أحدث الأخبار مع #ابنآدم،


الوطن
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الوطن
الأنسنة.. والمستقبل الجيد بالشكل المخيف!
وفق مركز عبدالرحمن كانو الثقافي كعادته في طرح عنوان فيه من الذكاء والانتقاء لمناقشة واقع جديد، ليواصل بديناميكية ممارسة دوره كمنبر ثقافي بحريني يحتضن رواد الأدب والفكر والفنون، ويقدم فعاليات متنوعة تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي في المجتمع.ندوة الصحافة البحرينية والذكاء الاصطناعي.. هل نحن مستعدون للغد؟ التي أقيمت مساء الثلاثاء الماضي قدمت أفكاراً مواكبة لتطور استخدامات الذكاء الاصطناعي في المشهد الإعلامي والصحافة كجزء لا يتجزأ من المجالات الأخرى، فمن تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستقبل الصحافة في البحرين، وبحث التحولات التي تفرضها التكنولوجيا على أساليب التحرير والإنتاج الصحفي، ونقاش مدى استعداد الصحافة البحرينية لمواكبة التطورات الرقمية، أجد نفسي أستذكر ما جاء في منتدى البحرين الدولي للحكومة الإلكترونية عام 2023 ومعرض كومكس، إذ قالت إحدى الخبيرات المتحدثات في المؤتمر إن (المستقبل جيد بشكل مخيف)، حيث تم طرح أن خارطة الأعمال ستتغير خلال ثلاث سنوات منذ ذلك الحين، وسيتم رسم عالم جديد بشكل مختلف وباستخدام أدوات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وبإمكانات تقنية مذهلة.وبحسب خبراء أيضاً يقدر حجم التغيير القادم ب ٨٠ بالمئة على خارطة الأعمال والوظائف المستقبلية، فالأرقام العالمية تبين أنه بحلول عام 2025 سيتم التعامل مع أكثر من 85% من تفاعلات العملاء دون وجود للإنسان، وتوقعوا ما يصل إلى 800 مليون وظيفة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.وبين الفعاليتين، وفي ظل الفارق الزمني أجد أن الوصف الذي قيل بأن المستقبل جيد بشكل مخيف، يجب أن لا يكون أبداً بمعزل عن طرح فكرة الأنسنة، وأعني بها إعادة تعريف دور الإنسان في عالم يتسارع فيه التطور الرقمي والاقتصادي، بحيث لا يكون الإنسان مجرد ترس في آلة الإنتاج، بل يكون محوراً أساسياً للتنمية والتحول.في عالم الاقتصاد ووسط اختلاف النظريات برزت فكرة أنسنة الاقتصاد بحيث لا يكون مجرد سعي نحو الربح، بل يكون مدفوعاً بالقيم الإنسانية وساعياً للعدالة، وبالمثل خلال أزمة كورونا تم الحديث طويلاً عن فكرة التعليم الإلكتروني ووجود المعلم الافتراضي والصفوف الافتراضية، لنعود بعد مضي الجائحة لاستذكار واستنهاض دور المعلم في التواصل المباشر مع الطلاب وما يحققه من نتائج تعليمية وتعلمية وتربوية، وبالمثل الأنسنة في العمل والإدارة، من خلال تحويل بيئات العمل إلى أماكن تحفّز الإبداع والتوازن النفسي بدلاً من أن تكون مجرد أماكن لإنجاز المهام تحت الضغط، وفي كل وقت وحين، وكذلك الحال في الطب، فمن سيخضع إلى استشارة طبية لمرض مستعصٍ غير عابر، عن طريق آلة دون الرغبة في التحدث المباشر والتعاطي مع الطبيب والممرض.ومع تنوع أطروحات المنتدين في الندوة من الزملاء الإعلاميين أجد أن الذكاء الاصطناعي واقع لا مفر منه، ولكنه يبقى في حدود الآلة التي تؤمر لتنجز، والأداة التي تسهل العمل بما لا ينفي وجود الإنسان، فموضوع أنسنة التقنية والتكنولوجيا لخدمة الإنسان، في عصر الذكاء الاصطناعي والأتمتة، أصبح من الضروري أن تظل التقنية في إطار خدمة (ابن آدم)، بدلاً من أن تحل محله أو تهمِّشه، فنحن لا نتحدث عن وظائف اليوم، بل نتحدث عن وظائف أجيال المستقبل في خضم أزمة متواصلة في إيجاد فرص العمل! وعليه فإن موضوع أنسنة التقنية يعد محوراً لا يمكن غض الطرف عنه، فهناك أخلاقيات وهناك خصوصيات وهناك ذائقة وبصمة للإنسان الذي يعمل بأفكاره ومشاعره ومخزونه الثقافي والاجتماعي.ولأن الحديث عن الذكاء الاصطناعي، فإن عملية الإنتاج لابد وأن تتغير لتتجه صوب المحتوى الثقافي والإعلامي النوعي بما يحترم العقل والمشاعر بدلاً من أن يكون مجرد وسيلة للاستهلاك وللترفيه السطحي.إن الأنسنة ليست مجرد فكرة فلسفية، بل هي نهج علمي وعملي يمكن أن يحوّل أي مجال إلى مساحة أكثر احتراماً للإنسان، ليضمن أن يبقى التقدم والتطور في خدمة البشر بدلاً من أن يكون سبباً في تهميشهم.ملاحظة: السلبيات قادمة وكثيرة، والمخاطر موجودة، ولكننا لم نصل لنقطة بحثها بعد، فنحن لا نزال في دائرة بهجة الذكاء الاصطناعي.


جريدة الرؤية
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- جريدة الرؤية
النداء الأخير!
جابر حسين العُماني ** في مُعظم رحلات الحياة التي يُخطط لها الإنسان، لا بُد أن تُصادفه لحظة أخيرة يُعلَن فيها النداء الأخير قبل إغلاق كل شيء، عندها يستجيب البعض لذلك النداء دون تردد أو تأخير أو تسويف، حتى لا تفوتهم الرحلة، بينما يتكاسل آخرون ويماطلون ويتأخرون، فيخسرون الرحلة بكل ما تحمله من مزايا جميلة. هكذا هي رحلة الإنسان وانتقاله من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، رحلةٌ يسيطر فيها ملك الموت، الذي سخّره الله تعالى لقبض أرواح البشر، فهو لا يكتفي بالنداء الأخير، بل يستل الأرواح من أجسادها، فتتكرر حالات الوفاة أمامنا في كل حين، حاملة رسائل واضحة لا لبس فيها، تنبه الإنسان بأنَّ الحساب آت لا محالة. فما الذي قدمته لآخرتك؟ يهلّ علينا شهر رمضان المبارك كل عام بالمغفرة والرحمة والضيافة الإلهية، ويأتي معه النداء الإلهي، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]. يُوجه هذا النداء كذلك إلى من أهمل الشهر الكريم وعبادة الله تعالى فيه، وهي رسالة واضحة مفادها تذكير الإنسان بما فرّط فيه من عمره في غير طاعة تعالى، وكأن النداء يقول: "يا ابن آدم، إنَّ الفرصة لا تدوم، فاغتنمها قبل فواتها." والمطلوب من الإنسان استغلال الفرص المتاحة قبل حلول النداء الأخير، وما أجمل تلك الفرص عندما تستغل في شهر الطاعات والرحمات، الشهر الذي دعانا الله تعالى لضيافته. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما خطب في الناس مذكرا لهم بأهمية شهر رمضان المبارك واستغلال أوقاته بما ينفعهم: "أَيُّهَا اَلنَّاسُ؛ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اَللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَاَلرَّحْمَةِ وَاَلْمَغْفِرَةِ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اَللَّهِ أَفْضَلُ اَلشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ اَلْأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اَللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ اَلسَّاعَاتِ، هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اَللَّهِ". فعلى الإنسان أن يعلم أن شهر رمضان لم يجعله الله تعالى شهرًا للإسراف أو التبذير في الطعام أو الشراب أو اللعب والملهيات، كما هو متعارف عليه في زماننا عند البعض، بل هو فرصة ثمينة لمحاسبة النفس، ومراجعة العمل، والعودة إلى الله تعالى. لذا ينبغي على الإنسان ألّا يفوّت الفرصة فيه، وأن يعتبره النداء الأخير لكل من تهاون في أداء صلاته، أو ابتعد عن القرآن الكريم، أو أثقلته الذنوب والمعاصي والموبقات، أو أحاطت به الغفلة والملذات. وهو نداء يدعونا إلى العودة الفورية إلى الله تعالى حتى نستطيع أن نحظى بمغفرته ورضوانه وضيافته الكريمة. قد يتساءل بعض الناس: ماذا يمكننا أن نفعل في شهر رمضان إلى جانب إقامة الصلاة، وحضور المساجد، وقراءة القرآن الكريم؟ والجواب أن هناك العديد من الأعمال العبادية التي تقرب الإنسان من رضا الله تعالى، وهي سهلة ويسيرة، ويمكن استغلالها في هذا الشهر الفضيل، ومنها: أولًا: جدد توبتك مع الله تعالى، وحاول أن تكتب الذنوب والمعاصي التي اقترفتها في دفتر هاتفك بينك وبين نفسك، وعاهد الله أنك لن تعود إليها مهما حصل. ثانيًا: أكثر من السجود لله تعالى، واعلم أن أقرب ما يكون العبد من ربه هو عندما يكون ساجدًا خاضعًا لله وحده لا شريك له. ثالثًا: أكثر من قراءة الأذكار، ومن الجيد أن تكتبها في عدة أماكن داخل غرفة نومك لتتذكرها دائمًا وترددها باستمرار، مثل: "أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ"، أو "اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ"، أو "اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ"، أو "لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ". رابعًا: عوّد نفسك على إخراج الصدقة في كل يوم للفقراء والمساكين، ولو بالقليل، فإن الصدقة تدفع البلاء المبرم كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة. خامسًا: أصلح نفسك وغيّر غيرك، واجعل من نفسك قدوة حسنة، فلا تنصح الناس بشيء وتفعل عكسه. كن مصلحًا للمتخاصمين، واعلم أن ذلك من أهم الأعمال التي ترضي الله تعالى، يَوْمَ لاٰ يَنْفَعُ مٰالٌ وَلاٰ بَنُونَ إِلاّٰ مَنْ أَتَى اَللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. سادسًا: جاهد نفسك ما استطعت، وانتبه من الغيبة والنميمة والبهتان، واستغل الوقت في طاعة الله تعالى، واعلم أن أيام شهر رمضان معدودة، فينبغي استغلالها بشكل أفضل وأجمل. وأخيرًا.. كُنْ على ثقة بالله تعالى، واعلم أن الله تعالى يقول: { وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }، ويقول: { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ } ، اجعل ندائك الأخير في هذه الدنيا هو العمل الصالح لتحظى بذلك برضا الله تعالى. ** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء


صدى الالكترونية
١٠-٠٢-٢٠٢٥
- منوعات
- صدى الالكترونية
فهو يخلفه
في موقف يدل على عظمة الخالق سبحانه، عندما تقرأ قوله تعالى: 'قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۖ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ' (سورة سبأ: 39)، تدرك أن الله يمنح الأشخاص الذين ينفقون في سبيله عوضًا عن ذلك. وهذا الوعد الإلهي ليس مجرد كلمات، بل هو قانون رباني ثابت، يجزي به الله المنفقين في الدنيا قبل الآخرة ،روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: 'يا ابن آدم، أنفق أُنفق عليك'(رواه البخاري ومسلم). هذا الحديث العظيم يلخص فلسفة الإنفاق في الإسلام: كلما بذلت من مالك في سبيل الله، كلما عوضك الله خيرًا مما أنفقت. وهذا ليس فقط في المال، بل في كل أنواع البذل والعطاء، سواء كان علمًا أو وقتًا أو جهدًا ، كما أن الصدقة تدفع البلاء ،قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: 'فإنَّ للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر، فإن الله تعالى يدفعُ بها عنه أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهلُ الأرض كلُّهم مقرُّون به لأنَّهم جرَّبوه' (الوابل الصيب). وهذا التأثير العجيب للصدقة ليس فقط في دفع البلاء، بل أيضًا في جلب الرزق وزيادة البركة في المال والصحة ،كم سمعنا من قصص عن الأولين والآخرين قد بذلوا مالهم وفرجوا بها كربًا، فجزاهم الله من حيث لم يحتسبوا: مريض شفاه الله، ومبتلى عافاه الله، وفقير أغناه الله، وممسوس بسحر يسر الله فكاكه. كل ذلك كان من صدقة مخلصة لله سبحانه، لم يرد بها ذلك المنفق رياءً ولا سمعة، كان همه أن يفرج الهم والكرب، وكان من أحب ماله إليه وهو في حاجته. في قصة طريفة لأحد المنفقين، قد بذل ماله لمحتاج أهمته الدنيا لعلاج أخيه المريض، وأعطاه ما يملك في رصيد حسابه البنكي، فعوضه الله أضعاف ما أنفق وهو لا يعلم بذلك، فالله مطلع على كل شيء، فَيَسَّرَ الله له مالاً لم يكن في حسبانه. وهذا من النواميس الكونية والرحمات الربانية: من يرحم يُرحم، ومن يعطِ يُعطَى. إن النفس مثل البذرة، كلما عاهدتها وربيتها وسقيتها بالإنفاق والبذل والعطاء، أصبحت شجرة مثمرة ومباركة، وظلها وارف، وثمرتها حلوة خضراء، يستظل بها الجميع. وكلما سقيتها بالشح والبخل والإمساك، أصبحت شجرة بلا أوراق، شهباء اللون مصفرة، لا طعم فيها ولا جمال، ويتفرق عنها الجميع. من النصائح في الإنفاق: 1. ابدأ بالشيء القليل: لا تنتظر حتى تملك الكثير لتبدأ في الإنفاق، فالله يقبل القليل ويضاعفه. 2. اختر الأوقات المباركة: مثل شهر رمضان، أو يوم الجمعة، أو الأيام العشر من ذي الحجة. 3. أنفق بسرية: حاول أن تكون صدقتك في السر قدر الإمكان، فهي أقرب إلى الإخلاص. 4. ابحث عن المحتاجين: ليس كل محتاج يطلب المساعدة، فكن أنت المبادر في البحث عنهم. أخيرًا، عندما يعرض لك باب خير من جهدك أو مالك، فابذل ما استطعت ولو بالقليل، ولا تغلق ذلك الباب، فقد لا يفتح لك مرة أخرى وتكون من المحرومين، نسأل الله أن يجعلنا من المنفقين والباذلين في سبيله، وأن نكون ممن تقضى حوائج الناس على يديه.