أحدث الأخبار مع #أيمنعبدالحميدالوريدات

سرايا الإخبارية
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- سرايا الإخبارية
أيمن الوريدات يكتب: ثريد .. وقفٌ للإنسان من وسطِ عمّان
بقلم : أيمن عبد الحميد الوريدات انطلاقا من قوله تعالى:" وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ ... (8) الإنسان. على هذا المبدأ، مبدأ إطعام الطعام لوجه الله تعالى قام وقف ثريد في عمّان، حيثُ يُقدّم المتطوّعون القائمون عليه الطعام للمحتاجين يوميًّا، وقد انطلقَ هذا الوقف من قلب عمّان النابض، في وسط البلد بجوار المسجد الحسينيّ، ولعلّ للمكان والاسم رمزية كبيرة؛ فرمزية المكان وسط عمّان حيث عمّان عاصمة المحبّة والوئام ورسالة عمّان الإنسانيّة واضحة، أمّا رمزية الاسم ( ثريد ) فالثريد في تاريخنا الإسلاميّ وتاريخ الهاشميين له دلالات وجذور فجدّ الهاشميين عمرو بن مناف ( هاشم) هو أوّل من هشمَ الخبز في مرق اللّحم وجعله ثريدا، والثريد طعام محبوبٌ مرغوبٌ عند العرب قبل الإسلام وبعده، وله فضلٌ على سائر الأطعمة، كما ورد في سُنّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم. أمّا وقفُ ثريد الّذي تأسس قبل عامين فهو وقفٌ خيريّ يقوم على التبرعات من أهل الخير سواء أكانوا أفرادا أم جماعات، ويقدّم الطعام طوال أيام السنة، حيثُ يقدّمه لكلّ الجنسيّات ولمختلف الأعمار بواقع ألف وجبة يوميًا، وهذا الوجبات مُغذية مُتّزنة ومتنوّعة تشمل ثلاثة عشر صنفًا من الأكلات الأردنيّة. ويمتدّ عمل ثريد إلى خارج حدود الأردن، فقد أطلق هذا العام حملة لتقديم مليون وجبة لأهلنا في غزّة خلال شهر رمضان المبارك. لثريد رؤية ورسالة وأهداف سامية يسعى القائمون عليه إلى تحقيقها ويبذلون جهودًا كبيرة من أجل هذا، ويساعدهم في هذا المتبرّعون والمتطوّعون. وعندَ العودة إلى الموقع الرسميّ لوقف الوقف فإنّنا نجد أنّ رؤية الوقف ورسالته وأهدافه هي: الرؤية: عالمٌ بلا جوع، حيث يحصل الجميع على وجبات غذائية مُتّزنة ويتمتعون بصحة جيدة. الرسالة: نحن نؤمن بأنّ الجوع ليس حالة مقبولة في عالم يعيش فيه الإنسان اليوم، ونحن نسعى جاهدين للمساهمة في حلّ هذه المشكلة العالمية من خلال توفير وجبات غذائية متزنة للأشخاص الذين يعانون من الجوع ونقص التغذية. الأهداف: - توفير وجبات غذائية مُتّزنة ومغذيّة للأشخاص الذين يعانون من الجوع ونقص التغذية ابتداءً من الأردن. - تعزيز الوعي بمشكلة الجوع ونقص التغذية وتعزيز الجهود العالمية لحل هذه المشكلة. - تطوير شراكات مع المنظمات الدولية والحكومات والمؤسسات الخيرية لتحقيق الأهداف المشتركة. - تعزيز الابتكار في الطرق التي يتم بها تقديم الوجبات الغذائية المتزنة والمغذية. - توفير التدريب والتعليم للمجتمعات المستفيدة حول أهمية التغذية المتوازنة والصحية. - الالتزام بتحقيق العدالة الإجتماعية وتوزيع الوجبات الغذائية بطريقة تتفق مع القيم الإنسانية. طوّر ثريد شراكات كثيرة من هيئات حكومية وغير حكومية داخل الأردنّ وخارجه، ليظلّ قادرا على أداء رسالته السامية، فالقائمون على وقف ثريد يسعون جاهدين لإطلاق مركزين جديدين، وذلك من خلال سعيهم للحصول على تمويل يصلّ إلى 3.5 مليون دينار لكلّ مركز. ثريد يحمل رسالة عظيمة مفادها ليس مقبولا أن يعيش إنسان في عالم اليوم جائعا، نسعى لسدّ جوع المحتاجين، كونا معنا متبرّعين ومتطوّعين.

سرايا الإخبارية
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- سرايا الإخبارية
أيمن الوريدات يكتب: مدفع رمضان
بقلم : أيمن عبد الحميد الوريدات كُنّا إذا سمعنا المؤذن يصدح بـ الله أكبر عند غروب الشّمس في أيام شهر رمضان نقول:" ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبتَ الأجر إن شاء الله" ونُفطر على ماء وحبّات من التّمر، ثمّ صرنا نتحرّى إطلاق المدفع إعلانًا لموعد الإفطار، فما هو مدفع رمضان؟ وما هي قصّته؟ هو مدفع يُطلق الجيش قذيفته إعلانًا عن موعد الإفطار في أيام شهر رمضان، فإذا سمعه النّاس أفطروا، وهو تقليد تتبّعه الكثير من الدُول الإسلاميّة. أمّا قصّته فالتاريخُ يُشير أنّ أوّل استخدام له كان في القاهرة، ثمّ انتقلّ إلى البلاد الإسلاميّة الأخرى، وقد أشار المؤرّخان الدكتوران حسام شاكر وعلي الطايش إلى القصّة التالية التي بدأ مع حدوثها استخدام المدفع كوسيلة للإعلان والإعلام بموعد الإفطار، إليكم القصّة. في عهد السلطان المملوكي "خوشقدم" عام 1460 ميلادي الموافق 865 هجري، أراد السلطان أن يجرب مدفعًا جديدا وصل إليه هدية من مصنع ألماني، وقد صادف إطلاق المدفع مع وقت المغرب في أول يوم من شهر رمضان، فظنّ العامّة أنّها مقصودة لإعلامهم وتنبيههم إلى موعد الإفطار، ولكن في اليوم التالي لم يطلق المدفع في موعد أذان المغرب، فتوجه الأهالي إلى قصر الحاكم مطالبين بإطلاق المدفع، ولكون القاهرة مدينة مترامية الأطراف فإن الأذان لا يسمع فيها بنفس التوقيت، فاستحسن الأهالي فكرة إطلاق المدفع في وقت الغروب، ليكون إشارة على بدء موعد الإفطار. وتشير الرواية بأنّ الحاكم ( خوشقدم) لم يكن متواجدا في القصر حين ذهب الناس للمطالبة بإطلاق المدفع، فأبلغوا زوجته (الحاجة فاطمة) بذلك فنقلت إليه طلبهم فوافق وأصدر مرسوما بوضع المدفع في قلعة صلاح الدين، وإطلاقه مع الغروب. وهكذا بدأ إطلاق مدفع رمضان في القاهرة أوّلا، ثمّ انتقل هذا التقليد إلى الكثير من البلاد الإسلاميّة ففي سوريا ظلّ يُطلق إلى عام 2011 وهي السنة التي اندلعت فيها الحرب، ويُطلق في لبنان أيضا، فهو يُطلق في بيروت والنبطيّة، ويُطلق مدفع رمضان في مكّة والمدينة وفي بعض مُدن الخليج. أمّا في مملكتنا الحبيبة فإنّ تاريخ مدفع رمضان يعود إلى مرحلة تأسيس إمارة شرق الأردن حيث كان يُستخدم في عمّان وإربد وعجلون والكرك، ثمّ توقّف لعقود طويلة، وأعيد استخدامه وإطلاقة في عام 2019. وفي هذا العام أعلنت أمانة عمّان بالتعاون مع الجيش العربيّ عن إطلاق المدفع من ساحة النخيل في رأس العين طَوال أيام هذا الشهر الفضيل.