logo
#

أحدث الأخبار مع #ابن_عطاء_الله

فيلم تسجيلي حول العمارة الأندلسية في مسجد «المرسي أبو العباس»
فيلم تسجيلي حول العمارة الأندلسية في مسجد «المرسي أبو العباس»

الشرق الأوسط

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

فيلم تسجيلي حول العمارة الأندلسية في مسجد «المرسي أبو العباس»

لا يقتصر جامع المرسي أبو العباس على كونه مجرد مكان للعبادة، بل هو حكاية حيّة تجسّد عبق الأندلس وروحانيات لا تزال نابضة في قلب مدينة الإسكندرية (شمال مصر)؛ فصاحب هذا الاسم، الشيخ شهاب الدين أبو العباس المرسي، هو متصوف أندلسي يتحدر من مدينة «مرسية»، وقد اضطر إلى الهجرة منها إثر سقوط الأندلس، ليستقر به المقام في الإسكندرية عام 642هـ، وتتلمذ هناك على يد الإمام أبو الحسن الشاذلي، وأصبح فيما بعد شيخاً للإمام ابن عطاء الله السكندري. بهذه الكلمات استهل مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مكتبة الإسكندرية، الدكتور أيمن سليمان، حديثه عن الفيلم الذي أنتجه المركز، أخيراً، ضمن السلسلة الوثائقية القصيرة «عارف... أصلك مستقبلك»، ليفتح نافذة تطل على واحد من أبرز المعالم الروحانية والتحف المعمارية في الإسكندرية؛ وهو مسجد الإمام المرسي أبو العباس رضي الله عنه. ويغوص الفيلم في الجذور الأندلسية العميقة للشيخ «أبو العباس المرسي»، ويكشف كيف تجسدت حكاية الأندلس في تفاصيل العمارة الفريدة التي شكلت ملامح مسجده، وصمدت عبر القرون. يروي الفيلم قصة الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن علي الخزرجي الأنصاري المرسي، الذي اضطر لمغادرتها قبيل سقوطها، وذلك بعد رحلة ملحمية عبر البحر المتوسط نجا منها بمعجزة، ليستقر أبو العباس المرسي في الإسكندرية. يتوقف الفيلم عند التفاصيل المعمارية للمسجد الذي اشتهر باسم «المرسي أبو العباس» التي تحكي قصصاً صامتة مثل القباب المزخرفة التي تتلألأ بزخارفها الهندسية والنباتية، والأعمدة الشاهقة المصنوعة من الجرانيت الوردي التي ترفع السقف برشاقة، والمئذنة المهيبة التي ترتفع 73 متراً. يؤكد الفيلم أن كل زاوية، وكل عقد، وكل قطعة فسيفساء في هذا البناء ليست مجرد عنصر زخرفي، بل هي بصمة من التاريخ وحكاية ناس ربطهم القدر بهذه المدينة. كما يتناول الفيلم إدراج المسجد ضمن مشروع «ميدان المساجد» الذي بدأ ليعيد للمكان رونقه ومكانته. تُوفِّي الشيخ المرسي عام 686هـ، وشُيِّد فوق ضريحه جامعٌ، بيد أن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد، وفق تصريحات مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لـ«الشرق الأوسط»: «سرعان ما تحوّل المكان إلى مركز إشعاع روحاني، وبعد قرون من وفاته، وتزامناً مع محنة طرد الموريسكيين من الأندلس، وجد الكثير منهم ملاذاً آمناً في الإسكندرية، واستقر بعضهم حول المساجد الصوفية الكبرى، التي كان من أبرزها جامع المرسي أبو العباس». الفيلم تناول الحس والفنون الموريسكية التي انتقلت من الأندلس للإسكندرية (مكتبة الإسكندرية) وأطلق الملك فؤاد الأول، ومن بعده ابنه الملك فاروق، مشروعاً عُرِف باسم «ميدان المساجد». وقد هدف هذا المشروع إلى تجميع وتطوير المنطقة المحيطة بثلاثة مساجد رئيسية، هي: جامع الإمام البوصيري، وجامع ياقوت العرش، وبالطبع جامع المرسي أبو العباس. وتولى المعماري الإيطالي الشهير ماريو روسي (Mario Rossi) مهمة تطوير الجامع الحالي، فمزج ببراعة في تصميمه وزخارفه بين الطرازين الأندلسي والمملوكي. واستغرقت أعمال هذا التطوير 12 سنة. وتهدف سلسلة «عارف» الوثائقية التي يقدمها مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، إلى استكشاف جوانب التراث المصري من منظور مبتكر. وتستهدف هذه الأفلام بشكل خاص فئة النشء والشباب، حيث تروي قصصاً من التراث المصري بأنواعه المتعددة، وذلك ضمن إطار علمي مبسط، وبأسلوب سلس وجذاب يركز على تقديم معلومات شيقة وموثوقة، وفق سليمان. فيلم أبو العباس المرسي (مكتبة الإسكندرية) ويؤكد مدير مركز توثيق التراث سعي السلسلة إلى تعزيز روح الهوية المصرية لدى الأجيال الشابة، وتعميق ارتباطهم بجذورهم الثقافية الأصيلة الممتدة عبر التاريخ. كما تعمل هذه الأفلام على نشر المعرفة وتعميمها بين جميع فئات المجتمع على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، إذ تُقدَّم الأفلام باللغة العربية، مع توفير ترجمة متقنة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية لضمان أوسع انتشار ممكن. ومن الأفلام التي تضمنتها السلسلة من قبل «بورتريهات الفيوم» و«الخليج المصري» و«مصر القديمة» و«هيباتيا» و«الملك الذهبي - توت عنخ آمون»، و«مصر الجديدة» و«الكنيسة المعلقة» و«حي الزمالك».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store