logo
#

أحدث الأخبار مع #إدموندروتشيلد،

استبدال الصنوبر بالبلوط والخروب أسهم في تكرار الحرائق غرب القدس
استبدال الصنوبر بالبلوط والخروب أسهم في تكرار الحرائق غرب القدس

Independent عربية

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

استبدال الصنوبر بالبلوط والخروب أسهم في تكرار الحرائق غرب القدس

جلب الصندوق القومي الإسرائيلي أشجار الصنوبر من أوروبا حتى قبل تأسيس إسرائيل لزراعتها في أراضي فلسطين كأداة لمصادرتها واستمرار السيطرة عليها، وهو ما تسبب وفق خبراء ومنظمات بيئية في تكرار اندلاع الحرائق، إضافة إلى التغيرات المناخية التي تضرب العالم. وحرصت إسرائيل على إقامة الغابات والأحراش، وأسست قسماً خاصاً لذلك في الصندوق القومي بهدف استبدال الصنوبر الأوروبي بأشجار البلوط والخروب التي تملأ فلسطين. وبعد 24 ساعة على اندلاع الحرائق في "غابة كندا" غرب القدس تمكنت فرق إطفاء إسرائيلية وأوروبية من السيطرة عليها، وذلك بعد أن أتت الحرائق على معظم أشجار الصنوبر فيها. وأقامت إسرائيل تلك الغابة على أراضي قرى عمواس وبيت نبالا ويالو غرب القدس، بعد احتلالها عام 1967. مسرحاً للمعارك وكانت تلك القرى ميداناً لثلاث معارك بين الجيشين الأردني والإسرائيلي عام 1948، فشلت خلالها إسرائيل في احتلالها. وتعد تلك القرى الوحيدة التي دمرتها إسرائيل وهجَّرت أهلها في الأراضي التي احتلتها خلال حرب الأيام الستة، وذلك بسبب أهميتها الاستراتيجية ووقوعها على الطريق بين القدس وتل أبيب. والتهمت نيران الحرائق يومي أول من أمس الأربعاء وأمس الخميس أكثر من 25 ألف دونم (0.025 كيلومتر)، معظمها داخل غابتي "كندا" و"إشتأول جيلو". وبدأ الصندوق القومي اليهودي بحملات التشجير وإنشاء الغابات عام 1920، بالتعاون مع "الجمعية اليهودية لاستعمار فلسطين" (فيكا) التي أنشأها البارون الصهيوني إدموند روتشيلد، وبعض الجمعيات الخاصة. ومن الجهة الغربية لمدينة القدس، أقامت السلطات الإسرائيلية عدداً من الغابات وزرعتها بأشجار الصنوبر، داخل مناطق كانت في الأصل أحراشاً طبيعية مليئة بأشجار البلوط والخروب. ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بإقامة تلك الغابات على "أنقاض القرى الفلسطينية التي دمرتها، في محاولة لطمس معالم الجريمة وتهويد تلك الأراضي". القابلية للاحتراق وبحسب المتخصص البيئي عمر عاصي فإن زراعة إسرائيل أشجار الصنوبر "بوتيرة عالية وكثافة كبيرة تسهم في تأجيج الحرائق، وذلك لاحتوائها على مواد تشجع على الاحتراق". وأضاف عاصي أن "أشجار البلوط والخروب الطبيعية التي كانت منتشرة في الأحراش الطبيعية داخل جبال فلسطين غير قابلة للاشتعال السريع، على رغم البيئة شبه الجافة في فلسطين". وأوضح عاصي أن بعض المؤسسات اليسارية في إسرائيل "تعد إقامة تلك الغابات خطأ تاريخياً لإسرائيل. ومن الأسباب الأخرى لتكرار اندلاع الحرائق وفق عاصي "منع إسرائيل رعي المواشي للأعشاب، التي تنتشر فيها النيران بصورة سريعة". لكن عاصي أضاف أن "الاحتباس الحراري وما يسببه من جفاف، وتساقط الأمطار خلال فترات متباعدة يسهم أيضاً في اندلاع الحرائق". وأوضح عاصي أن "قرى وبلدات وادي عارة في المثلث التي كانت مزروعة بالأشجار الطبيعية مثل البلوط والخروب كانت لا تشهد حرائق في الماضي، مشيراً إلى أن ذلك تغير بعد زراعة أشجار الصنوبر بدلاً منها، إذ أصبحت الحرائق تندلع فيها بصورة سنوية". وحذر عاصي من "تكرار الأمر نفسه في الأحراش التي بدأت إسرائيل بزراعتها داخل النقب". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وحملت أكثر من 20 منظمة بيئية إسرائيلية حكومتها المسؤولية عن تكرار اندلاع الحرائق، عبر "تجاهلها تحذيراتها منذ أعوام، والتقصير في الاستعداد لأزمة متوقعة، ويمكن تجنبها". وأشارت تلك المنظمات إلى أن "موازنة إسرائيل لعام 2025 تظهر انخفاضاً كبيراً في تمويل خدمات الإطفاء والإنقاذ، وافتقار عدد من البلدات والقرى المعرضة للخطر إلى خطط طوارئ حقيقية". وبحسب تلك المنظمات، فإن "الفشل في الاستعداد لحرائق الغابات هو جزء من فشل حكومي أوسع في معالجة أزمة المناخ". وطالبت المنظمات البيئية الحكومة "بتنفيذ 12 إجراء عاجلاً لحماية البيئة والموارد الطبيعية في إسرائيل، بينها إنشاء فريق عمل وزاري لمعالجة التلوث الصناعي، وتخصيص موازنة كبيرة لخطة وطنية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون". ومن جهته، يرى المؤرخ الفلسطيني محمود محارب أن "الحركة الصهيونية بدأت في مطلع القرن الـ20 إقامة الغابات والأحراش بتنفيذ من الصندوق القومي الإسرائيلي، للاستيلاء على الأراضي داخل المناطق التي لا يبنون فيها". وأوضح محارب أن "الحركة الصهيونية استعملت ذلك الأسلوب في محاولة لمصادرة الأراضي، والقضاء على الأحراش الطبيعية". وبحسب محارب، فإن إسرائيل "منحت تلك الغابات أسماء شخصيات صهيونية، تخليداً لهم". وأشار إلى أن تلك الغابات "أقيمت على أنقاض قرى فلسطينية قديمة منذ العهدين الكنعاني والروماني، في محاولة لطمس معالمها التاريخية". ووفق محارب، فإن "منطقة اللطرون غرب القدس فشلت إسرائيل في احتلالها عام 1948 بعد ثلاث معارك مع الجيش الأردني، ثم تمكنت من احتلالها عام 1967، ودمرتها وأقامت غابة كندا فوقها". يذكر أنه في مدينة القدس أنشأت إسرائيل غابات "أميناداف" و"كندا" و"إشتأول جيلو" و"القدس" و"الشهداء" و"السلام" و"راموت".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store