أحدث الأخبار مع #إيفل،


النهار
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
عيدٌ بهيجٌ للكتاب في باريس يحتفي بالمغرب ضيف شرف
هي شهور منذ حللت بباريس، وأنا مثل سائر العرب من جيلي، وفي زمني، شغوف بالمدينة التي وصفها عميد الأدب العربي طه حسين، وأصاب، بعاصمة "الجن والملائكة"، وأذكر أن هواي يومئذ انصب على عشقين: أن أسجل أطروحتي للدكتوراه في السوربون مع أنبغ أستاذ، وأن أُشبع نهمي للقراءة من الخزانات، والمكتبات من الوفرة تكاد لا تُحصى. في هذه السنة نفسها، أعني 1981، وفي تاريخ 23 أيار/ مايو سينطلق في باريس أول معرض للكتاب ويصبح تقليداً سنويّاً ينتظم بين نيسان/ أبريل، أو أيار/ مايو، ويرسخ بتوالي الأعوام العيد الوطني السنوي الكبير في فرنسا/ محلّياً أولاً، ودوليّاً لاحقاً، ومهوى أفئدة المتعطشين للكتاب وعقولهم. مبادرة التأسيس تعود إلى النقابة الوطنية للنشر بغية "تمثيل تنوّع الإنتاج الثقافي الأدبي في فرنسا". وحدد المؤسسون هدف المعرض بـ" تقديم مجموع إصدارات الناشرين، وافتتاح أكبر مكتبة في العالم". مكتبة هي مائدة حافلة بأطايب الفكر والعلوم والأدب والفنون تُبسَط أمام القراء بضعة أيام في السنة، كان مفروضاً في البداية تخفيض 20 في المئة على كل كتاب، ثم ألغي عند صدور قانون يوحّد السعر في عهد وزير الثقافة جاك لانغ لعدم الإضرار بالمكتبات الصغيرة؛ ولم نكن جميعاً محظوظين بهذا لغلاء الكتاب على الطلاب والباحثين. افتتح المعرض في البداية باسم" Salon du livre" في مبنى"Le Grand Palais" أفخم قصر للعروض في باريس الواقع في شارع متفرّع من جادة الشانزيليزيه. ثم انتقل عام 1994 إلى الفضاء الواسع الذي خُصص للمعارض قاطبة في Porte de Versailles جنوب باريس حمل اسم"Livre paris"، حيث غدا متاحاً حضور أكبر عدد من دور النشر من المركز والأقاليم لعرض جديدها، وللدول الأجنبية نصب أروقتها، مع أجنحة الندوات واللقاءات والتوقيعات. وبعد أن ترسّخ المكان الجديد ولاقى نجاحاً كبيراً من إقبال الجمهور تزايدت تكاليف الإيجار والتموين على الناشرين فتقلص الصالون من أسبوع إلى ثلاثة أيام، ثم تقرر إعادته من جديد إلى القصر الكبير فترة من الزمن، وبعد إغلاقه لأعمال الترميم والصيانة، عمدت بلدية باريس الكبرى إلى إحداث مبنى موقت في Champ- de- Mars (متنزه مارس) في معْلَمتين عريقتين، المدرسة العسكرية وبرج إيفل، سُمّي "القصر العابر" (Le Grand Palais éphémère) هنا حيث انتظم هو وغيره في السنوات الأخيرة. تحتفل باريس هذا العام بإعادة احتضان القصر الكبير وقد كمُل ترميمه لاستقبال كبرى المعارض الباريسية، ومنها الصالون السنوي الذي استبدل اسمه بـ"Festival du livre de paris "(مهرجان الكتاب لباريس) الذي انتظم أيام 11ـ12ـ13 من أيار/ أبريل الجاري. ويا لها من مصادفة أو ربما هو عمل مقرّر أن يصدر عشية المهرجان تقرير عن القراءة في فرنسا أقل ما يوصف به أنه مقلقٌ ومنذرٌ بأرقامه وآفاقه في بلد يُعرف بغنى ثروته الثقافية. فقد أنجزت وكالة "إبسوس" ذات التحقيقات المعتمدة تحقيقا أخيرا تبنته الصحافة الفرنسية (لوموند ولوفيغارو) وهو يُنجز مرةً كل عامين على شريحة من ألف مستجوَب تبدأ أعمارهم من 15عاماً نُشر في الثامن من الشهر الجاري وردت فيه الأرقام التالية: 45% من الفرنسيين فقط يقرؤون يوميّاً ورقيّاً أو رقميّاً، وهو أول انخفاض يُسجل منذ عشرين سنة خلت. الأعمار بين 50 و64 تمثل الرقم القياسي في تراجع القراءة. الرقم الآخر المزعج في التحقيق هو أن الفرنسيين يقرؤون في المتوسط 18كتاباً في السنة، أي بناقص أربعة كتب منذ عامين، وينخفض أكثر بين من أعمارهم بين 15 و24، وأزيَد من 64 سنة. وحدهم من تقع أعمارهم بين 25 و34 يقرؤون في المتوسط 27 كتاباً سنوياً. يخلص التحقيق إلى محصلة أن ثمة انفكاكاً حاداً وجفوة للفرنسيين مع القراءة لمصلحة عدوّها الرئيس الشاشات. نعم، الشاشات أضحت تلتهم اليوم في العالم أجمع الحظوة التي كانت للكتاب والقراءة بصفة عامة، بخاصة في البلدان المتقدمة، منها فرنسا بالذات، حيث نشهد أيضاً ظاهرة الانقراض التدريجي للمكتبات الصغيرة وفي الأحياء وتعويضها بمتاجر تبيع مبتذلات كما يمكن للزائر أن يلحظ في الحي اللاتيني العريق الذي كان عاصمة الآداب الباريسية. لكن تؤخذ الأمور دائما نسبية، فدُور النشر لا تزال قوية وعتيدة لا تشتكي إلا من تغوّل كبار المستثمرين وابتلاعهم للسوق، وهي تطبع بالملايين، ويوجد كتاب يبيعون بعشرات الآلاف، والجوائز الأدبية لها قيمة رمزية عالية وترفع المبيعات إلى أعلى سقف، والقراء وافرون يقبلون على الكُتاب ويحترمونهم واضعينهم في مرتبة النجوم، فتعال معي إلى مهرجان الكتاب هذا العام. اتّسع القصر الكبير لاحتواء دور نشر وطنية حقيقية لا (دكاكين) بلغ عددها 450 بزيادة 120 دارًا عن العام الماضي، ومتعددة الاختصاصات تلبي انتظارتِ مختلف القراء وأذواقهم. توزعت في الفضاء الرّحب المفتوح لمساحة القصر الفارهة ذي الأعمدة الحديدية الضخمة والأسقف الزجاجية العالية المخرّمة المتنوعة التصاميم، ما يجعل منه مكاناً قابلاً لتشغيله بحسب التيمة. أكثر من 1200 مؤلف شاركوا في الصالون مشاركة فعلية في ندوات، ولتوقيع مؤلفاتهم، وقد اعتدنا هنا أن نرى القراء في طابور طويل جداً يقفون ساعة وأكثر من دون ملل ليفوزوا بتوقيع الكاتب. أعترف بأنني رغم الأرقام أعلاه، فإن ما شاهدته هذا العام استثنائي إذا أضفت إليه طوابير الزوار في الخارج لشراء بطاقات الدخول، وغالبية ساحقة من الشباب والأعمار الفتية، لها إقبال على نوع مغاير من الكتابة الروائية والغرافية وتحضر الندوات لتناقش بحماسة وحرية، تعيد الأمل بأن للقراءة خلافاً لغيوم التشاؤم مستقبلاً مشرقاً وإن في عالم يتغير. مهرجان باريس للكتاب لهذا العام حضر في قلبه المغرب ضيف شرف، بتمثيلية قوية، على صعيد الجناح الكبير الذي شغله ( 400 متر) وكذا النشاطات الثقافية والحضور المميّز لنخبة من الكتاب المغاربة في ندوات مفتوحة عن الآداب المغربية والعلاقات المشتركة، إضافة إلى دور نشر عرضت زبدة معارف المغاربة وإبداعاتهم داخل وطنهم وفي المهجر الفرنسي. هذا الجناح الذي نظمته وزارة الثقافة المغربية ومديرية الكتاب خصوصاً، غصّ طيلة أيام مهرجان الكتاب بالزوار الفرنسيين، فضلًا عن المغتربين، لمتابعة نشاطه، حظي بزيارة خاصة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تُعدّ من أقوى اللحظات في الصالون، بما ختم ببصمة قوية على التحسن الكامل للعلاقات الفرنسية المغربية التي مرت بفترة حالكة انفرجت أخيراً، وأظهرت فيها وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة ذاتي، حرصاً شديداً برعاية مرهفة خصّت بها ضيف الشرف المغربي بلداً ومسؤولين وكتاباً. هكذا يكون عيد الكتاب لهذا العام في باريس عيداً فرنسياً وعربيّاً بامتياز، وقد برهن المغرب على هذه الشراكة بلا جدال.


نافذة على العالم
٣١-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
ثقافة : قبل 1889 النقاد الفرنسيين: برج إيفل منظر بشع فى قلب باريس
الاثنين 31 مارس 2025 11:30 مساءً نافذة على العالم - في 31 مارس 1889، تم افتتاح برج إيفل في باريس في احتفال ترأسه جوستاف إيفل، مصمم البرج، وحضره رئيس الوزراء الفرنسي بيير تيرارد، وحفنة من كبار الشخصيات و200 عامل بناء. وبمناسبة الاحتفاءً بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية عام 1889، ، خططت الحكومة الفرنسية لإقامة معرض دولي، وأعلنت عن مسابقة لتصميم نصب تذكاري يُبنى في ساحة شان دو مارس بوسط باريس. من بين أكثر من 100 تصميم مقدم، اختارت لجنة المئوية تصميم إيفل، وهو برج حديدي مشعر مفتوح، يصل ارتفاعه إلى ما يقرب من 1000 قدم فوق باريس، ليكون أطول مبنى من صنع الإنسان في العالم، كان إيفل باني الجسور الشهير، بارعًا في بناء المعادن، وقد صمم إطار تمثال الحرية الذي شيد مؤخرًا في ميناء نيويورك، وفقا لما ذكره موقع هيستورى. قوبل برج إيفل بتشكك من النقاد الذين جادلوا بأنه سيكون غير سليم من الناحية الإنشائية، وسخط آخرين ظنوا أنه سيكون منظرًا بشعًا في قلب باريس. لكن إيفل لم يتأثر، وأكمل برجه العظيم بميزانية محدودة في عامين فقط، لم يفقد عامل واحد حياته أثناء البناء، وهو عدد ضحايا منخفض بشكل ملحوظ لمشروع بهذا الحجم آنذاك. كان هذا البناء الخفيف والمتجدد الهواء، بكل المقاييس، تحفة فنية معمارية، وفي غضون بضعة عقود، أصبح ينظر إليه على أنه تحفة معمارية. يبلغ ارتفاع برج إيفل 984 قدمًا، ويتكون من هيكل حديدي مرتكز على أربعة ركائز حجرية، ترتفع منها أربعة أعمدة تتحد لتشكل برجًا رأسيًا واحدًا، تتوزع المنصات، التي تحتوي كل منها على منصة مراقبة، على ثلاثة مستويات، تصعد المصاعد الركائز بشكل منحني، وقد تعاقد إيفل مع شركة أوتيس الأمريكية للمصاعد لتصميم مصاعد البرج الشهيرة ذات القفص الزجاجي. لم تكتمل المصاعد بحلول 31 مارس 1889، فصعد جوستاف إيفل درج البرج برفقة بعض رفاقه الشجعان، ورفع علمًا فرنسيًا ضخمًا ثلاثي الألوان على سارية علم المبنى. ثم أُطلقت الألعاب النارية من المنصة الثانية، نزل إيفل وحاشيته، وألقى المهندس المعماري كلمة أمام الضيوف وحوالي 200 عامل. في أوائل مايو، افتتح معرض باريس الدولي، وكان البرج بمثابة بوابة الدخول إلى المعرض العملاق. ظل برج إيفل أطول مبنى من صنع الإنسان في العالم حتى اكتمال بناء مبنى كرايسلر في نيويورك عام1930. ومن المثير للدهشة أن برج إيفل كاد أن يُهدم تمامًا عندما انتهى عقد إيجار الأرض للمعرض الدولي لمدة 20 عامًا عام 1909، إلا أن قيمته كهوائي للبث اللاسلكي أنقذته ولا يزال البرج على حاله إلى حد كبير حتى اليوم، وهو أحد أبرز المعالم السياحية في العالم.