أحدث الأخبار مع #الإسلامالقذافي


إيطاليا تلغراف
منذ 3 ساعات
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
الأسس المنهجية في كتاب الدولة الأموية لمؤلفه الدكتور علي محمد الصلابي .. دراسة في الأسلوب والمصادر
إيطاليا تلغراف د. طالب عبد الجبار الدغيم (قراءة غير منشورة/ منذ عام 2017م) لم يخطر ببالي يومًا أن أعد تقيمًا منهجيًا حول ما كتبه أستاذنا علي محمد الصلابي، وعلى اعتبار أن الأمر جاء بطلب منه لأحد تلاميذه (من طلاب التاريخ الجدد)، فهو من دواعي الأمل والسعادة. والصلابي داعية ومفكر ومؤرخ أثار حِيرة وغَيرة العديد من المفكرين والمؤرخين العرب المعاصرين حول كثافة إنتاجه المعرفي السنوي، ودقة الأحداث، وفكره الموسوعي، وعمق التفاصيل في كل نص، وتبحره في مختلف العلوم. ولكن هل تلك سمات عامة في كل ما أنتجه الصلابي؟ هذا ما دعانا لمراجعة أحد أهم مؤلفاته في التاريخ الإسلامي، وهو كتاب 'الدولة الأموية: عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار'. فكيف كتب الصلابي تاريخ الدولة الأموية؟ وما أبرز ملامح المنهج التاريخي في هذا الكتاب؟ وما الملاحظات التي يمكن إظهارها حول منهج الصلابي بشكل عام؟ أولًا: من هو الدكتور علي محمد الصلابي؟ علي محمد الصلابي مفكر وباحث إسلامي ليبي ذاع صيته في العالم العربي والإسلامي والغربي. حصل الصلابي على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه 'فقه التمكين في القرآن الكريم' عام 1999. وله عشرات المؤلفات المطبوعة في قضايا الفكر والسياسية والتفسير والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي. أدين الصلابي بتهم سياسية باطلة، وسُجن في معتقلات معمر القذافي لأكثر من سبع سنوات، وبعد ذلك بذل جهوده لإخراج السجناء السياسيين عبر مفاوضات مع النظام الليبي من خلال سيف الإسلام القذافي. ومع بدء ثورة فبراير ضد نظام القذافي، كثف الصلابي اتصالاته مع شباب ثورة فبراير ليكون أبًا روحيًا وفكريًا وسياسيًا لكثير من شباب الثورة في مصراته وطرابلس وبنغازي وغيرها من المناطق الليبية حتى نجاح الثورة. وبعد عام 2014، استمر في جهوده الإصلاحية، واقفًا حجر عثرة في وجه أنصار الثورة المضادة وداعميها في ليبيا. ولديه مؤلفات كبيرة في التاريخ الإسلامي والتفسير والقصص القرآني، ومن أشهرها: السيرة النبوية والخلفاء الراشدين، والدولة الأموية، والحروب الصليبية، وموسوعة 'نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العِظام'. ثانيًا: كِتاب الدولة الأموية في سطور بنى الأستاذ علي الصلابي كتاب الدولة الأموية على أسس المنهج التاريخي المتتابع والعميق، فاحتوى أحداث ووقائع عظيمة لا تزال تؤثر في ماضي وحاضر الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا. وقد اعتمدت في هذه الورقة على الطبعة الثالثة من كتاب 'الدولة الأموية: عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار'، وهي من إصدارات دار المعرفة في بيروت تاريخ 2010. وتنقسم هذه الطبعة إلى مجلدين من القطع الورقي الوسط، وفي حدود 1300 صفحة تقريبًا. تناول الباحث في المجلد الأول، سبعة فصول وفي كل فصل عدة مباحث، ويتفرع عنه فقرات أصغر. واستهل هذا المجلد، بشهادة تاريخية حول الهاشميين والأمويين ومواقف بني أمية من الدعوة الإسلامية والعلاقات العائلية بين بني هاشم وبني أمية. وشرح في كل فصل تاريخ خليفة أموي على حدا حتى حكم عبد الملك بن مروان. وتناول فيه مولد الخليفة ونشأته وقراباته وزوجاته وإسلامه، وفترة حكمه، وأهم الأعمال السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وحركة الفتوحات والتمردات ضده، وحالة الولايات في عهده. والدروس والعبر المستفادة من فتوحاته؛ كسنة الاجتماع والأخذ بالأسباب والتدافع والابتلاء، وسنة الله في الطغاة، وسنة تغيير النفوس. ويستشهد بآيات القرآن الكريم وكلام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين (الصلابي، 2010، مج1، 391). أما المجلد الثاني، فهو يورد عهود الخلفاء الأمويين من عهد الوليد بن عبد الملك وحتى انهيار الدولة الأموية. وعند تناوله عوامل انهيار الدولة، يردها لأسباب البعد عن الله والانغماس الانغماس في الشهوات والظلم وتعطيل الشورى والعصبية وكثرة الثورات (السابق، مج2، 568). يتمم في هذا المجلد حديثه عن بقية عهود بني أمية لينتهي كتابه في الفصل الحادي عشر. ويختم الباحث في نهاية الكتاب، بالحديث عن ظاهرةٍ مَرضية أصابت كُتاب التاريخ الإسلامي المعاصرين عرب وأجانب، ولا سيما المستشرقين الذين حرفوا تاريخنا بعد عهد الاستعمار، وبنفس الوقت، فإنه ربط بين الاستشراق الاستعماري وتحريفات كُتاب الشيعة بمختلف تياراتهم وطوائفهم (السابق، مج2، 603). ثالثًا: سمات المنهج التاريخي في كِتاب الدولة الأموية اتسم كِتاب الدولة الأموية في منهجه بالرصانة العلمية في صياغة الأفكار وسردها، وفي اعتماد المادة المرجعية. كما اتسم الكِتاب بابتعاده عن الطرح التقليدي من خلال ربطه أحداث الماضي والحاضر، بهدف استخلاص العِبر والدروس من التاريخ، وتعبئة الجيل المسلم بالقيم التربوية والخلقية السامية. 1. مظاهر الرتابة والرصانة في الكتاب أ. السردية عندما يقرأ القارئ كتاب الدولة الأموية، يبدو له للوهلة الأولى وكأنه يعاصر المشهد، ويشاهد الوقائع بأم عينه، بل وقد يشارك بها أحيانًا. فالصلابي يصف الأحداث بطريقة ممتعة، ويدعمها بنصوص القرآن والشعر والتحليلات الموثقة. كما يختار الباحث أسهل الجمل وأقربها لذهن القارئ، والعبارات الأقوى فيصوغها صوغًا ملفتًا، وكأنك تقف أمام لوحة تاريخية مزدانة بالعز والفخر والانتصار. وهذه الطريقة في الكتابة هي التي دفعت آلاف القراء المسلمين لاقتناء كتبه كلما ظهر في المكتبات جديد. ب. الموسوعية تبرز الموسوعية في ذكر تفاصيل كل عهد مرت به الدولة الأموية، حسب حكم كل خليفة أموي من بداية عهد معاوية بن أبي سفيان وحتى نجاح الدعوة العباسية من ناحية أولى. وما يلفت القارئ تلك الشمولية في تناول مختلف العلوم الاجتماعية والدينية واللغوية والأدبية معًا. وكذلك العدد الكبير من المراجع التي اعتمد عليها الباحث والتي بلغت نحو سبعمائة وخمسين مرجعًا من ناحية ثانية. ومن ناحية ثالثة، كان الباحث يرى الحادثة التاريخية بأكثر من زاوية. لذا لم يعتمد على كتب التاريخ الأصلية كابن كثير وابن الأثير، بل اعتمد على كتب التفسير والفقه والحديث والسيرة والأخلاق والأدب وغيرها (مثل: زاد المسير في علم التفسير لأبي الفرج الجوزي، وزهر الآداب للحصري، وسير أعلام النبلاء للذهبي، وسنن الترمذي وأدبي داود، وقيم المجتمع لأكرم العُمري، وتهذيب الأسماء واللغات للإمام النَووي، وكتابات تاريخية متخصصة (تاريخ بني أمية لنبيه عاقل والدولة الأموية ليوسف العش..) وكتب الاقتصاد (تاريخ بلاد الشام الاقتصادي لعاطف بيسان)، ومراجع حديثة (الفتوحات بين دوافعها الإسلامية ودعاوى المستشرقين لجميل المصري). ت. الرتابة في العرض يغلب على الكتاب الرتابة المتسلسلة، والوحدة الموضوعية للأفكار، ففي الفصل التاسع في شرحه لخلافة عمر بن عبد العزيز، تحدث في المبحث الأول عن ميلاده حتى خلافته، وشرح اسمه ولقبه وكنيته وأسرته (والده وأمه وولادته ومكانها وإخوته وأولاده وزوجاته وصفاته الخلقية)، وإنجازاته الإدارية والمالية والحضارية والعبر والدروس المستوحاة من عهده. فالقارئ يمكنه بهذا التقسيم أخذ فكرة سريعة عن الموضوع من خلال قراءة عناوين الفقرات وتموضع كل فقرة في الصفحة المقابلة لها في الفهرس. والجدير بالذكر بأن ما تتميز به خريطة الكتاب على العموم، هي تلك الموائمة بين التاريخ السياسي والعسكري والحضاري للدولة الأموية بآن واحد. 2. الدروس والعبر في الكِتاب يتناول الباحث في جميع فصول الكتاب آيات من القرآن الكريم بقوله: 'لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ'. ويتمثل ذلك في إيراد العبر والمعاني النابعة من روح الباحث الإسلامية. فهو وظف الكثير من النصوص العقدية في أحداث ووقائع في الكتاب. فمثلًا: في تنبيهه لحادثة مقتل الحسين رضي الله عنه، حيث جاء النص التالي: 'يوم عاشوراء: وهو اليوم العاشر من محرم الحرام، وقد ابتدع فيه بدع منكرة، وهلك فيه طائفتان بين إفراط وتفريط طائفة تجعله يوم فرح وسرور وأخرى يوم حزن ونياحة.. إن الإسلام علمنا آداب المصائب ومقتل الحسين رضي الله عنه مصيبة عظيمة'. فالباحث أبرز حدث عاشوراء تاريخيًا، وأحاط به من الجانب الوعظي والديني والأخلاقي والاجتماعي. وفي كتاب الدولة الأموية، يكتسي عهد عمر بن عبد العزيز صفة رمزية وإيمانية، فهو يميز عهده حين يذكر خلافة 'أمير المؤمنين عمر' مع أنه يذكر أفضال الخلفاء الوليد وسليمان وهشام في تقريب العلماء واستشارة النصحاء. ولكنه يعطي طابعًا روحياً لعهد عمر، وحياته الاجتماعية والعلمية والدعوية ومعاملته مع الناس، وتشييده دور العلم والمدارس الفقهية، وجهوده في خدمة السنة الشريفة، واهتمامه بالدعوة الشاملة والإصلاحات القضائية في الحدود والدِيات والجهاد الزواج والطلاق، ومسائل الفقه الإداري والمالي للدولة. 3. التباس شخصي في بعض الأحداث والأفكار لفت انتباهي إطلاق لقب 'أمير المؤمنين' على عبد الله بن الزبير (السابق، مج1، 568)، على الرغم من أن عهده لم يطل ولم يجمع عليه كل علماء ولا أقاليم الأمة جميعها. فموضوع خلافته يثير جدل واسع في أوساط كُتاب التاريخ الإسلامي، فهناك من يصفه بالتمرد أو الثورة، أو عهد التنافس بين الهاشميين والأمويين على السلطة. وفي خلافة المسلمين لا بيعة إلا بالشورى، فلم يبايعه عبد الله بن عمر ومحمد بن الحنفية في حين يصفه الدكتور الصلابي بأنه 'الخليفة الشرعي'؛ لتنازل معاوية بن يزيد عن الحكم، ولأن جميع المسلمين بايعوا ابن الزبير بالخلافة عدا إقليم الأردن. وتحدث عن أسباب سقوط 'خلافة' ابن الزبير. وعن تولي عبد الملك 'الزعامة الأموية' بعد وفاة أبيه مروان وقضاءه على 'الخليفة الشرعي' ابن الزبير! (السابق، مج1، 13). ومن ثم يعتبر عهد عبد الملك خلافة إسلامية جديدة بعد توحيد الدولة والقضاء على الثورات الداخلية، واعتماد عبد الملك على المشاورة، ووضعه الرجل المناسب في المكان المناسب، وتقريبه الشخصيات الدينية ولاجتماعية الهامة. ويعود في المبحث الثالث ليقول عبد الملك بن مروان وصراعه مع الخليفة عبد الله بن الزبير، أيّ أن عبد الملك بن مروان هو الخارج على ابن الزبير؛ ففي المبحث الرابع يقول 'نهاية أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير'. ويوجد هنا التباس وتشويش حول الألقاب وسياقات تلك المرحلة، حتى أن الباحث يورد في البند العاشر من أسباب سقوط خلافة ابن الزبير 'الظروف التي نشأت فيها حركة ابن الزبير'، والتي ساهمت في سقوط خلافته.. كالتيارات القبلية والمذهبية وانعدام الاستقرار السياسي (السابق، مج1، 625). والفكرة الثانية، هو حديثه عن فكرة إخفاق الأمويين في إيجاد تيار حضاري كعامل من عوامل انهيار الدولة، واعتبر عمر بن عبد العزيز هو الوحيد الذي عمل على إيجاد تيار حضاري عقدي ملأ أركان الحياة. ويعود ليقول: 'وفي عصريّ الانطلاق والازدهار أيام معاوية وعبد الملك والوليد وحتى هشام كان بريق الامتداد يبهر الأبصار ويوجه الطاقات ويقدم تبريرات البقاء، فلماء أوشك هذا العصر على الانتهاء كان لا بد للأمويين من تبريرات جديدة يعيشون عليها وتندفع الجماهير خلفهم تحت رايتها، وافتقد أواخر العهد الأموي لرجال الإصلاح والتجديد، ولم يستطع آخر خلفائها أن يقدموا نموذج الدولة الراشدة لبقية الإنسانية، إنما دخلوا في أنفاق مظلمة انتهت بزوال دولتهم' (السابق، مج2، 581 – 582). ومن المعروف بأنه ليس من الضرورة أن تتسم كل عهود الدولة بالرقي والازدهار، ومن الطبيعي أن تصاب أي دولة بالوهن في آخر أيامها، وهذه سُنة نشوء وزوال الحضارات كما نظر لها ابن خلدون في المقدمة. 1. راهنية الفكر الصلابي' ربط الماضي بالحاضر' اهتم الباحث في كتابه الدولة الأموية في كشف روايات وأكاذيب الشيعة ونقدها في كل محطة تاريخية، ولا سيما يوم عاشوراء، وفي الخلاف حول مكان رأس الحسين. وأورد جميع الروايات التي تحدثت عن خروج الحسين بن علي إلى الكوفة. وأطلق على كربلاء 'مصيبة كربلاء' لأنها كانت فاصلة في تاريخ الأمة وذريعة لأعدائها، حيث قال 'لقد غلت الشيعة في مقتل الحسين غلوًا مفرطًا فجعلوا يوم استشهاده العاشر من محرم مأتمًا وحزنًا يكررونه في كل عام إلى يومنا هذا لتكفير ذنوبهم حسب اعتقادهم' (السابق، مج1، ص 494 – 501). واستشهد بكلام الطوسي والبرقي عن أسانيد الرضا وجعفر بن محمد وجعفر الصادق، وأكد أنها أكاذيب كثيرة، واعتبرها مأتم يظهر كلما قويت شوكة الشيعة (السابق، مج1، ص 504). كما بدت الراهنية في كتاب الدولة الأموية في تناوله ظاهرة مَرضية أصيب بها كتاب التاريخ الإسلامي وهي داء التأثر بالمستشرقين والمتشيعين الذين شوهوا تاريخ المسلمين الأول. إذ ربط بين الاستشراق الغربي وما كتبه الشيعة، والتي تلتقي في إبراز المثالب وإخفاء الحقائق لتأييد حوادث تاريخية، مثل كتاب 'الإمامة والسياسة' الذي نحلته الدينوري بسبب شهرته عند أهل السنة وثقتهم به. حيث تلقف مستشرقو الغرب، إبان غزوهم الاستعماري، عشرات القصص المشبوهة للشيعة وإخوان الصفا والخوارج والروايات المكذوبة في الطبري والمسعودي، لترويج الجهل وتجزئة التاريخ الإسلامي إلى أوصال لا رباط بينها. رابعًا: توصيفات ختامية على المنهج الصلابي: هل هو مَدرسي مَحدود أم مَنهجي حُرّ؟ قرأت للأستاذ الصلابي كتاب عمر بن الخطاب والدولة العثمانية خلال المرحلة الجامعية، وكان نبراسًا لنا نحن دارسي التاريخ الجدد. وبدا لي أنه اتبع، ليس في هذا الكتاب بل في جميع ما كتب، منهجًا علميًا متزنًا، من حيث التحقيق والتوثيق والنقد. وبالنسبة لي أعتبر الصلابي اتخذ في كتابه الدولة الأموية أسلوبًا سهلًا وسخيًا في الإلمام بالأحداث والاختصار قلما تتوفر في باحث واحد. وبدا لي مؤرخًا مبدعًا ذو علم غزير ومنهج رصين. وقد استحق من قبل جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي مقابل هذه الإسهامات الفكرية. وأرى بأن النهج الذي سار عليه هو نهج الوسيطة في الطرح العلمي، واستنبط مفاهيمه من قصص القرآن الكريم والسنة الشريفة. فهل الأستاذ الصلابي هو مؤرخ مدرسي أو منهجي حر؟ يرى مؤرخون عرب معاصرون، تخرجوا من مدارس فرنسا وبريطانيا بأن منهج الصلابي يدخل في إطار ما يصطلح عليه في المدارس التاريخية الحديثة بالمدرسة الوضعية Positivism، وهي مدرسة ألمانية المولد، ظهرت في ظل الحركات القومية التي شهدتها أوروبا خلال القرن التاسع عشر؛ بسبب الصراع مع الجمهورية الفرنسية الثالثة على منطقتي الألزاس واللورين. وتتسم الكتابة التاريخية الوضعية بالاهتمام بالواقعة السياسية العسكرية والإدارية والدبلوماسية، والاهتمام بسلوك الشخصيات من القادة والحكام البارزين، واستعمال السرد البسيط المتمثل في الرواية التي تغلب عليها الصبغة الدينية والأدبية. ولا يهتمّ بتاريخ الجزئيات، وإنما بالتاريخ ككل. ومن إيجابيات هذه المدرسة الاهتمام بالوثيقة والتحقق من صحتها ونقدها. ولكن أنصار الوضعية سقطوا في التحزّب للقومية كأرنست لافيس ورانكه وأوغست كونت. غير أن الأستاذ الصلابي يتفق في بعض جوانب منهج المدرسة الألمانية في الشمولية بوصف الأحداث ونقد الوثائق، إلا أنه يخالف في معظم ما كتبه منهج الوضعية، فهو اعتمد على السرد التفصيلي الموضوعي، وتنويع القضايا، والاهتمام بالشخصيات المختلفة، وقد ساعد منهجه الإسلامي على حماية التراث العربي والإسلامي من التشويه والتزوير. وفي نهاية المطاف، سيظل كتاب الدولة الأموية مرجعًا هامًا في المكتبة والجامعة العربية والإسلامية في مراحل أهمل بها تاريخنا، وانحدرت ثقافتنا إلى أدنى حدٍ لها. انظر: موسوعة الدولة الأمويَّة: عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار للشيخ الدكتور علي محمَّد الصَّلَّابي، وهو متوفر للقراءة أو التحميل مباشرة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد الصَّلَّابي: الدولة الأموية – الجزء الأول الدولة الأموية – الجزء الثاني كما يمكنكم تحميل الكتاب من قناتنا في التلغرام على الرابط التالي: إيطاليا تلغراف السابق افتتاح القرية الثقافية الإفريقية ' هنا إفريقيا' بالدار البيضاء


أخبار ليبيا
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- أخبار ليبيا
اختطاف وكيل بلدية طرابلس بعد إعلان ترشحه في انتخابات المجالس البلدية
تعرض وكيل بلدية طرابلس المركز، أسامة الراجحي، للاختطاف من قِبَل مسلحين مجهولين، وذلك عقب إعلانه ترشحه لانتخابات المجالس البلدية. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن عناصر تابعة لجهاز الأمن الداخلي، برئاسة لطفي الحراري، قامت باختطاف الراجحي يوم الأحد 23 مارس الجاري، واقتادته إلى جهة غير معلومة، ولا يزال مصيره مجهولًا حتى الآن. وتأتي هذه الواقعة ضمن حملة اعتقالات أوسع استهدفت عددًا من المرشحين للانتخابات البلدية، والتي نُفذت بأوامر من مستشار رئيس حكومة الوحدة الوطنية، إبراهيم دبيبة. وأشارت المصادر إلى أن الحملة ركزت على استبعاد مرشحين تكنوقراط، من مهندسين وأكاديميين، دون أي مبررات قانونية، في محاولة لإقصائهم من السباق الانتخابي. كما تم توجيه اتهامات لبعض المرشحين، من بينها انتماؤهم إلى تيار المترشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي، فيما أجبر آخرون على سحب ترشحهم لصالح مرشحين آخرين تم الدفع بهم في القوائم المقدمة إلى المفوضية العليا للانتخابات. وتؤكد المصادر أن هذه الإجراءات جاءت على خلفية مخاوف دبيبة والحراري، من تكرار نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البلدية، والتي شهدت تفوقًا واضحًا لتيار سيف الإسلام القذافي في عدة بلديات. يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا


أخبار ليبيا
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- أخبار ليبيا
آراء متباينة حول القوانين الانتخابية في ليبيا: لجنة استشارية، احتجاجات سياسية، ودور دولي
ليبيا – تقرير: التحديات القانونية والسياسية في القوانين الانتخابية ودور البعثة الأممية تشهد الساحة السياسية الليبية جدلاً مستمراً حول صياغة القوانين الانتخابية التي لا تُفصل لدعم ترشح شخصية معينة أو إقصائها، وسط تدخلات دولية ومحلية تعكس عمق الانقسامات. وفي هذا السياق، أبدى عدد من الشخصيات البارزة آراؤهم لـ صحيفة الشرق الأوسط حول الملف الانتخابي؛ حيث تناول محمد معزب ومحفوظ والسويح قضايا عدة تتعلق بمخرجات اللجنة الاستشارية وآثارها على العملية الانتخابية في البلاد. رؤية معزب: القوانين الانتخابية ليست وسيلة لدعم أو إقصاء شخصيات معينة أكد عضو مجلس الدولة الاستشاري وعضو المؤتمر العام منذ عام 2012، محمد معزب، أن أعضاء اللجنة الاستشارية، معظمهم من الخبراء القانونيين، يجدون أنفسهم في مأزق صياغة مقترحات جديدة للبنود الجدلية في القوانين الانتخابية. وأوضح معزب أن الخلاف حول هذه البنود هو خلاف سياسي وليس قانونياً، مشيراً إلى أن مسائل ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية تُعتبر من بين النقاط الأكثر جدلاً. كما انتقد الربط بين إجراء الاستحقاقات التشريعية وإجراء الانتخابات الرئاسية، مُستشهداً بموقف قانوني حول المرشحين مثل 'سيف الإسلام القذافي'. وأكد معزب التزامه بقيادة العمل على وضع معايير موضوعية تستند إلى المواثيق الدولية وتجارب عدة دول، حتى وإن لم ترضِ هذه المعايير جميع الأطراف، لأنها ضرورة لإرساء العدالة في العملية الانتخابية. تحليل محفوظ: البعثة الأممية تدرك آراء مجلسي النواب والدولة أوضح المحلل السياسي محمد محفوظ أن البعثة الأممية تدرك تماماً الآراء المتباينة التي طرحها مجلسا النواب والدولة حول القوانين الانتخابية، خاصةً بعد سنوات من المفاوضات المكثفة التي أدت إلى اتهامات واسعة النطاق بأن المجلسين عرقلا الوصول إلى الانتخابات لحماية مصالحهما. وأضاف محفوظ أن تقارير الأجهزة الرقابية وارتفاع معدلات الفساد وتصاعد نفوذ الجماعات المسلحة تعد من العوامل التي ستأخذها البعثة بعين الاعتبار في سعيها للمضي قدماً في المسار الانتخابي، دون الانحياز لصالح أطراف معينة. تصريحات السويح: تشكيل اللجنة الاستشارية واستبعاد تأثير الانقسامات السياسية تحدث عضو مجلس الدولة علي السويح عن الترقب الواسع لاحتمالية خروج اللجنة الاستشارية بمقترحات إيجابية تسهم في تذليل معضلة التوافق على القوانين الانتخابية، التي تعد من أهم أسباب عرقلة الاستحقاق المخطط له نهاية عام 2021. وفي تصريحات لـ 'الشرق الأوسط'، شدد السويح على أن نجاح اللجنة يعتمد على دعم البعثة الأممية والدول الغربية الكبرى، فضلاً عن ضرورة حمايتها من تأثير الانقسامات السياسية والحكومية الراهنة. وأوضح أن تشكيل اللجنة جاء نتيجة لرفض أصوات عدة السماح للشخصيات الراغبة في الترشح للرئاسة، لا سيما من مزدوجي الجنسية والعسكريين، مما يؤكد أن الملف الانتخابي لا يُفصل لدعم شخصية دون أخرى. تجاوز الانقسامات التقليدية تشير آراء معزب، محفوظ والسويح إلى ضرورة وجود إرادة سياسية حقيقية وترتيبات تنفيذية واضحة، إلى جانب موقف دولي متناغم يدعم مخرجات اللجنة الاستشارية. فالبديل المتمثل في استمرار الوضع الراهن، الذي يتسم بتقاسم السلطة والثروة بين فرقاء الأزمة، سيظل يؤدي إلى تجديد الجمود السياسي في ليبيا. تتطلب الأزمة الانتخابية إذًا تجاوز الانقسامات التقليدية واستحداث معايير موضوعية تلبي تطلعات الشعب الليبي وتضمن نزاهة العملية الانتخابية.