logo
#

أحدث الأخبار مع #أوكسيداليورانيوم

مهاجمة إيران تمهد الطريق لاستكمال التغييرات الإستراتيجية في المنطقة
مهاجمة إيران تمهد الطريق لاستكمال التغييرات الإستراتيجية في المنطقة

جريدة الايام

timeمنذ 9 ساعات

  • سياسة
  • جريدة الايام

مهاجمة إيران تمهد الطريق لاستكمال التغييرات الإستراتيجية في المنطقة

افتتحت إسرائيل بنجاح كبير الحملة التاريخية التي استعدت لها أعواماً عديدة، والتي تهدف إلى إزالة التهديد الإستراتيجي القادم من إيران، قبل أن يتحول إلى تهديد وجودي. إن تحقيق حرية العمل الجوي في غرب إيران ووسطها، واستغلال عنصر المفاجأة لضرب علماء البرنامج النووي وكبار مسؤولي المنظومة العسكرية الإيرانية، يهيّئان ظروفاً مواتية جداً لجهد عسكري متواصل يستهدف البنية التحتية للبرنامج النووي العسكري الإيراني ومنظومة إنتاج وتشغيل الصواريخ الباليستية بعيدة المدى لديها. كل ذلك، بطبيعة الحال، في مقابل الثمن الذي لا مفرّ منه، والمتمثل في تعرُّض الجبهة الداخلية الإسرائيلية للضرر، وهو ما كان يمكن أن يكون أثقل كثيراً لولا أن إسرائيل ألحقت أضراراً جسيمة بـ"حزب الله". إن القدرة على الحفاظ على حرية العمل طوال الفترة الزمنية اللازمة لإتمام المهمة نابعة أيضاً من حقيقة أن إسرائيل انتظرت التوقيت الأمثل الذي يضمن الدعم الأميركي للعملية الإسرائيلية، والتسليم بها بصمت من جانب بقية الدول الغربية البارزة، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا. لقد قُبل ادّعاء إسرائيل أن إيران بدأت بالتقدم نحو إنتاج سلاح نووي، ليس فقط من خلال تسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ جداً (60%)، حسبما ظهر في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما يتيح التخصيب إلى المستوى المطلوب لإنتاج جهاز تفجير نووي خلال أيام، بل أيضاً من خلال بدء عملية التسليح تم قبول هذا الادعاء واعتُبر صادقاً ومبرِّراً للعملية العسكرية الإسرائيلية. وساهم في ذلك أيضاً رفض إيران العرض الأميركي في المفاوضات التي جرت بين الجانبين، والتقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أكد أن إيران خرقت التزاماتها في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأدارت برنامجاً منظماً لإنتاج السلاح النووي. دفع هذا التقرير مجلس المحافظين في الوكالة إلى اتخاذ قرار يدين إيران، وينقل الملف إلى مجلس الأمن. في ظل هذه الظروف، ومع الأخذ بعين الاعتبار الدعوات المتكررة من النظام الإسلامي في طهران إلى القضاء على إسرائيل، تم الحصول على الشرعية الدولية للعملية الإسرائيلية. تُعتبر حرية العمل العملياتي والفترة الزمنية المتاحة لإسرائيل عنصرين حاسمين في معالجة جميع مكونات البرنامج النووي، الذي يشمل عدداً كبيراً من المنشآت المنتشرة على امتداد إيران، العديد منها كبير ومعقد، وبعضها تحت الأرض. حتى الآن، هاجمت إسرائيل جزءاً صغيراً فقط من هذه المنشآت، وألحقت بها ضرراً غير قليل، لكن لا تزال أمامها مهمة كبيرة. ولمنع إيران من إعادة استخدامها، هناك حاجة إلى مهاجمة عدد منها، بما في ذلك منشأة التخصيب في نتانز ومصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان، اللذين سبق أن تعرّضا لهجمات عدة مرات، وبطبيعة الحال يجب أيضاً التعامل مع مخزونات اليورانيوم، ومنشآت إنتاج أجهزة الطرد المركزي، ومناجم اليورانيوم، ومصنع إنتاج أوكسيد اليورانيوم المركّز، وفي نهاية المطاف، منشأة التخصيب تحت الأرض في فوردو والمنشآت المستخدمة في برنامج التسليح وبرنامج الصواريخ. إذا ما استغلت إسرائيل الوقت وقامت بمعالجة منهجية لجميع هذه العناصر، فهناك احتمال لتحقيق أهداف الحملة، وإزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني أعواماً عديدة. ويزداد هذا الاحتمال في حال قررت الولايات المتحدة الانضمام إلى الهجمات، خصوصاً إذا ما عملت ضد منشأة التخصيب في فوردو. ويبدو أن الولايات المتحدة ستمتنع عن ذلك ما دامت إيران لا تتحرك ضد أهداف أميركية في إطار ردها على الهجمات الإسرائيلية. ولضمان تحقيق الأهداف لفترة طويلة، يُفضّل أن تؤدي الحملة إلى تقويض مكانة النظام الإسلامي إلى حد سقوطه. فالضربات التي يوجّهها الجيش الإسرائيلي إليه مؤلمة ومحرجة، وتنضم إلى الضائقة الاقتصادية، ومشكلات البنية التحتية، وازدياد الضغط الدولي من الولايات المتحدة، التي قد تنضم إليها دول أُخرى، إذا قررت إحدى دول الغرب إعادة فرض العقوبات الاقتصادية من خلال آلية "سناب - باك". إن احتمالات تحقُّق هذا السيناريو ضئيلة في هذه المرحلة، لكنها ليست مستحيلة في ظل الظروف الراهنة، والكثير يتوقف على الشعب الإيراني، الذي يشعر بعضه بأن ما يحدث قد يكون فرصة لن تتكرر لسنوات طويلة. بافتراض أن حلم تغيير النظام لن يتحقق، لا يزال من الممكن ضمان تحقيق الأهداف في المدى الطويل من خلال اتفاق بين إيران المُنهكة والولايات المتحدة، يضمن رقابة أميركية صارمة على النشاطات النووية الإيرانية من دون حدود زمنية، ويمنع إيران من إعادة تأهيل المنشآت، أو حيازة اليورانيوم المخصّب، أو تخصيب اليورانيوم على أراضيها، في مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات؛ لكن احتمال التوصل إلى مثل هذا الاتفاق ليس مرتفعاً، ولذلك من المحتمل أن يعتمد الحفاظ على الإنجاز في المدى الطويل على المحافظة على حرية العمل العملياتي، مثلما هي الحال في السياق اللبناني. إنها مهمة معقدة، لكنها ليست مستحيلة، إذا ما تم الحفاظ على حرية العمل الجوي. على أيّ حال، كلما تمكنت إسرائيل من تحقيق أهداف الحملة، فإن قرارها بمهاجمة القدرات الإستراتيجية الإيرانية بقواها الذاتية، سيمهد الطريق لاستكمال التغييرات في الصورة الإستراتيجية الإقليمية، لا سيما بعد أن ألحقت أضراراً جسيمة بـ"حزب الله" و"حماس"، وهيأت الظروف لسقوط نظام الأسد في سورية. ستكمل إسرائيل العمل على انهيار المحور الإيراني، وتزيل التهديدات المحدقة بها، وترسّخ مكانتها كقوة مركزية فاعلة، تعمل بالتنسيق مع القوة العظمى، الولايات المتحدة، لدفع بنية إقليمية قائمة على التعاون الاقتصادي المساهم في الاستقرار. قد يُضعف هذا التطور "حزب الله" في لبنان، ويُحسّن فرص تحقيق أهداف الحرب في غزة، ويشجع النظام الجديد في سورية على تبنّي سياسة مقبولة من إسرائيل. كذلك، ستُعزَّز احتمالات الدفع باتفاقيات أبراهام وتوسيعها. في ضوء ذلك، يجب النظر إلى أهمية تحقيق أهداف عملية "شعب كاللبؤة" على أنها تتجاوز السياق الضيق المتعلق بالتهديد الإيراني. في ظل هذه الصورة، من الواضح أن النظام الإيراني يرى في الهجوم الإسرائيلي تهديداً وجودياً، وسيبذل كل ما في وسعه لإفشاله، عبر تدفيع إسرائيل أثماناً باهظة بطرق متنوعة، مع محاولة ردع الولايات المتحدة أيضاً، من دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة معها. على إسرائيل أن تسعى لإحباط هذه المحاولات بكل ما أوتيت من قدرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store