logo
#

أحدث الأخبار مع #الإسناد

الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين ، بقلم : راسم عبيدات
الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين ، بقلم : راسم عبيدات

شبكة أنباء شفا

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • شبكة أنباء شفا

الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين ، بقلم : راسم عبيدات

الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين ، بقلم : راسم عبيدات المعطيات والوقائع والحقائق في أرض الواقع،تقول بأن المواقف الأمريكية قابلة للتعديل،فعلي سبيل المثال لا الحصر ،ترامب في زيارته 'الإستحلابية' المالية في عام 2017 للسعودية، شن حملة شعواء على ايران، وكان يعتبرها قائدة محور الشر في المنطقة، وانه يجب العمل على تشكيل حلف 'ناتو' عربي لمواجهة ايران ومنع تمدد نفوذها في المنطقة،ولكن في هذه الزيارة ' الإستحلابية' الثانية للمال الخليجي (ثلاثة ترليون وستمائة مليار دولار)،لم يهدد بشن حرب عدوانية على طهران،ولم يدعو الى تشكيل حلف 'ناتو' عربي ضدها، بل قال بأن المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي،قد تفضي الى اتفاق قريباً ،مع الإقرار بحق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، وفي حال الفشل للمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني،فهو لم يتحدث عن ضربة عسكرية لطهران،بل قال بأنه سيعود الى التعامل مع ايران وفق سياسة الضغوط القصوى،ونتنياهو الذي كان يأمل ان يشاركه ترامب في ضربة مشتركة لتدمير المنشأت النووية الإيرانية والبرنامج النووي الإيراني،أصيب بخيبة أمل مرتين،عندما دعاه ترامب الى واشنطن،حيث اعتقد بأن الدعوة تتعلق بالتنسيق لضربة مشتركة عسكرية للمنشأت النووية الإيرانية،ليكتشف بأن ترامب دعاه،لكي يخبره بأن امريكا ستتفاوض مع ايران حول برنامجها النووي في مسقط،وبعد بدء تلك المفاوضات ونهاية جولتها الرابعة،والقلق يسيطر على نتنياهو،بأن يتم التوصل لإتفاق مع ايران،يبقي على برنامجها النووي السلمي،وبرامجها الصاروخية البالستية ودورها الإقليمي ودعمها لحركات المقاومة عربية وفلسطينية، ولا يجري توجيه ضربة عسكرية لها، وكذلك رأينا التغير في موقف امريكا من جماعة أنصار الله – اليمنية،التي شكلت امريكا تحالف عسكري باسم 'حارس الإزدهار'،حارس الدمار،تحت حجج وذرائع ضمان حرية الملاحة البحرية،وضمان سلاسل وخطوط توريد الطاقة،ولكن الهدف المباشر،كان منع انصار الله من فرض حصار اقتصادي على اسرائيل من اغلاق البحر الأحمر وبحر العرب أمام السفن التي تحمل البضائع الى ' اسرائيل' ،وأن لا يتم إطلاق الصواريخ البالستية والفرط صوتية والمسيرات الإنقضاضية على عمق ' اسرائيل'،وعندما أيقنت أمريكا بأنه لا يمكن الحاق الهزيمة بجماعة انصار الله اليمنية،ودخلت في مأزق استراتيجي،بات يهدد هيبتها العسكرية، اذا ما تمكنت جماعة انصار الله من اسقاط احدى طائراتها الحربية او اغراق احدى مدمراتها،وبما يكشف ضعفها وعجزها أمام موسكو وبكين وطهران،أعلنت انسحابها من حرب الإسناد لإسرائيل،دون ان يشمل اتفاقها وقف جماعة انصار الله – اليمنية،معركتها الإسنادية لقطاع غزة. والتغير الثالث في الموقف الأمريكي ،كان بالموقف من حركة حماس والمفاوضات معها، فهي تصنفها أمريكا كحركة إرهابية،وتوعد ترامب قبل تسلمه مقاليد حكمه وبعد تنصيبه كرئيس لأمريكا،بأن يفتح عليها ابواب جهنم،ما لم تطلق سراح كل الأسرى خلال فترة زمنية محددة، ولكن لاحقاً رأينا لقاءات ومفاوضات عقدت بين مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ومسوؤل ملف الأسرى لدى الإدارة الأمريكية، أدم بولر في الدوحة أكثر من مرة مع قادة حركة حماس، حول قضية اطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب العدوانية على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية،وفتح المعابر،وانسحاب اسرائيل من القطاع، ولتثمر لاحقاً عن إطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية ،الإسرائيلية – الأمريكية عيدان الكسندر،كبادرة حسن نية من حماس تجاه ترامب قبيل زيارته لدول الخليج. تغير المواقف الأمريكية من قضية الملف النووي الإيراني وقضية الحرب على جماعة أنصار الله – اليمنية،هو نتاج قوة ردع امتلكتها ايران وجماعة انصار الله،تجعل من استمرار العدوان على جماعة انصار الله ،او شن هجوم امريكي على منشأت ايران النووية،قد يكون لذلك تداعيات كبرى،بتوسيع دائرة الحرب وما سيترتب عليها من اغلاق كامل للممرات البحرية من قبل ايران وجماعة أنصار الله- اليمنية،وهذا سيصيب الإقتصاد العالمي في مقتل،حيث ستنهار اسهم البورصة وسترتفع اسعار النفط،وستتأثر سلاسل توريد الطاقة وخطوط التجارة العالمية. وبالنسبة لمتغير العلاقة مع حماس، فأمريكا ترى بأن الحركة والمقاومة الفلسطينية، لا تمتلك القدرة والقوة الكافيتين للضغط على امريكا لإجبارها على ممارسة ضغوط جدية على اسرائيل من أجل انهاء حربها وعدوانها على قطاع غزة. امريكا انفصلت عن اسرائيل في حروبها مع اليمن ومع ايران،لأنها مجبرة على ذلك،ولكنها لم تنفصل معها عن حروبها في قطاع غزة وفلسطين،فهي لا تواجه ضغوط جدية في هذا الإتجاه،وخاصة بأن امريكا هي من يسلح ويمول ويحمي قانونياً وسياسياً في المؤسسات الدولية،ويمنع تنفيذ قرارات الشرعية الدولية،والواقع يقول بأن مواقف امريكا قابلة للتعديل،ولكن أدوات الضغط السياسي هي الأهم هنا،فأمريكا التي حصلت من العرب على الترليونات من الدولارات،لم يكن مقابلها موقف حازم،بوقف الحرب على قطاع غزة مقابل ذلك،ولكن بالمقابل دولة فقيرة كاليمن تعرض شعبها للحصار والدمار وشعبه يعاني من الفقر والتجويع ،عمل على فتح جبهة اسنادية للقطاع،وفرض حصار بحري على السفن التي تحمل البضائع لموانىء اسرائيل،وصعد من تلك الجبهة الإسنادية لفرض حصار جوي،يطال المطارات الإسرائيلية وفي قلبها مطار اللد،هذا اليمن الذي تتساقط صواريخه على عمق اسرائيل وتقفل حركة الطيران من والى دولة الإحتلال،سيزيد من الضغوط على مستوطنيه،الذين باتوا يعيشون حالة من القلق والخوف والهروع الى الملاجىء على وقع الصواريخ اليمنية، سيضغطون على حكومتهم ،من أجل وقف الحرب على قطاع غزة وعودة الأسرى ضمن صفقة تبادل. التعديلات التي جاءت في خطاب ترامب على المواقف من ايران وجماعة أنصار الله – اليمنية، ومن ربط التطبيع بين السعودية واسرائيل، تقول بأن المواقف الأمريكية قابلة للتعديل، لكن أداة فرض التعديل على الساسة الأميركيين ليست الإغراء بمكاسب يعتقد الأميركيون أنهم يحصلون عليها بسبب الخوف من عواقب غضبهم، بل بالثبات على المواقف وإدارة الظهر للضغوط الأميركية، وهكذا لم تعُد الحرب على إيران واردة على الطاولة، وهكذا أيضاً لم يعد التطبيع السعودي مع 'إسرائيل' شرطاً مسبقاً لبرنامجها النووي. فلسطين – القدس المحتلة

من القذائف إلى الورق.. الحرب حاضرة بقوة في معرض بيروت للكتاب
من القذائف إلى الورق.. الحرب حاضرة بقوة في معرض بيروت للكتاب

سكاي نيوز عربية

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • سكاي نيوز عربية

من القذائف إلى الورق.. الحرب حاضرة بقوة في معرض بيروت للكتاب

ولم تسمح الحرب التي شهدها لبنان مؤخرا بإقامة المعرض في موعده، الذي كان مقررا في الشهر الأخير من عام 2024، الأمر الذي جعل الدورة 66 تقام في مايو استثنائيا، وبرعاية رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، على أن تقام الدورة اللاحقة في موعدها المعتاد نهاية العام الجاري. ويقول القائمون على المعرض لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه رغم ضآلة عدد الكتب التي تناولت الحرب بشكل مباشر، فإن تأثيرها على دور النشر والكتاب والمضامين كان عميقا، وبدا ذلك واضحا في الحديث مع بعض دور النشر المشاركة في المعرض وفي معارض مماثلة في لبنان. ويوضح الإعلامي أنطوان سعد صاحب دار نشر "سائر المشرق" لـ"سكاي نيوز عربية": "صدر لنا في 15 مارس كتاب (حزب الله ولبنان خطان لا يلتقيان)، وهو نموذج عن الكتب التي تعكس آثار الحرب، خصوصا بعد مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله". ويضيف سعد: "هناك كتاب يحمل عنوان (رسول الشاه وشيعة السفارة)، لأول مرة يتناول كتاب في مدخله معركة الإسناد (التي خاضها حزب الله تزامنا مع حرب إسرائيل على قطاع غزة) وما أدت إليه من عدوان إسرائيلي على حزب الله ولبنان، وما نتج عن ذلك من خسائر كبرى ومن تغيير في ميزان القوة شيعيا ولبنانيا، وهذا ما فتح الباب لخروج الدولة من سلطة الحزب وأسس لتوازن جديد داخل البنيتين اللبنانية والعربية". وأشار إلى "بناء سلطة لبنانية متحررة من ضغوط حزب الله ومن دور إيران فيها، وهذا ما وضح بوصول جوزيف عون (رئيس لبنان) وسلام (رئيس الحكومة) إلى السلطة التي احتكرها حزب الله لسنوات". ويوضح سعد: "هناك 4 كتب أخرى تأثرت بالحرب الأخيرة على لبنان التي لا زالت مستمرة، رغم أنها لم تتناول موضوع الحرب بشكل مباشر". ويقول في السياق نفسه صاحب دار "نلسن" سليمان بختي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحرب في لبنان موضوع حاضر دائما. وتابع بختي: "لكلّ حربه في لبنان، وحتى لكلّ هواه في اختيار الانتماء إلى حرب ما. متى تبدأ الحرب؟ ومتى تنتهي؟ لا أحد يعلم". وأضاف: "كيف يمكن أن تستوي الحرب في كتاب؟ أرى أمامي نصوصا كثيرة في دار النشر تذكر الحرب وتتذكر فصولها. لا يزال وهج الحرب الساخن يلف حياتنا. ربما يحتاج الأمر إلى بعض الوقت حتى تختمر الأشياء. ربما لم يصل بعد من يكتب ملحمة الحرب". ويرى الناشر اللبناني أن الحرب "كانت قاسية، زلزلت في كياننا أشياء كثيرة. صدمت الواقع كما صدمت العقل والخيال". ويوضح بختي: "هناك رواية لشاب موهوب من غزة اسمه منيب أبو سعادة، عنوانها (أرض لا تموت). ساعد في وصولها الموسيقي الصديق أحمد قعبور، وأعتقد أنها ستكون من ضمن إصداراتنا الجديدة في المعرض العتيد". واعتبر أن "رغم قوة الحرب، فإنها لا يمكنها أن تقتل الأرض ولا إرادة البشر". وتغيب الإحصاءات الدقيقة حول عدد الكتب التي تتناول الحروب في هذه الدورة من معرض بيروت، ويعزى ذلك، بحسب منظمي المعرض، إلى عدم وجود آلية منهجية ترصد موضوعات الكتب بدقة قبل صدورها، أو عملية فرز جماعي للعناوين ضمن المعرض. ومع ذلك، يتوقع العديد من القراء والزوار أن تطغى الحرب على كثير من العناوين الجديدة، لا كموضوع مباشر، بل كظل ثقيل يلون الحكايات ويشظي اللغة ويعيد تشكيل الشخصيات. ويقول أحمد، وهو طالب جامعي: "كل سنة نلاحظ أن الحرب حاضرة. اللبنانيون لا يكتبون عنها فقط بل من داخلها. حتى لو كانت القصة رومانسية أو اجتماعية يبقى هناك شيء يذكّر بالقصف والخسارة". وتضيف المعلمة سناء بحصلي لموقع "سكاي نيوز عربية": "أتوقع أن أرى كتبا عن الحرب حتى لو لم تذكر في العنوان. نحن شعب يكتب من جراحه. وكل سنة نقرأ حربا بصيغ مختلفة". كما يقول إبراهيم، وهو صاحب مكتبة في بيروت: "في المعرض لا تظهر الحرب على أغلفة الكتب فقط، بل في النظرات أو النقاشات أو الندوات المزمع عقدها أو في حفلات توقيع الكتاب الذين يقف أصحابها، مرة جديدة، ليقولوا كلمتهم وسط الركام". ويختم جان صليبا، وهو معلم، قائلا: "إذا لم تكن السطور تحمل بصمات الدمار والحرب فبلا شك ستكون أحاديث الرواد في المعرض عن ذلك".

البابا الذي لم يزر لبنان وحمله في قلبه حتى السماء
البابا الذي لم يزر لبنان وحمله في قلبه حتى السماء

المركزية

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المركزية

البابا الذي لم يزر لبنان وحمله في قلبه حتى السماء

في منطق السياسة، ترتكز العلاقات الدولية على قاعدة المصالح المتحرّكة. غير أنّ الفاتيكان، المؤسسة الأقدم المستمرّة عبر التاريخ، هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تنسج صِلاتها الأممية والخارجية انطلاقاً من حساباتها النفعية. ليس لها أساطيل تجوب البحار، ولا جيوش وميليشيات ومرتزقة تقتحم الحدود. لا تبحث في الخرائط الجيوسياسية عن مناطق نفوذ وثروات طبيعية ومواقع استراتيجية. لا تُرسل جنرالاتها ليحصوا بوقاحةٍ العواصم والمدن التي سقطت تحت سيطرتها. ثورتها العالمية منسوجة من طبيعة ثروتها القيمية، أي السلام والمحبة والاحترام بين الشعوب والأديان. من هذه المفاهيم الراسخة، يُعدّ الكرسي الرسولي السند والمُغيث الحقيقي لبلد الأرز في السرّاء والضرّاء، حتى قيل إذا صحّ التعبير، إن لبنان بالنسبة إلى أسقف روما هو كرسيّ الشرق، حيث خصّه خلفاء بطرس بلفتة أبوية، لا تُميّز بين مكوّناته وطوائفه المسيحية والإسلامية. منذ نشأة الجمهورية اللبنانية، زارها ثلاثة أحبار هم: البابا بولس السادس، في 2 كانون الثاني 1964، عندما توقّف لمدة خمسين دقيقة في مطار بيروت الدولي، أثناء رحلته إلى الهند. ثمّ البابا القديس يوحنا بولس الثاني، في 10 و11 أيار 1997 الذي كسر حاجز الخوف عند المسيحيين واللبنانيين، ومهّد لانطلاق ثورة الأرز التي وضع مداميكها البطريرك نصرالله صفير في بيان المطارنة الشهير. أمّا الحبر الثالث فكان بنديكتوس السادس عشر، حيث زار لبنان من 14 حتى 16 أيلول 2012، واختار بيروت لإعلان وثيقة الإرشاد الرسولي حول الشرق الأوسط. ومن العلامات المميّزة التي تعكس اهتمام رأس الكنيسة الكاثوليكية بلبنان، حين دعا يوحنا بولس الثاني عام 1993 إلى عقد سينودوس، هو الأول من نوعه في تاريخ الفاتيكان. عادةً يُنظّم السينودوس (كلمة لاتينية الأصل، تعني "السير والعمل معاً")، من أجل قارة أو من أجل قضايا لاهوتية أو مسائل عالمية ساخنة تُهمّ الكنيسة والخير الإنسانيّ العام مثل العائلة والطفل والبيئة... أما أن يكون من أجل دولة محدّدة فلم يحصل سابقاً إلا مع لبنان. أما الزيارة الرابعة، والتي كانت منتظرة من قبل "بابا الشعب" فرنسيس الأول فلم تأتِ. وتعددت ظروفها، بين سياسية وصحيّة. من جهة جائحة كورونا وانتفاضة 17 تشرين 2019 ومعركة الإسناد التي فتحها "حزب الله" من جهة أخرى. وتجدر الإشارة إلى أنّه طوال 70 عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لم يُذكَر أن لبنان الرسمي تواجه مع الكرسي الرسولي، إلا في عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ووزير الخارجية آنذاك جبران باسيل، حيث رفض البابا فرنسيس أوراق اعتماد الدبلوماسي جوني ابراهيم سفيراً للبنان في الفاتيكان، نظراً إلى "صِلاتِه بالمحافل الماسونية"، واللافت في هذا الإطار، أنّ الجانب اللبناني أصرّ على ابراهيم، الأمر الذي كاد يهدد العلاقات الدبلوماسية، قبل أن يتراجع لبنان ويشكّل سابقة تاريخية ونقطة سوداء في سجلّ رئاسة الجمهورية اللبنانية، إذ أنّ العرف المتّبع قبل الطائف وبعده، أن اختيار سفير لبنان لدى الفاتيكان محصور برئيس الجمهورية. كما كان لدى البابا الثائر على الفساد والفقر والجشع، انتقادات قاسية تجاه السياسيين والمسؤولين اللبنانيين، لا سيما في ملف الشغور الرئاسي بعد انتهاء ولاية ميشال عون، نقلها وقتها أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، علماً أن الأخير لم يأتِ إلى بيروت بناء على طلب الدولة اللبنانية ولا الكنيسة المارونية، إنما بقرارٍ اتخذه الحبر الأعظم بنفسه، انطلاقاً من حرصه وقلقه على دوره ومستقبله. حمل البابوات لبنان معهم إلى المحافل العالمية وفي لقاءاتهم الدولية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، اللقاء التاريخي الذي جمع البابا فرنسيس وماكرون عام 2019، في الذكرى المئوية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين الفاتيكان وفرنسا عام 1919. في تلك السنة، اكتسح المرشحون الكاثوليك البرلمان الفرنسي، وشكّل نجاحهم السند الدولي الرئيسي لتحقيق قيام دولة لبنانية سيدة ومستقلة عام 1920. فلبنان هو الحاضر الدائم في قلب البابوات واهتماماتهم، هو الزائر الأعز بقديسيه في دوائر الفاتيكان. وإذا نسته الأمم عند قارعة المصالح والتوازنات السياسية، ونكرته جميع الشعوب، فلا يسقط من عين بطرس وخليفته، مؤكّداً آية أشعيا: "هَلْ تَنْسَى ٱلْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلَا تَرْحَمَ ٱبْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هَؤُلَاءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لَا أَنْسَاكِ. هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ. أَسْوَارُكِ أَمَامِي دَائِمًا". طوني عطية - "نداء الةطن"

خطوط التماس اللبنانية
خطوط التماس اللبنانية

المدن

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المدن

خطوط التماس اللبنانية

لم يسلك الوضع اللبناني طريق السلامة. هو ما زال على خطوط تماس فصل مع الخارج، وعلى خطوط تماس بين أهله المقيمين. لم ينجز اللبنانيون انفصالهم عن الخارج، لأن الخارجية عامل تكويني من عوامل البنية الداخلية، ولم يتقنوا إنشاء صياغة خط فاصل بين الضرورة الداخلية والضروريات الخارجية. ها هو السجال يتجدد حول الموقع والموقف. يُكشف النقاب عن خليّة مسلّحة في الأردن، فيرتفع الستار عن صلة لهذه الخليّة بالأرض اللبنانية. سريعاً تستعاد لغة النضالية، وتُحْشد أسبابها من أطراف في الداخل وسريعاً، تستعاد لغة مضادة ويتراصف حشد مبرّراتها. مبالغة هنا ومبالغة هناك، والمبالغتان لا تستقرّان فوق أرض وطنيّة ثابتة. نقاش المبالغة اللبنانية العامة، من خارج من يتراشقون بمفرداتها، تفرضه ضرورة دفع النقاش صوب معاينة مختلفة لأسباب اللقاء، أو لأسباب الافتراق. واضح لكل ذي بصيرة، أن لبنان الحرب الأهلية الواسعة سنة 1975، وجد من يعتذر عن أخطائه، وما زال يواكب بعضاً من الذين غضّوا الطرف عن سلوكهم الخاطئ. الجديد هو دخول طرف ثالث عاد ليأخذ النضالية اللبنانية التي اعتذرت عن أفعالها، إلى أقاصي ممارسة تجاهلت الاعتذار وحمّلت لبنان أوزار فاقت تلك التي اعتذر عن ركوب مركبها النضاليون السابقون. في ميزان اليوم، وبعد حرب الإسناد التي خاضتها المقاومة الإسلامية، وفي ظل تمادي العدوان على غزّة، يبدو ثقل الكلام على ارتباط مباشر بمغادرة جمل النضالية اللبنانية من جهة، وجمل اللبنانية اللبنانوية من جهة أخرى. المغادرة راهناً، لها طرفان، لبناني وفلسطيني، يلتقيان في مكان واقعي، ويفترقان في أكثر من مكان تحتلّه الشعاريّة. أولاً، وواقعيّاً، فلسطين قضية عربية عامة، هذا صحيح، لكن الصحيح أيضاً، أن تحوّلات عميقة حدثت في القضية، وفي أوضاع الداعمين لها، وفي أوضاع اللامبالين حيالها. واقعيّاً أيضاً، ذهبت التحولات بالأساسي من الشعارات، وبروز قوى فلسطينية جديدة، ذات مرجعيات فكرية إسلامية، أضرّت بالأساسيات الوطنية الفلسطينية، مثلما ألحقت الضرر بمشهد شبه الإجماع العربي، الذي كان متوفّراً لفلسطين، وقد تمدّد الضرر ليصيب شطراً واسعاً من البُعد العالمي، الذي أضاف من عنده حيثيات وازنة في دعم بعض المطالب الفلسطينية. تأسيساً على هذا الواقع، نشهد اليوم خسارة شاملة للقضية الفلسطينية ترتبت على عملية طوفان الأقصى، وما تناسل منها، ونسمع اليوم مقاربات "جهادية" لها صفة مشتركة، هي صفة المكابرة، وهذه إذ لا تؤسس لاستدراك ينقذ الفلسطينيين ممّا هم فيه، فإنها تضيف إلى الخسارة خسائر عشوائية. في السياق، لا تستطيع "المغامرة" الفلسطينية السياسية الحالية، الاستقواء بخارج فلسطيني في الشتات، فهذا الأخير فقد إضافته القوية منذ زمن في أكثر من بلد عربي، وهو وإن استمرّ في لبنان، على شيء من النفوذ، فإن هذا النفوذ يسلك طريق القهقرى، بسبب من خسارة فلسطينية في الداخل الفلسطيني، وبسبب من خسارة ملحقه في الداخل اللبناني، وبسبب قديم – جديد، هو تبدّل الموقف اللبناني العام الذي كان في شقّ أساسي منه نصيراً للنضالية الفلسطينية، ومعتمداً لذات أساليبها. خلاصة القول، إن على النضالية الفلسطينية فهم واقع الحال اللبناني، في امتداد فهم واقع حالها، فلبنان غادر منطق الساحة، وعدم ترسّخ هذا المنطق على أرض الواقع، لا يعني عدم تمسّك اللبنانيين به، أو أنهم لا يسعون سعياً حثيثاً لجعله أمراً واقعاً راسخاً. عليه، لا عذر لمن يستخدم الأرض اللبنانية منطلقاً لعمله القتالي على الحدود مع فلسطين، ومُدان كل توجّه فلسطيني يستخدم الداخل اللبناني كقاعدة ارتكاز لإعداد الهجمات ضد أي بلد عربي أو إقليمي أو دولي. ثانياً، وعلى صعيد واقعي لبناني، لقد انتهت المواجهة مع العدو الإسرائيلي إلى حصيلة تدميرية واسعة، وما زالت مستمرّة في صيغة مطاردة لأفراد من المقاومة الإسلامية، وفي أشكال من استهداف ما يسميه العدو منشآت أو مواقع لها. استمرار العدوان من خلال أسلوب المطاردة لا يفتح الباب أمام استعادة ذات اللغة النضالية التي اعتمدت في تبرير فتح حرب الإسناد، وفي ذات الوقت، لا يقفل الباب على قول يطلب الوصول إلى خلاصات واقعية غير مُكابِرة، من مجموع السيرة المقاتلة، التي استمرت بعد حدث التحرير سنة 2000، فكان ما كان من تراكم حيثياتها. في الخلاصات أقوال يجتمع في كرّاسها منحى التبرير والتأييد، مع منحى الرفض والتنديد، وما بينهما يتسلّل قول يحاول أن يظل على حدود التماس المختلفة مع أصحاب هذا المنحى أو ذاك. من اليوميات السجالية، ما زالت المقاومة الإسلامية تذكّر بالعدوانية الإسرائيلية، وتنحّي جانباً مسألة أدائها، وما زالت تناوش في فكرة استعادة الدولة لسيادتها الحصرية في مسألة السلاح، فتحيلها إلى زمن متأخّر عن زمن إزالة آثار العدوانية الماثلة على الأرض، وفي الأجواء، وفي عرض البحر. ببساطة، تنقل المقاومة الإسلامية النقاش، خارج الموضوع الإشكالي بين اللبنانيين، أي موضوع "ثنائية" السيادة، أو حالة الانتقاص منها، من قبل خيار نضالي وصل إلى خاتمة محاولته الأخيرة. بوضوح لا يختلف اللبنانيون حول تعريف العدو، ولا يفترقون حول حقيقة أطماعه، ويرفضون عدوانه الماضي والحاضر، ويحذرون من الخطر التوسّعي لقواته ولسياساته، ويجدّون في طلب تحرير المناطق التي ما زالت تتمركز فيها قواته... كل ذلك لا يقع موقع خلاف بين اللبنانيين لكن الموضوع الخلافي هو: كيف يدير اللبنانيون صراعهم ضد كل هذه الأخطار، ومن يتولى هذه الإدارة، ومن هو المسؤول، وما هي الوسائل... بإيجاز، ليس الخلاف على موضوع الصراع، بل على كيفية الإدارة الأنجح لهذا الصراع. هذا بعد أن دفع اللبنانيون أثماناً غالية في حومة مواجهات تجاوزت على مصالح الداخل الوطنية، من خلال إخضاع الداخل لمعادلات جديدة لعب فيها العامل الخارجي دوراً مقرراً. تكريس موضوع النقاش، أي تحديد اسمه وتعريفه، يحدّد شكل الخطاب السياسي الذي تعتمده أطراف النقاش، ويحدّد أسلوبه ومفرداته، ويضيء خلفيّاته. على هذا الصعيد يُسْقطُ الأساسي من اللغة الاتهامية اليوم، ويتبعها الاتهام التفريطي والسيادي واللاسيادي، ويُنحّى جانباً المنطق الانتصاري من قبل المقاومة الإسلامية، التي تقول إنها أفشلت المخطط الإسرائيلي، ومن قبل "المقاومة اللبنانية"، التي تقارب إعلان الانتصار الإسرائيلي، وتتسرّع في طلب قطف ثماره. ثمّة فيصل سياسي يفرق بين خط سياسي مسؤول وخطة سياسية غير مسؤولة، محدّد خط الفصل هو الاعتراف بواقع الانقسام الأهلي، والاعتراف بحقيقة الهواجس المتبادلة بين الهيئات الأهلية، والاعتراف بأن كل مسألة خاصة انتقلت من أيدي "ساستها" إلى أيدي بيئتها. لذلك، ليس منافياً للواقع القول، إن كل بيئة أهلية تستشعر خطراً على وجودها، عندما يكون المطروح تجريدها مما تعتبره من عناصر قوتها، ومن عناصر ديمومة حصتها في التوزيع الطائفي العام. هذا اللاإنتباه، إلى أن سلاح المقاومة ليس شأن حزب الله وحركة أمل فقط، بل هو شأن الكثرة الساحقة من البيئة الشيعية، وعلى ذلك تكون السيادة والحرية شأناً مسيحيّاً عاماً، ويكون التوازن وحفظ الموقع والدور، هاجساً سنيّاً عاماً أيضاً. هذا لبنان اليوم، مثله مثل لبنان الأمس، جاهز للانفجار عند تفجير صواعق توازناته الأهلية.

صحيفة امريكية: مع استمرار الحرب الأمريكية.. هل تتعرض السعودية والإمارات للقصف؟
صحيفة امريكية: مع استمرار الحرب الأمريكية.. هل تتعرض السعودية والإمارات للقصف؟

يمنات الأخباري

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • يمنات الأخباري

صحيفة امريكية: مع استمرار الحرب الأمريكية.. هل تتعرض السعودية والإمارات للقصف؟

يمنات قالت صحيفة ' ذا كريدل ' الأمريكية إن الحرب الأمريكية على اليمن أكملت شهرها الأول، دون وجود شواهد على أن الأهداف تحققت، ولا مدى زمني متوقع لتحقيقها. ورأت ان ذلك يبرز محاذير اتساع الحرب وانخراط أطراف إقليمية، على رأسها السعودية والإمارات، لكنها رأت ان هناك موانع كثيرة قد تحول دون وقوع ذلك، كما حصل في العام الماضي. وأكدت أنه حتى في الأوساط الغربية ترى أن الحرب الأمريكية على اليمن لا تنفصل عن الحرب على قطاع غزة، إذ حاولت إدارة بايدن عام 2024 الفصل بين الحربين، فكان الواقع يشهد بترابطهما الكامل، قبل أن يتعزز ذلك باتفاق وقف إطلاق النار بين 'إسرائيل' وحركة حماس منتصف يناير/كانون أول 2025، حين توقفت عمليات اليمن لولا نكث حكومة نتنياهو بالاتفاق. وذكرت أن واشنطن قد تسببت في تجميد التفاهمات الإنسانية والاقتصادية بين الرياض وصنعاء، بعد أن رفضت الأخيرة وقف مساندتها العسكرية لغزة، ضمن سياسة العصا والجزرة التي اكتملت بعرض أمريكي يقضي بمعالجة ملفات اقتصادية مقابل الحياد اليمني كحال بقية الأنظمة العربية. ومع ذلك تقول الصحيفة ان الحوثيين وجدوا أنفسهم بين قرارين: إما الاستمرار في عمليات الإسناد مع القبول بتجميد المعالجات الداخلية وتحمل ما ينتج عنها من معاناة، أو الانخراط في حرب مع السعودية والإمارات إلى جانب الحرب على 'إسرائيل'. وقالت الصحيفة أن السعودية والإمارات لم تتقبلا موقف الحوثيين بإيجابية، بل وجدت فيه فرصة للتنصل من التزاماتهما وفق اتفاقية التهدئة إبريل/نيسان 2022، وهذا التنصل لا ينفصل عن رغبتهما في معاقبة صنعاء عقب انخراطها في معركة الإسناد لغزة. ورأت ان موقف صنعاء قد أحرج نظامي الرياض وأبوظبي، فالأخيرة منخرطة في التطبيع المباشر مع 'إسرائيل' والأولى تقترب من ذلك، بينما من تعرض لعدوانهما منذ العام 2015 يسارع إلى دعم المظلومية الفلسطينية، رغم جراح سنوات الحرب والحصار. وتابعت: يبدو أن الحوثي أضاف النقاط السابقة إلى قائمة الخطوط الحمر، ما قد يستدعي ردا متناسبا وربما مفتوحا تجاه الأطراف التي تتجاوزها. ومن المهم الإشارة إلى أن الرسالة عكست حسابات الحوثيين حول إمكانية تورط دول الجوار، أو دول عربية وأفريقية، تحت مبرر 'حماية الملاحة الدولية'، وهذا يعني الاتجاه نحو الجهوزية أمام أيّ سيناريوهات قادمة، مع إفقادها عنصر المفاجأة. وتابعت الصحيفة أن السعودية لجأت في مطلع يوليو/تموز 2024 إلى الإيعاز للحكومة اليمنية الموالية لها لمحاولة نقل البنوك من صنعاء إلى عدن، قبل أن يعلن زعيم حركة 'انصار الله' عبدالملك الحوثي أن الخطوة تجاوزت الخطوط الحمر، واضعا إياها في سياق خدمة 'إسرائيل' وطاعة أمريكا، كاشفا في خطابه يوم 7 يوليو/تموز 2024 بأن الأمريكي 'أرسل إلينا برسائل بأنه سيدفع النظام السعودي إلى خطوات عدوانية ظالمة وسيئة وضارة بالشعب اليمني'. و رأت الصحيفة، أن سقف التهديد ارتفع ليعطي فرصة عاجلة للسعودية للتراجع عن الخطوة، أو الدخول في تصعيد واسع، ضمن معادلة: 'البنوك بالبنوك، ومطار الرياض بمطار صنعاء، والموانئ بالميناء'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store