أحدث الأخبار مع #إيباقريشي

Khaleej Times

"إيبا وأزهر محمود"..حب الكريكيت يتحول إلى قوة لتمكين المرأة

عندما خرجت "إيبا قريشي" من المقصورة الملكية في استاد دبي الدولي خلال مباراة "ديزرت فايبرز" في دوري "آي إل تي 20"، كان من السهل أن يساورك تساؤل حول ما إذا كان قلبها لا يزال ينبض بسرعة كلما اقتربت من حدود الملعب. إيبا، العاملة في مجال العلاقات العامة والتي تعمل مع فريق ديزرت فايبرز على مبادرات الاستدامة في الإمارات، لا تزال تشعر بالقشعريرة عندما تتحدث عن كيف بدأت قصة حبها عند حدود ملعب كريكيت في إنجلترا. وُلدت إيبا في الشرق الأوسط، وعاشت فظائع الكراهية والحرب في عام 1990 عندما اضطر والدها للقيادة أكثر من 20 يوماً من الكويت إلى باكستان هرباً من حرب الخليج. بعد مرور أيام من تلك التجربة القاسية، استقرت العائلة بسعادة في إنجلترا. وبعد تسع سنوات، أطلق "كيوبيد" سهمه ليخترق قلبها. في عام 1999، زارت المواطنة البريطانية ملعب "ذا أوفال" (ملعب كريكيت في لندن) لتشجيع باكستان، بلدها الأصلي، في مباراة كأس العالم. ولم تكن تعلم أن لعبة الكريكيت ستغير حياتها، مما أدى إلى بداية علاقة مثيرة مع نجم الكريكيت "أزهر محمود". كان أزهر، أحد الأعضاء الرئيسيين في الطاقم التدريبي للمنتخب الباكستاني حالياً، هو لاعب في فريق باكستان القوي في كأس العالم عام 1999. كانت إيبا سعيدة بحمل تذكرة مباراة ذلك اليوم في "ذا أوفال" لدعم باكستان، دون أن تدرك أنها كانت تحمل أيضاً مفتاح مستقبلها. قالت إيبا: "إذا كنت تتذكر، كان أزهر لا يلعب في حدود الملعب، كان دائماً يلعب في جوانبه". "لا أدري إذا كان ذلك قدراً، أو إذا كان من المفترض أن يحدث. في المباراة التي حضرتها (في ذا أوفال)، كان هو هناك، يلعب مؤقتاً في منطقة الحدود. وقد رآني بين الجماهير لأنني كنت قريبة جداً من الحدود". وبعد ذلك، في تطور مذهل للأحداث، التقى أزهر بإيبا عبر صديق مشترك، وبدأت بينهما علاقة قوية سرعان ما تطورت إلى علاقة جدية. ابتسمت وقالت: "لقد استغرق الأمر مني أربع سنوات لإقناع والدي بالزواج. وفي النهاية، تزوجنا في عام 2003. أعلم أن الأمر أشبه بفيلم، يمكنني أن أكتب كتاباً عن ذلك". وقد تعلق جميعهم بالكريكيت كما يتعلق البط بالماء. وقالت "كانت ابنتي الكبرى تلعب في نادي ساري (نادي في إنجلترا) حتى أخذت استراحة من أجل الحصول على شهادة الثانوية العامة". وبينما كانت تشاهد ابنتها الكبرى تنمو كلاعبة كريكيت، رأت إيبا أيضاً فرصة لإحداث فرق في المجتمع، باستخدام التأثير الكبير الذي حققه زوجها كنجم دولي سابق. وقالت: "ما رأيته من تطور في ابنتي منذ طفولتها، من ممارستها للرياضة واهتمامها بالكريكيت بشكل جدي إلى اكتسابها المهارات الحياتية، كان بمثابة توعية بالنسبة لي، خاصة أن الفرص المتاحة للفتيات في المجتمع الآسيوي في الرياضة لا تزال محدودة". وسرعان ما أطلق الزوجان مبادرات لتمكين النساء من جنوب آسيا في المملكة المتحدة من خلال الرياضة. وأوضحت: "كان تمكين المرأة على رأس أولوياتي في كل عمل أقوم به، سواء كان ريادة الأعمال أو القيادة. تحدثت مع أزهر، وأراد أن يرد الجميل للعبة بأي طريقة ممكنة". "لذلك، قام أزهر بوضع منهج تدريبي لمبادرتنا، التي تهدف إلى تمكين الفتيات عبر الرياضة، وتعليمهن القيادة والمهارات الحياتية، وتحسين صحتهن البدنية والنفسية والاجتماعية، فضلاً عن تشجيعهن على الحفاظ على لياقتهن البدنية. ونحن نستخدم الكريكيت لتحقيق هذا الهدف". "أنا أيضاً عضو مجلس أمناء في مؤسسة خيرية بريطانية تُدعى 'بات فور آ تشانس' (Bat for a Chance)، التي تمكّن الفتيات من خلال توفير معدات الكريكيت لهن في مدارسهن. لذلك، قمنا بزيارة مدارس في باكستان والمناطق ذات الدخل المحدود وقدمنا للفتيات جميع المعدات اللازمة". وأضافت: "كنت أعمل سابقاً في مجال تمكين المرأة في ريادة الأعمال، لكن الرياضة كانت مجالاً يحتاج حقاً إلى صوت قوي. وشعرت أنه بفضل أزهر، أصبح لدي هذا الصوت. كان لأزهر تأثير كبير جداً بالنسبة لي، وخاصة في باكستان، لأن الفتيات في المدارس كن يتطلعن لرؤية النجم يأتي ويعلمهن". كان لإيبا أيضاً دور مهم في كريكيت السيدات في الإمارات عندما تم تنظيم بطولة "فير بريك جلوبال" (FairBreak Global)، وهي دورة كريكيت أُطلقت لتعزيز المساواة بين الجنسين في الرياضة، في دبي. قالت إيبا، التي تشغل الآن منصب استشاري تطوير الأعمال في ديزرت فايبرز: "كنت رئيسة قسم التسويق والاستراتيجية هناك، وقد شملنا لاعبات من الإمارات في فعالية فير بريك". "لقد أمضينا الكثير من الوقت مع المدربين واللاعبين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة لتدريبهم ومنحهم فرصة اللعب مع نجوم كبار. لذلك كنا نعمل على تمكين هؤلاء اللاعبين الأصغر سناً من الإمارات العربية المتحدة". قالت: "حالياً، أنا أعمل أيضاً مع بعض مدارس الفتيات هنا في الإمارات من خلال ديزرت فايبرز. إنه أمر رائع لأننا نرى أن المزيد من الفتيات يظهرن اهتماماً بالكريكيت ويرغبن في ممارسة هذه الرياضة الجميلة". وبينما استخدمت إيبا صوت أزهر في عملها من أجل تمكين المرأة من خلال الرياضة، فقد لعبت أيضاً دوراً رئيسياً في حصول اللاعبة متوسطة السرعة السابقة على التمييز النادر المتمثل في أن تصبح لاعبة الكريكيت الباكستانية الوحيدة في الدوري الهندي الممتاز عندما مُنع اللاعبون من باكستان من اللعب في أغنى دوري "تي 20" في العالم بسبب التوترات السياسية بين البلدين. على مدى ثلاثة مواسم (2012 و 2013 و 2015) تصدر أزهر عناوين الأخبار ليس بسبب أدائه القوي فقط، حيث حصل على 29 ويكيت في 23 مباراة، ولكن أيضاً لكونه لاعباً من مواليد باكستان في الدوري الهندي الممتاز وسط التوتر المستمر بين البلدين. قالت إيبا: "خلال تلك الفترة، كان أزهر هو اللاعب الباكستاني الوحيد في الدوري الهندي الممتاز. وقد حدث ذلك لأنه كان مسجلاً لدى مجلس الكريكيت في إنجلترا وويلز بعد حصوله على الجنسية البريطانية". "كنت أشارك بشكل كبير في حياة أزهر الرياضية بعد زواجنا بسبب خبرتي في العلاقات العامة، وكان دائماً يحب مناقشة فرصه ومسيرته المهنية معني. وعندما كان يتم تنظيم مسودة الدوري الهندي الممتاز، وكان أزهر قد أصبح لاعباً مسجلاً في الاتحاد الإنجليزي للكريكيت، طلبت من وكيله أن يضع اسمه في المسودة. كان يحمل جواز سفر بريطاني، وحدث أن تم اختياره من قبل الدوري الهندي الممتاز". كانت بطولة الدوري الهندي الممتاز تجربة لن تنساها إيبا أبداً. من حضور الحفلات مع "شاه روخ خان"، و"جوهى تشاولا"، و"بريتي زينتا"، إلى مشاهدة الحماس الهائل للكريكيت في الملاعب، تقول إيبا إن تجربتها في الهند كانت "سيريالية". وقالت "لقد تم الاهتمام بنا بشكل جيد للغاية من قبل مالكي الفريق (بريتي زينتا في كينغز إكس 11 بنجاب وشاه روخ خان وجوهي تشاولا في كولكاتا نايت رايدرز)". "لقد كانت الأجواء رائعة. لقد امتلأت الملاعب بالجماهير، وكان الدعم الذي تحظى به هذه الفرق مذهلاً. لقد كانت واحدة من أفضل التجارب التي عشتها في حياتي".