أحدث الأخبار مع #الاتحادالسوفييتى


بوابة الأهرام
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الأهرام
نزيه النجارى سفير مصر فى موسكو لـ «الأهرام»: الموقف الروسى داعم للقضايا العربية
أكد السفير نزيه النجارى، سفير مصر فى موسكو، أن احتفالات روسيا بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية، تخلد الجهود الروسية فى التصدى للفاشية، ودحر النازية، والتضحيات التى قدمها الشعب الروسى فى معارك ضارية ترتبت عليها خسائر فى الأرواح عدت بعشرات الملايين. وقال السفير فى تصريحات لـ«الأهرام» إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وجه الدعوة إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، للمشاركة فى مراسم الاحتفال بالذكرى الـ80 على نهاية تلك الحرب، التى تقام فى موسكو، فى إطار علاقة الصداقة التى تجمع بينهما، حيث يعد ذلك حدثا هاماً فى روسيا، نظراً لما بذلته روسيا من تضحيات، وما عانته من ويلات تلك الحرب، التى تشكلت على إثرها ملامح النظام العالمى المعاصر، وأسهمت نهايتها فى تكوين الأطر العامة للعلاقات الدولية، مشيرا إلى أن العلاقات الدبلوماسية المصرية ـ الروسية نفسها تأسست فى خضم الحرب العالمية الثانية يوم 26 أغسطس 1943، قبل أن تضع تلك الحرب أوزارها. وعن أبرز ملامح تلك العلاقات التاريخية الوطيدة التى تربط بين القاهرة وموسكو منذ ذلك التوقيت، قال النجارى إن العلاقات المصرية - الروسية تستند لإرث تاريخى طويل وممتد من التعاون والتنسيق، حيث أسهم التقارب بين مصر والاتحاد السوفييتى القائم على مكافحة الاستعمار ودعم حركات التحرر والاستقلال فى القارة الإفريقية فى تهيئة الظروف لتعاون ثنائى يتسم بقدر كبير من الخصوصية وفريد من نوعه كان حاضراً فى فترات هامة من تاريخ البلدين، مشيرا إلى أن أحد أبرز الأمثلة على ذلك جاء فى إطار الدعم الذى وفره الاتحاد السوفييتى لمصر خلال حقبة الخمسينيات فى مختلف المجالات، فى إطار العمل على تعزيز مؤسسات الدولة المصرية، ثم جاء الموقف السوفييتى خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 فى أعقاب تأميم قناة السويس، حيث شمل ذلك الدور مواقف تاريخية عديدة أسهمت فى التصدى للعدوان عبر خطوات واتصالات متعددة على الساحة الدولية وفى الأمم المتحدة، حيث أسهمت تلك التحركات بشكل كبير فى إنهاء ذلك العدوان على مصر بالتوازى مع المقاومة المصرية الباسلة، وأضاف أنه كانت للتطورات المرتبطة بالعدوان الثلاثى على مصر ومواقف القوى الدولية الرئيسية حينها تأثيرات واسعة امتدت آثارها خارج الشرق الأوسط لتشكل توازنات العلاقات الدولية على مدى العقود اللاحقة وربما حتى الآن. كما شارك الاتحاد السوفييتى فى عملية تشييد وبناء السد العالى، الذى كان أحد أكبر مشروعات البنية التحتية فى المنطقة آنذاك وأسهم بشكل كبير فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر على مدى عقود. ويضيف النجارى: «لا تفوتنى هنا الإشارة إلى الموقف الروسى الداعم لمصر فى أعقاب نكسة 67، حين قدم الاتحاد السوفييتى دعماً عسكرياً بالمعدات والأسلحة والخبراء لمصر أسهم بشكل كبير فى إعادة بناء قدرات الجيش المصرى بعد هزيمة 1967، مما شكل عنصراً حاسماً أتاح لنا النصر فى حرب أكتوبر 1973، وكل تلك التطورات تعكس حجم وتاريخ العلاقات بين البلدين وما تتسم به من خصوصية أدت إلى صياغة علاقات راسخة بين مصر وروسيا لا تتزعزع، رغم ما نواجهه من تحديات ومصاعب، وتقوم على الاحترام المتبادل واعتبارات السيادة والمنفعة المتبادلة».


العرب اليوم
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- العرب اليوم
الترامبية المتهورة.. الرسوم الجمركية وما بعدها!
بدا مشهد الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»، وهو يستعرض فى حديقة البيت الأبيض أمرا تنفيذيا يفرض بموجبه رسوما جمركية غير مسبوقة على واردات بلاده من دول العالم موحيا بنهاية عصر كامل تجاريا واستراتيجيا فى العلاقات الدولية. تكاد تؤسس الرسوم الجمركية، التى شملت الحلفاء والخصوم على حد سواء، لقطيعة شبه كاملة مع إرث ما بعد الحرب العالمية الثانية، التى خرجت الولايات المتحدة من تحت أنقاضها قوة عظمى تقود تحالفا غربيا واسعا على جانبى المحيط الأطلسى فى مواجهة تحالف آخر يقوده الاتحاد السوفيتى. فى (9) نوفمبر (1989) انهار جدار برلين وبدأ السقوط السريع للاتحاد السوفيتى والمنظومة الاشتراكية وذراعها العسكرية حلف «وارسو» الذى كان يقابل حلف «الناتو». فى شريط سينمائى ألمانى أنتج عام (٢٠٠٣) باسم «وداعا لينين» لخص مشهدا واحدا بعض تراجيديا ما جرى بعد انهيار الجدار. كانت هناك مروحية تحلق فوق برلين متدليا منها بحبال من صلب تمثال ضخم لزعيم الثورة البلشفية ومفكرها الأكبر «فلاديمير لينين»، بينما ناشطة فى الحزب الشيوعى الألمانى تؤمن بأفكاره ترقب المشهد غير مصدقة. مالت المروحية قليلا فبدت حركة التمثال كأن «لينين» يمد يده للناشطة الألمانية المصدومة بالمصافحة الأخيرة. أراد الشريط السينمائى أن يقول إن كل شىء قد انتهى. إثر انهيار القوة العظمى السوفيتية طرح سؤال: هل تنتظر القوة العظمى الأمريكية مصيرا مماثلا؟ استبعد «فرانسيس فوكوياما» بأطروحته «نهاية التاريخ» السؤال بحمولاته الاستراتيجية، فالتاريخ قال كلمته الأخيرة، بعدما وصل إلى نقطة النهاية للتطور الاجتماعى والثقافى والسياسى للإنسان. بقوة الحقائق تراجعت مقولات «فوكوياما» إلى الهامش وتبدد مفعولها بعدما استغرقت سجالات ونقاشات لوقت طويل نسبيا. بعد نهاية الحرب الباردة أعادت أزمات النظام الدولى طرح السؤال حتى وصلنا إلى أزمة الرسوم الجمركية. يردد صحفيون ومفكرون أمريكيون الآن بصيغ عديدة: «وداعا لأمريكا التى نعرفها». إنه انقلاب استراتيجى كامل على إرث ثمانية عقود تلت الحرب العالمية الثانية. كان «هارى ترومان»، الذى صعد للبيت الأبيض من موقع نائب الرئيس إثر وفاة «فرانكلين روزفلت» قبيل انتهاء الحرب، أول من أسس للقوة الأمريكية فى بنية نظام دولى جديد تنازعت القوة فيه مع الاتحاد السوفييتى. ضرب «هيروشيما» و«نجازاكى» اليابانيتين بالقنابل الذرية لتسريع إنهاء الحرب كانت تلك جريمة تاريخية لا تغتفر لترهيب العالم بأسره.. غير أن حصول الاتحاد السوفيتى على الرادع النووى صاغ معادلات جديدة فى موازين القوى بين المعسكرين المتضادين. أطلق «ترومان» مشروع «مارشال» لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب، لم يكن ذلك عملا خيريا بقدر ما كان لازما لاستيفاء مقومات القيادة، وهو ما يغيب عن إدراك «ترامب». أشرف على إنشاء حلف «الناتو» كذراع عسكرية للتحالف الغربى، الذى يضيق به «ترامب» بذريعة أعبائه المالية على الموازنة الأمريكية. مقارباته تنزع عن أمريكا أسس صعودها، فيما يردد دون كلل: «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»! بتشبيه لافت للكاتب «توماس فريدمان» فى الـ«نيويورك تايمز» فإن: «أمريكا أصبحت عظيمة بسبب الأشياء التى يكرهها ترامب». يصعب حصر التفاعلات فى حدودها التجارية ومدى تأثيرها على الاقتصادات الدولية. المسألة فى صميمها تتعلق بمستقبل القوة الأمريكية ومستقبل النظام الدولى نفسه. هذه لحظة انكسار فادحة لأية قوة معنوية، أو سياسية منسوبة للولايات المتحدة. بدا تبادل الاتهامات الحادة بين الحلفاء المفترضين مؤشرا على قرب انفضاض الشراكة التاريخية عبر ضفتى الأطلسى بين الولايات المتحدة والقارة الأوروبية. أوروبا تبحث بجدية عن وحدة موقف فى وجه الرسوم الأمريكية تتصدرها فرنسا وألمانيا. دول حليفة أخرى اعتبرت الرسوم الأمريكية عملا عدائيا يستدعى الرد بالمثل. أطلق «ترامب» على اليوم الذى أعلن فيه الارتفاعات غير المسبوقة فى الرسوم الجمركية «يوم التحرير» قاصدا تحرير الاقتصاد الأمريكى من البضائع الأجنبية!.. دون أن يدرك مغبتها على مستقبل الاقتصاد الأمريكى نفسه. فى يوم واحد خسرت الأسهم الأمريكية أكثر من تريليونى دولار، وعانت البورصات العالمية خسائر تاريخية فادحة. بتحذير مسبق كتب «فريدمان»: «إذا قمت بتدمير النظام العالمى فجأة بدون خطة واضحة باستثناء انتقام اليمين المتطرف فاستعد لرؤية ما يحدث للجميع». بمصادفات التوقيت تماهى «ترامب» فى تضامنه مع زعيمة اليمين الفرنسى «مارين لوبان» إلى حد اعتبار الأحكام القضائية التى تمنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة تماثل ما تعرض له من ملاحقات عليها قرائن وأدلة. ثم كان إقدام رئيس الوزراء المجرى «فيكتور أوربان» أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» على الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية بذريعة أنها مسيسة ومعادية للسامية تعبيرا آخر عن وحدة اليمين المتطرف فى أمريكا وإسرائيل وفرنسا والمجر فى لحظة تاريخية واحدة. أسوأ ما يعلق الآن بصورة الولايات المتحدة أن رئيسها أصبح زعيما لليمين المتطرف لا للعالم الحر حسب التوصيفات القديمة. خشية أن تفضى ردات الفعل الاقتصادية والسياسية إلى الإضرار الفادح بالمصالح الأمريكية دعا وزير الخزانة «سكوت بيسنت» عبر محطة «سى. إن. إن»: «اهدأوا وخذوا نفسا عميقا، ودعونا نرى إلى أين تتجه الأمور لأن الرد الانتقامى سيؤدى إلى التصعيد». إنها محاولة لامتصاص الغضب المتصاعد فى أنحاء العالم، وإبداء نوع من الاستعداد للتفاوض والتراجع كما اعتادت «الترامبية المتهورة» عندما تواجه بالردع لا الإذعان.

مصرس
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
كرم عددا من أسر الشهداء خلال احتفالية يوم الشهيد.. السيسي: مصر لا تنسى أبناءها الأوفياء وستظل دائما سندًا لهم
سأل التلميذ أستاذه: يا أستاذى أين تقع مصر، فأجاب أستاذه: مصر يا بنى لا تقع، فيقول التلميذ أنت لا تعرف الجغرافيا، ويقول الأستاذ: بل أنت يا بنى لا تعرف التاريخ». وأضاف: «فمن يعرف التاريخ يدرك أن مصر لا تقع، وأصدرت محكمة التاريخ العليا حكما نهائيا لا طعن فيه ولا استئناف عليه بأن مصر هى أم الدنيا، فقد جاءت قبل أن يسطر القلم أحداث الزمان وستبقى بإذن الله مرفوعة الرايات حتى يزول الزمان».هكذا روى اللواء ياسر وهبة، حوارًا افتراضيًا على أحد مواقع التواصل الاجتماعى، دار بين تلميذ وأستاذه حول موقع مصر.وذلك خلال تقديمه الندوة التثقيفية ال41 للقوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم تحت عنوان شعب أصيل، والتى نظمتها إدارة الشئون المعنوية بحضور الرئيس السيسى فى تقليد سنوى لإحياء ذكرى الجنرال الذهبى الفريق أول عبدالمنعم رياض والذى استشهد 1969، بعد أن ضرب أروع مثال على التواجد فى خط المواجهة فكان دائما فى الصفوف الأمامية، تأكيداً على تلاحم القائد مع جنوده فى الميدان.وألقى اللواء ياسر وهبة خلال تقديم للندوة التثقيفية أبياتًا شعرية جاء فيها:فى ماضى الأزمان اجتمعت محكمة التاريخ العلياأصدرت الحكم نهائيا أن بلادى أم الدنيامن بعد مرافعة عصماء لسان الأهرام تلاهاما ملك الكون لها إلا أن ألقى السمع وحياهانام الدهر وحين تمنى وطنا فى الحلم تمناهاخطت للمجد صحيفته فانكب يقبل يمناهاواستلقى النيل على يدها طفلا تهواه ويهواهارفعت أقلام التاريخ فلا استئناف لدعواهاباسم الله الملك الحق المتجلى فوق ثراهاإذ قال الله لها كونى فاتحة الأرض وأولاهامصر وما أدراك بأرض الله تعالى سماهافيلم تسجيلىوخلال الاحتفالية تم عرض فيلم تسجيلى تناول أحداث ثورة 1919 بتقديم الفنان آسر ياسين، والذى تناول فيه القبض على سعد باشا زغلول ونفيه، لأنه كان يجمع توقيعات من الشعب المصرى لتحرير مصر واستقلالها، وتحدث الفيلم عن تضحية المصريين بحياتهم من أجل بلادهم ليتم تحريرها من الاستعمار، كما سلط الضوء على مشاركة السيدات فى ثورة 1919، وكانت أولاهم السيدة حميدة خليل شهيدة الحرية.ووجه الفيلم رسالة بالوحدة الوطنية بهتاف «يحيا الهلال مع الصليب»، وتحدث الفيلم أيضا عن أحداث 1935 ونزول الطالب عبدالمنعم رياض للشوارع فى مظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزى، وكيفية التحاقه بالكلية الحربية، وسلط الضوء على دخوله الحربية وتخرجه فيها لتكملة مسيرة والده ليكون ضابطا فى سلاح المدفعية. وأوضح الفيلم أنه تم جمع كل الأبطال معا فى دفعة واحدة فى الحربية، مشيرا إلى أن القدر جمعهم فى مكان وزمان واحد لهدف لم يكن معلوما أو أحد يتخيله. ولفت الفيلم إلى حرب فلسطين وتقديم الدعم إلى شعب غزة ودخول مصر حرب 1948 والتى شارك فيها البطل عبدالمنعم رياض العقل المفكر فى إدارة العمليات والخطط واستمر فى رحلة العلم والقيادة، حيث سافر إلى الاتحاد السوفييتى ودرس فى أكاديمية فرونز العسكرية وتعلم اللغات.وأشار اللواء عبدالتواب هديب، خلال الفيديو التسجيلى، إلى أن الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى ذلك الوقت، كان قد طلب زيارة أحد المواقع الأمامية خلال الحرب لمشاهدة تأثير المدفعية على العدو عن كثب، وفى تلك اللحظات استشهد الفريق عبدالمنعم رياض، الذى سقط فى ساحة المعركة ببطولة وشجاعة، وأصبح التاسع من مارس من كل عام هو اليوم الذى تحتفل فيه مصر بشهدائها، وتكرم تضحياتهم التى امتدت عبر العصور.عرض غنائىعقب ذلك عزفت الموسيقات العسكرية «سلام الشهيد»، وألقى الشاعر هشام الجخ قصيدة «يا صاحبى الشهيد» أمام أسر وأبناء الشهداء التى عبرت عن مشاعر الفخر بتضحيات الشهداء. وتم تقديم عرض غنائى عن «شرف الشهادة» للفنان مدحت صالح، ثم أعقبته مادة فيلمية مسجلة عن النصب التذكارى للجندى المجهول، والذى تم بناؤه تخليدا لذكرى الشهداء، كما تم تقديم عرض فنى قدمه الفنان محمد الكيلانى ومجموعة أخرى من الفنانين عن الشهداء الأبرار. أبناء الشهداءوقالت جيهان، ابنة الشهيد البطل مبارك عبدالمتجلى، أحد شهداء حرب أكتوبر المجيدة، إنها لم ترَ والدها إلا فى الصور بسبب استشهاده، عندما كان عمرها سنتين، مواصلة: «كان نفسى أسمع صوته ويفضل ذكرى فى أذنى، ولكنى أعرفه جيدا بسبب كلام والدتى وزملائى عنه دائما، وهذا يشعرنى بالعزة والفخر، عمره فى الدنيا كان قليلا، لكن إنجازاته كانت كثيرة، فقد حصل على وسام نجمة سيناء، وكان كابتن منتخب مصر فى كرة السلة، ولكن أهم إنجازاته أنه شهيد».من جانبها، قالت ملك، ابنة رائد شهيد أشرف أحمد محمد، الذى استشهد عام 2011 فى محافظة بورسعيد، وكانت فى الخامسة من عمرها، لكنه ترك لها صورا وفيديوهات كثيرة تمثل ذكريات طفولتها كلها، مواصلة: «فاكرة أول يوم حضانة، لما أخد إجازة من شغله مخصوص عشان يوصلنى بنفسه».وقال الملازم أول بحرى أحمد عبداللطيف، نجل الدكتور عبداللطيف عبدالحميد، شهيد الواجب أثناء جائحة كورونا 2020: «والدى ديما كان فى الصفوف الأولى فى الجيش الأبيض، وعمره ما خاف على نفسه، وكان قدامه هدف واحد، إزاى يحمى الناس من فيروس كورونا، وزى ما هو قدم رسالته، أنا موجود هنا بانضمامى للقوات المسلحة كضابط بالقوات البحرية، وبإذن الله جيشك يا مصر قادر يحميكى ويحافظ عليكى»، بينما قال الملازم أول أحمد السيد أحمد فوزى، نجل الشهيد أحمد فوزى: «ربنا كرمنى ودخلت الكلية الحربية ودخلت نفس سلاح والدى وهو سلاح المشاة، والدى علمنى يا نعيش أبطال يا نموت شهداء، وأطمن كل المصريين إن مصر أمانة فى رقبتنا».وقال الطفل عمر ابن الشهيد البطل عقيد طيار أركان حرب هشام حسنى: «بابا كان طيار بطل، حارب الإرهاب واستشهد وحلمه كان يشوفنى ضابط، وأنا تمسكت بالحلم ده لكن أصبت بالمرض اللعين، وواجهته بشجاعة واتعالجت منه تماما، وبعد ما عدت المحنة أنا مش بس عايز أكمل مسيرة بابا، أنا عايز أكون سبب فى شفاء غيرى، أكون دكتور أحارب المرض زى ما بابا حارب الإرهاب، وأكون جزء من مستقبل بلد اتبنت بالتضحية». تكريم أهالى الشهداءكما كرم الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الندوة التثقيفية ال41 فى مركز المنارة بمناسبة يوم الشهيد أسر الشهداء والمصابين فى العمليات الحربية منذ حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 وأهالى سيناء، وتم التقاط الصور التذكارية ثنائية للرئيس مع ذوى المكرمين.وقد كرم الرئيس السيسى:اسم الشهيد البطل المقدم أحمد حسن أحمد إبراهيم من الدفاع الجوى واستشهد يوم 18 من أكتوبر 1973 وتسلم التكريم كريمته السيدة نهلة وحفيده أحمد.اسم الشهيد البطل رائد طيار أركان حرب إسماعيل محمد حسن إمام من القوات الجوية استشهد فى 17 أكتوبر 1973 وشارك فى الضربة الجوية.كما كرم الرئيس جندى مصاب عمليات حربية سيد محمد مراد العياط من المشاة.بجانب أسماء الشهداء:العميد أحمد كمال محمود من المدفعية، تسلم التكريم ابنه وابنتهالمقدم خالد محمد عبده، تسلم لتكريم زوجته ونجلهمقدم أركان حرب عادل عبدالحميد من المدرعات، تسلم التكريم زوجته وأبناؤهالرائد محمد على محمد من المدرعات، تسلم التكريم أسرتهالنقيب محمد حسن عبدالحفيظ، من المدرعات، تسلم التكريم والدته وشقيقهملازم أول محمد عادل حلاوة من المشاةالرقيب باسم سامى عبدالحى، من المدفعيةالرقيب أسامة سعيد فتح الله من المشاةالعريف رضا محمد محمد الجارحى، من المدرعاتجندى إسلام محمد السيد من حرس الحدودومن شهداء أهالى سيناء:اسم الشهيد حميد عيد سالمان مسلماسم الشهيد إبراهيم حماد إبراهيم حمادكلمة الرئيس السيسى وألقى الرئيس كلمة فى ختام الندوة قال فيها:تبلغ سعادتى مداها كل عام، بأن أتواجد معكم وبينكم، لنرسل معا رسالة لأصحاب العطاء من شهدائنا الأبرار، الذين قدموا المثل والقدوة فى التضحية، من أجل بقاء هذا الوطن، والحفاظ على مقدرات شعبنا العظيم.. والتى تعبر بجلاء، عن إرادة هذه الأمة عبر تاريخها.. بأنها قادرة وقاهرة لكل مانع، يقف حائلا أمام تحقيق أمنها وسلامتها وريادتها.. فلهذا الوطن رجال صنعوا المستحيل، وحققوا لمصر دائما فى الماضى والحاضر صمودا، أكد وحدة الشعب المصرى، وجعله أكثر صلابة.. فكل عام وشعبنا الأصيل، فى خير وأمن وسلام.وأضاف الرئيس : وإنه لمن حسن الطالع، أن يتواكب احتفالنا هذا العام، بيوم الشهيد، متزامنا مع العاشر من رمضان، الذى خاضت فيه مصر أشرف المعارك، وقدم فيها الرجال جلائل الأعمال، التى عبرت بنا إلى آفاق الكرامة والكبرياء، بوحدة شعب وصلابة جيش، عقدوا العزم على تحقيق النصر.وأردف الرئيس: إن شهداءنا الأبرار، لم يقدموا أرواحهم فحسب، بل قدموا المستقبل لمصر.. فقد مهدوا لنا طريق الاستقرار والأمان، الذى نواصل فيه اليوم مسيرة البناء والتنمية.. وبفضل تضحياتهم استطاعت مصر، أن تواجه التحديات، وتمضى قدما فى تنفيذ المشروعات القومية، التى أصبحت شاهدا، على صلابة هذا الوطن وعزيمة شعبه.إننا اليوم، نرى نتائج هذه التضحيات واضحة، فى كل ربوع مصر، من مدن جديدة تبنى، ومشروعات ترسم ملامح القوة للجمهورية الجديدة.. وما كان ليتحقق كل ذلك، لولا الدماء الطاهرة التى سالت، ليبقى هذا الوطن آمنا مستقرا، قادرا على التقدم والبناء. وإذ نحتفى اليوم بذكرى شهدائنا العظام، فإننا نؤكد التزامنا تجاه أسرهم، فهم لم يفقدوا أبناءهم فحسب؛ بل قدموا للوطن أغلى ما يملكون.. فمصر لا تنسى أبناءها الأوفياء، وستظل دائما سندا لهم، كما ستظل قواتنا المسلحة – درع الوطن وسيفه – صامدة فى وجه أى تهديد، حامية لمقدرات هذا الشعب العظيم.وتابع الرئيس: على الرغم من الأحداث المتلاحقة، التى يمر بها العالم ومنطقتنا، والمخاطر والتهديدات التى خلفت واقعا مضطربا، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومساعى مصر الدائمة، لتقديم رؤى من أجل تحقيق الأمن والسلم للمنطقة، كفاعل رئيسى فى هذه القضية.. والتى أوضحت فيها مصر منذ بدايتها، موقفا ثابتا راسخا، بأنه لا حل لهذه القضية، إلا من خلال العمل على تحقيق العدل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم القبول بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، تحت أى مسمى.. ولم يكن هذا الموقف ليتحقق، إلا بوعى الشعب المصرى، واصطفافه حول القيادة السياسية، معبرا وبجلاء عن صدق النية وحب الوطن.. واسمحوا لى، أن أقدم تحية للشعب الفلسطينى الصامد فوق أرضه، مؤكدا أننا سنقدم لهم كل عمل؛ من شأنه أن يساندهم فى معركة البقاء والمصير.وفى ختام كلمته قال الرئيس: قبل أن أختتم كلمتى، أوجه تحية واجبة، للشعب المصرى وقواته المسلحة، على ما بذل من جهود خلال السنوات الماضية، والتى سعينا فيها إلى بناء قدرات هذه الأمة، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، والتى ساعدتنا على تجاوز كل التحديات، وأهلتنا لمواجهة كل التهديدات.. فما تحقق على أرض مصر ورغم كل الظروف، جعلنا نقف على قدمين ثابتتين، ندافع عن حاضرنا.. ونؤمن مستقبل الأجيال.وفى الختام، وباسم الشعب المصرى، نتوجه بتحية تقدير وإجلال، لشهدائنا الأبرار وأسرهم الكريمة، لما قدموه من تضحيات وبطولات.. وأعدكم أمام الله – سبحانه وتعالى – أننا سنستمر فى العمل، لتحقيق ما تتطلعون إليه، من رفعة وتقدم واستقرار.. لوطننا الغالى مصر.أشكركم، وكل عام وأنتم بخير.ودائما وبالله: «تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر».23


بوابة ماسبيرو
١١-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة ماسبيرو
اللواء علي حفظي: الشعب المصري مثال للتحدي والصمود
تحدث اللواء أركان حرب على حفظى مساعد وزير الدفاع الأسبق مستشار مدير الاكاديمية العسكرية للدراسات العليا، وأحد أبطال ملحمة أكتوبر، في ذكرى انتصار العاشر من رمضان، عن مهمته والمسئولية التي كانت ملقاة على عاتقه في ذلك التوقيت، قائلا إنه في أعقاب عدوان 5 يونية 1967 لم يكن هناك إمكانيات الاستطلاع الحديثة للحصول على معلومات عن كل القوات الإسرائيلية التي تواجدت على أرض سيناء، سواء فى الطرف الشرقى أو الغربى عندما كان يعطى السلاح، فإنه يعطى قطع السلاح العادية وليس المعدات التقنية الأكثر حداثة، لافتًا الانتباه إلى أننا كمصريين نستطيع أن نوظف الذكاء المصرى لكى نعوض نقص الإمكانيات، فكان البديل مجموعات الاستطلاع خلف خطوط العدو، وأوجدنا تخصص جديد في الاستطلاع اسمه مجموعات الاستطلاع خلف خطوط العدو. وتابع "حصلت ومعى 3 من الضباط على بعثة إلى الاتحاد السوفييتى عن هذا التخصص قبل الحرب، حتى يكون لدينا خبرات في هذا المجال، وشرفت أنه تم اختيارى لكى أكون مسئولا عن هذا التخصص في حرب أكتوبر 1973، وقمت بالتخطيط والإعداد وإدارة أعمال الاستطلاع خلف خطوط العدو، قبل الحرب وأثناء الحرب وبعد الحرب، وشارك معى مجموعة من شباب مصر العظيم، سواء كانوا ضباطا أو صف ضباط أو جنودا، وأوجدنا عشرات المجموعات التي كانت تعمل خلف خطوط العدو، التي انتشرت في سيناء شمالا وجنوبا وشرقا، لتتابع كل أنشطة القوات الإسرائيلية في سيناء، ونجحت بفضل الله وقوة وإصرار هؤلاء الرجال". وأضاف خلال لقاء مع برنامج (مباشر من مصر) أن الشعب المصرى هو شعب التحدى والصمود وقوة الإرادة الوطنية، فخلال ملحمة أكتوبر المجيدة حدث تلاحم للقيادة السياسية والشعب والجيش، واستطاع المصريون أن يحولوا المستحيل إلى الممكن، واستطاع المصريون ان يقوموا بعملية عسكرية عبر أصعب مانع مائى صناعى في التاريخ العسكرى. وأوضح أن خط بارليف كان عبارة عن نقط حصينة، ممتدة على طول قناة السويس، وهنا تكمن عظمة أكتوبر في هذه الملحمة، فمن خلال الإمكانيات الدفاعية المحدودة حدثت عمليات هجومية واسعة، موضحا أن معركة استعادة الأرض استمرت 22 سنة؛ منذ عام 1967م إلى عام 1989م عندما استردت مصر طابا مرة أخرى بالتحكيم الدولى عقب صراع عسكرى استمر 6 سنوات، وصراع تفاوضى سياسى استمر 9 سنوات، وصراع تفاوضى تحكيمى 7 سنوات. وكشف أن معركة حرب الاستنزاف كانت ملحمة أخرى، فحرب الاستنزاف استمرت 1000 يوم، وخلال حرب الاستنزاف تم تنفيذ أكثر من 4000 عملية، من خلال غارات على بعض المواقع وكمائن وزرع ألغام على الطرق التي تتحرك فيها الدوريات الإسرائيلية، وهجمات للطائرات ضد بعض الأهداف، وكانت عناصر الصاعقة تقوم بعمليات داخل عمق قوات العدو، مما دفع إسرائيل إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة، وطلبت تدخلها لإطلاق مبادرة لإيقاف النيران، فكانت مبادرة وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز في سنة 1970م لايقاف النيران، ولذلك كانت حرب الاستنزاف نقطة جوهرية في التحول من حالة السكون إلى حالة الاستعداد للنجاح في أكتوبر 1973ميلادية، 10 رمضان 1393 هجرية. وأوضح أنه بعد هزيمة يونية ٦٧، كان هناك ثلاث معارك أساسية؛ المعركة الأولى كانت معركة إعادة بناء الجيش المصرى، والمعركة الثانية كانت حرب الاستنزاف، والمعركة الثالثة كانت إنشاء قوات جديدة أطلق عليها قوات الدفاع الجوى، وأنشأت عام 1969م، ومن خلالها تكونت أحدث منظومة دفاع جوى في العالم، ولم يسبق في تاريخ الحروب التي سبقت هذا التاريخ أن تواجدت منظومة دفاع جوى بهذه القوة التأثيرية، وبهذا الإنجاز العلمى، وحمت القوات من خلال حائط الصواريخ الذى تم إقامته من خلال 100 موقع في مواقع الصواريخ، مشيدا بالفريق محمد على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى في هذه الملحمة. برنامج (مباشر من مصر) يعرض على شاشة الفضائية المصرية، يوميا في العاشرة والنصف مساء، رئاسة التحرير لدعاء همام، إخراج د. لمياء سمير، تقديم أيتن الموجى.

مصرس
١١-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- مصرس
دونالد ترامب.. والمكارثية الجديدة
المكارثية مصطلح يعبر عن الديماموجية الشعبوية الكريهة، التى تثير البارانويا والخوف من الآخر والشكوك والتخوين بين أبناء الشعب الواحد، كما تخلق جوًا شبيهًا بأجواء محاكم التفتيش التى سادت فى القرن السابع عشر. المصطلح منسوب إلى السيناتور الأمريكى جوزيف مكارثى، الذى بدأ مسيرته السياسية فى الحزب الديمقراطى ثم تحول إلى الحزب الجمهورى ليحصل على مقعد فى مجلس الشيوخ عن ولاية ويسكونسن فى عام 1947.بدأت مسيرة مكارثى تشتهر، فى عام 1950، بعد أن ألقى خطابًا أعلن من خلاله أن لديه قائمة بأسماء جواسيس للاتحاد السوفييتى وشيوعيين فى دوائر الحكومة وصفوف القوات المسلحة والدوائر الأكاديمية والإعلامية منوهًا بأن صناعة السينما فى هوليوود تغلغل فيها النفوذ الشيوعى بشكل بات يهدد المجتمع الأمريكى.تبعت هذه الخطة موجة هيستيرية من الاتهامات والمطاردات لشخصيات عديدة شهيرة، وتعاون مع جهاز المباحث الفيدرالية الذى كان يرأسهJ. Edgar Hoover، الذى كان لا يقل فى نزقه وسيكوباتيته عن مكارثى، وطلبوا العشرات من أشهر نجوم هوليوود للشهادة فى المجلس للوشاية بزملائهم، ويتعرض من يرفض للمثول إلى العزلة فى السجن. استخدمت النخب الوشاة ليشوا بزملائهم مستخدمة أسلوب الجستابو النازى، وتحدث لاحقا عدد من نجوم هوليوود عن الوشاه، ومنهم النجم الوسيم روبرت تايلور، ووصف الممثل والمخرج العظيم أورسون ويلز زميله المخرج إيليا كازان بأنه كان جاسوسا وواشيا عن زملائه. ولعل من أكثر أعمال اللجنة فجاجة قصة كاتب السيناريو Dalton Trumbo الذى رفض المثول أمام اللجنة فعاقبوه بحذف اسمه عن فيلم Roman Holiday الشهير، ولم يعيدوا له حقه فى الفيلم الذى عرض سنة 1953 إلا فى عام 2011 بعد وفاته ب 11 سنة. أدى هذا العسف إلى هجرة العديد من نجوم هوليوود من الولايات المتحدة، ولعل أشهرهم كان الفنان العظيم شارلى شابلن.• • •لعله من الإنصاف أن نذكر أن هذه الحملة لم تكن من صناعة جوزيف مكارثى لكنها بدأت قبل ذلك بكثير. فقد بدأ القلق الأمريكى من تغلغل الشيوعية بعد تدقف الآلاف من المهاجرين الروس، هربًا من أحداث العنف الدامية عقب الثورة البلشفية، وخوفا من تسلل عملاء الاتحاد السوفييتى الشيوعيين إلى الولايات المتحدة.وتكرس القلق أثناء الحرب الأهلية الإسبانية خلال الفترة من 1936 إلى 1938 عندما هرع اليساريون والاشتراكيون للتطوع فى صفوف الجانب الجمهورى الذى حارب قوات الجنرال فرانكو الفاشية وكونوا كتيبة لينكولن، التى حاربت فى إسبانيا جنبًا إلى جنب مع ضباط سوفييتيين، وكان من بينهم عدد من الفنانين والأدباء والصحفيين لعل أشهرهم كان الأديب إرنست همينجواى، الذى حكى تجربته فى الحرب فى كتاب «لمن تقرع الأجراس».أدى انضمام الاتحاد السوفييتى إلى الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية إلى تعاطف شعبى مع الاتحاد السوفييتى، ومن مظاهره تضاعف أعضاء الحزب الشيوعى الأمريكى من 20 ألف عضو فى عشرينيات القرن الماضى إلى أكثر من 60 ألفًا فى آخر الثلاثينيات، وحتى هوليوود أنتجت فيلم يشيد بكفاح الاتحاد السوفييتى ضد النازية باسم Song of Russia، بطولة النجم روبرت تايلور الذى حققت معه لجنة مكارثى واستخدمت مشاركته فى الفيلم كورقة ضغط عليه للوشاية بزملائه.مع تنامى القلق من التغلغل الشيوعى تأسس فى مجلس النواب لجنة النشاط المعادى لأمريكا House Un-American Activities Committee - HUAC فى سنة 1938، وكان أول رئيس لها Martin Dies، عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطى الذى طالبه بالتحقيق مع أكثر من 150 شخصية ووقف نشاطهم، وبلغ من غلوه وتطرفه أن قدم مشروع إلى الكونجرس برقم 7120 H.R سنة 1938 يقضى بترحيل 7 ملايين مهاجر، وهو نفس ما يطالب به دونالد ترامب بعد 77 سنة، وهو إشارة إلى أن ترامب ليس ظاهرة جديدة بل هو شعور كامن منذ زمن فى اللا وعى الأمريكى عابر للحاجز الحزبى قدمه أولًا سياسيًا ديمقراطيًا، ويقدمه اليوم رئيسًا جمهوريًا.• • •أسهم جوزيف مكارثى فى إلهاب الساحة السياسية الأمريكية، وأجج الحرب الباردة ورفع رايات الشوفينية والزينوفوبيا والعنصرية إلا أن الخطر الذى يمثله دونالد ترامب تتقزم أمامه المكارثية، فمكارثى ما كان إلا سناتور أما ترامب فهو رئيس الولايات المتحدة، وجمع حوله أخطر عنصرين من عناصر السياسة، وهما تركز رأس المال والشعبوية الدهماء، وأظهر شططًا وتطرفًا غير مسئول استفز حلفاء الولايات المتحدة قبل أعدائها، وأدى إلى ردود فعل قوية من كندا والمكسيك، ولعله قضى بحديثه عن ضم كندا وعقوبات عنصرية على الثانية على منظمة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية NAFTA.لعل تهديداته لبانما، رغم رضوخها وإعلانها الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق الصينية، تؤثر على منظمة الدول الأمريكية OAS ويدفعها إلى التمترس خوفًا من شطط جديد يصيب أعضاءها، فضلًا عن ابتزازه حلفاء فى حلف شمال الأطلنطى لدفعهم إلى إسهامات عسكرية أكبر مقابل الحماية التى تضفيها الولايات المتحدة على أوروبا، واستفزاز مشاعر دول الحلف الأوروبية بتهديده بالاستيلاء على جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك (واحدة من أعضاء الحلف).أما موقف ترامب من القضايا العربية وتصريحه بضم غزة وتحويلها إلى منتجع سياحى والضغط على مصر والأردن لقبول سكان غزة فقد أثار غضب الشعوب العربية.لقد أشعل ترامب حربًا تجارية مع الصين وغيرها من الدول، وأسقط دعوة بلاده بأنها تحمل راية حرية التجارة، وبات ينادى بزيادة الإنفاق على التسليح لدعم قوة الولايات المتحدة العسكرية، رغم أن بلاده ليست أقوى دولة فى العالم فحسب بل إنها أقوى من العالم بأسره، وبات يقعقع قعقعة غير مسئولة بالسلاح تجاه الشرق الأوسط وتجاه إيران فى نفس الوقت الذى يعمل فيه على تقزيم القوة الناعمة الأمريكية بإغلاق أبواب هيئة المعونة الأمريكية USAID وبالانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن منظومة البيئة، وهو بذلك يقوض المنظومة الدولية التى تمثل الأمم المتحدة بمعاداته لهيئات مثل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين UNRWA، وسبق للولايات المتحدة أن انسحبت من اليونسكو، وهى إحدى أذرع الأمم المتحدة مثلها مثل منظمة الصحة العالمية، ورغم أن الولايات المتحدة عضو دائم فى مجلس الأمن ما يعطيها مسئولية فى الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، فقد وقفت متفرجة بسلبية على مندوب إسرائيل، وهو يمزق الميثاق فى الجمعية العامة أمام ممثلى كل الدول الأعضاء. لقد نالت هذه التصريحات والتصرفات كثيرًا من هيبة الولايات المتحدة ومكانتها الأخلاقية والسياسية، وباتت تهدد استحقاقها لمقعد دائم فى مجلس الأمن كضامن للشرعية الدولية والقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.• • •إن الضرر الذى يسببه دونالد ترامب يفوق كثيرًا الضرر الذى سببه جوزيف مكارثى، ولقد كان من أهم أسباب سقوط المكارثية الحملة الإعلامية التى شنها الإعلامى الأمريكى الشهير E.D Murrow، ولعل الإعلام الأمريكى والعالمى يتنبه إلى الخطورة التى يمثلها دونالد ترامب على السلام العالمى وعلى المنظومة الدولية والشرعية الدولية فيتصدى له ويشن حملة مكثفة إن لم تؤد إلى سقوطه على الأقل تؤدي إلى تحجيمه واحتواء ضرره.