أحدث الأخبار مع #الأكاديميةالفرنسية


الأنباء
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الأنباء
«الفرنسية» لغة ذات مكانة رفيعة في عالم الفكر والثقافة ولها من الخصائص والمميزات ما جعلها تؤدي دوراً بارزاً في إثراء الثقافة الغربية
أعرب سمو الشيخ ناصر المحمد عن الأمل في مزيد من التعاون الثقافي بين الكويت ودول الفرنكوفونية، لا سيما أن «الفرنكوفونية ليست مجرد وسيلة تواصل بل حاملة لتراث ثقافي هائل». جاء ذلك في كلمة ألقاها سمو الشيخ ناصر المحمد خلال حفل أقيم برعاية سموه في مقر إقامة سفير الجمهورية الفرنسية لدى الكويت بمناسبة اختتام فعاليات الاحتفال بشهر الفرنكوفونية 13 - 30 أبريل 2025. وقال سموه في الكلمة: «حرصت على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للفرنكوفونية في الكويت طوال السنوات الماضية تعبيرا عن تقديري وإعجابي بالمساهمة المتميزة للفرنكوفونية في ثقافة العالم المعاصر وما تقوم به من خدمة للحوار والتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة». وأضاف سموه ان «الفرنسية تعد لغة ذات مكانة رفيعة في عالم الفكر والثقافة ولها من الخصائص والمميزات ما جعلها تؤدي دورا بارزا في إثراء الثقافة الغربية فهي لغة تمتاز بالوضوح والدقة ولذلك عرفت بلغة الدقة المنطقية وهذا ما جعلها محببة في مجالات الفلسفة والقانون والديبلوماسية ولقد عزز من دقتها ووضوحها الجهود الكبرى التي بذلتها الأكاديمية الفرنسية منذ القرن السابع عشر لتقنين اللغة». وأوضح سموه أن «الفرنكوفونية تتمتع أيضا بالجمالية والصوت الموسيقي لهذا اعتبرت من أجمل اللغات صوتا ونطقا ما جعلها مرتبطة بفنون الشعر والغناء والرواية خاصة وأنها تميل إلى التراكيب المتوازنة والمتناسقة وهو ما منحها طابعا رسميا وراقيا خصوصا في الخطاب السياسي والثقافي ولديها القدرة على التعبير عن المفاهيم المجردة مما ساعد على التعبير عن الأفكار الفلسفية المعقدة بلغة مفهومة وسهل انتشارها في عصر التنوير». وأشار سموه إلى «الدور المميز الذي لعبته الفرنكوفونية في إثراء الثقافة الغربية خاصة أن اللغة الفرنسية كانت اللغة الرسمية للثقافة الأوروبية منذ القرن السابع عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر فقد كانت لغة النخب الفكرية والسياسية والدبلوماسية في أوروبا حتى بين غير الناطقين بها لذلك استخدمها الملوك والسفراء والمفكرون مثلما تستخدم اليوم الإنجليزية والعربية وغيرهما من اللغات كما أنها كانت لغة الفلاسفة والموسوعيين فقد كتب بها فولتير وروسو وديدرو ومونتسكيو وباسكال وغيرهم من رواد التنوير الأوروبي». كما أشار سموه إلى أنها «لعبت دورا رئيسيا في نشر أفكار العقلانية والتسامح وحقوق الإنسان مما جعل لها إسهامات في بناء مفاهيم الحداثة مثل العقد الاجتماعي والحرية الفردية وفصل السلطات وهذه المفاهيم صيغت في أول ظهورها باللغة الفرنسية قبل أن تترجم إلى بقية لغات أوروبا». وقال سمو الشيخ ناصر المحمد: إن «اللغة الفرنسية أنتجت كذلك أدبا ذا طابع عالمي يشمل الرواية مثل روايات بلزاك وفلوبير، وأدبا مسرحيا مثل مسرح موليير وكورناي، وشعرا مثل شعر بودلير ورامبو وهو ما جعل الأعمال المكتوبة بالفرنسية تحظى بأكبر عدد من جوائز نوبل في الأدب ناهيك عن أثرها في الفنون والموضة والسينما وخاصة فنون النخبة بدءا من الرسم والانطباعية إلى الموضة الباريسية وإلى السينما الفرنسية الرائدة في الموجة الجديدة». وأكد سموه أن «الفرنكوفونية ليست مجرد وسيلة تواصل بل حاملة لتراث ثقافي هائل ومفاهيم شكلت الوعي الغربي الحديث»، مضيفا سموه أنه «يقال عن الفرنسية إنها لغة العقل والجمال لما تجمعه من أناقة تعبيرية ومنطق فلسفي وإلى اليوم لاتزال تستخدم في المحافل الدولية كمصدر للشرعية القانونية والفكرية خصوصا في منظمات كالأمم المتحدة ومنظمة الفرنكوفونية». وأضاف سموه: «نحن هنا في بلدي الكويت نسعى إلى أن نمنح كل التسهيلات المطلوبة لكي تجد الفرنكوفونية أرضا ثقافية خصبة لها ففي الكويت، ونحن حريصون على أن يبقى بلدنا محضنا للثقافة والفنون في هذه المنطقة من العالم وأن تظل أبوابه ونوافذه مفتوحة لأفضل ما تنتجه ثقافات العالم لنتعلم منها ونستفيد»، معربا سموه عن الأمل في رؤية المزيد من التعاون الثقافي بين الكويت والدول الفرنكوفونية حول العالم خلال السنوات المقبلة. كما أعرب سمو الشيخ ناصر المحمد عن الاعتزاز بأن نرى اللغة الفرنسية العريقة والغنية بتاريخها حاضرة في جميع قارات العالم من آسيا إلى إفريقيا مرورا بالأمريكتين من الشمال حيث كندا إلى الجنوب وجمهورية هايتي كما نجدها أيضا في المحيط الهادئ لاسيما في كاليدونيا الجديدة (نوميا) وكذلك في المحيط الأطلسي في سان بير وميكلون، متمنيا لها المزيد من الانتشار والازدهار حتى تبلغ في يوم ما القطبين الشمالي والجنوبي. من جهته قال السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه جوفين في تصريح صحافي بهذه المناسبة إنه «بفضل الجهد الجماعي لأعضاء مجلس تعزيز الفرنكوفونية الذين يبلغ عددهم 44 سفيرا وسفيرة من دول الفرنكوفونية في الكويت وبفضل شركائنا تمكنا من إقامة احتفال مميز وحافل بالحيوية هذا العام والذي يتزامن مع إعلان الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025». وأضاف أن الفرنكوفونية تبرز قيم المشاركة والتنوع الثقافي إذ إنه «بفضل اللغة الفرنسية التي يتحدث بها أكثر من 320 مليون شخص عبر 5 قارات وفي أكثر من 130 دولة منها 500 ألف في الكويت يتشكل عالم مشترك وتبنى جسور وروابط بين الثقافات تعزز الحوار والتبادل، مشيرا إلى أن 50 ألف طالب في المدارس الحكومية بالكويت يتعلمون اللغة الفرنسية سنويا». وبين أوليفييه أن الرؤية المنفتحة للغة الفرنسية لا نعتبرها أداة للتوحيد بل وسيلة للتنوع الثقافي وهي ما نتقاسمه في مجلس تعزيز الفرانكفونية في الكويت. وكانت فعاليات «عش الفرنكفونية» انطلقت في 13 الجاري وتضمنت عشرات الأنشطة الثقافية باللغة الفرنسية بمشاركة 44 بعثة ديبلوماسية في الكويت.


الجريدة الكويتية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجريدة الكويتية
ناصر المحمد: الكويت محضن الثقافة والفنون في المنطقة
بينما وصف السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفيه غوفان، سمو الشيخ ناصر المحمد بأنه «رائد الفرانكوفونية في الكويت وأبوها»، أكد المحمد «أننا نسعى في الكويت إلى أن نمنح كل التسهيلات المطلوبة لكي تجد الفرانكوفونية أرضاً ثقافية خصبة»، مشدداً على حرص الكويت على أن «تبقى محضناً للثقافة والفنون في هذه المنطقة من العالم، وأن تظل أبوابها ونوافذها مفتوحة لأفضل ما تنتجه ثقافات العالم لنتعلم منها ونستفيد». السفير الفرنسي: المحمد أبو الفرانكوفونية في الكويت وصاحب المبادرات الأولى في دعمها جاء تصريحات المحمد خلال حفل أقيم برعايته، مساء أمس الأول، في مقر إقامة السفير الفرنسي، بمناسبة اختتام فعاليات الاحتفال بشهر الفرانكوفونية 2025، بحضور حشد كبير من الشيوخ والمسؤولين والسفراء والدبلوماسيين المعتمدين اضافة إلى عدد كبير من المواطنين الذين يتقنون الفرنسية. وقال سموه في كلمته خلال الحفل: «حرصت على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للفرانكفونية في الكويت طوال السنوات الماضية تعبيراً عن تقديري وإعجابي بمساهمتها المتميزة في ثقافة العالم المعاصر وما تقوم به من خدمة للحوار والتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة». وأضاف أن «الفرنسية تعد لغة ذات مكانة رفيعة في عالم الفكر والثقافة، ولها من الخصائص والمميزات ما جعلها تؤدي دوراً بارزاً في إثراء الثقافة الغربية»، كما تمتاز بالوضوح والدقة، لذلك عرفت بلغة الدقة المنطقية، وهذا ما جعلها محببة في مجالات الفلسفة والقانون والدبلوماسية»، مبينا أن ما «عزز من دقتها ووضوحها هو الجهود الكبرى التي بذلتها الأكاديمية الفرنسية منذ القرن السابع عشر لتقنين اللغة». عصر التنوير وأوضح أن «الفرانكوفونية تتمتع أيضاً بالجمالية والصوت الموسيقي، لهذا اعتبرت من أجمل اللغات صوتاً ونطقاً، ما جعلها مرتبطة بفنون الشعر والغناء والرواية، خصوصاً أنها تميل إلى التراكيب المتوازنة والمتناسقة وهو ما منحها طابعاً رسمياً وراقياً خصوصاً في الخطاب السياسي والثقافي، ولديها القدرة على التعبير عن المفاهيم المجردة، مما ساعد على التعبير عن الأفكار الفلسفية المعقدة بلغة مفهومة وسهلة الانتشار في عصر التنوير». وأشار سموه إلى «الدور المميز الذي لعبته الفرانكوفونية في إثراء الثقافة الغربية، خصوصاً أن اللغة الفرنسية كانت اللغة الرسمية للثقافة الأوروبية منذ القرن السابع عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر، فقد كانت لغة النخب الفكرية والسياسية والدبلوماسية في أوروبا حتى بين غير الناطقين بها لذلك استخدمها الملوك والسفراء والمفكرون مثلما تستخدم اليوم الإنكليزية والعربية وغيرهما من اللغات، كما أنها كانت لغة الفلاسفة والموسوعيين فقد كتب بها فولتير وروسو وديدرو ومونتسكيو وباسكال وغيرهم من رواد التنوير الأوروبي». التسامح وحقوق الإنسان وأكد أن الفرنسية «لعبت دوراً رئيسياً في نشر أفكار العقلانية والتسامح وحقوق الإنسان، مما جعل لها إسهامات في بناء مفاهيم الحداثة مثل العقد الاجتماعي والحرية الفردية وفصل السلطات، وهذه المفاهيم صيغت في أول ظهورها باللغة الفرنسية قبل أن تترجم إلى بقية لغات أوروبا». السفير الفرنسي: 50 ألف طالب في المدارس الحكومية بالكويت يتعلمون «الفرنسية» سنوياً وقال المحمد، إن «اللغة الفرنسية أنتجت كذلك أدباً ذا طابع عالمي يشمل الرواية مثل روايات بلزاك وفلوبير، وأدباً مسرحياً مثل مسرح موليير وكورناي، وشعراً مثل شعر بودلير ورامبو، وهو ما جعل الأعمال المكتوبة بالفرنسية تحظى بأكبر عدد من جوائز نوبل في الأدب، ناهيك عن أثرها في الفنون والموضة والسينما، خصوصاً فنون النخبة بدءاً من الرسم والانطباعية إلى الموضة الباريسية وإلى السينما الفرنسية الرائدة في الموجة الجديدة». وأكد أن «الفرانكوفونية ليست مجرد وسيلة تواصل بل حاملة لتراث ثقافي هائل ومفاهيم شكلت الوعي الغربي الحديث»، مضيفاً سموه: «يقال عن الفرنسية إنها لغة العقل والجمال لما تجمعه من أناقة تعبيرية ومنطق فلسفي، وإلى اليوم لا تزال تستخدم في المحافل الدولية كمصدر للشرعية القانونية والفكرية خصوصا في منظمات كالأمم المتحدة ومنظمة الفرانكوفونية». تعاون ثقافي وأعرب سموه عن الأمل في رؤية المزيد من التعاون الثقافي بين الكويت والدول الفرانكوفونية حول العالم خلال السنوات المقبلة، معبراً عن اعتزازه «بأن نرى اللغة الفرنسية العريقة والغنية بتاريخها حاضرة في جميع قارات العالم من آسيا إلى إفريقيا مروراً بالأميركتين من الشمال حيث كندا إلى الجنوب حيث جمهورية هايتي، كما نجدها أيضاً في المحيط الهادئ، لا سيما في كاليدونيا الجديدة (نوميا) وكذلك في المحيط الأطلسي في سان بير وميكلون» متمنياً لها المزيد من الانتشار والازدهار حتى تبلغ في يوم ما القطبين الشمالي والجنوبي. عاصمة الثقافة من ناحيته، قال السفير الفرنسي أوليفيه غوفان، في كلمة بهذه المناسبة: «بفضل الجهد الجماعي لأعضاء مجلس تعزيز الفرانكوفونية الذي أترأسه ويبلغ عدد أعضائه 44 سفيراً وسفيرة من دول الفرانكوفونية في الكويت، وبفضل شركائنا، تمكنّا من إقامة احتفال مميز هذا العام، يتزامن مع إعلان الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025». السفير الفرنسي: 500 ألف شخص بالكويت يتحدثون الفرنسية التي تبنى جسوراً ثقافية تعزز الحوار والتبادل وأضاف غوفان أن «الفرانكوفونية تبرز قيم المشاركة والتنوع الثقافي، إذ إنه بفضل اللغة الفرنسية التي يتحدث بها أكثر من 320 مليون شخص عبر 5 قارات وفي أكثر من 130 دولة منها 500 ألف في الكويت يتشكل عالم مشترك وتبنى جسور وروابط بين الثقافات تعزز الحوار والتبادل» مشيراً إلى أن «50 ألف طالب في المدارس الحكومية بالكويت يتعلمون اللغة الفرنسية سنوياً». الكويت بلد «فرانكوفيلي» وبيّن غوفان أن «الرؤية المنفتحة للغة الفرنسية لا نعتبرها أداة للتوحيد بل وسيلة للتنوع الثقافي، وهي ما نتقاسمه في مجلس تعزيز الفرانكوفونية في الكويت». وأضاف: «تكتسب هذه الاحتفالات أهمية كبيرة في الكويت، التي هي ليست مجرد بلد فرانكوفوني، بل هي أيضاً بلد فرانكوفيلي، أي بلد محب ومعجب بالثقافة الفرنسية، ويعود الفضل في ذلك إلى كل من تعلقوا باللغة الفرانكوفونية كثيراً، ودعموها طويلاً بالطبع». ناصر المحمد: «الفرنسية» تُستخدَم في المحافل الدولية مصدراً للشرعية القانونية والفكرية وتقدم بجزيل الشكر إلى سمو الشيخ ناصر المحمد على دعمه المتواصل، قائلاً: «أعتقد أن هذه هي المرة العاشرة أو الثانية عشرة التي يحضر فيها هذا الحفل، وهذا الدعم الذي لا يتوقف، بل يمتد إلى ما بعد هذه الأمسية، وعلى مدار العام من خلال جهوده في تعزيز اللغة الفرنسية ودعمها». وقال غوفان: «إن المحمد أبو الفرانكوفونية في الكويت، وصاحب المبادرات الأولى في دعمها في ثمانينيات القرن الماضي، ولذلك اختاركَ مجلسُ تعزيز اللغات الفرانكوفونية في الكويت بالإجماع رئيساً فخرياً له».


الرأي
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرأي
سمو الشيخ ناصر المحمد: نأمل في مزيد من التعاون الثقافي بين الكويت ودول الفرنكوفونية
- السفير الفرنسي: 50 ألف طالب في المدارس الحكومية بالكويت يتعلمون اللغة الفرنسية سنوياً أعرب سمو الشيخ ناصر المحمد، الأربعاء عن الأمل في مزيد من التعاون الثقافي بين دولة الكويت ودول الفرنكوفونية لاسيما أن «الفرنكوفونية ليست مجرد وسيلة تواصل بل حاملة لتراث ثقافي هائل». جاء ذلك في كلمة ألقاها سمو الشيخ ناصر المحمد خلال حفل أقيم برعاية سموه في مقر إقامة سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة الكويت بمناسبة اختتام فعاليات الاحتفال بشهر الفرنكوفونية 2025 (13 - 30 أبريل). وقال سموه في الكلمة «إنني حرصت على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للفرنكفونية في الكويت طوال السنوات الماضية تعبيرا عن تقديري وإعجابي بالمساهمة المتميزة للفرنكوفونية في ثقافة العالم المعاصر وما تقوم به من خدمة للحوار والتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة». وأضاف سموه أن «الفرنسية تعد لغة ذات مكانة رفيعة في عالم الفكر والثقافة ولها من الخصائص والمميزات ما جعلها تؤدي دورا بارزا في إثراء الثقافة الغربية فهي لغة تمتاز بالوضوح والدقة ولذلك عرفت بلغة الدقة المنطقية وهذا ما جعلها محببة في مجالات الفلسفة والقانون والدبلوماسية ولقد عزز من دقتها ووضوحها الجهود الكبرى التي بذلتها الأكاديمية الفرنسية منذ القرن السابع عشر لتقنين اللغة». وأوضح سموه أن «الفرنكوفونية تتمتع أيضا بالجمالية والصوت الموسيقي لهذا اعتبرت من أجمل اللغات صوتا ونطقا ما جعلها مرتبطة بفنون الشعر والغناء والرواية خاصة وأنها تميل إلى التراكيب المتوازنة والمتناسقة وهو ما منحها طابعا رسميا وراقيا خصوصا في الخطاب السياسي والثقافي ولديها القدرة على التعبير عن المفاهيم المجردة مما ساعد على التعبير عن الأفكار الفلسفية المعقدة بلغة مفهومة وسهل انتشارها في عصر التنوير». وأشار سموه إلى «الدور المميز الذي لعبته الفرنكوفونية في إثراء الثقافة الغربية خاصة أن اللغة الفرنسية كانت اللغة الرسمية للثقافة الأوروبية منذ القرن السابع عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر فقد كانت لغة النخب الفكرية والسياسية والدبلوماسية في أوروبا حتى بين غير الناطقين بها لذلك استخدمها الملوك والسفراء والمفكرون مثلما تستخدم اليوم الإنجليزية والعربية وغيرهما من اللغات كما أنها كانت لغة الفلاسفة والموسوعيين فقد كتب بها فولتير وروسو وديدرو ومونتسكيو وباسكال وغيرهم من رواد التنوير الأوروبي». كما أشار سموه إلى أنها «لعبت دورا رئيسيا في نشر أفكار العقلانية والتسامح وحقوق الإنسان مما جعل لها إسهامات في بناء مفاهيم الحداثة مثل العقد الاجتماعي والحرية الفردية وفصل السلطات وهذه المفاهيم صيغت في أول ظهورها باللغة الفرنسية قبل أن تترجم إلى بقية لغات أوروبا». وقال سمو الشيخ ناصر المحمد إن «اللغة الفرنسية أنتجت كذلك أدبا ذا طابع عالمي يشمل الرواية مثل روايات بلزاك وفلوبير وأدبا مسرحيا مثل مسرح موليير وكورناي وشعرا مثل شعر بودلير ورامبو وهو ما جعل الأعمال المكتوبة بالفرنسية تحظى بأكبر عدد من جوائز نوبل في الأدب ناهيك عن أثرها في الفنون والموضة والسينما وخاصة فنون النخبة بدءا من الرسم والانطباعية إلى الموضة الباريسية وإلى السينما الفرنسية الرائدة في الموجة الجديدة». وأكد سموه أن «الفرنكوفونية ليست مجرد وسيلة تواصل بل حاملة لتراث ثقافي هائل ومفاهيم شكلت الوعي الغربي الحديث» مضيفا سموه أنه «يقال عن الفرنسية إنها لغة العقل والجمال لما تجمعه من أناقة تعبيرية ومنطق فلسفي وإلى اليوم لا تزال تستخدم في المحافل الدولية كمصدر للشرعية القانونية والفكرية خصوصا في منظمات كالأمم المتحدة ومنظمة الفرنكوفونية». وأضاف سموه «نحن هنا في بلدي الكويت نسعى إلى أن نمنح كل التسهيلات المطلوبة لكي تجد الفرنكوفونية أرضا ثقافية خصبة لها ففي الكويت نحن حريصون على أن يبقى بلدنا محضنا للثقافة والفنون في هذه المنطقة من العالم وأن تظل أبوابه ونوافذه مفتوحة لأفضل ما تنتجه ثقافات العالم لنتعلم منها ونستفيد». وأعرب سموه عن الأمل في رؤية المزيد من التعاون الثقافي بين دولة الكويت والدول الفرنكوفونية حول العالم خلال السنوات المقبلة. كما أعرب سمو الشيخ ناصر المحمد عن الاعتزاز بأن نرى اللغة الفرنسية العريقة والغنية بتاريخها حاضرة في جميع قارات العالم من آسيا إلى إفريقيا مرورا بالأمريكتين من الشمال حيث كندا إلى الجنوب حيث جمهورية هايتي كما نجدها أيضا في المحيط الهادئ لا سيما في كاليدونيا الجديدة (نوميا) وكذلك في المحيط الأطلسي في سان بير وميكلون متمنيا لها المزيد من الانتشار والازدهار حتى تبلغ في يوم ما القطبين الشمالي والجنوبي. من جهته قال السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه جوفين في تصريح صحافي بهذه المناسبة إنه «بفضل الجهد الجماعي لأعضاء مجلس تعزيز الفرنكوفونية الذين يبلغ عددهم 44 سفيرا وسفيرة من دول الفرنكوفونية في دولة الكويت وبفضل شركائنا تمكنا من إقامة احتفال مميز وحافل بالحيوية هذا العام والذي يتزامن مع إعلان الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025». واضاف أن الفرنكوفونية تبرز قيم المشاركة والتنوع الثقافي إذ إنه «بفضل اللغة الفرنسية التي يتحدث بها أكثر من 320 مليون شخص عبر 5 قارات وفي أكثر من 130 دولة منها 500 ألف في الكويت يتشكل عالم مشترك وتبنى جسور وروابط بين الثقافات تعزز الحوار والتبادل مشيرا إلى أن 50 ألف طالب في المدارس الحكومية بالكويت يتعلمون اللغة الفرنسية سنويا». وبين أوليفييه أن الرؤية المنفتحة للغة الفرنسية لا نعتبرها أداة للتوحيد بل وسيلة للتنوع الثقافي وهي ما نتقاسمه في مجلس تعزيز الفرانكفونية في دولة الكويت. وكانت فعاليات «عش الفرنكفونية» انطلقت في 13 أبريل الجاري وتضمنت عشرات الأنشطة الثقافية باللغة الفرنسية بمشاركة 44 بعثة دبلوماسية في دولة الكويت.


بوابة ماسبيرو
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة ماسبيرو
ماريو فارجاس يوسا.. رحيل هادئ بعـد روايات خالدة وحياة مثيرة للجدل
مواقفه السياسية ولكمته لماركيز نافسا أعماله فى الشهرة الكاتب الحائز على جائزة نوبل كان أحد رموز الأدب اللاتينى الثقافة العربية استقبلت رواياته المترجمة بكثير من الاحتفاء عن 89 عاما، رحل، الاثنين الماضى، عن عالمنا الكاتب البيروفى ماريو فارجاس يوسا الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010، وأحد أشهر أدباء أمريكا اللاتينية، ووضع هو وصديقه القديم جابريل جارثيا ماركيز الأدب اللاتينى فى صدارة المشهد الأدبى فى العالم. وتوفى يوسا في ليما، حيث كان يقيم منذ أشهر قليلة بعيدا عن الحياة العامة. بعد أن نالت أعماله إعجابا كبيرا حول العالم، وحظت بمبيعات هائلة، وحازت شهرة مدوية شرقا وغربا. جاء فى رسالة وقعها أولاده (ألفارو، وجونزالو، ومورجانا)، ونشرها ألفارو على منصة التواصل الاجتماعى "إكس": "ببالغ الحزن والأسى نعلن أن والدنا ماريو فارجاس يوسا توفى بسلام فى ليما اليوم، محاطا بعائلته". وأضافت الرسالة: "إن رحيله سيحزن أقاربه وأصدقاءه والقراء فى جميع أنحاء العالم، لكننا نأمل أن يجدوا العزاء كما نجده نحن فى حقيقة أنه تمتع بحياة طويلة ومثمرة ومليئة بالمغامرات"، مشيرين إلى أنه ترك إرثا يتألف من مجموعة من الأعمال الأدبية ستظل باقية. وكانت شائعات كثيرة سرت فى الأشهر الأخيرة حول تدهور الوضع الصحى لكاتب بيرو الشهير، وقال نجله ألفارو فى أكتوبر الماضي: "شارف على التسعين، وهو عمر ينبغى فيه التحفيف من نشاطاته" من دون أن يوضح وضع والده الصحى. ولد الأديب العالمى فى جنوب بيرو فى 28 مارس 1936 لعائلة من الطبقة المتوسطة، ونشأ على يد والدته وعائلتها فى بوليفيا، ثم فى بيرو. بعد دراسته فى الأكاديمية العسكرية فى ليما، حصل على شهادة فى الأدب واتخذ خطواته الأولى فى الصحافة. وانتقل فى 1959 إلى باريس، وفى العاصمة الفرنسية كتب أولى رواياته. وفى باريس أيضا، عمل مترجما ومعلما للغة الإسبانية وصحفيا فى وكالة الأنباء الفرنسية، تزوج من خوليا أوركيدي، التى كانت تكبره بعشر سنوات، وبعد سنوات قليلة انفصل عنها، وتزوج من قريبته باتريشيا يوسا، وأنجب منها ثلاثة أبناء وظل معها 50 عاما. يوسا، الذى حصل على الجنسية الإسبانية فى 1993، وانتخب عضوا فى الأكاديمية الفرنسية عام 2021، ظل طوال حياته مثيرا للجدل، سواء عبر أعماله الاستثنائية، أو من خلال حياته الشخصية، وكذلك كانت مواقفه وآرائه السياسية موضع جدل حاد واختلافات بين مؤيدين ومعترضين، وقد واجه انتقادات من الدوائر الفكرية فى أمريكا الجنوبية بسبب مواقفه المحافظة. وقال الأديب الراحل قبيل تسلمه جائزة نوبل فى 2010: "نحن فى أمريكا اللاتينية حالمون بطبيعتنا، ونواجه صعوبة فى التمييز بين الواقع والخيال. ولهذا السبب لدينا موسيقيون وشعراء ورسامون وكتاب بارعون، وكثير من القادة السيئين". تُرجمت روايات يوسا، إلى حوالى ثلاثين لغة، وكان أول كاتب أجنبى يدخل مجموعة "بلياد" المرموقة خلال حياته فى 2016، وهو العام الذى بلغ فيه الثمانين من عمره. وقدم قبل بضع سنوات أحدث أعماله "النظرة الهادئة (لبيريز غالدوس)"، وهى مقالة أدبية عن الكاتب الإسبانى بينيتو بيريس غالدوس (1843-1920). الوجه السياسى كان للأديب العالمى الراحل حضور ونشاط سياسى ملحوظ، سواء عبر علاقاته الشخصية بقادة وزعماء سياسيين، أو عبر ممارسته هو للسياسة، التى وصلت به للترشح لرئاسة بلاده. وعلى مستوى رؤاه السياسية وعلاقاته بالسياسية، كانت علاقته الأشهر والمثيرة للجدل فى تحولاتها العنيفة، مع الزعيم الكوبى الشهير فيدل كاسترو، فقد اقترب منه يوسا جدا، إلى حد الصداقة، لكن سرعان ما ابتعد عنه وعن النظام الشيوعى هناك عام 1971، بعد حبس الشاعر الكوبى هيبرتو باديا، الذى كان بمثابة القشة التى كسر ظهر هذا الارتباط السياسى بين الروائى والثائر القديم. لم يكتف الروائى الراحل بعلاقاته مع السياسيين، فقد نزل ميدان السياسة بنفسه، طامحا فى دور سياسى كبير فى بلاده، وخاض الانتخابات مرشحا لرئاسة بيرو فى 1990، وبدا لكثيرين أن فوزه مؤكد، لكنه خسر السباق الانتخابى أمام مهندس زراعى غير معروف وقتها، ألبرتو فوجيموري، الذى جرى انتخابه على نحو فاجأ الجميع. بعد ذلك، وإثر هذا السقوط الانتخابى، ابتعد الراحل عن المشهد السياسى فى بلاده، لكنه ظل صاحب رؤى ومواقف سياسية، وحافظ على متابعة الأخبار الدولية عن كثب، وكان يندد بالشعبوية باعتبارها "مرض الديمقراطية"، وهاجم سياسات هوجو تشافيز (رئيس فنزويلا الأسبق) وفيدل كاسترو (رئيس كوبا السابق) فى أمريكا اللاتينية واليمين المتطرف واليسار الراديكالى فى أوروبا. صداقة ثم قطيعة ظل يوسا وماركيز (الحاصل على نوبل عام 1982) معروفين كصديقين مقربين، وظلت صداقتهما ممتدة لسنوات طويلة، لكنها انقطعت بشكل مفاجئ، وصلت إلى حد القطيعة، بعد نشوب عراك بينهما، وبادر يوسا بتوجيه لكمة شهيرة إلى وجه ماركيز، وسقط صاحب "مئة عام من العزلة" أرضا وهو ينزف على إثر هذه اللكمة، وانكسرت عدسة نظارته انكسرت على أرنبة أنفه. وبعدها، حاول كثيرون التكهن بالأسباب الحقيقية وراء هذه القطيعة الدرامية بين الصديقين التاريخيين، لكن يوسا تعهد بالتكتم إلى الأبد عن الأسباب التى أدت إلى خلافهما، ولكن تسربت أنباء وقتها أن امرأة كانت سبب هذا العراك الدامى بين الكاتبين الشهيرين. واستمرت القطيعية بينهما حتى رحيل ماركيز، الذى رفض كل الوساطات للصلح مع يوسا. عقب انفصاله عن زوجته الثانية، تصدر الكاتب عناوين الصحف المتخصصة بالمشاهير فى 2015 بسبب علاقته بالمرأة الإسبانية من أصل فيلبينى إيزابيل بريسلر، الزوجة السابقة للمغنى خوليو إيغليسياس. وأعلنا انفصالهما فى نهاية 2022. بداية أدبية كتب يوسا روايته الأولى «المدينة والكلاب»، سنة 1963، وعمره 26 عاما، ثم حقق نجاحاً كبيراً بعد نشره «البيت الأخضر» سنة 1966، ورسّخ حضوره فى الساحة الأدبية مع «حوار فى الكاتدرائية» عام 1969. وتوالت بعدها نجاحاته الأدبية مع «بانتاليون والزوار»، و«حرب نهاية العالم»، و«السمكة فى الماء»، وهى مذكرات تستعيد حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية البيروفية عام 1990. وأعلن حينها عن نيته مواصلة الكتابة حتى أيامه الأخيرة. تأثرت العديد من أعمال يوسا بوجهة نظره حول المجتمع البيروفى وتجاربه الشخصية بوصفه مواطنًا بيروفيًا. غير أنه وسّع مداه بشكل متصاعد، وعالج موضوعات وأفكار مستوحاة من مناطق أخرى من العالم. وشهدت مسيرته تحولًا فى الانتقال من أسلوبٍ ومنهج مرتبط بالحداثة الأدبية إلى أسلوب ما بعد حداثة عابث أحيانًا. وعلى مدار مسيرته الأدبية التى امتدت لستة عقود، تناول يوسا مجموعة متنوعة من الأنواع الأدبية، فكتب روايات تاريخية آسرة، وكوميديا شبه سيرة ذاتية، وروايات جريمة قتل غامضة، ومقالات ومسرحيات سياسية. واشتهر بنسج حبكات قصصية جذابة، وقال إنه وقع فى غرام رواية القصص منذ صغره، وكان يكتب كل صباح تقريبًا، حتى وهو فى الثمانينيات من عمره عندما كان يعيش فى إسبانيا. حضور عربى عرف الأدب العربى أعمال يوسا، ونالت إعجاب كثير من المثقفين والروائيين العرب، حتى صارت أعماله بمثابة ولع خاص لدى قطاعات كبيرة من الأدباء العرب، الذين تأثر بعضهم بأعماله، وكانت أشهر هذه الأعمال التى عرفها القارئ العربى عبر الترجمة روايات "حفلة التيس"، و"فى مديح الخالة" و"شيطنات الطفلة الخبيثة"، وغيرها من الأعمال الروائية، كما نال كتابه "رسائل إلى روائى شاب" مكانة خاصة لدى الأدباء الشبان، الذين اتكأوا فى مشوارهم الإبداعى على ما قدمه لها الروائى العالمى الشهير من نصائح ورؤى، واستفادوا منها. كانت مواقفه السياسية من القضية الفلسطينية مثار انتقاد كبير لدى المثقفين العرب، فقد كان يصف نفسه أحيانا بأنه صديق لإسرائيل، لكنه رغم ذهب فى رحلات ليتعرف على واقع الحياة الفلسطينية، مما جعل رأيه يتغير من القضية. وفى منتصف عام 2016، كتب مقالا لصحيفة إلباييس الإسبانية ، وانتقد فيه ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلى التى قال إنها "تثير الذعر والاستقرار النفسى للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما لتمنع الإرهاب"، وأضاف أن هذه الطريقة تختلف عندما يتعلق الأمر بالبالغين والمشتبه بهم، إذ تشمل "القتل الانتقائى والتعذيب وعقوبات السجن الطويلة والهدم ومصادرة الممتلكات". وأبدى تعاطفه مع شبان فلسطينيين حضر بنفسه جلسة لمحاكمتهم، وقال "كان الصباح الذى قضيته معهم فى القدس من أكثر ساعات حياتى تنورا".


نافذة على العالم
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
ثقافة : رغم الانتقادات حصد نوبل.. حكاية الشاعر الفرنسى أناتول فرانس
الخميس 17 أبريل 2025 06:00 صباحاً نافذة على العالم - تمر فى تلك الأيام ذكرى ميلاد الكاتب والناقد الفرنسى "أناتول فرانس"، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 16 أبريل عام 1844م، كان أناتول كاتبًا وناقدًا ساخرًا ومتشككًا ومهذبًا، وصنف كرجل الأدب الفرنسى المثالى فى عصره، انتُخب لعضوية الأكاديمية الفرنسية فى عام 1896 وحصل على جائزة نوبل فى الأدب فى عام 1921. ألف أناتول فرانس مجموعة متنوعة من الأعمال التى تتسم بقوة الخيال ومنها: "جوكاست والهرم الهزيل - صدفة اللؤلؤ - جريمة سلفستر بونار - الزنبقة الحمراء - تاييس - ثورة الملائكة - الآلهة عطشى - بير سانت كلير - النساء السبع" وكان يظهر دائما في كتبه أياه صباه. وقد وجهت انتقادات لضعف حبكات أعماله وافتقاره إلى مخيلة إبداعية حيوية، مع ذلك، تُعتبر أعماله رائعةً بفضل سعة اطلاعها، وذكائها وسخريتها، وشغفها بالعدالة الاجتماعية، ووضوحها الكلاسيكى، وهى صفاتٌ تُميِّزُ فرانس وريثةً لتراث دينيس ديدرو وفولتير. وربما الذى لا يجهله البعض، دور الكاتب الكبير فى مساندة ثورة الشعب المصرى فى 1919، فكما يذكره المؤرخ المصرى عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "1919"، أن الوفد المصرى الذى ذهب إلى باريس لمحاولة استمالة الدول الكبرى لمواجهة ما يفعله المحتل البريطانى لمصر، والمطالبة بإلغاء الحماية البريطانية على مصر، واستمالة بعد الكتاب الأوروبيين الكبار فنشر بعض المقالات دفاعا عن مطالب المصريين فى الصحف والمجالات، وألف فيكتور مرجريت أحد مشاهر الكتاب الفرنسيين رسالة باسم "صوت مصر" قدم لها أناتول فرانس مقدمة وجيزة، هى ذاتها دفاع بليغ عن القضية المصرية، وقد تليت فى المأدبة التى أقامها الوفد لرجال السياسة بباريس يوم 2 أغسطس 1919، فقال ما تم تعريبه: "إن السلطة العليا لأساطيلنا بعثت من الفناء عشرين شعبا كانت من قبل فى عداد الأموات، فهذه بولونيا وأرمنيا تضمدان الآن جراحها، وهناك على بحر سفيد الجميل نرى اليونان تنتعش، ولكن العدالة الإنسانية مازالت بتراء ناقصة، وقد أدى نقص العدالة وجنون الذين يزعمون أنهم عقلاؤنا إلى جعل مصر ضحية الصلح الكبرى، ومع ذلك فإن أرض منفتاح القديمة لا ينقصها ما يستوجب اعتراف العالم بجميلها فهى المربية الروحية لليونان وكهنتها الذين رفعوا عنها النقاب".