أحدث الأخبار مع #الأندلسيين


Independent عربية
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
حلوى رمضان الجزائرية... شهد التاريخ وناره
يعتبر حضور بعض الحلويات على موائد الجزائريين في رمضان أمراً أكثر من ضروري، بل مقدس لدى فئات واسعة من العائلات لا سيما في المدن الكبرى، مما يطرح تساؤلات عدة حول أسباب هذا الاهتمام اللافت، لكن تجاهل هذه الحلويات بعد إسدال شهر رمضان ستاره هو أكثر ما يثير الاستفهام. يرتبط الجزائري بالقطايف والمحنشة وقلب اللوز ارتباطاً وثيقاً في رمضان، إذ لا تخلو طاولة السهرة من هذه الحلويات التي يكثر عليها الإقبال وتشهد محالها طوابير تبلغ ذروتها قبيل الإفطار وبعده، بعد أن كان إعدادها يتم في المنازل من طرف النسوة اللاتي يزين المائدة بالقهوة والشاي والأنواع المطلوبة من الحلويات "المعسلة" استعداداً لعودة الرجال من المساجد. التعالي بالحلوى يقول كمال، وهو صاحب محل لبيع الحلويات التقليدية بالجزائر العاصمة لـ"اندبندنت عربية"، إن الحركة التجارية التي يعرفها نشاط بيع الحلويات تقتصر على شهر رمضان فقط، إذ تشهد بقية أيام السنة استقراراً في الإقبال الذي يعتبر من متوسط إلى ضعيف، مشيراً إلى أن "بعض الأنواع لها قدسية لدى العائلات مثل المحنشة وقلب اللوز والقطايف، وتعرف إقبالاً كبيراً لدرجة أنه في بعض المرات لا نتمكن من تلبية طلبات الزبائن". ويضيف كمال، أن الاهتمام المتزايد بأنواع دون غيرها يرجع لما يتم تداوله بخصوص أصول هذه الحلويات، إذ يربطها كثيرون بسقوط الأندلس والحضور العثماني، وبعض العائلات تحسب أنها من السكان الأصليين للمنطقة افتخاراً بأنفسهم وانتقاصاً من الآخرين، أو أن أصولهم مرتبطة بالمسلمين الفارين من إسبانيا أمام بطش المسيحيين، أو بالعثمانيين الذين حضروا في الجزائر، بالتالي هم يرون أنفسهم أولى بهذه الأنواع من الحلويات. ويشير إلى أن هناك من يحاول التقليد من خلال الإقبال على القطايف والمحنشة وقلب اللوز، إذ يسعى إلى أن يظهر في مظهر ابن المدينة الأصلي، في محاولة لصناعة الفارق بينه وبين القادمين من الريف. ويختم بأن "هذه الحلويات لذيذة، لكن يبدو أن لذتها ستزول أمام الذهنيات التي تسيطر على العقول وتحاول التأسيس للتفرقة والتمييز والعنصرية والجهوية". قلب اللوز تتصدر حلويات أو تحلية قلب اللوز القائمة الرمضانية على جميع المستويات، طلباً وذوقاً وإقبالاً، على رغم أن المكونات التي تدخل في تحضيره ليست راقية أو غالية الثمن، بل تتكون من الدقيق الخشن والزيت والماء والملح، التي يجري خلطها بصورة تجعل منها عجينة متماسكة نسبياً، ثم توضع في صفيحة حديدية مسطحة منها الدائرية والمستطيلة والمربعة بأحجام مختلفة صغيرة وكبيرة، وتترك بعض الساعات حتى تأخذ تماسكها أكثر، ثم يجري تقطيعها مستطيلات صغيرة مزينة بحبات اللون، قبل أن تدخل الفرن وتأخذ لون الاحمرار الذي يكشف عن إتمام الطهي. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يصب عليها كميات من العسل سواء الطبيعي أو الاصطناعي بعد إخراجها من الفرن، تم تترك لتبرد وتقدم قطعاً مستطيلة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولا يزال الصراع متواصلاً حول أصل قلب اللوز، بين من يرجعها إلى الأندلسيين الفارين من إسبانيا، بما يعني أنها تحلية قطعت البحر المتوسط في القرن الـ16 مع سقوط غرناطة نحو الجزائر، وطرف ينسبها إلى العثمانيين الذين قدموا إلى الجزائر لمواجهة الحملات الصليبية. وهناك رواية ثالثة تشدد على أن أصلها شامي، ففي عام 1920 وبعد رحلة نحو البقاع المقدسة مر الجزائري لونيس واسع من منطقة أزفون بمحافظة تيزي وزو، على الشام التي مكث فيها ستة أشهر تعلم خلالها صناعة الحلويات الشرقية ومنها الشامية، لينطلق في تحضير قلب اللوز لدى عودته للجزائر. وبين الأندلسية والعثمانية والشامية، تظهر رواية تفند كل تلك الأساطير، بل تنتشر بصورة قوية لدى الأوساط الجزائرية، وهي التي تتحدث عن جزائرية قلب اللوز، إذ تشير إلى أن هذه الحلوى لا توجد إلا في الجزائر، وأن أول من حضرها هو المدعو علي التركي، وبالضبط في العاصمة الجزائر. تهافت وتقديس أما المحنشة التي تستمد اسمها من شكلها الذي يشبه الثعبان أو الحنش الملتف حول نفسه، فهي من الحلويات التي يمتد عمرها إلى مئات السنين، إذ جرى ذكرها في عديد من الكتب العربية والموسوعات الفرنسية مثل "هاشيت" عام 1850، و"لافريك غورموند" عام 1922، غير أن المختصين اختلفوا حول أصولها بين عثمانية وشامية. ولا يختلف الإقبال على حلويات القطايف عن قلب اللوز، بسبب اللذة التي تجعل كل من يتذوقها يريد المزيد، وعلى رغم اختلاف الروايات حول تسميتها فإن الرائج هو تقاطف الضيوف عليها ما منحها هذا الاسم، ويبقى تضارب أصولها متواصلاً بين من يرجعها إلى العصر العباسي، أو إلى الفترة الفاطمية، أو الخلافة الأموية، إذ تروي الأساطير أن أول من تناول القطايف هو الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وكان ذلك في رمضان. أمام التهافت على الحلويات في رمضان، اقتربت "اندبندنت عربية" من بعض المحال المعروفة بهذا النوع من النشاط، إذ أوضح سمير الذي وجدناه أمام محل لبيع قلب اللوز بحي "المدنية" بالعاصمة، أنه وعائلته لا يمكنهم الاستغناء عن قطع قلب اللوز، وأن مائدة السهرة لا تخلو من هذه الحلويات بصورة خاصة، مشيراً إلى أن هناك أنواعاً كثيرة، لكن يبقى حضور قلب اللوز أمراً مقدساً، فيدمن على هذا النوع من الحلويات خلال الشهر، وكذلك أبناؤه وزوجته. أما رابح فيؤكد أن هناك تقاليد لا يمكن الاستغناء عنها خلال شهر رمضان، لعل أهمها حضور بعض أنواع الحلويات على المائدة، موضحاً أنه يوجد أمام هذا المحل لمدة 29 يوماً من رمضان من أجل الفوز بقطع قلب اللوز والقطايف، فهي ضرورية للتحلية، ولا يتخيل رمضان من دون تلك الحلويات اللذيذة التي يستمتع بها الصائمون بعد إفطارهم. ثمة أنواع عدة من الحلويات التقليدية الجزائرية تأبى الانقراض، أهمها المقروط وقلب اللوز والبقلاوة والصامصة والدزيريات والفانيد والعرايش والقنيدلات والمخبز والمشورة ورزمة لعروسة والسلسلات والكعيكعات مسكرين وشراك العريان وشراك الملبس والسكندرانية وغيرها.


البيان
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- البيان
تيسير خلف: «المسيح الأندلسي» مخلصة للتاريخ ولأسماء أبطالها
تعد الجائزة العالمية للرواية العربية من أرفع الجوائز الأدبية في العالم العربي، حيث تسلط الضوء على أبرز الأعمال الروائية التي تتميز بالقيمة الأدبية والطرح الإبداعي. وفي دورتها الحالية، تألق الكاتب تيسير خلف بوصول روايته «المسيح الأندلسي» إلى القائمة القصيرة من الجائزة، ليؤكد حضوره القوي في مجال السرد التاريخي. يعيد خلف في روايته إحياء حقبة مفصلية من تاريخ الأندلس، مسلطاً الضوء على صراع الهوية والمآسي الإنسانية بأسلوب يمزج بين البحث الدقيق والسرد المشوق. «البيان» التقت الكاتب تيسير خلف للحديث عن روايته «المسيح الأندلسي»، وقال: كان خبراً جميلاً أسعدني فالوصول إلى القائمة القصيرة يعني أن روايتي حظيت بتقدير من لجنة تحكيم متنوعة تمثل نخبة من المبدعين العرب في مجال الأدب الروائي. وقد كنت أتوقع الترشح، والسبب أن الآراء والمقالات النقدية التي كتبت عن الرواية فور صدورها أجمعت على أهميتها، والكثيرون ممن راجعوها تحدثوا عن استحقاقها المنافسة في جائزة الرواية العربية، وهي جائزة استطاعت أن تكرس نفسها كأهم الجوائز الأدبية العربية على الإطلاق. وعن سبب انجذابه إلى تلك المرحلة التاريخية الهامة في الأندلس أوضح أن موضوع مأساة الأندلسيين لم يبحث بشكل كافٍ، وقال: إن تسليط الضوء على مأساتهم من محاكم التفتيش بعد مئة عام من سقوط غرناطة، يكاد لا يحظى باهتمام أحد، على الرغم من أنه يمثل واحدة من اللحظات المهمة في التاريخ. وتابع: يخلد التاريخ البشري حقبة محاكم التفتيش المظلمة، ولكن قليلاً ما يتم الحديث عن ضحايا هذه المحاكم وهم الأندلسيون الذين أصروا على البقاء في ديارهم تحت حكم مملكة قشتالة ومن ثم شتاتهم بعد ذلك، وهذا هو موضوع الرواية. وثائق ونصوص وعن اعتبار الرواية إسقاطاً على الواقع العربي المعاصر أم أنها محاولة لإعادة قراءة التاريخ بعيون جديدة، قال: الرأي في هذا للنقاد، ومعظم من كتبوا عن المسيح الأندلسي أشاروا إلى راهنية الفكرة التي تتكرر اليوم في أكثر من مكان. وفي السياق نفسه تحدث الكاتب عن مدى اعتماده على الوثائق التاريخية في كتابة الرواية، حيث أكد بأن رواية المسيح الأندلسي مخلصة جداً للتاريخ ولأسماء أبطالها، وهي تعتمد على عدد كبير من الوثائق والنصوص غير المدروسة، ولكنها في الوقت ذاته عمل أدبي وجد مساحة واسعة في هوامش حياة الشخصيات التي كانت تعيش صراعاً هويات يحتمل جميع أنواع التخييل والمجادلة الفكرة. وعن تجربته مع الرواية التاريخية تحدث الكاتب عن تمرسه في هذا النوع الأدبي بعد عدة أعمال سابقة هي «موفيولا»، و«مذبحة الفلاسفة»، و«عصافير داروين»، و«ملك اللصوص». مشيراً إلى أن هذه التجارب جعلته أكثر احترافية في هذا النوع من الكتابة الأدبية وهي السرد التاريخي، مستفيداً من خبرته كباحث ومحقق تاريخي، أما عن تفاعل القراء، فقد لاحظ الكاتب أن الرواية حظيت بقبول واسع رغم تفاوت القراءات، فالبعض ينظر إليها كرواية أدبيه وقصة حب، بينما يراها آخرون صراعاً حضارياً ووجودياً، وهو ما يعكس تعددية مستوياتها السردية والفكرية. وحول مستقبل الرواية التاريخية في ظل هيمنة الأعمال المعاصرة، شدد على أن المعيار الأهم هو الجودة والقدرة على جذب القارئ، بغض النظر عن الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث. وعن مشاريعه الأدبية المقبلة، كشف عن حيرته بين موضوعين؛ الأول يتعلق بجريمة وقعت في دمشق عام 1839 وتحولت إلى حدث عالمي، والثاني يدور حول مغامرة عالم آثار في كندا لاستكشاف معنى الوجود الإنساني. أما عن تأثير خلفيته البحثية على أسلوبه الروائي، فقد رأى أن النجاح في كتابة الرواية التاريخية يتطلب امتلاك أدوات البحث التاريخي ومناهجه، مما يضمن تقديم سرد متماسك يجمع بين الحقائق التاريخية والخيال الأدبي في توازن دقيق.