منذ 11 ساعات
إتحدوا لتكونوا!!
الإتحاد قوة , والوحدة ضعف , والفرق بينهما كبير , الدول الأوربية إتحدت وما توحدت , وساسة دول الأمة الأوائل رفعوا رايات الإتحاد وخونوهم وطاردوهم , ورفعوا شعارات الوحدة التي قسمت المقسم , ومزقت مجتمعاتها بما أوجدته من تحزبات وفئويات وطائفيات , وكلها تخدم مشاريع الذين يريدون الهيمنة على وجودها.
حاربوا الإتحاد الهاشمي (14\2\1958) بين العراق والأردن , وتحقق القضاء عليه في مهده , وجاءت ثورة الويلات والتداعيات بعد بضعة أشهر من إعلانه في (14\7\1958)
ما يجري في واقع الأمة كالذي جرى في الأندلس وأدى إلى سقوطها , وفي عصرنا المتسارع سيكون التدحرج نحو الغياب بتعجيل أكبر , وبإنهيارات متلاحقة.
الوحدة السياسية إندماج كيانين أو أكثر في دولة أو نظام سياسي واحد , والإتحاد تنظيم يجمع بين عدد من الكيانات السياسية في إطار واحد , كإتحاد الولايات الأمريكية , والإتحاد الأوربي وغيرها.
ترى لماذا لا يوجد إتحاد الدول العربية وإتحاد الدول المسلمة؟
العلة في الفهم الأعوج لذلك , فما يهيمن على الوعي السياسي هو الوحدة التي بموجبها يفقد الشيئ مميزاته ويكتسب مميزات أخرى , وهذا من المستحيلات فوق التراب , لكن الإتحاد يحافظ على هوية ومميزات الكيانات ويؤازر تفاعلاتها الإيجابية المحافظة على مصالحها العامة.
ومَن ينظر في مسيرة القرن العشرين يكتشف أن الدعوات الإتحادية تحقق مناوءتها , وفي مقدمتها الجامعة العربية , أما التوجهات الوحدوية الفارغة فتعززت سلوكياتها فأوصلت دول الأمة إلى قيعان الخسران.
وحدةٌ أزرت بأرضٍ وشعوبٍ