أحدث الأخبار مع #إكزوبيري


صحراء ميديا
منذ 6 أيام
- سياسة
- صحراء ميديا
فرنسا تسلّم السنغال قاعدة "كونتر أميرال برو تيه" العسكرية صحراء ميديا
سلمت فرنسا، قاعدة 'كونتر أميرال برو تيه' الواقعة في ميناء داكار إلى السلطات السنغالية، ضمن خطة الانسحاب التدريجي للقوات الفرنسية من الأراضي السنغالية. وكانت فرنسا قد سلمت قاعدتي 'مارشال' و'سانت إكزو بيري' في 7 مارس الماضي، قرب متنزه 'هان' وميناء داكار، في إطار اتفاق ثنائي جرى تأكيده خلال اجتماع اللجنة المشتركة للبلدين في 28 فبراير، برئاسة الجنرال عبد اللطيف كامارا، وبحضور السفيرة الفرنسية كريستين فاج، وقائد القوات الفرنسية في السنغال الجنرال إيف أونيس. وأشارت مصادر رسمية إلى أن فرنسا ستسلم ما تبقى من القواعد العسكرية الثلاث الأخرى قبل نهاية سبتمبر المقبل، بما يتماشى مع الجدول الزمني المحدد. وخلال شهر فبراير من عام 2024، أعلن الرئيس السنغالي باصيرو ديوماي فاي، أن السنغال ستضطر إلى إغلاق قواعدها العسكرية في البلاد. وأكد أن بلاده 'دولة مستقلة ذات سيادة، والسيادة لا تتّفق مع وجود قواعد عسكرية (أجنبية) في دولة ذات سيادة'، حسب قوله.


الاتحاد
٠٨-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الاتحاد
د. عبدالله الغذامي يكتب: الكثير من الناس والقليل من الإنسانية
يقول إكزوبيري صاحب رواية «الأمير الصغير»: «إن الأرض مليئة بالكثير من الناس والقليل من الإنسانية»، وقد قالها ناعياً حال البشر، حيث تعمُّ الشرور ويبدون عاجزين عن القضاء عليها، رغم كل ما لديهم من تعاليمَ دينيةٍ وقوانينَ وضعوها لضبط معاشهم البشري وعلاقاتهم، ومع هذا تضيع كل جهودهم في الشعر والفلسفة وفي نظريات الأخلاق، والسؤال الذي يلزمنا طرحه هنا هو: هل كان ممكناً أن تنقلب المعادلة أو تتساوى، بحيث تتوافق النسبة بين الشر والخير، أو تزيد الكفة لمصلحة الإنسانية مقابل كثرة البشر الذين يقعون ضحايا للشرور، أو الذين يتذمرون من الشرور؟ والواقع العملي في هذه الحياة هو أن شراً واحداً يكفي لقلب كل المعادلات، وحينما جرى إسقاط قنبلة هيروشيما، كانت بقرار من شخص واحد، لو اختار تجنبها لفعل حسب ما لديه من سلطة دستورية، لا سيما أنه قد قال من قبل إن استخدام أسلحة الدمار الشامل أمرٌ محال وغير قابل للتصور (ترومان). فهل الشر أسهل على النفس البشرية وأقرب لها من الخير والحكمة. هذه موازنة حادة بين معنى ومعنى، فشرارة واحدة كافية لتحرق غابة، لكن كل غابات الأرض لن تتمكن من نزع الغيظ من نفوس البشر، ولذا يحقق الأشرار مرادهم، بل يتمكن الشر من تحويل الإنسان الخيّر المعروف بخيريته إلى شرير، ومثال الحارث بن عباد يكشف كيف أن رجلاً صالحاً ومسالماً كان يحرص على تجنب الحرب الكونية حينها بين القبائل العربية، التي درج اسمها بحرب البسوس، وبمجرد أن قتل المهلهلُ بجير بن الحارث، وقال له «بؤ بشسع نعل كليب»، تحوّل الحارث إلى مقاتل ثأراً لذهاب ابنه مقابل حذاء، وقد كان الأب يريد تقديم ابنه فديةً لحقن دماء العرب، وتلك نية صالحة قابلها المهلهل بإهانة الابن وقتله، وبدل حقن الدم جعل دمه بقيمة حذاء، مما فجر الغضب فتحول الحارث لمقاتلٍ ومشارك في حرب طاحنة عزل نفسه عنها لسنوات، وعرض حلها بتقديم ابنه فديةً عن رأس كليب، الذي كان مقتله سبباً لنشوب تلك الحرب، ولكن المهلهل، وهو أخو كليب وطالب ثأره، استصغر ابن الحارث فقطع رأسه، ليقول إنه لا يساوي أكثر من حذاء كليب، وهذه كلمة غيّرت مجرى الحدث من مشروع سلام إلى مشروع حرب. والإنسان قادر على فعل الخير، ويملك الوسائل لذلك، وقادر على فعل الشر، ويملك الطرق لذلك أيضاً، بل إنه يخترع الطرق، فيقسم مثلاً بالله العظيم لكي يمرر كذبةً على أخيه الإنسان، وإغراءات المال والجاه وتوسيع الهيمنة كلها دعوات شبه غريزية لجعل الشر وسيلةً للكسب، بل إن كثيراً من العلماء الباحثين راحوا قتلى لأن زميلاً لهم قرر سرقة أبحاثهم لكي يحصل على لقب مخترع الفكرة، وهنا لن تسلم الأرض ممن يفسد فيها ويسفك الدماء، وستظل الإنسانية قليلةً، بينما الناس كثيرون، وكما في المثل العربي فإن الحرب أولها كلام، حيث تتحول اللغة نفسها إلى مادة حربية تقتل وتسفك الدماء. كاتب ومفكر سعودي أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض