logo
#

أحدث الأخبار مع #إلكتريكفيرنوفاهيتاشيللطاقة

الإمارات تمهّد لمستقبل الطاقة النظيفة عبر المفاعلات النووية المصغّرة BWRX-300
الإمارات تمهّد لمستقبل الطاقة النظيفة عبر المفاعلات النووية المصغّرة BWRX-300

النهار

timeمنذ 3 أيام

  • أعمال
  • النهار

الإمارات تمهّد لمستقبل الطاقة النظيفة عبر المفاعلات النووية المصغّرة BWRX-300

تواصل الإمارات تعزيز مكانتها الريادية في قطاع الطاقة النظيفة، عبر خطوات استراتيجية جديدة تعكس رؤيتها المستقبلية والتزامها بالتكنولوجيا المتقدمة. فقد وقّعت شركة الإمارات للطاقة النووية (ENEC) اتفاقية مع شركة "جنرال إلكتريك فيرنوفا هيتاشي للطاقة النووية"، خلال مؤتمر المرافق العالمي في أبو ظبي، لتقييم إمكانية نشر واستخدام مفاعلات BWRX-300 المصغّرة في الدولة وعلى المستوى العالمي. ويأتي هذا التعاون في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على الطاقة النظيفة والموثوقة، مدفوعاً بالنموّ المتسارع للذكاء الاصطناعي، وتوسّع مراكز البيانات والبنى التحتية الرقمية. وتُعدّ المفاعلات النووية المصغّرة، وعلى رأسها مفاعل BWRX-300، من أبرز الحلول المطروحة عالمياً بفضل ما توفّره من مرونة تشغيلية، وكفاءة عالية، وانبعاثات كربونية منخفضة. وقد حصل هذا المفاعل على موافقة مبدئية لنشر أول نموذج تجاري له في كندا، ليُصبح بذلك أول مفاعل نووي مصغّر يعمل تجارياً في الدول الغربية. تعكس هذه الاتفاقية مرحلة جديدة من طموحات الإمارات في تطوير تقنيات الطاقة النووية المتقدمة، بعد الإنجازات الرائدة التي تحققت في مشروع محطات براكة الأربع، والتي أصبحت تلبّي نحو 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء. وأكّد محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية، أن هذا التعاون "يُمثّل مستوى جديداً من التكامل مع جنرال إلكتريك فيرنوفا هيتاشي لتسريع نشر تقنيات نووية آمنة وعالية الجودة، سواء في الإمارات أو حول العالم". من جهتها، شدّدت مافي زينغوني، الرئيسة التنفيذية لقطاع الطاقة في "جنرال إلكتريك فيرنوفا"، على أهمية هذه الشراكة في دعم مستقبل الطاقة المستدامة، معتبرة أن "الإمارات شريك استراتيجي في الابتكار النووي العالمي". وفي حديثه لـ"النهار"، أشار الخبير في مجال الطاقة النووية في الشرق الأوسط، مصطفى الصفطي، إلى أنّ هذه الاتفاقية تكتسب أهمية استراتيجية لعدة اعتبارات، إذ تعزّز من ريادة الإمارات في تقنيات المفاعلات النووية المصغّرة، وتضعها في موقع الدولة المصدّرة للخبرات النووية بدلاً من المتلقّية فقط. ولفت إلى أنّ مفاعلات BWRX-300 تمثّل نموذجاً مرناً ومتكاملاً يُكمل عمل المفاعلات الكبرى في براكة، خاصة في المناطق التي تمتلك شبكات كهرباء صغيرة أو في التطبيقات الصناعية مثل تحلية المياه وإنتاج الهيدروجين. وقال الصفطي إنّ هذه الخطوة تعكس التزام الإمارات بأهداف الاستدامة والطاقة النظيفة، ضمن استراتيجية الطاقة 2050 ومبادرة الحياد الكربوني. وأوضح أن هذه المفاعلات توفّر طاقة كهربائية خالية من الكربون، وتكمّل مصادر الطاقة المتجدّدة التي تتسم بالتقطع، ما يسهم في استقرار الشبكة الكهربائية وتقليل الانبعاثات. وأشار إلى أنّ تطوير القدرات المحلية في كل من المفاعلات الكبيرة والمصغّرة يعزّز أمن الطاقة واستقلاليتها، ويدعم التنمية الاقتصادية من خلال خلق وظائف نوعية وفرص بحثية وصناعية. وتتميّز تقنية BWRX-300 بأنها مناسبة خاصةً للاقتصادات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والبنى التحتية الرقمية، إذ تتمتع بمرونة عالية وقابلية للتوسعة بقدرة تبلغ 300 ميغاواط، ما يجعلها مثالية لتغذية مراكز البيانات العملاقة. وأكد الصفطي أنّ هذه المفاعلات توفّر طاقة نظيفة ودائمة على مدار الساعة، ما يُعدّ ضرورياً لاستمرارية عمل هذه البُنى الحديثة. وأضاف أن بالإمكان استخدامها في إنتاج الماء المحلّى والهيدروجين، وهي مزوّدة بأنظمة أمان سلبية متقدمة تقلّل من التكاليف الزمنية والمادية للبناء وتُبسّط الإجراءات التنظيمية. وتمثّل التجربة الإماراتية الناجحة في محطات براكة قاعدة متينة لقيادة جهود نشر المفاعلات المصغّرة على مستوى العالم. فالإمارات تمتلك إطاراً تنظيمياً يُعدّ من الأكثر تطوراً وشفافية، عبر الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والتزاماً بمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فضلاً عن بنية تحتية مؤهلة وكفاءات وطنية ودولية، وسلسلة توريد متكاملة. وفي ما يتعلق بالأسواق المحتملة، أشار الصفطي إلى أن الشراكة مع "جنرال إلكتريك فيرنوفا" قد تفتح آفاقاً لنشر هذه المفاعلات في دول عدة تبحث عن حلول نووية مرنة وفعالة، مثل مصر، الأردن، المغرب، جنوب أفريقيا، إضافة إلى دول جنوب شرق آسيا كإندونيسيا والفيليبين، وأيضاً بعض دول أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، والجُزر الصغيرة التي تعتمد على وقود أحفوري مكلف. ويُتوقّع أن تستفيد من هذه التكنولوجيا المتقدمة دول متقدّمة تعتمد على مراكز بيانات ضخمة مثل الولايات المتحدة، اليابان، وألمانيا. بذلك، تؤكّد الإمارات من جديد دورها كلاعب رئيسي في قطاع الطاقة النووية السلمية، عبر الجمع بين الرؤية المستقبلية، والشراكات الدولية، والخبرة الميدانية، لتوفير حلول مبتكرة ومستدامة تُسهم في مواجهة التحديات العالمية المرتبطة بالطاقة والنموّ التكنولوجي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store