منذ 8 ساعات
عن التفجير الإرهابي الأول في سوريا الجديدة
لم يهنأ السوريون بخبر زيادة الرواتب بمقدار 200 في المئة للعاملين في الدولة والمتقاعدين، وانعكاسها على الوضع العام حتى صحوا من تحليلاتهم الاقتصادية على وقع انفجار إرهابي حدث أثناء صلاة في كنيسة مار الياس، في منطقة دويلعة بالعاصمة دمشق، هزّ وقع دويّه البلاد كلها.
إلياس عجوري، أحد شهود العيان على الهجوم الإرهابي، أوضح لـ"المدن" أنه كان على بعد أمتار من الكنيسة حين سمع أصوات الرصاص تلاها صوت تفجير.
وأضاف عجوري: "عند وصولي للمكان، علت أصوات الناس من مصابين أو من مصلين لم يتأذوا مفجوعين من هول التفجير وبدأوا ينقلون المصابين والشهداء"، مشيراً إلى أنه عند دخوله الكنيسة لاحظ سقوط الزجاج وجميع الأيقونات والصور والكتابات من جدرانها وتكسر مقاعدها وتضرر السقف ووجود حريق نتيجة التفجير تم التعامل معه من قبل الأهالي.
وأوضح بأن الملامح الأولى للتفجير تدل على أنه قويٌّ وكان محضراً له بالتوقيت، لأنه كان من الصعب على الانتحاري الدخول صباحاً بسبب الازدحام الكبير، إضافة إلى أنه كان على معرفة بأنّ الباب الآخر للكنيسة لا يفتح إلا عند المناسبات والجنازات فقط فدخل من الباب المفتوح.
وبيّن عجوري أن الشهداء والمصابين من مختلف الأعمار، أغلبهم من كبار السن، والصغار الذين يرافقونهم للصلاة.
استجابة شعبية
وفور وصول الجرحى إلى المشفى، خرجت حملات شعبية للتبرع بالدم استجاب لها السوريون سريعاً لتكون مكملة للجهود التي قدمها الجميع دون تردد في سبيل إنقاذ وإسعاف إخوانهم في الوطن، وكان لها أثر كبير إذ تقول نور صالح لـ"المدن" أنها عندما وصلت إلى بنك الدم في المزة مع صديقاتها للتبرع، تم إعلامهن باكتفاء البنك من الدم بسبب الإقبال الكبير من المتبرعين.
استنفار حكومي
من جهتها، سارعت وزارة الداخلية لتأمين المكان ونشر قوات الأمن في مختلف الأحياء والمشافي لتأمينها ونقل المصابين إليها، وباشرت تحقيقاتها الأولية وفق بيان صادر عنها، كما زار عدد من المسؤولين مكان التفجير والمصابين في المشافي فكان لذلك صدى إيجابيّ، وأبرزها زيارة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات لكنيسة مار الياس، وزيارة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي بمرافقة معاون وزير الصحة حسين الخطيب ومحافظ دمشق ماهر مروان، جرحى التفجير الإرهابي في عدد من المستشفيات منها الفرنسي والهلال الأحمر والمجتهد.
مخاوف
أبرز مخاوف السوريين من التفجير وتبعاته لخصه وأكده الكاتب أنس حمدون في منشور له أوضح فيه أن إدانة "داعش" كتنظيم لا تكفي، بل يجب أن تُدان الفكرة التي أنجبها الفكر السلفي الجهادي بكل عنفه وتكفيره ودمويته. ويشير إلى أن "كل من اعتنق هذا الفكر، أو روّج له، أو برّره، هو شريك في الجريمة، ما لم يُعلن قطيعته الكاملة والواضحة منه، دون أي مواربة، فالإجرام الحقيقي في الفكرة ذاتها، لا فقط في من نفّذها".
وأكد أن "الصمت خيانة، والمراوغة تواطؤ، والتوبة المزعومة بلا إدانة صريحة ليست إلا مناورة".
موجة انتقادات
وزارة الإعلام كانت أول من تعرض لانتقادات بسبب الأخطاء المهنية التي وقعت بها أثناء تغطية قناتها الرسمية الإخبارية السورية للكارثة، من حيث تأخرها الزمني في البدء بتغطية الحدث وإعطاء الأولوية لتصريحات وزير الإعلام عوض التركيز على الحدث، وتسمية شهداء التفجير الإرهابي ب"الضحايا" ثم تعديل الاسم ليصبح "الشهداء".
إضافة لانتقادات أخرى للحكومة تتعلق بضبط الأمن، وقمع المخالفات التي حصلت في أوقات سابقة في عدة أحياء ذات الأغلبية المسيحية، منها مثلاً انتشار "سيارات الدعوة" كما يشير عجوري، والتي ذاع صيتها، وكذلك "التكبير" بين سكان تلك الأحياء أو في أحياء أخرى، حيث اعتبرت الحكومة أن ما حصل حالات فردية بسيطة لا يمكن أن تؤدي إلى حدوث ما حدث، وكذلك انتقادات استرجعت ما حدث في مناطق ومحافظات أخرى واعتبرتها مقدمة بطبيعة الحال للتفجير الذي حدث لأنه لم يجر التعامل معها بحزم ومعاقبة الجناة.
استنكار عالمي
الحدث الإرهابي لاقى استنكاراً كبيراً من مختلف دول العالم، عبر بيانات من عدة بلدان، إضافة لبيانات من مؤسسات دينية، أكد بعضها تقديم الدعم الكامل للحكومة السورية في مسعاها لبسط الاستقرار والأمن على كامل الأراضي السورية.