثالثة له فى تلك الأجواء التى تتيح له فرصة الالتقاء بفنانين مميزين من مختلف دول العالم. وأوضح أنه يقدم هذا العام فكرة تتناول تناقضات نعيشها فى عالمنا، وذلك من خلال عمل تمثال يحمل عنوان «أم وردة حمرا»، يصور فيه امرأة متكئة على جانبها، وهى ممسكة بوردة، تحاول من خلالها إضفاء حالة مزيفة للتعبير عن الرقة والأنوثة والجمال، بينما يكشف باقى الجسد حقيقتها. ◄ التحدي كبير محمود كشك وفى مشاركة أولى له بورشة الشباب بسيموزيوم أسوان، يخوض تجربة التعامل مع الجرانيت، والذى يرى فيه تحديا كبيرا ومتعة خاصة للنحات، والذى يعمل على تحويل تلك الخامة الصلبة إلى خطوط لينة. ويقول عن عمله بالسيمبوزيوم إنه تجريد يستلهم فيه أحد الرموز المصرية القديمة، والذى ظهر على القلادات والحلى فى العصر الفرعونى، واستخدم فى بعض العصور القديمة كوسام يرمز للنصر والحرية، وهو يأخذ شكل ذبابة ذهبية بأجنحة طويلة، أطلق عليها الفراعنة اسم «عفف». ماريا يوسف تقول إن كلمة «يوفوريا» كلمة تعنى الشعور بالنشوة أثناء فعل شئ ما، وهى تجسد الحالة الشعورية التى يعيشها فنان أثناء لحظات الإبداع، وحول هذا المعنى تدور فكرة العمل الذى تقدمه الفنانة ماريا يوسف فى ورشة الشباب بسيمبوزيوم أسوان فى دورته الـ ٢٩. أما نوران إبراهيم فقد كانت نشأتها فى مدينة الإسكندرية الساحلية سببا فى ارتباطها بالبحر، وشغفها بالطبيعة جعلها تراقب حركة الأمواج وتدفق المياه بين الصخور، ومنها استحضرت الفنانة نوران إبراهيم الفكرة الأساسية للعمل الذى تقدمه من خلال ورشة الشباب بسيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت، والذى تسجل من خلاله لحظة التقاء صدفتين بفعل الأمواج. وتصف نوران عملها بأنه تشكيل عضوى حر، تمثل فيه الكتلة الصلبة بالمنتصف محور التقاء الصدفتين، والتى تشير إلى الطاقة الكامنة داخل البحر وقوة تأثيره، بينما تعبر الأشكال المتطايرة على الجانبية عن الأمواج المتدفقة، والتى تشكل إيقاع البحر المتغير طوال الوقت. ◄ ورشة حقيقية أدريان أنتونيو من المكسيك يرى النحات المكسيكى أن سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت هو ورشة فن حقيقية، يدرك فنانو نحت الحجر حول العالم أهميته كحدث دولى ترسخت تقاليده عبر السنوات المتعاقبة. ويقول إنه حاول المشاركة فيه سابقًا، وبعد فترة من الزمن تم اختياره للمشاركة فى الدورة ٢٩، ليتحقق بذلك حلمه فى أن تتاح له فرصة نحت تمثال له على جرانيت أسوان، مؤكدا شعوره بالفخر تجاه هذه التجربة التى وصفها بالفريدة والممتعة. تحت عنوان «التكوين» يطرح الفنان الجورجى ألكسندر فوفكادزه أفكاره بلغة النحت، لاعتقاده بأن النحت يتحدث ويروى القصص التى يراها فى أعماق روحه. ويقول إن النحت لغة حرة لا حدود لها، تنبع من الروح، وتتحول إلى أشكال فى الفضاء، لينقل الفنان من خلاله مشاعره الروحية للناس، ويفتح معهم الحوار عن الحب، والجمال، والفرح، والألم، والشغف، والخير، والشر، الموت والحياة. وفي عمله الفنى بسيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت، يحاول ألكسندر فوفكادزه أن يعكس الحالة الروحية التى عاشها منذ لحظة وصوله إلى أسوان، وكيف أثرت فيه هذه الأرض المحاطة بجبال الجرانيت، والتى بثت فى نفسه شعورا بطاقة كونية مذهلة، تجمع بين القوة والغموض، وكأن حياة خالدة وعظيمة قد وُلِدت فى أعماقه.