logo
#

أحدث الأخبار مع #الاستقلالالثاني

الضالع.. من النظرية إلى النصر
الضالع.. من النظرية إلى النصر

المشهد العربي

timeمنذ 13 ساعات

  • سياسة
  • المشهد العربي

الضالع.. من النظرية إلى النصر

هاني سالم مسهور حين نكتب عن الضالع، فنحن لا نستعيد واقعة عسكرية، بل نُعيد تموضع معنى الجنوب نفسه، الضالع ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل لحظة حاسمة في التاريخ الجنوبي، لحظة تحوّل فيها الحلم إلى واقع، وتحولت فيها النظرية إلى نصر، من تحرير الضالع في مايو 2015، بدأت معادلة "الاستقلال الثاني" تتشكل، ليس فقط كفكرة، بل كمسار قابل للتحقق، في الضالع، انهار وهم الوحدة بقوة الرصاص، وارتفعت راية الجنوب بقوة الإيمان بالحق. لقد مثّلت الضالع أول تقاطع حاد بين النضال السلمي الذي رعاه الحراك الجنوبي طيلة سنوات، وبين فعلٍ ميداني يُعيد للأرض اسمها، وللراية معناها، لم تكن الضالع مدينة تبحث عن التحرير لذاتها فقط، بل كانت تخوض معركة بالنيابة عن الجنوب كله، لتمنح المشروع التحرري ما كان يفتقده، البرهان العملي على أن الاستقلال ليس شعاراً، بل خياراً ممكناً. في الضالع، لم تسقط المدينة كما سقطت مدن الشمال أمام الحوثي. لم يُرفع فيها علم الجماعة الإخوانية ولا حتى شعارات الحوثي الهوجاء، ولم تُكسر فيها إرادة الناس، هناك صمدت المقاومة الشعبية، وقاتل الناس دون انتظار "الجيش الوطني" الذي كان منشغلاً حينها برسم خرائط تقاسم اليمن بين صنعاء ومأرب وتعز، كانت الضالع وحدها، ومع ذلك صنعت بداية النصر. انتهج الحراك منذ بدايته مسار السلمية، استجابةً لمتطلبات وظروف المرحلة، لكن في الضالع، كان هناك وعي مختلف، حيث آمن رجال بأن للحركة الوطنية أطوارًا ومستويات. فبينما كانت الجماهير تحتشد في تظاهرات سلمية تجوب المدن، كان هناك عمل دؤوب يجري في الخفاء لتحويل الفكرة إلى واقع، والانتقال بالنظرية إلى حيز التطبيق، لقد ترسخت قناعة لدى العسكريين الجنوبيين بأن الاستقلال الحقيقي لا يُنال إلا بحمايته بالقوة، واختاروا الضالع لتكون مسرحًا لهذه المهمة. إن قمع نظام صنعاء للمظاهرات السلمية، حجبه عن رؤية ما كان يُعدّ ويُجهّز في معاقل الجبال وفي عقول الرجال. عندما هاجم الحوثيون وقوات صالح مدينة الضالع، لم يكن أمام الناس إلا الدفاع، وهنا تحرّكت الذاكرة الجمعية للمقاومة الجنوبية: استُدعيت تجربة الدفاع عن الجنوب في حرب الاستقلال الأول وحرب صيف 1994، واستُنهضت قوى المجتمع من القرى إلى الجبهات، لم تأتِ كتائب التحرير من خلف الحدود، بل خرجت من الأزقة والمنازل، ومن ذاكرة الناس التي لم تنسَ أن الجنوب كان يومًا دولة ذات سيادة. كان لتحرير الضالع رمزية كبرى، أنها أول نقطة جنوبية تتحرر بالكامل خارج عباءة "الشرعية"، وقبل أي تنسيق رسمي، هذا الفعل الشعبي العفوي، المدعوم بروح الحراك وإرادة القتال، هو ما أعطى لمعركة الضالع بعدها التاريخي، الضالع لم تنتظر أحدًا، بل صنعت لحظتها بنفسها، وأعلنت أن الجنوب لا يحتاج إلى وصاية، بل إلى شجاعة. إن الذين يعتبرون معركة الضالع مجرد فصل من فصول الصراع مع الحوثيين، يقللون من شأنها عمدًا، لقد مثلت الضالع إيذانًا ببدء مرحلة جديدة، مرحلة يكون فيها الجنوب لاعبًا أساسيًا لا مفعولًا به، هناك، سقطت حجج فرض الوحدة بالقوة، وتبددت مقولات اليمن الواحد وأوهام التقسيم إلى أقاليم، وذلك في مواجهة واقع أن لا قاسم مشترك بين من يدافع عن وطنه، ومن جاء غازيًا بسلاح كهنوتي لإسقاط جغرافيا لا يقيم لها وزنًا ولا يعرف لها حرمة. من الضالع، انتقل الوعي التحرري إلى مرحلة ناضجة، انتقلنا من رفع العلم إلى حمايته، من ترديد الهتافات إلى تثبيت الخطوط الأمامية، ولذا، فإن الاحتفال بالذكرى العاشرة لتحرير الضالع ليس مجرد فعل رمزي، بل تجديد للعهد، بأن ما تحقق في تلك الجبهة، يجب أن يُستكمل على امتداد الجغرافيا الجنوبية. لقد صاغت الضالع المفهوم الميداني للاستقلال الثاني، لم يعد الاستقلال فكرة عاطفية، بل تحول إلى منظومة، مقاومة محلية، قيادة سياسية، وشعب مُتيقن من قضيته، في الضالع، بدأ الوعي بأن النصر ممكن، وهناك، ولدت قناعة بأن الجنوب قادر على حماية نفسه، وإدارة معاركه، دون الحاجة إلى انتظار تفويض من أحد. من الضالع إلى عدن إلى لحج، بدأت تتشكل نواة القوة الجنوبية الحديثة، التي تجاوزت فكرة الفصائلية إلى مشروع وطني جامع. وبدعم صادق من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن مشاركتهم في التحالف العربي ، بدأت تتكوّن ملامح جيش جنوبي محترف، يحمل بندقيته تحت علمه، لا علم سواه. اليوم، بعد عشر سنوات، علينا أن نتعامل مع ذكرى تحرير الضالع كعلامة فاصلة، الضالع ليست فقط أول نصر عسكري، بل أول انتصار مفاهيمي، وهي تضع أمام الجنوبيين سؤالاً صريحاً، هل أنتم مستعدون لتحويل هذا النصر إلى مشروع دولة؟، هل أنتم جاهزون لجعل الضالع بداية لا نهاية، انطلاقة لا تذكار؟. التاريخ لا ينتظر، والفرص لا تتكرر، ومن يعرف الضالع جيدًا، يدرك أن ما بدأ هناك، لن ينتهي إلا في عدن، عندما تُرفع راية الجنوب من جديد فوق قصر المعاشيق، لا كرمزية، بل كحقيقة سياسية غير قابلة للإنكار. عيدروس الزبيدي، ضالعيٌّ نعم، وجنوبيٌّ حتى النخاع، مليون نعم! هو حجر الزاوية في صرح مشروع وطن، قابضٌ على راية بلاده، يحملها بإباءٍ كما حملها الأبطال الحضارم في فجر الاستقلال الأول، لا شيء يضاهي عظمة أن تمسك بالجمرة الملتهبة، وأن تكون من القوة بمكانٍ بحيث لا تدعها تسقط من يدك أبداً.

ريشا: على الدولة أن تتحمّل مسؤوليتها اذا رفض الحزب تسليم السلاح
ريشا: على الدولة أن تتحمّل مسؤوليتها اذا رفض الحزب تسليم السلاح

المركزية

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المركزية

ريشا: على الدولة أن تتحمّل مسؤوليتها اذا رفض الحزب تسليم السلاح

أكّد رئيس جهاز الاعلام في حزب الكتائب باتريك ريشا ان الحزب سيحيي غدا السبت 12 نيسان الذكرى الخمسين على انطلاق المقاومة اللبنانية في 13 نيسان 1975 وتحديدا في عين الرمانة قرب تمثال الرصاص على بعد 500 متر من مكان استشهاد الرفيق جوزاف ابو عاصي لنؤكد معاني النهار ونخبر حقيقة ما حصل في هذه المرحلة لان هناك أجيالا لا تعرف الحقيقة. أضاف:"الحزب سيكرم شهداءه والمناضلين وسيستمع الى المصابين كما ستكون كلمة لرئيس الحزب سامي الجميّل انطلاقا من آخر خطاب له في مجلس النواب وسيقوم بمقارنة بين الأمس واليوم ويؤكد ما يجب تفاديه كي لا نقع في المشاكل والحروب نفسها وندعو الجميع الى المشاركة في المهرجان الاستثنائي مع المضمون الإنتاجي الضخم". ورأى ريشا في حديث لبرنامج "الحكي بالسياسة" عبر صوت لبنان، اننا خرجنا من حرب لها عبرها ومن المفيد ان تتشارك الكتائب تجربتها الطويلة مع اللبنانيين لنتخطى مراحل صعبة ونوفّر على البلد مشاكل وحروبا وكل التجربة سنجمعها في ساعة نصف في مهرجان غد السبت لنعطي شهادة ونفتح آفاقا للمستقبل. واذ عدّد الأسباب التي أوصلتنا الى حرب الـ1975، اعتبر ان لحظة 13 نيسان كانت لتحصل عاجلا او آجلا لانّ كان هناك تراكم دام 7 سنوات وكانت 13 نيسان اللحظة التي طفح بها الكيل وكل ما حصل نتيجة تراكم ما قبل 13 نيسان 1975. ولفت ريشا الى ان الشعور بالإنتماء للبنان لم يكن عند كل اللبنانيين كما كان عند الكتائبيين ولم يكن الجميع ينادون بلبنان أولاً كما كانت تفعل الكتائب، ومن كانوا من انصار العمليات الفدائية قاموا بنقد ذاتي مع الوقت ولا نريد ان نفتح الجروحات لاسيما ان الكتائب هو الحزب الوحيد الذي ينادي بالمصارحة والمصالحة مع التذكير اننا في العام 2006 عقدنا مؤتمرا مع منظمة التحرير لنقلب الصفحة وكان فيه إعتذار ضمني من المنظمة عن الارتكابات التي حصلت. وقال:" كان هناك من يريد ان يحلّ القضية الفلسطينية على حساب لبنان وقدمنا تضحيات ليحصل التعاطف مع القضية اللبنانية ونقنع الرأي العام العربي والغرب بقضيتنا وأحقيتها ومن المؤكد ان المحطات التي خضناها معا كلبنانيين منذ 2005 توّجت بلحظة تاريخية مهمة في 2005 عندما التقينا في ساحة الشهداء وخضنا معا معركة الاستقلال الثاني وتحرير لبنان وكان هناك نوع من القراءة المشتركة، ورفعَ شعار لبنان أولا من كانوا يتهموننا بالإنعزال". أضاف:"من طالب بعزل الكتائب معظمهم بعد 50 سنة رحلوا وبقيت الكتائب لان ما طالبنا به حق". وأكد ان الكتائب التي نشأت على فكرة حب لبنان الـ10452، من الطبيعي ان تضع أمامنا السيادة وتناضل من أجلها مشددا على ان المقاومة بدأت لبنانية واستمرت مسيحية . واشار ريشا الى ان المقاومة أخذت أوجهاً مختلفة، فمن المقاومة المسلحة الى تلك التي أخذت طابعاً سلمياً مع المقاومة الطالبية بوجه الاحتلال السوري وكان الصمود الى ان قاومنا منطق السلاح غير الشرعي بالكلمة والموقف والثبات فالمقاومة مسار متواصل الى حين تحقيق الدولة السيدة على كامل أراضيها وأسباب المقاومة لم تنتهِ وطالما ان حزب الله باقٍ على نهجه فمقاومتنا السياسية مستمرة مع دعوتنا الدائمة للعودة الى حضن الدولة. وذكّر ريشا بدعوة النائب سامي الجميّل الى الجلوس معا عبر مؤتمر وطني للمصارحة والمصالحة وباعتراف متبادل واحترام متبادل معتبرا ان هذا المؤتمر يجب ان يحصل عاجلاً او آجلاً. وراى ريشا ان حزب الله يعزل نفسه، وخلال الحرب وقبلها نصحه الجميع بعدم الدخول فيها وبعد الواقعة دعوناه الى تسليم السلاح واليوم يريدون ثمنا سياسيا ولكنهم لا يتحدثون صراحة بما يضمرون . وقال:"ان دعوتنا للمصالحة والمصارحة طرح وطني وليست مبادرة يقوم بها حزب انما وضعناها بين ايدي رئيس الجمهورية والمؤسسات الرسمية التي يجب ان ترعى هكذا مؤتمرات ولكن ثمة خطوات عدة يجب ان تتَّخذ قبل الجلوس الى الطاولة أولها تسليم سلاح الحزب وفك ارتباطه بالخارج والمساواة مع كل اللبنانيين". أضاف:"اذا الرئيس جوزاف عون يؤمن ان مسار الحوار المباشر مع الحزب يؤدي الى النتيجة المرجوة فنحن ندعمه والرئيس يريد ان يأكل عنبا لا قتل الناطور وسنعطيه فرصته ولكن مؤتمر المصارحة والمصالحة لا علاقة له بموضوع السلاح ". وتابع ريشا: "بالنسبة لنا فان الجيش هو من يدافع ويعتمد الحياد في الصراعات، والاستراتيجية الدفاعية يجب ان تكون مسألة إدارية يضعها مجلس الوزراء وتطبقها وزارة الدفاع وما نقوله ليس خارجا عن المنطق". واذ لفت الى ان تسليم كل الميليشات سلاحها تمّ بعد اتفاق الطائف باستثناء حزب الله الذي تُرك له أمر الجنوب والاستثناء أصبح قاعدة بعد 20 سنة، اعتبر ان السلاح الخفيف أخطر في الداخل من السلاح الثقيل ما يعني ضرورة تسليم كل السلاح دون مواربة. وقال ريشا:" كي تضبط الدولة سيادتها يجب تسليم كامل السلاح ويجب ان تعود الهيبة للقوى الامنية كي نعود الى بلد طبيعي وعلى الدولة والمؤسسات ان تتحمّل مسؤوليتها اذا رفض الحزب تسليم السلاح ولسنا في موقع ان نضع مهلاً للدولة، هناك الكثير من الحلول ولكن لن نقبل ان نبقى في ما نحن فيه". وأوضح ريشا ان مسألة النظر في النظام دائمة مطروحة والشعور الطائفي كي نزيله يجب ان نزيل أولا مسبباته، ويجب ان نقرّ بالطائفية كي نعمل على تذليلها والتخفيف من أضرارها. وقال:"لا يمكن ان نشبه واقعنا اليوم بما حصل في العام 1975 فاليوم المشكلة داخلية وآنذاك لم تكن الحرب أهلية انما بين لبنانيين يدافعون امام بيوتهم وفلسطينيين كانوا في الداخل وتطورت وكانت حرب نضالية مقاوِمة". وشدد ريشا على ان التوطين مرفوض والعودة حق للفلسطينيين انما المساس بالتوازن الداخلي اللبناني لعبة خطيرة. وأضاف: "مثلما هناك جو ضد عودتهم بعد فترة قد تتغير الإدارات والأهواء ولكن ترجمة التوطين بالنظام وبالحصص النيابية والمكاسب الطائفية هو لعب بالاستقرار ولن نقبل الدوس على كرامتنا وكرامة البلد ". وأكد ريشا ان ذكرى 13 نيسان تعني له الكثير اذ انه نشأ في عين الرمانة المنطقة مطبوعة بالمقاومة، قال:" نفتخر بتضحيات من سبقونا ولا أتمنى لابني ان يعيشها وناضلنا على طريقتنا ولا أريد أن يحمل ابني السلاح". وختم بالقول:"نفتخر بنضالنا وما حصل وسام شرف على صدر كل المقاومين انطلاقا من حرب 1975 التي حافظت على الوجود والمناطق ولا نستحي بها لكننا لا نريد ان تتكرر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store