logo
#

أحدث الأخبار مع #ابنزيدون

حنينٌ لا يسقط بالتقادم
حنينٌ لا يسقط بالتقادم

الميادين

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الميادين

حنينٌ لا يسقط بالتقادم

هل تذكرون غريبًا عادَه شجن؟ هكذا تساءل ابن زيدون قبل قرون، ففتح بكلماته جرحاً لا يندمل، يشبه تماماً جرح الفلسطيني، الذي ما عاد يعرف للطمأنينة معنى، ولا للوطن طريقاً، سوى في ذاكرته المثقوبة بالتواريخ والمجازر. كل من ذاق الغربة عن الأحباب يوجعه الحنين، فكيف بمن غُرّب عن وطنه قسراً، وطُرد من أرضه تحت لهيب النار، ووجد نفسه بلا أهل ولا سكن، يحمل مفتاحاً صدئاً وصورة بيت مهدوم، يردد أسماء القرى كما تُردد الأمهات أسماء الشهداء؟ إنها غربة لا تشبه غربتنا عن أيام الصبا، ولا عن وجوه الأصدقاء الذين ضلّوا الطريق إلينا. بل هي غربة شعب بأكمله، يلاحقه الطرد والنفي جيلاً بعد جيل، بدءاً من نكبة 1948، مروراً بهزيمة 1967، وصولاً إلى تهجير الداخل و"تقنين" الطرد في كل عدوان. وما العدوان على غزة إلا فصل من كتاب النفي المفتوح، وما التلويح الأميركي - الصهيوني بفتح باب "التهجير الطوعي" إلا إعادة إنتاج لمأساة مُزمنة. الفلسطيني لا يحمل حقيبة سفر، بل يحمل التاريخ كله على كتفيه. يعيش في غربة اضطرارية لم يخترها، ولكنها اختارته ليكون شاهداً حياً على أكبر سرقة في التاريخ: سرقة وطن، وسرقة مستقبل، وسرقة ذاكرة. وها هو اليوم، يُخيَّر من جديد بين موتٍ تحت القصف، أو موتٍ بطيء في خيام اللجوء. نعم، لقد تساءل ابن زيدون عن قومٍ كانوا لا يحفظون العهد، ونحن بدورنا نتساءل: أي عهد بقي في هذا العالم لم يُدَس؟ أية عدالة تُرجى ممن يرى في تهجير شعب وسيلة لإراحة مستوطن؟ أي قانون إنساني يقبل أن يُعامل الفلسطيني كخطرٍ ديموغرافي يجب طرده، لا كإنسان له الحق في الأرض والماء والكرامة؟ الغربة ليست فقط غياب الأوطان، بل أن يُنسى وجعك، وتُطمس حكايتك، وتُختصر قضيتك في معونات أو تصريحات سياسية لا تُسمن ولا تُغني من جوع. لكن الفلسطيني، رغم ذلك، لا يُشبه غرباء العصر الحديث… لأنه لم ينسَ، ولم يُساوم، ولم يُبدل المفتاح بالمنفى، ولا الزيتون بجوازات مؤقتة. في قلب كل فلسطيني ابن زيدون جديد، يئن تحت ليلٍ طويل، ويهمس: فبات يُنشدها مما جنى الزمنُ… بَمْ التعَلُّل لا أهلٌ ولا وطنُ ومع ذلك، سيبقى هذا الفلسطيني، كما القصيدة، لا يسقط بالتقادم. فليعلم الطغاة، من تل أبيب إلى واشنطن، أن التهجير ليس نهاية الحكاية، بل وقودها. وأن كل خيمة لجوء تُغرس في أرض بعيدة، تُنبت في الذاكرة جذراً أعمق، وعهداً جديداً لا يُنسى. لن تكون غزة نكبة ثانية، ولن يمر مشروع "الترانسفير" الجديد كما مرّت مؤامرات الأمس. فهذا الشعب الذي ذاق مرارة اللجوء، لن يُذعن لقدرٍ كُتب في أروقة البيت الأبيض، ولا لمصيرٍ خطّه المستوطن ببندقيته. هذا شعبٌ لا ينسى وطنه، لأن الوطن عنده ليس جغرافيا، بل عقيدة. لا يُبادل الأرض بالخلاص، ولا الحرية بكسرة خبز. وليعلم كل من يراهن على ضعف الفلسطيني، أن من لم ينكسر في دير ياسين، ولا في تل الزعتر، ولا تحت قصف دبابات 1982، لن يرضخ اليوم.. فهو، وإن غاب عن تراب وطنه، يكتبه في قلبه كل يوم كقصيدة لا تموت، وينقشه في وجدان الأمة كحق لا يسقط بالتقادم.

عصام السيد يناقش "الأندلس فى المسرح الشعري المصري" خلال أيام الشارقة المسرحية
عصام السيد يناقش "الأندلس فى المسرح الشعري المصري" خلال أيام الشارقة المسرحية

مصرس

time٢٢-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

عصام السيد يناقش "الأندلس فى المسرح الشعري المصري" خلال أيام الشارقة المسرحية

أكد المخرج الكبير عصام السيد، خلال ندوة "الأندلس في المسرح" الذي أقيمت على هامش الدورة ال34 من أيام الشارقة المسرحية، أن المسرح الشعري المصري له سمات أساسية وهي اللغة الشعرية التي يعتمد عليها وهي استخدام لغة موزونة ومقفاه تعكس جماليات الشعر العربي، والتداخل بين التراث والمعاصر، حيث يستلهم المسرح الشعري موضوعاته من التاريخ والتراث العربي والإسلامي، والبعد الفلسفي والرمزي والذي يتناول فيه المسرح الشعري قضايا إنسانية كبرى بأسلوب رمزي وفلسفي. واستشهد المخرج عصام السيد بمسرحية الوزير العاشق لفاروق جويدة، وهي أولى مسرحياته الشعرية وتعتبر من أبرز الأعمال في المسرح الشعري المصري المعاصر، وتستند المسرحية إلى أحداث تاريخيّة حقيقية لتسلط الضوء على الأوضاع السياسية المضطربة في الأندلس خلال عهد ملوك الطوائف، وصور ابن زيدون في المسرحية كشاعر رومانسي، لكنه أيضا رجل سياسة بارع يسعى للحفاظ على وحدة الأندلس لكنه يقع ضحية الخيانة والمؤامرات، وتعكس شخصيته صراعا داخليا بين الرجل العاشق والشاعر الحالم من جهة.وتابع: تتمحور المسرحية خوف أفكار ثلاث أساسية وهي الحب الذي يظهر من خلال العلاقة العاطفية بين ابن زيدون وولادة بنت المستكفي، والحلم الذي يتجلى في تطلعات الشخصيات لمستقبل أفضل، والخيانة التي تتجسد بعد ي المؤامرات والدسائس التي تقام ضد ابن زيدون.يذكر أن أيام الشارقة المسرحية تظاهرة مسرحية ثقافية تقام سنوياً برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تشارك فيها فرق مسرحية من إمارات الدولة وتشرف عليها لجنة عليا تتفرع عنها لجان متخصصة منها لجنة تحكيم المسابقة المسرحية تضم في عضويتها كفاءات مسرحية عربية ومحلية وتستضيف الأيام مسرحيين مفكرين ومؤلفين إضافة لكبار الممثلين (رواد، نجوم) من مختلف البلدان العربية والأجنبية لمواكبة العروض المسرحية والمشاركة في الندوات التطبيقية والندوات الفكرية المصاحبة واللقاءات والحوارات المفتوحة. وذلك لتوفير بيئة تفاعلية تحقق الفائدة للمسرحيين الإماراتيين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store