#أحدث الأخبار مع #الاتحادالعربيللتدريبالدستورمنذ 5 أياممنوعاتالدستورنعمة الشبيّة.. فتاة المستحيل التي هزمت الواقع والإرادةفي إحدى زوايا مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، وُلدت فتاة كُتب عليها منذ اللحظة الأولى أن تكون استثناءً، نعمة سعيد الشبيّة، التي يلقبها بـ"فتاة المستحيل"، لم تكن مجرد فتاة وُلدت بتحديات جسدية، بل كانت شرارة أمل تلهم كل من حولها، بين من أطلق عليها لقب "ملهمة ذوي الهمم"، ومن اكتفى بالانبهار بقوتها، كتبت نعمة قصتها بكلمات من عزيمة لا تلين. بداية غير تقليدية وُلدت نعمة ببتر كامل في الساقين وكف اليد اليمنى، لأسرة بسيطة متدينة ومثقفة، لا ترى فيها إلا النعمة، لا النقص، وتقول نعمه في حديثها لـ"الدستور": "كنت أرى في عيون أهلي دائمًا الرضا بقضاء الله، لم أشعر يومًا أنني عبء"، ووالدها الذي لم ينظر إليها إلا كأميرة، ووالدتها التي كانت سرًّا لقوتها، قدما نموذجًا نادرًا للتربية القائمة على الاحتواء والدعم. الطفولة: وجع مبكر وصبر لا يُصدق في الوقت الذي يصنع فيه الأطفال أجمل ذكرياتهم، كانت نعمة تحفر في ذاكرتها أصعب اللحظات من رفض، تنمر، ونظرات مشفقة، تتذكر كيف كانت والدتها ترافقها إلى المدرسة يوميًا دون كلل أو ملل، في مجتمع لم يكن متقبلًا لفكرة أن الاختلاف نعمة. حاولت الأسرة كثيرًا تزويدها بأطراف صناعية، لكنها لم تكن مناسبة، ورغم أن المجتمع رأى أن المسيرة التعليمية يجب أن تنتهي عند تعلم القراءة والكتابة، أصرّت نعمة على المضي قدمًا، متحدية التوقعات والرغبة المجتمعية في تقليص أحلامها. التعليم.. الطريق إلى الاستقلال أكملت نعمة تعليمها في الأزهر من الإعدادية إلى الثانوية، رغم صعوبات نفسية واجتماعية جعلتها تبكي في صمت، ومع نهاية الثانوية دخلت في نوبة اكتئاب حاد، بعد أن أُغلق باب الجامعة في وجهها، وفي اللحظة الأخيرة، قرر والدها تقديم أوراقها لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وكان ذلك أول باب من أبواب القدر. في الكلية تحوّلت حياة نعمة أصبحت أكثر استقلالًا، سافرت بمفردها، وعرفت طعم الاعتماد على النفس، وجدت الصحبة الصالحة، وتعمّقت في الفهم الديني والفكري، وبدأت تضع لنفسها هدفًا: "لن أكون شخصًا عاديًا، بل ذات أثر". بداية رحلة العمل والتميّز بعد التخرج بدأت العمل من منزلها كمدرسة للمواد الشرعية لمدة 3 سنوات، حصلت على منحة ماجستير إدارة أعمال من الكلية الملكية البريطانية (Trainovation) بتقدير امتياز، واشتغلت في التسويق العقاري أونلاين، كانت تعمل وتدرس وتتطوع كل ذلك من داخل أربع جدران فقط. لكن الواقع كان صعبًا، نظرات الناس كانت تختزلها في الكرسي المتحرك، ترفضها بعض الوظائف، وتتجاهل مهاراتها، حتى جاء يوم تخرجها فكان بداية تعرف الإعلام والجمهور عليها. قررت نعمة الانتقال للقاهرة والعمل على أرض الواقع، عاشت سنتين مغتربة تعتمد على نفسها كليًا، أصبحت مدربة معتمدة من الاتحاد العربي للتدريب AUT، وتقدم تدريبات في المهارات الحياتية داخل مصر وخارجها، وخاضت تجارب عديدة أبرزها العمل في مؤسسات مرموقة وبشكل تطوعي. مواقف من الألم.. وصمود لا يُقهر من أصعب ما مرت به، كان تعليقًا جارحًا من طبيب قال لها: "ما تروحي تعملي أطراف صناعية بدل ما إنتي قاعدة كده"، إلا أن نعمة أثبتت العكس تمامًا قامت بتربية ابنتي أخيها، وعد ومنى، وأثبتت لنفسها أولًا أن الأمومة ليست بالأطراف، بل بالقلب والقدرة على العطاء. من أجمل ما ترويه: "أولياء أمور كتير قالولي إنهم بيكملوا تعليم أولادهم بسببي"، وتضيف: "كل يوم في حياتي مغامرة جديدة.. كل يوم تحدٍ وانتصار، أهم شيء نعيش الحياة بالشكل الذي يرضي الله إلى أن نلقاه". نعمة سعيد نعمة سعيد
الدستورمنذ 5 أياممنوعاتالدستورنعمة الشبيّة.. فتاة المستحيل التي هزمت الواقع والإرادةفي إحدى زوايا مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، وُلدت فتاة كُتب عليها منذ اللحظة الأولى أن تكون استثناءً، نعمة سعيد الشبيّة، التي يلقبها بـ"فتاة المستحيل"، لم تكن مجرد فتاة وُلدت بتحديات جسدية، بل كانت شرارة أمل تلهم كل من حولها، بين من أطلق عليها لقب "ملهمة ذوي الهمم"، ومن اكتفى بالانبهار بقوتها، كتبت نعمة قصتها بكلمات من عزيمة لا تلين. بداية غير تقليدية وُلدت نعمة ببتر كامل في الساقين وكف اليد اليمنى، لأسرة بسيطة متدينة ومثقفة، لا ترى فيها إلا النعمة، لا النقص، وتقول نعمه في حديثها لـ"الدستور": "كنت أرى في عيون أهلي دائمًا الرضا بقضاء الله، لم أشعر يومًا أنني عبء"، ووالدها الذي لم ينظر إليها إلا كأميرة، ووالدتها التي كانت سرًّا لقوتها، قدما نموذجًا نادرًا للتربية القائمة على الاحتواء والدعم. الطفولة: وجع مبكر وصبر لا يُصدق في الوقت الذي يصنع فيه الأطفال أجمل ذكرياتهم، كانت نعمة تحفر في ذاكرتها أصعب اللحظات من رفض، تنمر، ونظرات مشفقة، تتذكر كيف كانت والدتها ترافقها إلى المدرسة يوميًا دون كلل أو ملل، في مجتمع لم يكن متقبلًا لفكرة أن الاختلاف نعمة. حاولت الأسرة كثيرًا تزويدها بأطراف صناعية، لكنها لم تكن مناسبة، ورغم أن المجتمع رأى أن المسيرة التعليمية يجب أن تنتهي عند تعلم القراءة والكتابة، أصرّت نعمة على المضي قدمًا، متحدية التوقعات والرغبة المجتمعية في تقليص أحلامها. التعليم.. الطريق إلى الاستقلال أكملت نعمة تعليمها في الأزهر من الإعدادية إلى الثانوية، رغم صعوبات نفسية واجتماعية جعلتها تبكي في صمت، ومع نهاية الثانوية دخلت في نوبة اكتئاب حاد، بعد أن أُغلق باب الجامعة في وجهها، وفي اللحظة الأخيرة، قرر والدها تقديم أوراقها لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وكان ذلك أول باب من أبواب القدر. في الكلية تحوّلت حياة نعمة أصبحت أكثر استقلالًا، سافرت بمفردها، وعرفت طعم الاعتماد على النفس، وجدت الصحبة الصالحة، وتعمّقت في الفهم الديني والفكري، وبدأت تضع لنفسها هدفًا: "لن أكون شخصًا عاديًا، بل ذات أثر". بداية رحلة العمل والتميّز بعد التخرج بدأت العمل من منزلها كمدرسة للمواد الشرعية لمدة 3 سنوات، حصلت على منحة ماجستير إدارة أعمال من الكلية الملكية البريطانية (Trainovation) بتقدير امتياز، واشتغلت في التسويق العقاري أونلاين، كانت تعمل وتدرس وتتطوع كل ذلك من داخل أربع جدران فقط. لكن الواقع كان صعبًا، نظرات الناس كانت تختزلها في الكرسي المتحرك، ترفضها بعض الوظائف، وتتجاهل مهاراتها، حتى جاء يوم تخرجها فكان بداية تعرف الإعلام والجمهور عليها. قررت نعمة الانتقال للقاهرة والعمل على أرض الواقع، عاشت سنتين مغتربة تعتمد على نفسها كليًا، أصبحت مدربة معتمدة من الاتحاد العربي للتدريب AUT، وتقدم تدريبات في المهارات الحياتية داخل مصر وخارجها، وخاضت تجارب عديدة أبرزها العمل في مؤسسات مرموقة وبشكل تطوعي. مواقف من الألم.. وصمود لا يُقهر من أصعب ما مرت به، كان تعليقًا جارحًا من طبيب قال لها: "ما تروحي تعملي أطراف صناعية بدل ما إنتي قاعدة كده"، إلا أن نعمة أثبتت العكس تمامًا قامت بتربية ابنتي أخيها، وعد ومنى، وأثبتت لنفسها أولًا أن الأمومة ليست بالأطراف، بل بالقلب والقدرة على العطاء. من أجمل ما ترويه: "أولياء أمور كتير قالولي إنهم بيكملوا تعليم أولادهم بسببي"، وتضيف: "كل يوم في حياتي مغامرة جديدة.. كل يوم تحدٍ وانتصار، أهم شيء نعيش الحياة بالشكل الذي يرضي الله إلى أن نلقاه". نعمة سعيد نعمة سعيد