logo
#

أحدث الأخبار مع #إيسيسيكو

التقريب بين المذاهب
التقريب بين المذاهب

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة

التقريب بين المذاهب

فى فبراير الماضى عقد فى البحرين مؤتمر الحوار الإسلامى – الإسلامى كان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على رأس المشاركين فيه مع عدد كبير من علماء الدين يمثلون مذاهب السنة، والشيعة الإمامية، والزيدية، والإباضية، وكان الحوار فى هذا المؤتمر هدفه تنظيم الحوار بين المذاهب وجمع الكلمة لمواجهة التحديات التى تهدد كيان معظم – وربما كل – الدول الإسلامية. فى المؤتمر اتفق المشاركون على إعادة العمل لإحياء حركة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وطالب الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية بإنشاء رابطة عالمية مستقلة تضم المؤسسات التى تعمل للتقريب بين المذاهب. كلمة الإمام أحمد الطيب موجهة إلى الأمة الإسلامية وعلمائها، قال فيها إن الضعف الذى تعانيه الأمة كان نتيجة الفرقة بين أبناء الدين الواحد وتدخل بعض دولها فى الشئون الداخلية لبعضها الآخر أو الاستيلاء على أجزاء من أراضيها، أو استغلال المذهبية والطائفية والعرقية لزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد، أو محاولات تغيير المذاهب المستقرة، والأزهر حريص على استمرار اللقاءات والحوارات للتقريب وسيعقد الدورة التالية للمؤتمر فى القاهرة. لم يكن هذا أول مؤتمر لعلماء المسلمين عن التقريب بين المذاهب الإسلامية بدلا من استمرار الجفوة بين أصحاب كل مذهب لمن يخالفهم، والجميع مسلمون يجمعهم الإيمان بالله وكتبه ورسله، ويؤدون الفرائض ويلتقون معا فى الحج ويجمعهم بيت الله ولا خلاف بينهم فى أداء جميع الشعائر الدينية مما يجعل التباعد بسبب اختلاف المذاهب يبدو أمرا بعيدا عن المنطق .. وأذكر أنى حضرت فى سبتمبر 2003 مؤتمرا عن نفس الموضوع فى البحرين أيضا شارك فيه 107 من أكبر علماء المسلمين فى 25 دولة وكان بينهم ممثلون للجاليات الإسلامية فى الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وكندا. وكان الحوار فيه أيضا عن حصر نقاط الاتفاق وهى كثيرة، ونقاط الخلاف وهى محدودة ولا تدعو إلى تحول الاختلاف إلى خلاف أو صراع أو جفوة بين أبناء الدين الواحد. وعقدت عشرات اللقاءات والندوات أذكر منها ندوتين للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسيكو) فى الرباط فى عامى 1991 و1996 وأعلن المدير العام للمنظمة وقتها أن علماء المسلمين اتفقوا على أن الخلافات ليست إلا اختلافا فى الاجتهاد وفى تأويل بعض النصوص ينبغى ألا تؤدى إلى الجفوة، ورأوا أن هذه الخلافات مادامت فى الأمور الفرعية مع التطابق فى الأمور الجوهرية تسهم فى إثراء الفقه الإسلامى وليست سببا للتباعد بين المؤمنين بعقيدة واحدة لا خلاف بينهم على الإيمان بها ويمكن باستمرار الحوار والتقارب تضييق الفجوة وتعزيز أوجه الوفاق وهى الأكثر، وهى تحقيق لما جاء فى القرآن الكريم «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون..» [ المؤمنون – 52] و«إنما المؤمنون إخوة» [الحجرات – 10]. فى هذه المؤتمرات والندوات قيل كلام كثير عن أوجه الاتفاق من ذلك إن مذهب الزيدية فى اليمن (نسبة إلى الإمام زيد بن على زين العابدين) مذهب شيعى قريب من مذهب الشافعى السنى وهم لم ينكروا خلافة أبى بكر، وحرّموا زواج المتعة، واختلفوا مع أهل السنة فى مسألة الجبر والاختيار وهل يخلد مرتكب الكبيرة فى النار، ومن أشهر فقهائهم الإمام الشوكانى وهو من مراجع أهل السنة.. ومذهب الشيعة الإمامية للإمام جعفر الصادق الذى تتلمذ عليه عدد من أئمة السنة لعلمه، وخلافه مع السنة أنه يقول بأن النبى صلى الله عليه وسلم أوصى بأن يكون خليفته هو الإمام علي، وهى قضية تاريخية لا أثر لها فى حياة المسلمين فى العصر الحاضر ويمكن أن تكون موضوعا للدراسة والبحث التاريخي، ولكن هناك خلافا حول زواج المتعة فهم يرون أنه حلال بينما استقرت مذاهب أهل السنة على أنه كان فى مرحلة ثم أصبح محرما، وذلك استنادا إلى السنة الصحيحة وكذلك فإن مذهبه يتضمن »التقية« وأهل السنة يقولون إنها كانت مباحة فى بداية العهد بالإسلام حين كان يتعرض من يدخل الإسلام للعذاب وربما للقتل، وبعد انتشار الإسلام لم تعد التقية كذلك، وفى مذهبه أن الإيمان يؤخذ بالقول، فمن يعلن إيمانه يعامل على أنه مؤمن ولو خالف عمله ذلك، والإمام جعفر الصادق أرسى مبدأ عدم الالتزام بالأحاديث الواردة عن راو واحد وتفضيل الرأى عليها، وجواز الصلاة بمعانى القرآن بلغة غير اللغة العربية لغير الناطقين بالعربية، بينما مذهب الإمام مالك (من أهم مذاهب السنة) يأخذ بأحاديث الآحاد إذا أيدها أهل العلم، ومذهب الإمام الشافعى (السنة) قائم على الأخذ بظاهر النص فى القرآن ثم بالسنة ويأخذ بأحاديث الآحاد إذا كان الرواة موضع ثقة والسند متصلا، وأسسوا ذلك على أن السنة الصحيحة لها حجية مثل القرآن لقول الله تعالى «وما ينطق عن الهوي»، والاجتهاد عنده يعتمد على القياس على نص. وليست هناك خلافات فى أصول الدين بين السنة والشيعة .. الخلافات بين المذاهب هى اختلافات فى الرأى والاجتهاد، وفى الاجتهاد فمن أصاب له أجران ومن أخطأ له أجر عند الله .. ولكن العقبة هى اختلاف المصالح والمواقف السياسية بين الدول الإسلامية. دعوة التقريب ليست لإلغاء المذاهب ولكنها دعوة للتقارب فيما يتفقون عليه وهو جوهر العقيدة، والظروف التى يمر بها العالم الإسلامى تفرض التوحد بدلا من الفرقة التى تبدو وكأن هناك أكثر من إسلام والإسلام واحد كما أن قبلة المسلمين واحدة واستمرار لقاءات وحوارات العلماء يقلل الفجوة بين المذاهب على أمل أن يعيش المسلمون الإسلام فى بساطته دون التقيد أو التعصب لمذهب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store