أحدث الأخبار مع #ابيبكر
خبرني
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- خبرني
اللحاق بالإسلام
حار رئيس وزراء اسبق جوابا ، حين سُئِل هل الأردن دولة إسلامية؟ وبدا عليه الاضطراب و التلعثم ليستقر به الرأي ، ان الأردن دولة غير إسلامية ، ويجيب : اعتقد لا . وضرب مثالا على بيع الخمور لإخراج الدولة من دائرة الإسلام . ان المسألة تحتاج إلى تحرير ، فاذا كان كبار السياسيين يقعون في خلط بالحكم ، فماذا عن عامة المواطنين وماذا عن الشباب في مقتبل بنائهم الفكري ؟! ، هناك تصور مغلوط حول شكل النظام في الدولة المسلمة ، و هو مرتبط بادبيات ظهرت بعد سقوط الدولة العثمانية،و لا يستمد من الإسلام نفسه. فقد صاحَبَ هذا السقوط بروز مصطلح (إسلامي) الذي نشا في مقابل (علماني ) فالاخير يدعو إلى فصل الدين كليا عن الدولة، و الإسلامي يسعى إلى النقيض ، اي اسلمة كل ما تحت سماء الدولة و على ترابها ، و لا يتحقق ذلك إلا إذا اكتست كل مظاهر الحياة بصبغة إسلامية ، حسب هذا المنهج . ان هذه الفكرة السائدة عن الدولة التي تدين بالإسلام ، لا تخلو من مفاهيم خاطئة ناشئة عن آراء أنتجها منظرون وفق اجتهاداتهم الشخصية ، بحيث اصبح شكل الدولة مرتبطا بأنماط حياة عالقة في الأذهان ، مما يسوغ للبعض اخراج الدول من دائرة الاسلام إذا تغيرت هذه الأنماط . ان دين الدولة هو ما يدين به اهلها ، ابتداء ، و حصول الانحراف بالاحكام امر وارد ، و لا يخرج بالدولة او نظامها عن الاسلام ، واذا كان اخطر هذه الانحرافات ، تمثل بشق عصا الطاعة على الامام علي عليه السلام، ولم يخرج بالدولة عن الإسلام، فقد سبق ذلك اختلاف الاجتهادات لدى كبار الصحابة في عهد ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ولم يُفض ذلك الخلاف إلى القول باخراج الدولة من دائرة الاسلام . ان تبويب التشريعات وتفصيل احكامها ، كالقانون المدني و قانون التجارة و العقوبات وغيرها هو امر مستحدث ، وان المصدرين الرئيسين للتشريع القران الكريم و السنة المطهرة لم يتضمنا تبويبا تفصيليا للاحكام ،عدا احكام العبادات و الاسرة و الإرث لذلك فاستعمال مصطلح القانون الوضعي كنقيض للتشريع الالهي ينطوي على قدر كبير جدا من الغلو و الجهل . فمواد التشريع الوضعي بعمومها تناولت مستجدات الواقع التي لم يرد فيها حكم شرعي . كما ان هذه التشريعات نصت على احكام تتفق مع الشريعة كحظر الريا وتجريم البغاء و احترام الشعائر ، وإقامة المساجد، وإحياء السنن و غير ذلك . وظيفة الدولة في الإسلام ، ان الحفاظ على الضرورات الخمس في الإسلام وهي : ( الدين و النفس و العقل و النسل و المال ) هو اهم وظائف الدولة ، وان اقامة الوسائل المشروعة للمحافظة على هذه الضرورات هو امر حاصل في الدول الاسلامية عموما . وقد عرض الفقه الإسلامي لهذه المسألة، وذكر فقهاء المذهب الحنفي ، ان اضافة الدار إلى الاسلام يُقصدُ به الامان ،فحيث يأمن المسلمون على اداء عباداتهم دون اذن من غير المسلمين تضاف الدار إلى الإسلام . و اليوم لا يقتصر الامان على العبادات بل يمتد إلى البيوع و سائر المعاملات و لدينا المصرف الإسلامي ، و التامين الإسلامي و الوقف الإسلامي و التربية الإسلامية، وعداها مما تزخر به مظاهر الحياة العامة . من كل ذلك نخلص إلى نتيجة مفادها ، ان نزع صفة الإسلام عن الدولة لوجود مخالفات في بعض الاحكام او القوانين ، هو نتاج تصورات محدودة ، وتصحيح ذلك يتطلب جهدا تنويريا، من اهل الرأي و الاختصاص، حتى لا تفضي المفاهيم المشوهة إلى تحلل الأفراد من واجباتهم القانونية جملة تحت ذريعة مخالفة نص من النصوص للاحكام الشرعية . وتلك هي الطامة الكبرى، التي تؤدي بالأفراد إلى كسر القواعد القانونية مرتدين عباءة الشريعة -وهما من عند انفسهم - لخرق الاحكام الناظمة لشؤون الرعية . ختاما اقتبس اجابة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله ، حين سئل هل ستطبق الدولة الأردنية قوانين تعود بها إلى الإسلام ؟؟ ، فاجاب ببلاغته المعهودة وفهمه العميق : ان واجبنا هو اللحاق بالإسلام و التقدم اليه ، و ليس الرجعة اليه ،فنحن لم نتركه أصلا ، وستبقى منابرنا ملتزمة بعقيدتنا وثوابتنا تدعو إلى سبيل الله بالحكمة و الموعظة و الحسنة .
سواليف احمد الزعبي
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- سواليف احمد الزعبي
الزراعة (سُنبُلَاتٍ خُضْر)
الزراعة (سُنبُلَاتٍ خُضْر) رمضانيات (٧) … الزراعة بكل اشكالها من الضروريات البشرية لإنتاج الغذاء للإنسان اولا ثم للحيوانات التي يتغذى عليها الإنسان ولغيرها ايضا. وهي ضرورة للتوازن البيئي لإنتاج الأوكسجين ولامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وهي مصدر اساس في كثير من الصناعات المختلفة ومنها بعض الملبوسات. وباهتمام الإسلام بالزراعة وردت إشارات متعددة في القران الكريم تعزز هذه الضروريات والقيام بالزراعة والحفاظ عليها. كما جاءت احاديث كثيرة تحض على ذلك؛ فعن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه دابة أو طير أو إنسان إلا كان له صدقة) نحن مطالبون بضرورة القيام بالزراعه، لأنها ضرورة، فلاَّ نَدَعَ مساحة خالية دون زراعة، ولا يرتبط الأمر بمساحتها ووعورتها، فلكل ما يناسبه. كما يجب علينا المحافظة على الأشجار في الشوارع والغابات والمزارع والحدائق العامة وعدم الاعتداء عليها، بل المبادرة بحمايتها بالسقاية والرعاية بشكل فردي وجماعي، في الحديث الشريف ( إِنْ قَامَت السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ «نخلة صغيرة أو شتلة»، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ). حتى في الحروب جاءت وصية الخليفة ابي بكر رضي الله عنه للجيش ( ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة). تقوم البلديات بزراعة الشوارع والساحات بأشجار مختلفة بقصد تحقيق المقاصد المختلفة خاصة المتعلقة بالجمال، وقد ورد ذكر اللون الاخضر في القران ثمان مرات منها الاية الكريمة (وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات) للدلالة على الزراعة والغطاء النباتي. بلدية اربد الكبرى جعلت رويتها تنص على : مدينة خضراء ذكية…، للدلالة على اهمية التشجير وحماية المناخ، وقد أطلقت مشروعا لزراعة مليون شجرة تم انجاز اكثر من ١٥٪ منه، وجعلته شاملا لكل الأراضي والشوارع بما فيها بيوت المواطنين؛ تعطيهم الأشتال المثمرة وغيرها مقابل التعهد بزراعتها ورعايتها، وتقوم بحملات لذلك في الشوارع والحدائق لإيمانها بأهمية ذلك شرعا وتنظيما وتحقيقا لرؤيتها ( من غرس شجرةً، كان له من الأجر عند الله بقدر ما أخرجت تلك الشجرة). تتعرض تلك الجهود للاعتداءات المتكررة، مما يؤخر تحقيق الاهداف بسبب أعمال عبث مختلفة، ولا تستطيع البلدية الرقابة المستمرة على ذلك؛ لذا لا بد ان يتعاونّ المواطنون بالرقابة والرعاية لها، وكم هو جميل ان يبادر الناس بزراعة ما يمكن زراعته من أراضيهم وحول بيوتهم، فهذا فعل مطلوب وان كان صغيرا، فشجرة واحدة في كل بيت على سبيل المثال تعني مئات الاف الاشجار في المدينة وما حولها. في شهر رمضان مناسبة عظيمة لتذكير الناس بذلك، والقيام به فلا زال هناك متسع للزراعة، والبلدية ترحب باي طلبات او مبادرات للزراعة. وتقبل الله صيامكم وعملكم بالقيام بالزراعة مهما كانت قليلة.
