أحدث الأخبار مع #الآخرة


الأنباء
منذ 2 أيام
- ترفيه
- الأنباء
ضيوف على الدنيا
لسان حال الدنيا يقول لنا بلسان عربي فصيح: هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي ولا يغرركم مني ابتسامي فقولي مضحك والفعل مبكي والبطش والفتك، الأخذ بالعنف والقوة على حين غرة فتزهق أنفسنا، فنحن ضيوف على هذه الدنيا نقضي المدة التي كتبها الله لنا ثم نرحل، فمنا من يموت على فراشه، ومنا من يموت فجأة، ومنا من يموت إثر مرض، ولكن الموت واحد وهو لا محالة قادم: ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد نرى الدنيا بأعيننا جميلة والحياة أجمل فتكبر أمانينا وآمالنا ثم يأتينا هادم اللذات ومفرق الجماعات، فكأننا لم نكن، وإذا انشغل المرء بالدنيا صدته عن مآله فهي كثيرة الأشغال لا يفتح باب شغل إلا أوشك هذا الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب، والعاقل يصاحب الدنيا ببدنه ويجعل قلبه متوجها إلى آخرته. وقد قال حكيم: من آثر دنياه على آخرته فلا دنيا له ولا آخرة، فإذا سكنت الدنيا القلب ترحلت منه الآخرة، وقد سميت الدنيا دنيا لأنها دنية، وليس المقصود بذم الدنيا الحياة أو الأرض أو الزمان، ولكن المقصود ذم الأعمال السيئة فيها، والانشغال بها عن طاعة الله، فالدنيا ما هي إلا مزرعة الآخرة، وإنما غلب وصف الذم على الدنيا وكثرة التحذير منها، لأن حال كثير من الناس التلهي والانشغال بها عن الآخرة. وقد أحسن أبوالعتاهية وصف الدنيا حيث يقول: نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية طفل الملوك هنا كطفل الحاشية ونغادر الدنيا ونحن كما ترى متشابهون على قبور حافية أعمالنا تعلي وتخفض شأننا وحسابنا بالحق يوم الغاشية ودمتم سالمين.


الأنباء
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الأنباء
سينساك الجميع!
أيها الإنسان الغارق في الملذات والشهوات، المنشغل بأمور الحياة، عليك أن تعلم علم اليقين أنه في حال موتك سينساك الجميع، ولن يتذكرك أحد على مر السنين، فعليك أخذ الحيطة والحذر، وأن تعمل لآخرتك بنفسك، ولا تنتظر أن يعمل لك أحباؤك من بعدك، ولكم عبرة في قصة الرجل التركي الثري خير الدين كشتيجي الذي قرر ذات يوم شراء صندوق عنب، فقال لخادمه: اذهب به للمنزل وأعطه لزوجتي، وذهب لعمله، وعاد مساء إلى منزله، وبعدما أخذ قسطا من الراحة طلب العنب ليأكل، فقالت زوجته: لقد أكلناه، ولم يبق منه شيء، فقام الرجل في حينه وذهب لأحد سماسرة الأراضي، وقال له: أريد منك قطعة أرض وأن تبني فيها مسجدا، ومن الآن عليك البدء في العمل، ورجع إلى بيته، فسألته زوجته: أين ذهبت؟ قال: الآن أموت وأنا مرتاح لأنكم لم تذكروني بحبة عنب واحدة من صندوق كامل وأنا حي بينكم فكيف ستذكروني بالصدقة بعد مماتي؟! الآن عمر المسجد 400 سنة ويتسع لـ 200 مصل صدقة جارية لهذا الرجل الذي اتخذ العنب درسا وعبرة، ولم ينتظر أن يتصدق عليه أحد بعد مماته. علينا أن نعمل ليوم التلاق فما عندنا ينفد وما عند الله باق. نظم الشاعر أبو اسحاق الغزي بيتا بشكل سؤال: مالي أرى الشمع يبكي في مواقده من حرقة النار أم من فرقة العسل؟ فرد عليه الشاعر صالح طه ببيت يعتبر ردا شافيا: من لم تجانسه فاحذر أن تجالسه ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل وبما أننا ليس لدينا أي مؤهل للخلود حتما سينسانا الجميع بعد وقت غير طويل من وداعنا الأخير، وسنرحل من دار الممر إلى دار الخلد، ولن يكون معنا إلا عملنا وما قدمنا لآخرتنا من خير فهو الباقي وغير ذلك زائل. علينا ألا نظلم أحدا ولا نتجاوز في تعاملنا، وأن نتحلى بالخلق الطيب والتواضع، فالحياة جميلة بالتقوى والإيمان رائعة بالبر والإحسان، مبدعة بالتواصل وصلة الأرحام، وعلينا استغلال هذا الوقت البسيط من أعمارنا في عمل الخير لمرضاة رب السموات والأرض. اللهم نسألك حسن الختام، وأن تخفف عنا ثقل الذنوب والآثام وارزقنا برحمتك الجنة ونجنا من عذاب النار، و(إنا لله وإنا إليه راجعون). bnder22@