أحدث الأخبار مع #الألمينيوم
معا الاخبارية
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- معا الاخبارية
"أيبك" تحقق صافي أرباح لمساهميها بقيمة 9 مليون دولار أمريكي في العام 2024
رام الله- معا- أصدرت الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار بياناتها المالية الأولية (غير المدققة) الموحدة للعام 2024. وصرح السيد طارق العقاد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة أن المجموعة حققت مجمل ايرادات بقيمة 1.12 مليار دولار أمريكي، بانخفاض نسبته %6 عن العام 2023. وبلغت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاكات والاطفاءات 68.4 مليون دولار بتراجع نسبته %6. وحققت المجموعة صافي أرباح 8 مليون دولار أمريكي بانخفاض نسبته %57. أما صافي الأرباح العائدة لمساهمي الشركة فبلغت 9 مليون دولار، بانخفاض نسبته %49. فيما بلغت ربحية السهم 0.073 دولار بانخفاض نسبته %49 على أساس سنوي. وبلغ مجموع الموجودات في العام 2024 حوالي 842 مليون دولار أمريكي بزيادة نسبتها %5.5 عن العام السابق. وبلغ صافي حقوق ملكية مساهمي الشركة حوالي 189 مليون دولار أمريكي بارتفاع نسبته %2.4. وصرح العقاد أن العام 2024 كان صعباً للغاية ومليئاً بالتحديات، ومع ذلك فقد حققت الشركة أرباح مقبولة لمساهميها. وعدد العقاد أسباب الانخفاض في أرباح الشركة في العام 2024 مقارنة بالعام 2023 والتي كان أبرزها تداعيات الحرب على غزة وتراجع النشاط التجاري بشكل كبير بسبب المعيقات التي يفرضها الاحتلال بما فيها إغلاقات بين المدن في الضفة الغربية وتقييدات على حركة الأشخاص والبضائع الصادرة والواردة من وإلى فلسطين. وكذلك التأخير الكبير في تخليص المعدات والبضائع وما يرافقه من ارتفاع في تكاليف التخليص والتخزين، بالاضافة الى ضعف الحركة الاقتصادية بسبب حجز الاحتلال لأموال السلطة ومــا نتــج عنــه مــن عجــز الحكومــة الفلســطينية عــن دفــع كامل رواتــب موظفيهـا أو الوفـاء بالتزاماتهـا الماليـة للقطـاع الخـاص. وأضاف العقاد أن قيمة مديونية السلطة الفلسطينية المباشرة وغير المباشرة لشركات المجموعة تجاوزت 107 مليون دولار في نهاية العام 2024 أغلبها لشركة التوريدات والخدمات الطبية. مشيراً أن تأخر العطاءات الحكومية خاصة في القطاع الطبي أثر بشكل كبير على ايرادات شركة التوريدات والخدمات الطبية خاصة في تسليم العطاءات الخاصة بغزة. كما سجل نشاط الإنشاءات تراجُعفي فلسطين في العام 2024 بنسبة %60، وبذلك تأثرت نتائج الشركة الوطنية لصناعة الألمينيوم والبروفيلات (نابكو) بشكل كبير. وكذلك تراجعت المبيعات على السيارات في فلسطين بنسبة وصلت الى %60 في العام 2024 مما أثر بشكل كبير على مبيعات الشركة الفلسطينية للسيارات. كما انخفضت القوة الشرائية والقيمة الكلية لسلة المشتريات عند المستهلك الفلسطيني بسبب تراجع الدخل بشكل ملحوظ وتوجه المستهلك الى المنتجات الأقل سعراً. بالاضافة الى ضعف الطلب على البضائع المستوردة في فلسطين والأردن بسبب مقاطعة الكثير من هذه البضائع مما أثر على مبيعات شركة يونيبال للتجارة العامة. وأيضاً تم تقليص الصرف على حملات الترويج والدعاية والاعلان لمعظم الشركات الفلسطينية مما أثر بشكل كبير على ايرادات شركة سكاي للدعاية والاعلان والترويج وشركة عيون ميديا التابعة لشركة سكاي. كما عانت بعض شركات المجموعة من النقص في التوريد لسلع أساسية جراء مشاكل لوجستية متعلقة من بعض الموردين العالميين، إضافة الى استمرار الارتفاع في تكاليف سلسة التوريد عالمياً، خاصة ارتفاع تكلفة المواد الخام، وتكاليف الشحن، والتخزين، والطاقة، والتأمين. كل هذه التحديات أثرت بشكل سلبي على الأداء التشغيلي للشركات التابعة. وأشار العقاد الى ارتفاع تكلفة التمويل على المجموعة بحوالي 4 مليون دولار في العام 2024 بسبب استمرار الارتفاع العالمي لأسعار الفائدة. بالإضافة الى تأثير تطبيق معيار المحاسبة الدولي رقم 29 على نتائج شركة "بولونيز" التابعة لسنيورة في تركيا بحوالي 5 مليون دولار في العام 2024 نتيجة لتصنيف تركيا كدولة ذات تضخم مفرط. وبالتالي فإن كل هذه الأسباب مجتمعة أدت الى انخفاض صافي الربح في العام 2024 مقارنة بالعام 2023. وأكد العقاد أن الشركة استمرت بممارسة دورها الريادي في المجتمعات التي تعمل بها وخصصت في العام 2024 ما يقارب 1.6 مليون دولار أمريكي للمسؤولية الاجتماعية استفاد منها العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، والصحة النفسية، والصحة والرعاية الطبية، والتعليم والشباب وغيرها. وأيبك هي شركة استثمارية مساهمة عامة مدرجة في بورصة فلسطين (PEX:APIC). تتنوع استثماراتتها في قطاعات التصنيع والتجارة والتوزيع والخدمات في فلسطين، والأردن، والسعودية، والإمارات والعراق وتركيا من خلال مجموعة شركاتها تابعة وهي: شركة سنيورة للصناعات الغذائية، شركة يونيبال للتجارة العامة، الشركة الفلسطينية للسيارات، شركة التوريدات والخدمات الطبية، الشركة الوطنية لصناعة الألمنيوم والبروفيلات (نابكو)، شركة ريما للورق الصحي، شركة سكاي للدعاية والإعلان والترويج، الشركة العربية للتأجير التمويلي، الشركة الفلسطينية للتخزين والتبريد، وتوظف ما يزيد عن 3200 كادر في شركات المجموعة. للمزيد من المعلومات:
الميادين
٠٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الميادين
"ذا إنترسبت": كوباني.. مدينة على حافّة الهاوية
موقع "ذا إنترسبت" الأميركي ينشر تقريراً يتناول فيه أوضاع مدينة كوباني، منذ بدء هجمات داعش عام 2024، وصولاً إلى اليوم بعد سقوط النظام السوري، وشنّ تركيا غارات عليها. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية: اشتهرت مدينة كوباني في شمال سوريا بالقرب من الحدود مع تركيا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 ألف نسمة، حين حوصرت من قبل تنظيم "داعش" بشراسة بين عامي 2014 و2015، حيث قام التنظيم بإرسال موجات من الانتحاريين والسيارات المفخّخة لمحاولة انتزاع المدينة من وحدات حماية الشعب "قسد". بعد ذلك تعرّضت المدينة لجولات من القتال بين تحالف من الفصائل السورية المسلّحة المدعومة من تركيا ضدّ الميليشيات الكردية المتحالفة مع بعض العشائر العربية في المنطقة. والآن، عقب سقوط نظام الحكم في سوريا في الشهر الماضي، تشنّ الميليشيات ذاتها هجوماً عنيفاً على "قسد" وحلفائها، ودفعتها إلى الخلف حيث أصبح نهر الفرات الفاصل بين الطرفين. وفي الأسبوع الماضي لم تتوقّف الضربات الجوّية التركية ضدّ قوات "قسد"، لكنّها أصابت الأماكن السكنية، ممّا أسفر عن مقتل 8 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين، بينما قتلت غارة أخرى بطائرة بدون طيّار زوجين شابّين في منزلهما. يقول حامد سائق سيّارة إسعاف، وهو يقف في فناء منزله المشرف على مسقط رأسه في مدينة كوباني، والتي تزأر في سمائها الطائرات التركية وتلقّي القنابل، إنّ "الحرب تقترب كلّ يوم أكثر، ومهنتي تفرض عليّ أن أتواجد وسط المخاطر ونيران المعارك. نحن الكرد نحبّ الحرّية والسلام لا نريد القتال، لكنّ، الحرب عادت الحرب لتدقّ أبوابنا". ومؤخراً قتل 3 من الطاقم الطبي المكّون من 6 أشخاص من زملاء حامد. وقال حامد بعد وقت قصير من نقل صديقه المصاب بجروح قاتلة إلى المستشفى: "إنّه أمر غير أخلاقي، لكنّ الأكراد يتعرّضون للضرب في كلّ مكان يوجدون فيه، حتّى في سيارات الإسعاف"، مضيفاً أنّه "لا يمكننا حماية أنفسنا بأيّ حال من الأحوال. نحن نضع علامة على سيارات الإسعاف بوضوح، وهناك قوانين دولية تمنع الاعتداء على الطواقم الطبية". مع تركيز الاهتمام الدولي على عملية بناء الدولة الوليدة في سوريا ما بعد نظام الأسد، تصاعد القتال على طول نهر الفرات إلى حدّ كبير، حيث تشنّ الفصائل المتحالفة مع تركيا والمعروفة باسم "الجيش الوطني السوري" هجمات عنيفة، كانت قد أدانتها منظّمة "هيومن رايتس ووتش"، وخصّت بالتحديد الهجمات على المسعفين وسيارات الدفاع المدني. وكان مراسلو "ذا إنترسبت"، قد أمضوا مؤخّراً 12 يوماً في كوباني، ووجدوها فعليّاً تحت الحصار، ومن دون كهرباء أو مياه شرب موثوقة منذ ما يقرب من شهرين، بسبب الأضرار بسدّ تشرين ومحطّة الطاقة الكهرومائية على نهر الفرات والذي أحدثته الضربات الجوية التركية. وبصرف النظر عن تلك العائلات القادرة على شراء الألواح الشمسية، فإنّ معظم الكهرباء في كوباني تأتي من مولدات الغاز والديزل، التي تنتشر أبخرتها في ضباب دخاني في السوق في الهواء الطلق وسط المدينة حيث تكتظّ مئات المحالّ في منطقة صغيرة، والآن تغطّى الشوراع بأكملها بسقوف الألمينيوم والبطّانيات والأقمشة كإجراء دفاعي يحميهم من الطائرات المسيرة التركية ويحرمها من الرؤية لتنفيذ ضربات. يكافح الباعة الأكراد والعرب على حدّ سواء لتغطية نفقاتهم، لكنّ الأعمال التجارية مستمرّة، وما تزال المخابز والمطاعم وأكشاك الهواتف المحمولة وصالونات الحلاقة مفتوحة. لكن يقول محمود (40 عاماً)، الذي يدير مطعماً للفلافل في سوق المدينة: "اعتدنا العمل حتّى الساعة 10 أو 11 مساء، لكن مع انقطاع التيار الكهربائي، يبدأ الظلام في حوالي الساعة 4 أو 5 مساء، فتغلق كافة المتاجر ويعود الجميع إلى بيوتهم". في الأسابيع التي أعقبت قطع الكهرباء والمياه من سدّ تشرين، اعتمدت كوباني على إمدادات المياه الطارئة، التي تضخّ إلى المدينة عن طريق مولّدات تعمل بالديزل من موقع آخر في أعالي الفرات، شمال السدّ، حيث مضخّة واحدة تعمل فقط من بين 4 مضخّات، لكن، في بداية الشهر الجاري دمّرت غارة جوّية المضخة الأخيرة ونظام المياه الاحتياطي بالكامل. وقد ترك ذلك السكّان يستفيدون من إمدادات محدودة من المياه الجوفية، لكنّ، لا يزال العديد منهم من دون الحصول على المياه الكافية، وفقاً لرئيس إدارة مديرية المياه العامّة في كوباني مسعود بوزي، الذي يضيف أنّ "كثيرون ليس لديهم المال لحفر الآبار أو شراء المياه المعبّأة في عبوّات تجارية، لكنّ، الناس يداومون البحث عن حلول، حتّى لو كان ذلك يعني شرب المياه القذرة". الطريق الوحيد الذي يربط كوباني بالمناطق الصديقة يمرّ بطريق ملتوّ بمنعطفاته، ممّا يضني المسافرين لساعات طويلة في أيّ رحلة يقومون بها، وهم وقوافل الإمداد معرّضون في كافّة الأوقات للغارات الجوّية التركية، أو لغارات من قبل فلول تنظيم "داعش" الذين ما زالوا يحتفظون بقدرة على تنفيذ عمليات مطاردة من جهتي البادية في الجنوب والشرق. وإذا عبرت القوّات المدعومة من تركيا نهر الفرات، فيمكنها محاصرة كوباني بالكامل ببساطة. وفي الشهر الماضي، بدأ المتظاهرون المدنيون في التجمّع عند سدّ تشرين للمطالبة بإنهاء الهجمات، لكنّ، الطائرات التركية هاجمتهم مراراً وتكراراً على الطريق واستهدفتهم بشكل مباشر. وفي أحد مقاطع الفيديو التي نشرت على شبكة الإنترنت، يمكن رؤية طائرة بدون طيّار تسقط قنبلة يدوية على مجموعة من المدنيين يؤدّون رقصة كردية تقليدية. طوال الحرب الأهلية السورية، تعاملت تركيا مع "الحكم الذاتي" الكردي غير الرسمي في شمال سوريا، بعدم الثقة والعداء، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير بسبب الروابط الأيديولوجية والتنظيمية بين "قسد" و"حزب العمال الكردستاني"، الذي يشنّ تمرّداً ضد الدولة التركية منذ ما يقرب من نصف قرن. ويعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحدات حماية الشعب أكثر من مجرّد فرع سوري للحزب المذكور، وأنّ الإقليم الذي تحت سيطرتها يشكّل ملاذاً آمناً لأعدائه، ومنطقة انطلاق محتملة لهجمات داخل تركيا. وفي بعض الأحيان، بدا أنّ إردوغان يتّخذ موقفاً أكثر صرامة ضدّ "قسد" مقارنة بموقفه من "داعش". 30 كانون الثاني 10:20 27 كانون الثاني 12:53 بالنسبة لسكان كوباني الذين نجوا من الدمار الذي خلّفته الحرب وعملوا بجدّ لإعادة بناء مدينتهم، فإنّ الأزمة الحالية التي تقترب الآن من مدّة شهرين على اندلاعها، تبدو مألوفة بشكل مخيف. وقال صاحب أحد المطاعم في سوق كوباني "لقد هزمنا داعش في كوباني، لكنّهم أحرقوا كل شيء في الوقت ذاته"، و"ذهبنا إلى تركيا أو كردستان العراق أو أوروبا وعدنا لبناء كلّ شيء من الصفر. والآن تركيا تفعل الشيء نفسه، وتريد إبادة الأكراد في هذه المنطقة". في ضواحي كوباني تقع مقبرة الشهداء، حيث يقيم السكّان احتفالاً شهرياً لتكريم إخوانهم الذين ضحوا بحيواتهم على مر السنين. والجولة فوق تلك التربة كأنّها جولة في التاريخ الحديث، تكشف عن المراحل المؤلمة والخسائر التي ضربت كوباني وبقية المنطقة. وتضمّ المقبرة أولئك الذين سقطوا في وقت مبكّر من الحرب، من المدنيين في تفجير انتحاري لتنظيم "القاعدة"، وأعداد كبيرة من الرجال والنساء الذين لقوا حتفهم وهم يدافعون عن المدينة من داعش بين عامي 2014 و 2015 بقيادة "قسد"، حيث صمد المدافعون على أرضهم رغم الصعاب لأشهر من القتال الشاقّ من منزل إلى منزل، بمساعدة الولايات المتّحدة من خلال شنّ غارات جوّية ضد أهداف "داعش" التي حدد إحداثياتها مقاتلي "قسد". حينئذ، ظهر تنظيم "داعش" كأنّه لا يمكن إيقافه. لكنّ، كوباني أثبتت أنّ هذا خطأ، وأصبحت رمزاً للمقاومة بين الأكراد، وجذبت تعاطفاً عالمياً، إلى جانب موجة من المتطوّعين الأجانب الذين التحقوا بـ "قسد". كما لفتت كفاءة مقاتلي وحدات حماية الشعب في صدّ "داعش" انتباه البنتاغون، الذي كان يبحث عن شريك موثوق به على الأرض في سوريا وفشل بشكل ذريع في العثور عليه، إلى حين أن أصبحت هذه الحاجة حاسمة على نحو خاصّ مع تحوّل اهتمام الولايات المتحدة بالحرب الأوسع نطاقاً بعيداً عن نظام الأسد، وصبّ تركيزها بالكامل تقريباً على هزيمة "داعش"، حيث شدّت أواصر العلاقة بين قوّات التحالف بقيادة واشنطن مع "قسد" التي تقاتل على الأرض مدعومة بالقوّة الجوية، ممّا مكنّها من استعادة المدن والبلدات التي يسيطر عليها التنظيم على مدى 3 سنوات. ونظراً للحاجة إلى الحليف الكردي، اختارت إدارة باراك أوباما التغاضي عن صلات "قسد" غير الدقيقة بـ "حزب العمال الكردستاني" المصنّف جماعة إرهابية محظورة في الولايات المتّحدة، ممّا تسبّب بخلاف مع الحليف التركي في "الناتو" والرئيس رجب طيب إردوغان، الذي اقتطع مساحة من النفوذ في تلك المنطقة عبر علاقات متينة مع مختلف الجماعات المتمرّدة. ومع اكتساب "قسد"، القوّة والاستقرار من خلال شراكتها مع واشنطن، استخدم إردوغان هذه الجماعات المدعومة من أنقرة كهراوة في خدمة الأهداف والمصالح التركية. وفي عام 2017، اتّحدت عشرات الفصائل تحت مظلّة "الجيش الوطني السوري" وانضمّت بشغف إلى الحرب التركية ضدّ الميليشيا الكردية. وتصاعد القتال في عام 2019، عندما غزت تلك الجماعات شريطاً من الأرض إلى الشرق من كوباني، واستولت على العديد من البلدات الرئيسية، ولا تزال تسيطر عليها. وكشرط لاتّفاق وقف إطلاق النار لعام 2019، وافقت "قسد" على سحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من كوباني. وحتّى يومنا هذا، لا يزال الوجود العسكري في المدينة منخفضاً بشكل ظاهر، وإن وجد فهو لرجال الشرطة المسلّحين بأسلحة خفيفة. حين بدأ نظام الحكم في سوريا بالتهاوي في إثر هجوم الثوّار الخاطف الذي أسقطه في نهاية الأمر، ونصب حكومة انتقالية بقيادة "هيئة تحرير الشام"، وهي فرع سابق لتنظيم "القاعدة" وزعيمها أحمد حسين الشرع، المعروف باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، وبينما كان مقاتلو "هيئة تحرير الشام" يتسارعون نحو دمشق، حوّل "الجيش الوطني السوري" انتباهه نحو قوّات "قسد"، وحقّق مكاسب سريعة بدعم من القوّات الجوّية التركية. ومع تقدّمه، نزح ما يقدّر بنحو 100,000 كردي سوري، معظمهم نزحوا من قبل بالفعل بسبب غزوات من قبل تركيا ووكلائها. وبحلول منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر، كان القتال يتركّز إلى حدّ كبير على المنطقة المحيطة بالسدّ ومحطّة الطاقة الكهرومائية في تشرين. ومنذ ذلك الحين، استمرّ القتال على الأرض شرق النهر، واستهدفت الغارات الجوّية التركية السدّ مراراً وتكراراً، وفقاً للإدارة المدنية في المنطقة. ولم تردّ وزارة الخارجية التركية على طلبات التوضيح من الصحافيين. لكن في تقارير صادرة عن وكالة الأناضول المملوكة للدولة، اتهم مسؤولون أتراك لم تذكر أسماءهم قوّات "قسد" باستخدام المدنيين كدروع بشرية في المنطقة، وأشاروا إلى أنّه "لن يسمح للمنظمة الإرهابية باستخدام مرافق البنية التحتية الإنسانية أو جهود الوقاية من الكوارث أو المدنيين الأبرياء كأوراق مساومة". لكن، مسؤولو "قسد" نفوا مزاعم الاتهام التركي، وقال المتحدّث باسمها فرهاد الشامي لموقعنا: "لا يوجد وجود لقوّات قسد في تلك المنطقة. وفي الأسابيع الأولى من القتال في كانون الأوّل/ديسمبر، كان المسؤولون الأميركيون يعملون خلف الكواليس لإيقافه، وفي 24 كانون الأوّل/ديسمبر، وصل الجنود الأميركيون إلى كوباني وأقاموا قاعدة صغيرة بالقرب من وسط المدينة، ورفعت العلم الأميركي بجوار المجمع الإداري الرئيسي في إشارة واضحة على الردع لتركيا، ولكنّها غادرت بعد وقت قصير، وبحلول منتصف الشهر الماضي كانت القاعدة فارغة والعلم قد أخفض. تحدّث ماركو روبيو وزير خارجية ترامب الجديد، مؤخّراً عن الدعم لقوّات "قسد". لكن من المعروف أنّ تْرامب يتجاهل آراء حكومته، وفي فترة ولايته الأولى، كان موقفه من الأكراد السوريين مبعثراً بشكل فاضح. وقد اتّبعت إدارته في البداية سياسة عهد أوباما المتمثّلة في التنسيق الوثيق مع الميليشيا الكردية، ممّا دفع البعض في كوباني إلى النظر إلى ترامب بإعجاب كبير لدرجة أنّ أحدهم أطلق على مطعمه اسم ترامب. لكنّ هذا الحب لم يدم طويلاً، وعلى الرغم من الدور الحاسم الذي لعبته "قسد" في الحرب ضدّ "داعش"، وقدّمت أكثر من 10,000 مقاتل سقطوا في المعارك خلال تلك السنوات، ترك ترامب الأكراد في طيّ النسيان في عام 2019، حين قرّر فجأة بعد مكالمة هاتفية مع إردوغان سحب جميع القوّات الأميركية من شمال شرق سوريا، ما مهّد الطريق للغزو التركي للمنطقة في ذلك العام. وهذا دفع بالأكراد السوريين إلى الشعور بالخيانة العميقة. أزال المطعم الذي سمّي على اسم الرئيس أيّ ذكر له. ومن غير الواضح الآن، ما هو الموقف الذي ستتّخذه إدارة ترامب، إن وجد، في ظلّ صمت وزارة الخارجية في الأسبوع الماضي على العدوان التركي على الأكراد. قاتل الأكراد تنظيم "داعش"، وعلى الرغم من الهجمات المتكرّرة من قبل الجيش التركي ووكلائها في سوريا، أنشأوا دويلة لأنفسهم، وسعوا إلى ثورة اجتماعية جذرية شهدت تمكين المرأة واستقراراً نسبيّاً لم تنعم به معظم نواحي ومدن سوريا. وبالعودة إلى السوق في وسط كوباني الذي تستمرّ الحياة فيه، يقول برادر صاحب أحد المتاجر: "بالنسبة لنا، لا يهمّ إذا كنّا جائعين، وبدون ماء أو كهرباء، فالمرونة والتكيّف تميّزنا". نقله إلى العربية: حسين قطايا
