#أحدث الأخبار مع #إيغالألونعمون١٣-٠٣-٢٠٢٥سياسةعمونمخطط "أيغال ألون": التهجير الناعم بقناع الحربفي خضم التصعيد الدموي على غزة منذ السابع من أكتوبر، تبدو النيران التي تشتعل في القطاع ليست مجرد عملية عسكرية، بل غلافًا لمرحلة جديدة من مشروع سياسي عميق الجذور، يخرج من ركام الذاكرة الاسرائيلية، ويحمل توقيعًا تاريخياً اسمة "إيغال ألون". فمنذ نشأة كيان الاحتلال، لم يكن مشروعه قائمًا على ردود الأفعال أو القرارات اللحظية، بل تأسّس على سلسلة خطط متداخلة تستند إلى استراتيجية "تحالف الأقليات"، التي هدفت إلى تفتيت المنطقة إلى كيانات طائفية قابلة للتوظيف في خدمة المشروع الاستيطاني. إحدى أخطر هذه الخطط هي خطة "ألون" التي طرحت عام 1967 عقب احتلال الضفة الغربية، والتي هدفت إلى تفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين وإعادة هندسة التوزيع الديموغرافي الجغرافي ، بحيث تُضم الأراضي الاستراتيجية – خاصة غور الأردن – إلى "إسرائيل"، بينما يُحاصر الفلسطينيون داخل كانتونات معزولة بلا سيادة ولا تواصل جغرافي، تمامًا كما يجري اليوم في الضفة الغربية. لكن المخطط لم يكن فقط متعلقًا بالأراضي الفلسطينية، بل تعدّاه إلى الجنوب السوري. فقد حاولت "إسرائيل" في تلك المرحلة إحياء فكرة إقامة "دولة درزية" تمتد من الجولان إلى حوران، وتعمل كحزام أمني يخدم مصالحها الاستراتيجية. هذا المشروع أعيد طرحه بشكل مكشوف بعد عام 2011، مستغلًا حالة الفوضى والانهيار في سوريا، ومحاولًا زرع كيانات فرعية تفصل المشرق العربي عن بعضه البعض. وفي 8 ديسمبر الماضي، وبعد سقوط نظام الأسد، بدأت التصريحات الإسرائيلية تعود للحديث عن دعم الطائفة الدرزية في السويداء، في دعم واضح مع مخطط ألون بصيغته القديمة/الجديدة، ضمن تصور استراتيجي هدفه تفتيت وحدة سوريا الجغرافية والاجتماعية،واحياء مشاريع قديمة تهدف إلى إقامة كيانات طائفية في الجنوب السوري تخدم مصالحها الاستراتيجية، تمامًا كما يجري الآن في فلسطين. إن إحياء مشروع ألون لا يتوقف عند الخرائط أو التصريحات، بل يُترجم ميدانيًا بوسائل ناعمة حينًا، وعنيفة حينًا آخر. ما يجري في غزة من تدمير ممنهج وترويج علني لفكرة التهجير نحو سيناء، ليس سوى إعادة إنتاج لفكرة "أرض بلا سكان وسكان بلا أرض" التي كانت نواة رؤية ألون. تصريحات قادة الاحتلال، من نتنياهو إلى بن غفير، تكشف عن أن العقلية لم تتغير، بل تعمّقت. فالمواقف العنصرية التي تُطرح اليوم ليست انحرافًا عن المسار، بل استمرار طبيعي لمشروع استعماري ينظر للفلسطيني والعربي بوصفه عائقًا يجب إزالته، لا شريكًا يجب التفاوض معه. النتيجة؟ نحن أمام مشروع تهجير قسري بحلة جديدة، يُنفذ عبر الحصار والتجويع والقصف لا عبر اتفاقيات دبلوماسية. مشروع يدمج خطة ألون مع رؤية اليمين الاسرائيلي المتطرف، ويهدد مستقبل غزة والجنوب السوري في آن واحد. إننا اليوم أمام لحظة مفصلية، لا تحتمل التبسيط ولا التجزئة. الصراع لم يكن يومًا أمنيًا، بل وجوديًا. والمطلوب ليس فقط صدّ العدوان، بل فضح جوهره التاريخي والسياسي، واستعادة أدوات الوعي الجمعي، حتى لا نواجه نكبة جديدة بصمت استراتيجي.
عمون١٣-٠٣-٢٠٢٥سياسةعمونمخطط "أيغال ألون": التهجير الناعم بقناع الحربفي خضم التصعيد الدموي على غزة منذ السابع من أكتوبر، تبدو النيران التي تشتعل في القطاع ليست مجرد عملية عسكرية، بل غلافًا لمرحلة جديدة من مشروع سياسي عميق الجذور، يخرج من ركام الذاكرة الاسرائيلية، ويحمل توقيعًا تاريخياً اسمة "إيغال ألون". فمنذ نشأة كيان الاحتلال، لم يكن مشروعه قائمًا على ردود الأفعال أو القرارات اللحظية، بل تأسّس على سلسلة خطط متداخلة تستند إلى استراتيجية "تحالف الأقليات"، التي هدفت إلى تفتيت المنطقة إلى كيانات طائفية قابلة للتوظيف في خدمة المشروع الاستيطاني. إحدى أخطر هذه الخطط هي خطة "ألون" التي طرحت عام 1967 عقب احتلال الضفة الغربية، والتي هدفت إلى تفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين وإعادة هندسة التوزيع الديموغرافي الجغرافي ، بحيث تُضم الأراضي الاستراتيجية – خاصة غور الأردن – إلى "إسرائيل"، بينما يُحاصر الفلسطينيون داخل كانتونات معزولة بلا سيادة ولا تواصل جغرافي، تمامًا كما يجري اليوم في الضفة الغربية. لكن المخطط لم يكن فقط متعلقًا بالأراضي الفلسطينية، بل تعدّاه إلى الجنوب السوري. فقد حاولت "إسرائيل" في تلك المرحلة إحياء فكرة إقامة "دولة درزية" تمتد من الجولان إلى حوران، وتعمل كحزام أمني يخدم مصالحها الاستراتيجية. هذا المشروع أعيد طرحه بشكل مكشوف بعد عام 2011، مستغلًا حالة الفوضى والانهيار في سوريا، ومحاولًا زرع كيانات فرعية تفصل المشرق العربي عن بعضه البعض. وفي 8 ديسمبر الماضي، وبعد سقوط نظام الأسد، بدأت التصريحات الإسرائيلية تعود للحديث عن دعم الطائفة الدرزية في السويداء، في دعم واضح مع مخطط ألون بصيغته القديمة/الجديدة، ضمن تصور استراتيجي هدفه تفتيت وحدة سوريا الجغرافية والاجتماعية،واحياء مشاريع قديمة تهدف إلى إقامة كيانات طائفية في الجنوب السوري تخدم مصالحها الاستراتيجية، تمامًا كما يجري الآن في فلسطين. إن إحياء مشروع ألون لا يتوقف عند الخرائط أو التصريحات، بل يُترجم ميدانيًا بوسائل ناعمة حينًا، وعنيفة حينًا آخر. ما يجري في غزة من تدمير ممنهج وترويج علني لفكرة التهجير نحو سيناء، ليس سوى إعادة إنتاج لفكرة "أرض بلا سكان وسكان بلا أرض" التي كانت نواة رؤية ألون. تصريحات قادة الاحتلال، من نتنياهو إلى بن غفير، تكشف عن أن العقلية لم تتغير، بل تعمّقت. فالمواقف العنصرية التي تُطرح اليوم ليست انحرافًا عن المسار، بل استمرار طبيعي لمشروع استعماري ينظر للفلسطيني والعربي بوصفه عائقًا يجب إزالته، لا شريكًا يجب التفاوض معه. النتيجة؟ نحن أمام مشروع تهجير قسري بحلة جديدة، يُنفذ عبر الحصار والتجويع والقصف لا عبر اتفاقيات دبلوماسية. مشروع يدمج خطة ألون مع رؤية اليمين الاسرائيلي المتطرف، ويهدد مستقبل غزة والجنوب السوري في آن واحد. إننا اليوم أمام لحظة مفصلية، لا تحتمل التبسيط ولا التجزئة. الصراع لم يكن يومًا أمنيًا، بل وجوديًا. والمطلوب ليس فقط صدّ العدوان، بل فضح جوهره التاريخي والسياسي، واستعادة أدوات الوعي الجمعي، حتى لا نواجه نكبة جديدة بصمت استراتيجي.