#أحدث الأخبار مع #إيسيكالبيان٢٣-٠٢-٢٠٢٥أعمالالبيانهل يصبح الخروج عن المألوف مفتاح تفوق الشركات في 2025؟هل أصبح الرؤساء التنفيذيون أكثر غرابة؟ يبدو ذلك للوهلة الأولى! فمن خطاباتهم المعادية للأجانب في مكالمات الأرباح، إلى استخدام الشتائم والعبارات التي لا تخلو من فجاجة، يبدو أن قادة الشركات الأمريكية قد قرروا التخلي عن قواعد اللعبة التقليدية. وقد يثير هذا التمرد على الأعراف قلق كثيرين، لكن في بعض الأحيان، يمكن أن يكون هذا الجنون هو سر تحويل الأفكار غير المألوفة إلى إمبراطوريات تجارية. ولا يقتصر الأمر على الأسلوب الشخصي أو الهوايات غير المألوفة، بل يتعلق بنظرة جديدة لدور الشركات وغاياتها. ولنأخذ على سبيل المثال أليكس كارب، مؤسس شركة بالانتير للبرمجيات، الذي يصف شركته بأنها «سلاح لقتل أعداء الغرب». أما مارك زوكربيرج، مؤسس ميتا بلاتفورمز، فيسترشد برؤى أقل عنفاً بكثير، حيث استثمر 60 مليار دولار منذ عام 2020 في تطوير نظارات ذكية وتقنيات الواقع الافتراضي. في السابق، اعتبرت مثل التوجهات غير التقليدية تشتيتاً عن الهدف الأساسي للشركات، وهو تطوير المنتجات. لكن اليوم، في ظل سعي المستثمرين وراء تحقيق أرباح استثنائية من مشاريع مبتكرة، أصبحت هذه الرؤى هي المنتج ذاته. وساهم ذلك في التحول نحو أسواق التمويل الخاص، حيث لم تعد الشركات الناشئة بحاجة لإقناع المستثمرين التقليديين، بل باتت تتعامل مع مستثمري رأس المال المغامر الذين يتبنون بدورهم الأفكار غير التقليدية. وتشير الدراسات إلى أن التميز عن النمط السائد يحقق نتائج إيجابية، ولو في جانب محدد. فقد طور باحثون من كلية إيسيك وجامعة ستانفورد نموذج تعلم آلي لقياس «التفرد الأدائي» في مكالمات أرباح الشركات، أي مدى اختلاف محتواها عن نظيراتها في الشركات المماثلة. وخلصت الدراسة إلى أن الشركات التي يستخدم مديروها خطاباً غير تقليدي تحظى بتوقعات أرباح أعلى من المحللين، رغم أن النتائج الفعلية غالباً ما تكون مخيبة للآمال. ويظل إيلون ماسك المثال الأبرز للرئيس التنفيذي غير التقليدي، مع سجله الحافل بالتصريحات الغريبة، من اقتراح قصف المريخ نووياً إلى وضع أهداف طموحة لغاية لا تتحقق، وتصريحه بأن تسلا قد تبلغ قيمتها 10 تريليونات دولار. ورغم تراجع أسهم تسلا هذا العام، واصلت التقييمات الخاصة لشركتيه غير المدرجتين في البورصة، «سبيس إكس» و«إكس إيه آي»، ارتفاعها، حتى قبل تعيينه مستشاراً للبيت الأبيض. إن انتشار السلوك غير التقليدي في الشركات الأمريكية ليس ظاهرة عشوائية، وأحد العوامل التي تفسر ذلك هو الانتشار المتزايد لنظام الأسهم الممتازة ذات حقوق التصويت الخاصة، وهو نظام يمنح مؤسسي الشركات سلطات واسعة في توجيه استراتيجية شركاتهم وقراراتها دون مواجهة معارضة فعالة من المساهمين الآخرين. وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة «مورنينغ ستار» وجود ثماني حالات على الأقل كان من المفترض أن تمر فيها قرارات مهمة اقترحها المساهمون، لكنها فشلت بسبب التأثير غير المتناسب لأصوات كبار المساهمين من الداخل - وكان اثنان من هذه القرارات في شركة ميتا. ولا تعود هذه الظاهرة بالكامل إلى ضعف الحوكمة المؤسسية، فسيطرة إيلون ماسك على تسلا لا تعتمد على امتيازات تصويتية خاصة. بل يرتبط تقبل المستثمرين للسلوك غير التقليدي بالظروف الاقتصادية، حيث يزداد التسامح مع التصرفات غير المألوفة خلال فترات الازدهار. وتؤكد الدراسات حول «السلوك الأدائي غير النمطي» وجود علاقة بين ارتفاع أسواق الأسهم وزيادة ميل المديرين التنفيذيين للخروج عن النمط التقليدي في تصريحاتهم وقراراتهم. ويمكن تفسير عدم قدرة أوروبا على مجاراة النموذج الأمريكي في تقبل السلوك غير التقليدي للمديرين التنفيذيين بعاملين رئيسيين: معدلات النمو الأبطأ، والضوابط الأكثر صرامة على صلاحيات الرؤساء التنفيذيين. ويعد هذا الاختلاف في البيئة المؤسسية أحد الأسباب الرئيسية وراء عجز القارة الأوروبية عن إنتاج شركات مبتكرة بحجم وتأثير تسلا أو بالانتير أو ميتا. وعليه، فإن تعزيز القدرة التنافسية الأوروبية قد يتطلب انفتاحاً أكبر على الأفكار والممارسات غير التقليدية.
البيان٢٣-٠٢-٢٠٢٥أعمالالبيانهل يصبح الخروج عن المألوف مفتاح تفوق الشركات في 2025؟هل أصبح الرؤساء التنفيذيون أكثر غرابة؟ يبدو ذلك للوهلة الأولى! فمن خطاباتهم المعادية للأجانب في مكالمات الأرباح، إلى استخدام الشتائم والعبارات التي لا تخلو من فجاجة، يبدو أن قادة الشركات الأمريكية قد قرروا التخلي عن قواعد اللعبة التقليدية. وقد يثير هذا التمرد على الأعراف قلق كثيرين، لكن في بعض الأحيان، يمكن أن يكون هذا الجنون هو سر تحويل الأفكار غير المألوفة إلى إمبراطوريات تجارية. ولا يقتصر الأمر على الأسلوب الشخصي أو الهوايات غير المألوفة، بل يتعلق بنظرة جديدة لدور الشركات وغاياتها. ولنأخذ على سبيل المثال أليكس كارب، مؤسس شركة بالانتير للبرمجيات، الذي يصف شركته بأنها «سلاح لقتل أعداء الغرب». أما مارك زوكربيرج، مؤسس ميتا بلاتفورمز، فيسترشد برؤى أقل عنفاً بكثير، حيث استثمر 60 مليار دولار منذ عام 2020 في تطوير نظارات ذكية وتقنيات الواقع الافتراضي. في السابق، اعتبرت مثل التوجهات غير التقليدية تشتيتاً عن الهدف الأساسي للشركات، وهو تطوير المنتجات. لكن اليوم، في ظل سعي المستثمرين وراء تحقيق أرباح استثنائية من مشاريع مبتكرة، أصبحت هذه الرؤى هي المنتج ذاته. وساهم ذلك في التحول نحو أسواق التمويل الخاص، حيث لم تعد الشركات الناشئة بحاجة لإقناع المستثمرين التقليديين، بل باتت تتعامل مع مستثمري رأس المال المغامر الذين يتبنون بدورهم الأفكار غير التقليدية. وتشير الدراسات إلى أن التميز عن النمط السائد يحقق نتائج إيجابية، ولو في جانب محدد. فقد طور باحثون من كلية إيسيك وجامعة ستانفورد نموذج تعلم آلي لقياس «التفرد الأدائي» في مكالمات أرباح الشركات، أي مدى اختلاف محتواها عن نظيراتها في الشركات المماثلة. وخلصت الدراسة إلى أن الشركات التي يستخدم مديروها خطاباً غير تقليدي تحظى بتوقعات أرباح أعلى من المحللين، رغم أن النتائج الفعلية غالباً ما تكون مخيبة للآمال. ويظل إيلون ماسك المثال الأبرز للرئيس التنفيذي غير التقليدي، مع سجله الحافل بالتصريحات الغريبة، من اقتراح قصف المريخ نووياً إلى وضع أهداف طموحة لغاية لا تتحقق، وتصريحه بأن تسلا قد تبلغ قيمتها 10 تريليونات دولار. ورغم تراجع أسهم تسلا هذا العام، واصلت التقييمات الخاصة لشركتيه غير المدرجتين في البورصة، «سبيس إكس» و«إكس إيه آي»، ارتفاعها، حتى قبل تعيينه مستشاراً للبيت الأبيض. إن انتشار السلوك غير التقليدي في الشركات الأمريكية ليس ظاهرة عشوائية، وأحد العوامل التي تفسر ذلك هو الانتشار المتزايد لنظام الأسهم الممتازة ذات حقوق التصويت الخاصة، وهو نظام يمنح مؤسسي الشركات سلطات واسعة في توجيه استراتيجية شركاتهم وقراراتها دون مواجهة معارضة فعالة من المساهمين الآخرين. وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة «مورنينغ ستار» وجود ثماني حالات على الأقل كان من المفترض أن تمر فيها قرارات مهمة اقترحها المساهمون، لكنها فشلت بسبب التأثير غير المتناسب لأصوات كبار المساهمين من الداخل - وكان اثنان من هذه القرارات في شركة ميتا. ولا تعود هذه الظاهرة بالكامل إلى ضعف الحوكمة المؤسسية، فسيطرة إيلون ماسك على تسلا لا تعتمد على امتيازات تصويتية خاصة. بل يرتبط تقبل المستثمرين للسلوك غير التقليدي بالظروف الاقتصادية، حيث يزداد التسامح مع التصرفات غير المألوفة خلال فترات الازدهار. وتؤكد الدراسات حول «السلوك الأدائي غير النمطي» وجود علاقة بين ارتفاع أسواق الأسهم وزيادة ميل المديرين التنفيذيين للخروج عن النمط التقليدي في تصريحاتهم وقراراتهم. ويمكن تفسير عدم قدرة أوروبا على مجاراة النموذج الأمريكي في تقبل السلوك غير التقليدي للمديرين التنفيذيين بعاملين رئيسيين: معدلات النمو الأبطأ، والضوابط الأكثر صرامة على صلاحيات الرؤساء التنفيذيين. ويعد هذا الاختلاف في البيئة المؤسسية أحد الأسباب الرئيسية وراء عجز القارة الأوروبية عن إنتاج شركات مبتكرة بحجم وتأثير تسلا أو بالانتير أو ميتا. وعليه، فإن تعزيز القدرة التنافسية الأوروبية قد يتطلب انفتاحاً أكبر على الأفكار والممارسات غير التقليدية.