logo
#

أحدث الأخبار مع #اقتصاد_النوم

اقتصاديات النوم: تجارة المليارات في مواجهة وباء صامت يفتك بصحة الكوكب
اقتصاديات النوم: تجارة المليارات في مواجهة وباء صامت يفتك بصحة الكوكب

أرقام

timeمنذ 4 أيام

  • صحة
  • أرقام

اقتصاديات النوم: تجارة المليارات في مواجهة وباء صامت يفتك بصحة الكوكب

- في زمنٍ يُقاس فيه النجاح بعدد ساعات العمل لا ساعات الراحة، يتسلل "اقتصاد النوم" بهدوء ليصبح واحداً من أكثر القطاعات رواجاً وربحية على مستوى العالم. - فبينما يُكافح الملايين للحصول على قسط كافٍ من النوم، تزدهر الأسواق العالمية بمنتجاتٍ وخدمات تُعنى بتحسين جودة النوم، حتى باتت هذه الصناعة تقدر بنحو 600 مليار دولار هذا العام، بحسب تقديرات شركة "فروست آند سوليفان". - أصبحت "تجارة النوم" شأناً اقتصادياً كبيرًا، بدءًا من المراتب الذكية إلى الأجهزة القابلة للارتداء، وصولًا إلى تطبيقات التأمل والصوتيات المهدئة، مدفوعةً بعطش بشري لا يُروى للراحة في عالمٍ يضج بالتوتر والسرعة. وباء صامت يفتك بصحة العالم - لكن خلف هذه الأرقام البراقة، يختبئ مشهدٌ أكثر قتامة؛ فقد حذرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض منذ عام 2014 من أن اضطرابات النوم تشكل "جائحة صحية عامة". - وبعد عقد من الزمن، يتفق الباحثون وخبراء الصحة أن العالم يواجه أزمة نوم متفاقمة تهدد الصحة النفسية والجسدية والإنتاجية. - تشير بيانات المؤسسة الوطنية للنوم (NSF) في الولايات المتحدة إلى أن نحو 60% من البالغين لا ينالون النوم الموصى به – أي بين سبع إلى تسع ساعات ليلاً. - أما في المملكة المتحدة، فقد كشفت دراسة لـ"نفيلد هيلث" عام 2023 أن متوسط النوم يقل عن ست ساعات، في حين أن 11% من السكان ينامون أقل من أربع ساعات فقط كل ليلة. - ويزداد الوضع تأزمًا في اليابان، حيث أظهرت دراسة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن 71% من الرجال يحصلون على أقل من سبع ساعات من النوم، مما أثار قلقاً وطنياً واسعاً. نتائج كارثية على الصحة العامة - تربط الأدلة العلمية الحرمان من النوم بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، والسمنة، والسكري، والاكتئاب، وضعف الجهاز المناعي؛ بل تشير بعض الدراسات إلى أن النوم لأقل من ست ساعات يومياً يرفع خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 12%. - وبدورها، تؤكد عالمة الأعصاب الهولندية إيلز فان دير أن النوم ضروري لتطهير الدماغ من السموم المتراكمة خلال اليقظة – وهي عملية حيوية للوقاية من أمراض مثل ألزهايمر. وتشير إلى أن ليلة واحدة من النوم السيئ قد تضعف المناعة بشكل واضح. خسائر اقتصادية تُقدر بمليارات الدولارات - ما يغفله الكثيرون هو الكلفة الاقتصادية الباهظة لهذه الأزمة؛ فالموظفون المحرومون من النوم أقل إنتاجية بنسبة 50%، ويرتكبون أخطاء أكثر بثلاثة أضعاف، بحسب الدراسات. - كما تزداد لديهم احتمالية الغياب عن العمل، والاحتياج إلى تدخلات طبية، ويواجهون صعوبات في التركيز، واتخاذ قرارات سليمة. - في السياق ذاته، تقدّر مؤسسة "راند" أن الاقتصاد العالمي يخسر سنوياً نحو 680 مليار دولار بسبب النوم غير الكافي، تتصدرها الولايات المتحدة بخسائر تصل إلى 411 مليار دولار، تليها اليابان بـ 138 مليار دولار، والمملكة المتحدة بخسارة تصل إلى 1.86% من الناتج المحلي الإجمالي. الرقمنة المفرطة: لعنة الضوء الأزرق - الشاشات التي لا تنطفئ، والإشعاع الأزرق الذي يتسلل إلى الليل، والتواصل الإلكتروني الدائم، كلها عوامل تمزق إيقاعنا البيولوجي. - وتشير الدراسات إلى أن "رقمنة غرفة النوم" تؤدي إلى قصر مدة النوم وتعطل دورة الاستيقاظ والنوم الطبيعية. - من جانبه، يصف ماثيو ووكر في كتابه بعنوان "لماذا ننام؟"، هذا التحول الثقافي بالكارثي: إذ لم يعد منتصف الليل هو منتصف الليل، بل الوقت الذي نراجع فيه البريد الإلكتروني! صحوة عالمية: حين أفاق البشر على أهمية النوم - في السنوات القليلة الماضية، لم يعد النوم مجرد حاجة بيولوجية، بل تحوّل إلى قضية جماعية ذات أبعاد اقتصادية وصحية واجتماعية. - وبعد عقود من الإهمال، بدأ الوعي يتنامى بين المستهلكين وصنّاع القرار حول أهمية النوم كشرط أساسي للصحة والرفاهية. - وليس هذا مجرد شعور، بل حقيقة تدعمها الأرقام؛ إذ إن 93% من البالغين، وفق استطلاع حديث، أكدوا استعدادهم لتجربة "بيئة معززة للنوم" لتحسين جودته وصحتهم العامة. القطاع الخاص يدخل المعركة: النوم كأصل إنتاجي - بدأت بعض الشركات تدرك أن قلة النوم تؤثر على الإنتاجية وربحية المؤسسة، فبادرت بتقديم حوافز للموظفين من أجل نوم صحي. - فعلى سبيل المثال، تعرض شركة "إيتنا" الأمريكية على موظفيها مكافآت مالية للنوم 7 ساعات على الأقل، فيما تمنح "كريزي إنك" اليابانية نقاطًا للموظفين النائمين 6 ساعات متواصلة! نداء أممي: آن الأوان لإعلان النوم كأولوية صحية عالمية - في خطوة مفصلية، دعا خبراء منظمة الصحة العالمية إلى إدراج النوم ضمن أولويات الصحة العامة، إلى جانب التغذية والنشاط البدني. وتشير الدراسات إلى أن كل ساعة نوم إضافية في الأسبوع ترفع دخل الفرد بنسبة 5%! - تطالب المبادرة بحملات توعية، وتوحيد بيانات النوم عالميًا، ووضع سياسات صحية واضحة تدعم النوم بوصفه حقًا من حقوق الإنسان في الحياة العصرية. نهاية السُبات: هل نستفيق قبل فوات الأوان؟ - إذا استمر غض الطرف عن أزمة النوم، فإن الخسائر لن تقتصر على إنتاجية الموظفين، بل ستمتد إلى صحة الأفراد واستقرار المجتمعات. - ولا تكمُن المشكلة في قلة المراتب الذكية أو أجهزة تتبع النوم، بل هي متجذرة بعمق في نمط حياة تفرضه ثقافة العمل المعاصرة، والاقتصاد الرقمي، وضغط الأداء. - وحتى يتحقق التغيير المنشود، علينا كمجتمعات أن نعيد صياغة مفهوم النجاح، لا نحدده بمدى السهر والجهد المضني، بل بمدى إتقان فنّ الراحة ومعرفة أوان الخلود إلى النوم العميق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store