logo
#

أحدث الأخبار مع #الأُممالمتحدة

«فتح» و«حماس» والجمهور الغفور!
«فتح» و«حماس» والجمهور الغفور!

العرب اليوم

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العرب اليوم

«فتح» و«حماس» والجمهور الغفور!

هل يمكن مقارنة شعبية «حماس» اليوم بشعبية «فتح» في الستينات والسبعينات؟ يستطيع كل الذين كانوا راشدين في أواسط الستينات أن يذكروا عشرات الفروق. فالشعبية زاخرة في الحالتين، لكنّ الجمهور ما كان قد عرف بعد هزائم كبرى. ثم لما حدثت هزيمة عام 1967 قال كل الشباب: الجيوش لا تنفع، والحلّ في التنظيمات المسلَّحة! وفي عام 1968 تجاوزت كتائب إسرائيلية نهر الأردن للقضاء على معسكر تدريب لـ«فتح». وعلم الفلسطينيون بالاستعداد للهجوم، فاستجمعوا قواهم وساندتهم مدفعية الجيش الأردني، فردُّوا الغزو «في معركة الكرامة»، وكبّدوا الإسرائيليين خسائر. وفي عام 1969 اتفق قائد الجيش اللبناني بالقاهرة، برعاية جمال عبد الناصر، على السماح للفلسطينيين بالقتال من جنوب لبنان، فصار اسم المنطقة: «فتح لاند»! وعانى الأردن ولبنان من ذلك الويلات، لكنّ شهرة المقاتلين الفلسطينيين وبطولاتهم بلغت عَنان السماء. وكما صارت انتكاسة عام 1967 حجةً لهم؛ فإنّ إنجازات حرب عام 1973 ما صارت حجةً عليهم باعتبار أنّ المصريين والسوريين كانوا يحاولون استعادة أراضيهم التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وليس السعي لتحرير فلسطين! ما فقد الفلسطينيون بعض شعبيتهم لدى الجمهور العربي واليسار العالمي إلّا في حرب عام 1982 حيث لم يخسروا «فتح لاند» فقط، بل الساحة اللبنانية كلّها بعد الأردن. وكان قد استقرّ في الأذهان وفي العلاقات الدولية منذ قمة عام 1974 أن «منظمة التحرير» الفلسطينية هي المسؤولة عن قضية فلسطين بمفردها والدول العربية تدعمها. وذهب وقتها ياسر عرفات إلى الأُمم المتحدة بهذه الهالة. ولذلك لمّا خرجوا من بيروت مهزومين بالتفوق الإسرائيلي الذي وصل إلى «المدينة»، فقدوا بالفعل الهالة التي تكلّل هاماتهم. لكنهم كانوا قد اخترقوا الساحة الفلسطينية الداخلية، وأقاموا فيها تنظيمات سرية ظهرت قوتها في انتفاضة الحجارة 1987-1988. ولإدراك عرفات لحقيقة القدرات دخل في اتفاقية أوسلو مع إسحاق رابين عام 1993، وذهب هو وكوادره بمقتضى الاتفاقية إلى رام الله بعد تونس، وقامت السلطة الفلسطينية التي لا تزال كياناً معلَّقاً أيام عرفات وأبو مازن! لماذا هذه الإطالة بعد السؤال المحوري بين «فتح» و«حماس» ومصاير القضية؟ لأنّ «جهاديات» حركة «حماس» بدأت مع دخول ياسر عرفات إلى رام الله. فالرئيس حافظ الأسد ما قبل حقاً تفويض «منظمة التحرير»، ثم إنه عارض بشدةٍ اتفاقية أوسلو؛ تارةً لأنّ عرفات كان يستطيع الأخذ أكثر، أو لأن الجولان ضاع من أجل فلسطين، فلا يجوز أن يصالح الفلسطينيون ويبقى الجولان محتلاً! ولذلك دفع الأسد ثم الإيرانيون «حماس» لـ«المقاومة»! ما قبلت «حماس» إذاً سلام «أوسلو»، وكانت قد أعلنت في وثيقة تأسيسها أرض فلسطين وقفاً مؤبداً، وانصرفت للاستبدال بكفاح «فتح» والفصائل «جهاديات الإخوان» الذين ما أفاقوا على «المقاومة» بعد عام 48 إلا عام 93! لا يمكن المفاضلة بين «فتح» و«حماس» في قوة التنظيم؛ إذ لدى الطرفين تكون المنافع والمصالح لفئاتٍ من الناس بمثابة ضمانات في التماسك حتى في الشدائد. وهذا إلى جانب العقائديات بالطبع، وكاريزما القيادات، وبطولات الشهداء الأسطورية. والأمر الحاسم الدعم الخارجي في البدايات والاستجابات الداخلية بعد النهوض. إنّ الذي حدث أن «فتح» تلقت درساً بعد هزيمتين، في حين ظلت تحركات «حماس» جولات كرٍّ وفرٍّ، وهُدَناً مع إسرائيل، ثم ثوراناً من جديد. إسرائيل انسحبت من غزة عام 2005؛ لذلك فإنّ «حماس» استولت على غزة من «فتح» وليس من إسرائيل. وقد راهنت في البداية على الاتفاق مع إسرائيل والاحتفاظ بغزة، ثم لما تصاعدت شعبيتها وانخفضت شعبية محمود عباس بسبب فشل «أوسلو» وصعود اليمين الإسرائيلي؛ راهنت «حماس» على انتفاضةٍ بالضفة ضد محمود عباس تشبه انتفاضة غزة. لكنّ إسرائيل التي تكره عباس أكثر من «حماس» تتجه لإلغاء الطرفين، بيد أن العرب والدوليين يميلون لمحمود عباس، ولا ندري من ينجح في نهاية المطاف! تمسك «حماس» قطاع غزة بيدٍ من حديد حتى بعد أكثر من سنةٍ ونصف السنة من المذابح الإسرائيلية، ومقتل الألوف من القيادات والكوادر بـ«حماس». هل عند «حماس» شواهد على القوة أكثر من ياسر عرفات؟ بالطبع لا؛ فقد انهزمت في أربع حروب، ولديها بقايا شعبية في القطاع والضفة. بيد أن شعبيتها الكبرى في مخيمات الأردن ولبنان وسوريا، بل بين الشبان المتدينين وغيرهم في سائر أنحاء الوطن العربي! ما الذي تعرضه «حماس» على الجماهير المتحمسة؟ الإقبال على الاستشهاد، ووحشية إسرائيل الكريهة، والخوف على القضية الفلسطينية. لكن هل تُعطي «حماس» أملاً بالانتصار أو الوصول لحلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية؟ بالطبع لا. بينما الواقع أن حركة «حماس» هي التي جرّت بالقوة أحياناً وبالتزويد أحياناً أخرى جماهير الشبان المتدينين إلى شباكها. يقول الخصوم: يمكن القضاء على السلاح، لكن لا يمكن القضاء على الفكرة! الفكرة باقية ما بقي مسارها سليماً معافًى، فهل هو سليم ولا نتائج غير الدم؟ إنه نهرٌ من الدم، والدم لا يمكن احتماله!

«فتح» و«حماس» والجمهور الغفور!
«فتح» و«حماس» والجمهور الغفور!

الشرق الأوسط

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

«فتح» و«حماس» والجمهور الغفور!

هل يمكن مقارنة شعبية «حماس» اليوم بشعبية «فتح» في الستينات والسبعينات؟ يستطيع كل الذين كانوا راشدين في أواسط الستينات أن يذكروا عشرات الفروق. فالشعبية زاخرة في الحالتين، لكنّ الجمهور ما كان قد عرف بعد هزائم كبرى. ثم لما حدثت هزيمة عام 1967 قال كل الشباب: الجيوش لا تنفع، والحلّ في التنظيمات المسلَّحة! وفي عام 1968 تجاوزت كتائب إسرائيلية نهر الأردن للقضاء على معسكر تدريب لـ«فتح». وعلم الفلسطينيون بالاستعداد للهجوم، فاستجمعوا قواهم وساندتهم مدفعية الجيش الأردني، فردُّوا الغزو «في معركة الكرامة»، وكبّدوا الإسرائيليين خسائر. وفي عام 1969 اتفق قائد الجيش اللبناني بالقاهرة، برعاية جمال عبد الناصر، على السماح للفلسطينيين بالقتال من جنوب لبنان، فصار اسم المنطقة: «فتح لاند»! وعانى الأردن ولبنان من ذلك الويلات، لكنّ شهرة المقاتلين الفلسطينيين وبطولاتهم بلغت عَنان السماء. وكما صارت انتكاسة عام 1967 حجةً لهم؛ فإنّ إنجازات حرب عام 1973 ما صارت حجةً عليهم باعتبار أنّ المصريين والسوريين كانوا يحاولون استعادة أراضيهم التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وليس السعي لتحرير فلسطين! ما فقد الفلسطينيون بعض شعبيتهم لدى الجمهور العربي واليسار العالمي إلّا في حرب عام 1982 حيث لم يخسروا «فتح لاند» فقط، بل الساحة اللبنانية كلّها بعد الأردن. وكان قد استقرّ في الأذهان وفي العلاقات الدولية منذ قمة عام 1974 أن «منظمة التحرير» الفلسطينية هي المسؤولة عن قضية فلسطين بمفردها والدول العربية تدعمها. وذهب وقتها ياسر عرفات إلى الأُمم المتحدة بهذه الهالة. ولذلك لمّا خرجوا من بيروت مهزومين بالتفوق الإسرائيلي الذي وصل إلى «المدينة»، فقدوا بالفعل الهالة التي تكلّل هاماتهم. لكنهم كانوا قد اخترقوا الساحة الفلسطينية الداخلية، وأقاموا فيها تنظيمات سرية ظهرت قوتها في انتفاضة الحجارة 1987-1988. ولإدراك عرفات لحقيقة القدرات دخل في اتفاقية أوسلو مع إسحاق رابين عام 1993، وذهب هو وكوادره بمقتضى الاتفاقية إلى رام الله بعد تونس، وقامت السلطة الفلسطينية التي لا تزال كياناً معلَّقاً أيام عرفات وأبو مازن! لماذا هذه الإطالة بعد السؤال المحوري بين «فتح» و«حماس» ومصاير القضية؟ لأنّ «جهاديات» حركة «حماس» بدأت مع دخول ياسر عرفات إلى رام الله. فالرئيس حافظ الأسد ما قبل حقاً تفويض «منظمة التحرير»، ثم إنه عارض بشدةٍ اتفاقية أوسلو؛ تارةً لأنّ عرفات كان يستطيع الأخذ أكثر، أو لأن الجولان ضاع من أجل فلسطين، فلا يجوز أن يصالح الفلسطينيون ويبقى الجولان محتلاً! ولذلك دفع الأسد ثم الإيرانيون «حماس» لـ«المقاومة»! ما قبلت «حماس» إذاً سلام «أوسلو»، وكانت قد أعلنت في وثيقة تأسيسها أرض فلسطين وقفاً مؤبداً، وانصرفت للاستبدال بكفاح «فتح» والفصائل «جهاديات الإخوان» الذين ما أفاقوا على «المقاومة» بعد عام 48 إلا عام 93! لا يمكن المفاضلة بين «فتح» و«حماس» في قوة التنظيم؛ إذ لدى الطرفين تكون المنافع والمصالح لفئاتٍ من الناس بمثابة ضمانات في التماسك حتى في الشدائد. وهذا إلى جانب العقائديات بالطبع، وكاريزما القيادات، وبطولات الشهداء الأسطورية. والأمر الحاسم الدعم الخارجي في البدايات والاستجابات الداخلية بعد النهوض. إنّ الذي حدث أن «فتح» تلقت درساً بعد هزيمتين، في حين ظلت تحركات «حماس» جولات كرٍّ وفرٍّ، وهُدَناً مع إسرائيل، ثم ثوراناً من جديد. إسرائيل انسحبت من غزة عام 2005؛ لذلك فإنّ «حماس» استولت على غزة من «فتح» وليس من إسرائيل. وقد راهنت في البداية على الاتفاق مع إسرائيل والاحتفاظ بغزة، ثم لما تصاعدت شعبيتها وانخفضت شعبية محمود عباس بسبب فشل «أوسلو» وصعود اليمين الإسرائيلي؛ راهنت «حماس» على انتفاضةٍ بالضفة ضد محمود عباس تشبه انتفاضة غزة. لكنّ إسرائيل التي تكره عباس أكثر من «حماس» تتجه لإلغاء الطرفين، بيد أن العرب والدوليين يميلون لمحمود عباس، ولا ندري من ينجح في نهاية المطاف! تمسك «حماس» قطاع غزة بيدٍ من حديد حتى بعد أكثر من سنةٍ ونصف السنة من المذابح الإسرائيلية، ومقتل الألوف من القيادات والكوادر بـ«حماس». هل عند «حماس» شواهد على القوة أكثر من ياسر عرفات؟ بالطبع لا؛ فقد انهزمت في أربع حروب، ولديها بقايا شعبية في القطاع والضفة. بيد أن شعبيتها الكبرى في مخيمات الأردن ولبنان وسوريا، بل بين الشبان المتدينين وغيرهم في سائر أنحاء الوطن العربي! ما الذي تعرضه «حماس» على الجماهير المتحمسة؟ الإقبال على الاستشهاد، ووحشية إسرائيل الكريهة، والخوف على القضية الفلسطينية. لكن هل تُعطي «حماس» أملاً بالانتصار أو الوصول لحلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية؟ بالطبع لا. بينما الواقع أن حركة «حماس» هي التي جرّت بالقوة أحياناً وبالتزويد أحياناً أخرى جماهير الشبان المتدينين إلى شباكها. يقول الخصوم: يمكن القضاء على السلاح، لكن لا يمكن القضاء على الفكرة! الفكرة باقية ما بقي مسارها سليماً معافًى، فهل هو سليم ولا نتائج غير الدم؟ إنه نهرٌ من الدم، والدم لا يمكن احتماله!

طيف التوحُّد همٌّ أمميٌّ
طيف التوحُّد همٌّ أمميٌّ

المدينة

time٠٢-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • المدينة

طيف التوحُّد همٌّ أمميٌّ

اعتلالٌ عصبيٌّ يؤثِّر على الدِّماغ غير معروفة مسبِّباته إلى هذا اليوم، ينتج عنه قصورٌ لدى المُصاب في التواصل والتفاعل المجتمعيِّ، فيميل إلى الوحدويَّة، ويفقد شيئًا من القدرات العقليَّة، وبصور متفاوتة، هذه الحالة الاعتلاليَّة، توافَقَ المتخصِّصُونَ في علوم الطبِّ البشريِّ والطبِّ النفسيِّ وعلمِ الاجتماعِ على تسميتها بـ»طيف التوحُّد»، ويُنْعَتُ المُصاب بهذه الحالة بأنَّه من فئة «ذوي التوحُّد»، ولا تزال هذه الحالة سرًّا غامضًا لم تُكتشف مسبِّباتها ولا علاجها بعد، ومع تزايد الحِيرة أمامها، والحرص على تكثيف بحثها، وتوفير أفضل الخدمات لذوي طيف التوحُّد، اتَّخذت الأممُ المتَّحدة قرارًا أُمميًّا عام 2007، باعتماد يوم 2 أبريل من كلِّ عامٍ للتَّعريف بهذه المشكلة الصحيَّة الاجتماعيَّة، وحث المجتمع الدولي بمؤسَّساته الحكوميَّة وغير الحكوميَّة للاحتفاء بهذا اليوم، من خلال إطلاق حملات توعويَّة لفئات المجتمع المختلفة، وتدريب الأُسر والعاملِينَ في هذا المجال، ولمواصلة كشف سرِّ حدوث هذه الحالة؛ سعيًا لاكتشاف علاجها، وذلك انطلاقًا من أهداف التَّنمية المُستدامة التي اعتمدتها الأُمم المتحدة، وتطلَّعت إلى أنْ يكون عام 2030 التاريخ النهائي المؤمَّل لمعرفة كُنه هذه المعضلة، التي تُشير الإحصاءات الرسميَّة بأنَّ من بين كل 100 شخصٍ، يوجد مصابٌ بطيف التوحُّد (في أقل تقدير إحصائيٍّ)، وبهذا تحقق الأُمم المتحدة كممثِّل للمجتمع الدوليِّ، الوصول إلى اكتمال منظومة حقوق الطِّفل، من أجل توفير الحياة الكريمة، في إطار الحق العام للبشريَّة، تحت مظلَّة مدوَّنة «حقوق الإنسان».والمملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ العضوُ النَّشطُ في الأُمم المتَّحدة، ومن المؤسِّسين لعُصبة الأُمم المتَّحدة عام 1945، قد أكَّدت في مواد نظامها الأساسيِّ كفالة توفير الرِّعاية الصحيَّة والرِّعاية الاجتماعيَّة لمواطنيها، والمقيمِينَ على أرضها، والقادمين للعملِ والحجِّ والعُمرةِ والسِّياحة.وجاءت رُؤية المملكة 2030، التي أطلقها صاحبُ السموِّ الملكيِّ الأميرُ محمَّد بن سلمان بن عبدالعزيز، لتؤكِّد -في نصوص بنودها- تحقيق التَّنمية المُستدامة، والعمل على توفير كافَّة الخدمات التي تحقِّق الرِّعاية المتميِّزة للمواطنِينَ، في شراكةٍ ما بين القطاع الحكوميِّ والقطاع الأهليِّ الربحيِّ وغير الربحيِّ، وتوفير التَّسهيلات اللازمة لتفعيل هذه الشَّراكة.وسعيًا من الدولة -أيَّدها الله- لإيجاد خطَّة وطنيَّة للعناية بذوي التوحُّد في مجال التوعية والتدريب، صدر عن مجلس الوزراء، قرار رقم ٨٥٧٤/م . ب بتاريخ ١/ ٧/ ١٤٢٦هـ بالموافقة على إقامة المشروع الوطنيِّ للتَّوعيةِ والتَّدريب حول اضطراب التوحُّد في المملكة، الذي تم اقتراحه ورفعه للمقام السَّامي من خلال وزارة العمل والشؤون الاجتماعيَّة -آنذاك-، وتم تشكيل لجنة برئاسة صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ تركي بن ناصر بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وعضويَّة ثمانية من وكلاء الوزارات المعنيَّة؛ للإعداد والإشراف على تنفيذ المشروع، كما صدرت موافقة صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بتاريخ ١٧ /٢/ ١٤٢٦هـ على إطلاق اسمه الكريم، على حملة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتَّوعية باضطراب التوحُّد؛ تتويجًا لجهود الجمعيَّة السعوديَّة للتوحُّد، التي تأسَّست 02 /07/ 1424؛ كونها أوَّل وأكبر جمعيَّة تقدِّم خدماتها لجميع أنحاء مملكتنا الحبيبة، والتي أخذت على عاتقها، جزءًا كبيرًا من هذه المسؤوليَّة؛ التزامًا بتوجُّه الدولة ودعمها لتوفير الخدمة المناسبة لذوي طيف التوحُّد، فأنشأت الجمعيَّة منذ تأسيسها 5 مراكز للعناية بذوي التوحُّد، وفي خطَّتها المستقبليَّة التوسُّع في افتتاح المزيد من المراكز، التي تركِّز على التأهيل المجتمعيِّ لذوي طيف التوحُّد؛ بتقليل أثر التوحديَّة بدمج المصاب داخل المجتمع، في تفاعل يحقِّق له الحياة الكريمة، وتحويل نسبة من التوحُّديِّين إلى فئة عاملة منتجة، وذلك إمَّا من خلال برامج الدمج في مدارس التَّربية الخاصَّة، أو التَّعليم العام، أو برامج التأهيل المهنيِّ.وبهذا فإنَّ الجمعيَّة السعوديَّة للتوحُّد تثمِّن لحكومة خادم الحرمين الشَّريفين، وسموِّ وليِّ عهده الأمين الدعم اللامحدود الذي تتلقَّاه الجمعيَّة؛ لتحقيق رسالتها، والتزامها بالرِّعاية المتميِّزة لذوي طيف التوحُّد.والشكر موصول إلى القطاع الخاص -شركات، ومؤسَّسات، ورجال أعمال- الدَّاعمين لرسالة الجمعيَّة.وأختمُ مقالتي هذه، بأنْ أزفَّها بشرى إلى أُسر ذوي التوحُّد، بأنَّ الرَّجاء الكبير في الله أوَّلًا، ثمَّ في برامج الرِّعاية والتَّأهيل التي توفرها المراكز الخاصَّة بذوي طيف التوحُّد، تحت إشراف الدَّولة، بأنَّ أملًا مُشرقًا أمام فلذات أكبادهم، فقد أبرز التَّاريخ -منذ عقود- شخصيَّات من ذوي التوحُّد أصبحوا أسماءً لامعةً على المستوى الدوليِّ، فمنهم مَن اكتشف مخترعات، حقَّقت خدمة البشريَّة، ومنهم مَن طرح نظريَّات تحوَّلت إلى حقائق علميَّة.* رئيس مجلس إدارة الجمعيَّة السعوديَّة للتوحُّد

أَمين هاشم "تينور" لبناني في نيويورك
أَمين هاشم "تينور" لبناني في نيويورك

النهار

time١٦-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

أَمين هاشم "تينور" لبناني في نيويورك

"هذا تينور قادر أَن يؤَدي أَيَّ أُغنية مهما صعُبَت، وبذلك هو أَحد أَهمِّ مغني الأُوبرا في عصرنا". بهذه الشهادة من "موقع برودواي" العالَمي الرصين، يمكن الدخول إِلى مسيرة الشاب اللبناني أَمين جان الهاشم الذي يسجِّل على أَكبر المسارح الأَميركية والأُوروبية حضورًا أُوبراليًّا غيرَ عادي. وتضاف إِليها شهادة من "النهار" جاء فيها: "يؤَدي بشكل ساحر يجعل الجمهور يقف ويصفق طويلا". فماذا عن هذه الموهبة اللبنانية العالمية؟ الموهبة الباكرة باكرًا، منذ كان في السادسة، لاحظ والداه جان وفادية أَن لديه ميلًا إِلى الموسيقى، حتى إِذا بلغ الثامنة سجَّلاه في الكونسرفاتوار اللبناني يدرس العزف على البيانو نحوًا من عشر سنوات. ومن بيروت راح يشق طريقه إِلى النجاح، فنال سنة 2009 شهادة في الأَداء الأُوبرالي من "الأَكاديميا الأَلمانية للموسيقى والمسرح" في ميونيخ، وكان قبلًا نال البكالوريوس في إِدارة الأَعمال من جامعة سيدة اللويزة (زوق مصبح - لبنان). التينور اللبناني يؤَدي روائع الأُوبرا بداية العالمية لأَنه أَتقن خمس لغات (الإِيطالية والفرنسية والإِنكليزية والإِسبانية والعربية) تمكَّن بسهولة من دخول العالَمين الأَميركي والأُوروبي، فاستقبلَتْهُ مسارح "الكارنغي هول" (نيويورك)، ومركز كيندي (واشنطن)، ومركز لينكولن (نيويورك)، ومركز كوفمان (مدينة كانساس- ولاية ميسوري)، ومركز الفنون (مونتريال - كندا)، وقاعة الأُمم المتحدة (نيويورك)، ومتحف هنري فورد (ديترويت - ميشيغان)، وكاتدرائية "سانت باتريك" (نيويورك)، و"كازينو مترو غولدن ماير" (لاس فيغاس)، ومسرح برودواي (نيويورك)، وصالة والدورف أَستوريا (نيويورك)، وصالة "غوتام" (نيويورك)، ومسرح "غرين مِلّ" (شيكاغو)، وقصر المؤتمرات (مونتريال - كندا)، و"أُوديتوريوم أَندرو ميلون" (واشنطن)، ومسرح "إِيلباخ" (نيويورك)، و"نادي المتروبوليتان" (نيويورك)، وقاعة "ميركين" (نيويورك)، ومدرج البحر الميت (عَمَّان)، وكازينو لبنان. كلُّ هذا النجاح العالَمي ولم ينْسَ لبنانَه: "نعمةٌ لي أَن أَكون في عالم الموسيقى. فوطني الحبيب لبنان في قلب المتوسط، ويغْنم من تعدُّد الحضارات فيه، وهو ما رفَدَني بثقافة واسعة"، كما قال في وثائقي من إِخراج شقيقه إندرو تم تصويره في لبنان، ويَظهر فيه والده جان يعزف على الأَكورديون. قبل دخوله فضاء الأُوبرا، عاش أَمين تسع سنوات في فضاء "البوب ميوزيك"، وسطع متأَلقًا في برنامج "هذه هي الأُغنية" على شاشة "المؤَسسة اللبنانية للإِرسال إِنترتاشيونال (LBCI) ما حمله يومها إِلى نحو 15 مليون مشاهد، فتوسَّعَت حلقة ميدانه، وراح يقطف شهرته كمغنٍّ لبناني عالَمي توسُّعًا إِلى أَبرز وأَشهر مسارح العالم، مرسِّخًا حضوره الأُوبرالي كـ"تينور" في أَشهر الأَعمال الأُوبرالية الرومانسية الفرنسية والإِيطالية. هكذا نفذ مثلًا أَعمالًا من دونيزيتي وفيردي، من بوتشيني وبيزيه، من الأُغنيات الرائجة الشعبية الإِسبانية والفرنسية والبرازيلية والروسية والأَميركية والجاز والعربية الكلاسيكية وأُغنيات من أَجواء برودواي وهوليوود، وجميعها في توزيع أُوركسترالي جديد. يصوِّر في جُبَيْل فيلمه الوثائقي مؤديًا روائع العالم الموسيقي تخصُّصًا في الأُوبرا، أَدى التينور أَمين هاشم "لاترافياتا"، "التوسكا"، "كارمن"، سمفونيا ماهلر الثامنة، سمفونيا بيتهوفن التاسعة، رائعة رافيل "الساعة الإِسبانية"، "العسس" لراخامنينوف، رائعة إِندرو لويد "شبح الأُوبرا" وسواها مما أَدَّاه مع أُوركسترات مكرَّسة مثل الأُوركسترا الفيلارمونية اللبنانية، والأُوركسترا السمفونية الأُوكرانية، والأُوركسترا السمفونية اليونانية وسواها. وإِلى أَدائه الفني، ساهم أَمين في تشجيع المنظمات العالَمية ذات الأَهداف الإِنسانية مثل "سانت جود"، و"قرى الأَطفال"، وجمعية "كاريتاس"، و"الصليب الأَحمر"، جمعية "الروتاري"، وجمعية "الليونز"، ونال من البحرية اللبنانية وسامًا سنة 2011 على مساهمته في تشجيعها، وتكريمًا آخر من وزارة الخارجية اللبنانية على خدماته الفنية والإِنسانية. على شُرفة منزله في نيويورك التينور المتأَلِّق رحبانيًّا ولم يَغِب عنه التراث الموسيقي والغنائي اللبناني، فأَدَّى على مسارح عالمية أَعمالًا لبنانية، منها "نسَّم علينا الهوى"، "لبيروت"، "إِيماني ساطع"، وسواها. مرةً أُخرى يتأَلَّق لبنان في العالم بأَصوات مبدعيه كتابةً ورسمًا وغناءً ومسرحًا وطبًّا وعلومًا واكتشافات واختراعات، حتى لهو الوطن الذي يُنبِتُ سنابلَ إِبداع ويوزِّعها على العالم. وهوذا أَمين الهاشم يأْخذ من بَرَكة والدته الصحافية فادية، ومن توجيهات والده جان، زادًا لرحلةٍ فنيةٍ ناجحةٍ بدأَتْ من بيروت وراحت تَبذُر سنابلها على أَكبر مسارح العالم.

مواقفنا.. ثابتة وراسخة
مواقفنا.. ثابتة وراسخة

المدينة

time٠٩-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المدينة

مواقفنا.. ثابتة وراسخة

.. ما أنْ فجَّر الرَّئيس ترامب قنبلته -التي ربَّما كانت موقوتةً- عن تهجير الفلسطينيِّين من قطاع غزَّة، وتحويلها إلى (ريفيرا) جديدة -على حدِّ قولِهِ- حتَّى تفجَّرت المواقفُ العربيَّة والدوليَّة تجاه تصريح ترامب. وكان الموقفُ الأكثر أثرًا وقوَّةً، هو الموقفُ السعوديُّ، الذي جاء في بيان وزارة الخارجيَّة: «تؤكِّد وزارة الخارجيَّة أنَّ موقف المملكة العربيَّة السعوديَّة من قيام الدَّولة الفلسطينيَّة هو موقفٌ راسخٌ وثابتٌ لا يتزعزع». ***** .. هذا الموقف السعودي، يستمد رسوخه من ثوابته، حتى وإن حاول (الحية)، والحرجة، والمتردية، والنطيحة، القفز من فوقه غداة تسليم الرهائن، وشكر من قدمهم قرابين تحت أنقاض غزة.. وهذا الموقف ليس وليد اللحظة، وإنما هو متأصل بعمق تاريخ القضية. ونحنُ نذكرُ ذلك الموقف التاريخيَّ للملك عبدالعزيز -رحمه الله- مع الرئيس الأمريكي (روزفلت) عام 1945، والذي قال له بشكلٍ مباشرٍ وصريحٍ: «على اليهود العيش في الأراضي التي طُردوا منها»، ثم أردف بحزمٍ: «العربُ سيختارُون الموتَ بدلًا من تسليم أراضيهم لليهود». ونذكرُ مشاركة الجيوش السعوديَّة في حروبها في فلسطين منذ عام 1948، وقدَّمنا شهداء، وسالت دماء على ثرى فلسطين، ولازلنا إلى اليوم على ذات الموقف، كما يؤكِّد البيان.. ***** .. وهذا الموقفُ السعوديُّ الثابتُ والرَّاسخُ بالمناسبة ليس مع القضيَّة الفلسطينيَّة فقط، وإنَّما مع كلِّ قضايانا العربيَّة. وتعالوا في سانحة سريعة، نستذكرُ شيئًا منها: - الموقفُ السعوديُّ المشرِّفُ مع الثورة الجزائريَّة منذ العام 1954، وحتَّى استقلَّت الجزائر، واجهنا الغرب، وأمريكا، وقطعنا علاقتنا بفرنسا، وأعلنَّا على منابر الأُمم المتحدة -وعلى مدار سنوات- عن حقِّ الجزائر في الاستقلال، وقدَّمنا الأموال للجزائريِّين، وكان الملك سعود -رحمه الله- يقول لهم: «إنَّكم لستم جزائريِّين أكثر منِّي».. ***** .. في العدوان الثلاثيِّ على مصرَ عام 1956، وقفنا مع مصرَ عسكريًّا وماديًّا، ودعمنا مصرَ بعد نكسة 67 في مؤتمر «اللاءات الثَّلاث» في الخرطوم؛ لتعويض خسائرها في النكسة، وكانت جملة الفيصل لعبدالناصر الشَّهيرة: «مصرُ تأمرُ ولا تطلبُ». ثمَّ الموقف مع مصرَ في حرب أكتوبر، وقطع البترول. .. في الحرب العراقيَّة الإيرانيَّة عام 1980، كان الموقفُ السعوديُّ يمثِّل صُلبَ الموقف العربيِّ، وأكثرها ارتكازًا على مدى 8 سنوات. .. موقفنا في غزو الكويت، وفي أحداث البحرين، ومع سوريا، ولبنانَ، والسودان، وليبيا، واليمن، وأيًّا تجد قضيَّة عربيَّة تجد الموقفَ السعوديَّ فيها سبَّاقًا ومؤثِّرًا.. ***** .. أخيرًا.. هذه السعوديَّة: مواقفُ وثوابتُ، وتسخيرٌ للمكانة والإمكانيَّات في نصرة قضايانَا العربيَّة والإسلاميَّة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store