منذ 7 ساعات
سيناريوهات محتملة.. كيف يُمكن أن ترد إيران على الهجوم الأمريكي؟
رغم التحذيرات الإيرانية والدولية، للولايات المتحدة من الانخراط في النزاع الدائر مع إسرائيل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الأحد، تنفيذ غارات جوية استهدفت مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية.
وكانت إيران توعدت باستهداف المصالح الأمريكية بما في ذلك قواعدها في المنطقة، إذ كشف مسؤول أوروبي يوم الجمعة، أن طهران حذّرت قطر من أن القواعد الأمريكية في المنطقة ستصبح هدفا مشروعا لها ردا على أي هجوم أمريكي.
وسرعان ما علّقت جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن، على الهجوم الأمريكي قائلة إن على واشنطن تحمّل التبعات، ما يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات قد يتضمنها الرد الانتقامي الإيراني على الهجوم الأمريكي، فما أبرزها؟
في تصريحات لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، أكد الباحث الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا عزيزي، أن كل الاحتمالات ستكون مفتوحة أمام طهران للرد على الهجوم الأمريكي على مواقعها النووية.
من جانبه، أشار المحلل البحثي الأول في الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران، خسرو صايح أصفهاني، إلى أن التورط الأمريكي المباشر في الصراع بين إسرائيل وإيران، قد يدفع طهران إلى تحريك أذرعها في المنطقة والخلايا النائمة التابعة لمخابراتها حول العالم.
أكد عزيزي، أن طهران راعت منذ بدء الهجمات الإسرائيلية يوم 13 يونيو الجاري، بشكل استراتيجي الحفاظ على مخزون كافٍ من الصواريخ تحسبا لهجوم أمريكي محتمل واستعداد لتوسيع نطاق الحرب.
وتمتلك الولايات المتحدة قواعد عسكرية في 19 موقعا على الأقل في منطقة الشرق الأوسط، تستضيف ما يتراوح بين 40 إلى 50 ألف جندي أمريكي.
وبعد الانخراط الأمريكي بشكل مباشر في الحرب، لا يستبعد عزيزي ردودا انتقامية إيرانية تستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة، فضلا عن إمكانية تعطيل حركة نقل النفط العالمية في مضيق هرمز، الذي يعتبر ممرا حيويا لشحن النفط.
إلى جانب ذلك، يرى الباحث الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أن طهران قد تطلق العنان لعمليات تخريبية أخرى باعتبار المواجهة الحالية صراعا وجوديا للنظام.
وأفادت شبكة "إن بي سي نيوز"، يوم الجمعة الماضي، بأن سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة عززت عمليات المراقبة لعملاء إيران داخل أمريكا.
إغلاق مضيق هرمز
قبل أيام، ألمح رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الإيراني إسماعيل كسّاري، إلى إمكانية لجوء طهران إلى إغلاق الممر الملاحي الذي يمر عبره نحو 20% من نفط العالم، قائلا: "ندرس إغلاق مضيق هرمز بشكل جدي".
لاحقا، أبلغت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، عن زيادة ملحوظة في التداخلات الإلكترونية في الخليج ومضيق هرمز، ما أثّر على أنظمة الإبلاغ التلقائي لمواقع السفن.
وقال المسؤول عن السلامة والأمن في مجلس التجارة البحرية الدولي ومقره الدنمارك، لـ "نيوزويك"، إن التصعيد بين إيران وإسرائيل منذ بدايته أثار مخاوف مجتمع ملّاك السفن، لافتا إلى تدخّل الولايات المتحدة في الصراع قد يجبر طهران على توسيع تهديداتها لتشمل سفنا غير إسرائيلية.
وأوضح لارسين، أن القوة الإيرانية تتمتع بكفاءة عالية في الحروب غير المتكافئة، إذ استعدت على مدار عقود لهجوم محتمل على حركة الشحن البحري عبر مضيق هرمز، مؤكدا أن إيران يمكنها شن هجمات بسرعة تفوق الوقت اللازم لعبور السفن للمضيق.
ويعد مضيق هرمز، البوابة الرئيسية للبحر الأحمر وقناة السويس، ويقع بين جيبوتي واليمن، بعرض 15 ميلا عند أضيق نقطة، وهو ما يتيح لأنصار الله الحوثيين في اليمن تكثيف هجماتهم الصاروخية على السفن، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب وخيمة على سلاسل الإمداد العالمية.
إطلاق أذرعها في المنطقة
قبل أيام من تنفيذ الهجوم الأمريكي، قال المحلل البحثي الأول في الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران، خسرو صايح أصفهاني، إن النظام الإيراني في حالة تأهب ومستعد لإطلاق هجوم متعدد الجبهات يشمل إطلاق صواريخ ومسيرات على أهداف أمريكية في المنطقة.
وأوضح أصفهاني، أن طهران ستوجّه وكلائها مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والفصائل العراقية بما في ذلك الحشد الشعبي.
على الرغم من تأكيد حزب الله اللبناني في بداية الصراع بين إيران وإسرائيل، على أنه لن يبادر بالهجوم على إسرائيل، قبل أن يعاود الأمين العام للجماعة اللبنانية التصريح بأن الحزب إلى جانب إيران ولن يكون محايدا.
وفي أبريل الماضي، ذكرت مجلة "التايمز" البريطانية أن إيران نقلت صواريخ "أرض/أرض" بعيدة المدى إلى الفصائل العراقية، ما سيوفر لها تنفيذ ضربات شديدة للقواعد الأمريكية في محيطها حال حصولها على توجيه بذلك من طهران.
وفي ما يخص الحوثيين، قالت لارا تاندي، مسؤولة استشارات أمنية وسيبرانية، إلى أن الانخراط الأمريكي المباشر قد يُنهي وقف إطلاق النار الذي أبرمته واشنطن مع الجماعة اليمنية في مايو الماضي. ويطلق لها العنان لاستهداف السفن في البحر الأحمر وباب المندب.
كذلك، توقعت تاندي في تصريحاتها لـ"نيوزويك"، أن تستهدف إيران القوات الأمريكية وبعثاتها الدبلوماسية في المنطقة.
احتجاز أمريكيين كأسرى
يعتقد المحلل البحثي الأول في الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران، أن طهران قد تلجأ إلى احتجاز مواطنين أمريكيين على أراضيها أو في الدول التي تتواجد فيها أذرعها المسلحة.
وأكد تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة، أن بعض الأمريكيين واجهوا صعوبات خلال مغادرتهم إيران، محذّرة مواطنيها من أنهم قد يصادفون نقاط تفتيش واستجوابات من قبل السلطات الإيرانية، مضيفا "أبلغ العديد من مواطنينا عن حالات تأخير ومضايقات خلال رحلة مغادرتهم إيران".