#أحدث الأخبار مع #إنماءبيصورالمدن٠٢-٠٥-٢٠٢٥سياسةالمدنفسيفساء عاليه: توافق وتزكية ومعارك عائلية بنكهة حزبيةالاستحقاق البلدي في قضاء عاليه ليس صندوق اقتراع عابر، بل مِرآة دقيقة تُظهر التركيبة السياسية – الاجتماعية للبنان بأدقّ توازناتها. قضاءٌ لا يقدّم معركة انتخابية موحّدة، بل يختلف إيقاعها بين بلدة وأخرى. خريطة الانتخابات في القضاء موزّعة بين تزكية صامتة في بلدات، ومنافسة عائلية طاحنة في أخرى، وتفاهمات حزبية تُراعي ماء وجه الزعامات في بعضها، ومعارك صاخبة في هذه البلدة أو تلك. تسويات واصطفافات في بلدة القماطية، حيث غالبية السكان من الطائفة الشيعية، حُسمت المعركة بالتزكية إثر اتفاق الثنائي الشيعي. لا ضجيج، ولا مواجهة. فقط اتفاق بين حزب الله وحركة أمل على تمرير الاستحقاق بهدوء. أما في قلب القضاء، عاليه المدينة، فالمعادلة مختلفة والمحصّلة واحدة. تفاهم درزي - مسيحي يعيد وجدي مراد إلى رئاسة البلدية (الرئيس الحالي)، على رأس لائحة مدعومة من العائلات، مع توزيع طائفي يضمن توازناً بين رئاسة درزية ونائب رئيس مسيحي. في المقابل، تشتد المعارك في أماكن أخرى. في بشامون، معركة شرسة بين أبناء العائلة الواحدة على المقاعد الخمسة عشر. اللائحة الأولى برئاسة وديع عيد، مدعومة من الحزب القومي والحزب الديمقراطي، يواجه ابن عمّه عزات عيد، بدفع من العائلات المستقلة ومساندة ضمنية من التقدمي الاشتراكي. المعركة تأخذ طابعاً عائلياً مشحوناً، فيما يُرجّح أن يكون الصوت المسيحي هو بيضة القبّان في الحسم. كسر العرف ومعارك في كفرمتى البلدة المختلطة من دروز ومسيحيين، يسقط العُرف التقليدي بين عائلتين درزيتين القائم على المداورة بين آل خداج وآل غريب. أمين مصلح يترأس لائحة "كفرمتى للكل"، محطّماً مساراً تكرّس لعقود. وفي عرمون، العائلة الخصم والحَكم. لائحتان من آل الجوهري تتواجهان: "رؤية عرمون 2030" بقيادة فراس فضيل الجوهري وبدعم من الحزب الديمقراطي، و"عرمون أولاً" برئاسة حسام الجوهري وبدعم ضمني من التقدمي الاشتراكي. الكحالة، بخصوصيتها المسيحية، لا تخرج عن هذا السياق. عبود بجاني، مرشّح التيار الوطني الحر والنائب سيزار أبي خليل، يواجه ابن عمه طلال بجاني، المدعوم من العائلات، في معركة عنوانها الأبرز كسر الاستحواذ الحزبي على القرار البلدي. بيصور: ثلاثية حزبية – عائلية في بيصور، كبرى قرى الدروز، تبدو الصورة أكثر تداخلاً. ثلاث لوائح تتصارع، جميعها من آل العريضي وتجمع كل واحدة منها تركيبة حزبية خاصة. لائحة "إنماء بيصور" برئاسة المحامية سمر العريضي، بخليط من الحزب القومي والديمقراطي. ولائحة "بيصور بتجمعنا"، يرأسها صلاح العريضي، وتضم ممثلين للاشتراكي والديمقراطي. أما لائحة "بيصور أولاً" بزعامة فندي العريضي، فتغلب عليها النكهة العائلية من دون أن تخلو من بصمات حزبية. وفي الأثناء، يوزع "الاشتراكي" دعمه على أكثر من لائحة، ليرضي الجميع، هذا فيما يسجّل حضور لافت للحزب القومي في البلدة. تسويات بالواسطة في قرى جرد عاليه، التنافس يدار بالواسطة، وغالبًا ما تكون التزكية هي القاعدة. في القرى المسيحية الصرفة، الاشتراكي ينسحب بهدوء، ويترك القرار لأهل الدار. أما في القرى المختلطة، فالتفاهم بين العائلات والأطياف الطائفية يتقدّم، وفق القاعدة الذهبية: "كل عيلة تاخد حصّتها". في بعض هذه القرى، مثل بتاتر، تظهر لوائح متنافسة من داخل الحزب الاشتراكي نفسه، ويجتمع الطرفان على دعم المختار المسيحي كعنوان للتوازن. أما في عين دارة، حيث الغالبية مسيحية، فالانقسام سياسي – عائلي، ولائحتان تتواجهان من دون أن يظهر مسبقاً لمن الغلبة. النساء يدخلن المشهد رشميا، إحدى كبريات القرى المسيحية في القضاء، تأخذ المعركة طابعاً نوعياً. لائحة "رشميا أولاً"، برئاسة أنطوان أبو فياض ومدعومة من القوات اللبنانية وتضم وجوهاً كتائبية، تواجه لائحة "النهضة" برئاسة سلوى خطار، نائبة رئيس البلدية في الدورة الماضية. وتضم اللائحة مرشحين من التيار الوطني الحر، الكتائب، واليسار، وتتميز بوجود 40 بالمئة نساء. صوفر والشويفات: السياسة بلا تمويه في صوفر، المعركة ذات طابع سياسي صريح. الاشتراكي يدعم لائحة بمواجهة أخرى محسوبة على الحراك المدني. المعركة مفتوحة بين نموذج حزبي مكرّس ونموذج بديل يحاول فرض نفسه في البلديات، لا عبر الأحزاب، بل من بوابة "الناس". أما في الشويفات، المدينة الأكبر في القضاء من حيث السكان والمساحة، فهدأت الجبهات. المدينة، التي شكّلت تاريخياً ساحة مواجهة بين الحزب التقدمي والحزب الديمقراطي، أُقفلت صناديقها هذا العام على لائحة "شويفات تواكب"، نتيجة تفاهم صريح بين وليد جنبلاط وطلال أرسلان. لكن توافق الحزبين لم يمر على البلدة، حيث شكل المجتمع المدني والناشطون في انتفاضة 17 تشرين، وأشخاص مستلقون لائحة مواجهة تحت اسم "نبض الناس". إذاً، في قضاء عاليه، لا مشهد انتخابياً واحداً، بل فسيفساء من المشاهد. وفي الانتظار، يوم الأحد، حين تفتح الصناديق ستقول كلمتها.
المدن٠٢-٠٥-٢٠٢٥سياسةالمدنفسيفساء عاليه: توافق وتزكية ومعارك عائلية بنكهة حزبيةالاستحقاق البلدي في قضاء عاليه ليس صندوق اقتراع عابر، بل مِرآة دقيقة تُظهر التركيبة السياسية – الاجتماعية للبنان بأدقّ توازناتها. قضاءٌ لا يقدّم معركة انتخابية موحّدة، بل يختلف إيقاعها بين بلدة وأخرى. خريطة الانتخابات في القضاء موزّعة بين تزكية صامتة في بلدات، ومنافسة عائلية طاحنة في أخرى، وتفاهمات حزبية تُراعي ماء وجه الزعامات في بعضها، ومعارك صاخبة في هذه البلدة أو تلك. تسويات واصطفافات في بلدة القماطية، حيث غالبية السكان من الطائفة الشيعية، حُسمت المعركة بالتزكية إثر اتفاق الثنائي الشيعي. لا ضجيج، ولا مواجهة. فقط اتفاق بين حزب الله وحركة أمل على تمرير الاستحقاق بهدوء. أما في قلب القضاء، عاليه المدينة، فالمعادلة مختلفة والمحصّلة واحدة. تفاهم درزي - مسيحي يعيد وجدي مراد إلى رئاسة البلدية (الرئيس الحالي)، على رأس لائحة مدعومة من العائلات، مع توزيع طائفي يضمن توازناً بين رئاسة درزية ونائب رئيس مسيحي. في المقابل، تشتد المعارك في أماكن أخرى. في بشامون، معركة شرسة بين أبناء العائلة الواحدة على المقاعد الخمسة عشر. اللائحة الأولى برئاسة وديع عيد، مدعومة من الحزب القومي والحزب الديمقراطي، يواجه ابن عمّه عزات عيد، بدفع من العائلات المستقلة ومساندة ضمنية من التقدمي الاشتراكي. المعركة تأخذ طابعاً عائلياً مشحوناً، فيما يُرجّح أن يكون الصوت المسيحي هو بيضة القبّان في الحسم. كسر العرف ومعارك في كفرمتى البلدة المختلطة من دروز ومسيحيين، يسقط العُرف التقليدي بين عائلتين درزيتين القائم على المداورة بين آل خداج وآل غريب. أمين مصلح يترأس لائحة "كفرمتى للكل"، محطّماً مساراً تكرّس لعقود. وفي عرمون، العائلة الخصم والحَكم. لائحتان من آل الجوهري تتواجهان: "رؤية عرمون 2030" بقيادة فراس فضيل الجوهري وبدعم من الحزب الديمقراطي، و"عرمون أولاً" برئاسة حسام الجوهري وبدعم ضمني من التقدمي الاشتراكي. الكحالة، بخصوصيتها المسيحية، لا تخرج عن هذا السياق. عبود بجاني، مرشّح التيار الوطني الحر والنائب سيزار أبي خليل، يواجه ابن عمه طلال بجاني، المدعوم من العائلات، في معركة عنوانها الأبرز كسر الاستحواذ الحزبي على القرار البلدي. بيصور: ثلاثية حزبية – عائلية في بيصور، كبرى قرى الدروز، تبدو الصورة أكثر تداخلاً. ثلاث لوائح تتصارع، جميعها من آل العريضي وتجمع كل واحدة منها تركيبة حزبية خاصة. لائحة "إنماء بيصور" برئاسة المحامية سمر العريضي، بخليط من الحزب القومي والديمقراطي. ولائحة "بيصور بتجمعنا"، يرأسها صلاح العريضي، وتضم ممثلين للاشتراكي والديمقراطي. أما لائحة "بيصور أولاً" بزعامة فندي العريضي، فتغلب عليها النكهة العائلية من دون أن تخلو من بصمات حزبية. وفي الأثناء، يوزع "الاشتراكي" دعمه على أكثر من لائحة، ليرضي الجميع، هذا فيما يسجّل حضور لافت للحزب القومي في البلدة. تسويات بالواسطة في قرى جرد عاليه، التنافس يدار بالواسطة، وغالبًا ما تكون التزكية هي القاعدة. في القرى المسيحية الصرفة، الاشتراكي ينسحب بهدوء، ويترك القرار لأهل الدار. أما في القرى المختلطة، فالتفاهم بين العائلات والأطياف الطائفية يتقدّم، وفق القاعدة الذهبية: "كل عيلة تاخد حصّتها". في بعض هذه القرى، مثل بتاتر، تظهر لوائح متنافسة من داخل الحزب الاشتراكي نفسه، ويجتمع الطرفان على دعم المختار المسيحي كعنوان للتوازن. أما في عين دارة، حيث الغالبية مسيحية، فالانقسام سياسي – عائلي، ولائحتان تتواجهان من دون أن يظهر مسبقاً لمن الغلبة. النساء يدخلن المشهد رشميا، إحدى كبريات القرى المسيحية في القضاء، تأخذ المعركة طابعاً نوعياً. لائحة "رشميا أولاً"، برئاسة أنطوان أبو فياض ومدعومة من القوات اللبنانية وتضم وجوهاً كتائبية، تواجه لائحة "النهضة" برئاسة سلوى خطار، نائبة رئيس البلدية في الدورة الماضية. وتضم اللائحة مرشحين من التيار الوطني الحر، الكتائب، واليسار، وتتميز بوجود 40 بالمئة نساء. صوفر والشويفات: السياسة بلا تمويه في صوفر، المعركة ذات طابع سياسي صريح. الاشتراكي يدعم لائحة بمواجهة أخرى محسوبة على الحراك المدني. المعركة مفتوحة بين نموذج حزبي مكرّس ونموذج بديل يحاول فرض نفسه في البلديات، لا عبر الأحزاب، بل من بوابة "الناس". أما في الشويفات، المدينة الأكبر في القضاء من حيث السكان والمساحة، فهدأت الجبهات. المدينة، التي شكّلت تاريخياً ساحة مواجهة بين الحزب التقدمي والحزب الديمقراطي، أُقفلت صناديقها هذا العام على لائحة "شويفات تواكب"، نتيجة تفاهم صريح بين وليد جنبلاط وطلال أرسلان. لكن توافق الحزبين لم يمر على البلدة، حيث شكل المجتمع المدني والناشطون في انتفاضة 17 تشرين، وأشخاص مستلقون لائحة مواجهة تحت اسم "نبض الناس". إذاً، في قضاء عاليه، لا مشهد انتخابياً واحداً، بل فسيفساء من المشاهد. وفي الانتظار، يوم الأحد، حين تفتح الصناديق ستقول كلمتها.