أحدث الأخبار مع #الانتشار_النووي


العربية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العربية
شمال الكرة الأرضية وجنوبها ومخاطر التسلح النووي
ما يجري بين الهند وباكستان حالة مهمة من حيث المخاطر النووية على العالم، فلأول مرة منذ نهاية الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفيتي، يشعر العالم بإمكانية تزايد المخاطر حول استخدام السلاح النووي، فالكارثة أصبحت محسوسة بشكل مقلق في جميع أنحاء العالم الذي يشعر أن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لم تحقق أهدافها، بل إن الانقسامات الدولية وظهور مريدين للأسلحة النووية غير السلمية أصبحت تتزايد بلا قواعد وضوابط الاستخدام، وهذا ما يطرح فكرة خطيرة وسؤالا مهما حول الانتشار النووي ومقدار الثقة الدولية المتبادلة بين الدول النووية في هذا الجانب، وهل هي في ازدياد أم في تراجع؟ في الحقيقة أن العالم خلال العقود الماضية كان يعتمد على أداة سياسية فعالة لمنع الانتشار النووي، وهي معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولكن كما شهد العالم فقد تغيرت مسارات الحصول على السلاح النووي بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي، ودخلت كثير من دول الجنوب العالمي في مزايدات سياسية واقتصادية للحصول على السلاح النووي، فالعالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفرد أميركا بقيادة العالم منذ تسعينيات القرن الماضي أصبح سوقاً مفتوحة للتقنية النووية، ومن هنا بدأت المخاطر تهدد العالم، ودخلت في سباق التسلح دول ليست مؤهلة سياسيا أو اقتصاديا لذلك السباق. الواقع أن انتهاء الحرب الباردة كشف معادلة سياسية مختلفة، فقد توزع الإرث السوفيتي النووي بين عدة دول؛ وهذا الانتشار ساهم في مضاعفة عدد الدول النووية في العالم، وأصبحت القضية أبعد من كونها أسلحة نووية تهدد الاستقرار العالمي وذهبت القضية إلى فتح المجال لكثير من الأفكار التي انتشرت بين الدول الراغبة في الحصول على السلاح النووي، والتي ترى أن السلاح النووي لا يجب أن يكون حكرا على الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لقد سهل سقوط الاتحاد السوفيتي فكرة امتلاك السلاح النووي وسهل فكرة انتشاره وخاصة مع تراجع ملحوظ بدرجة الالتزام الدولي بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. خلال العقود الماضية -وخاصة العقدين الأخيرين من القرن الماضي- اكتسبت دول جنوب الكرة الأرضية أهمية سياسية واقتصادية متزايدة بسبب التحولات الجيوسياسية في النظام الدولي، وهذه الأهمية ساهمت في ترقية رغبة كثير من دول جنوب الأرض لكي تحصل على السلاح النووي، ونتيجة لذلك يشهد العالم اليوم تحولات خطيرة في مفهوم القوة والنفوذ خاصة أن العالم أصبح يستخدم هذه اللغة بشكل متزايد في صراعاته، فما يجري بين الهند وباكستان يتجاوز فكرة حرب تقليدية، ما يجري يمكن أن يتطور إلى حالة خطيرة من الصراع تهدد العالم. الاستخدامات السياسية لمصطلح القوة والنفوذ بين القادة في العالم والحديث عن القوة لتحقيق التفوق السياسي، هي مفاهيم مقلقة، ولكنها في ذات الوقت أصبحت أداة مشجعة للدول الضعيفة في تأثيرها السياسي أو الاقتصادي المالكة للسلاح النووي، وخير مثال على ذلك كوريا الشمالية، بمعنى دقيق فقد أصبحت اللغة السياسية الدولية محفزا طبيعيا نحو سباق التسلح في العالم، وسوف يشهد العالم -بلا شك- تزايد رغبة الدول في امتلاك سلاح نووي، وهنا مكمن الخطر؛ لأنه كلما طغت ظاهرة القوة والنفوذ في الحوار السياسي الدولي كانت الفرصة أكبر لاستخدام الأسلحة المدمرة. عندما تتحارب دول تمتلك سلاحا نوويا فإن الأمر لا ينتهي إلى هذه المسألة فقط، بل ندخل في معادلة القوة والنفوذ وتنشأ فكرة التحالفات الثنائية بين دول نووية كبرى صديقة لبعضها، بلغة أخرى ومثال حي يمكن ببساطة أن يدرك العالم من يؤيد المتحاربين في الهند وباكستان: إنها قوى دولية تمتلك أسلحة نووية، وهنا تبدأ الحسابات الاقتصادية والسياسية وحسابات النفوذ والأبعاد الجيوسياسية بالدخول في مسار التنافس بين المتحاربين، وهذا ما يمهد الفرصة لتحالفات بين دول نووية هي في حقيقتها لا تسعى إلى الحرب؛ ولكنها ترغب في تمرير وفرض أجنداتها السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، ولكن هنا لا توجد ضمانات للكيفية التي سوف تتطور فيها الحروب ونتائجها. العالم اليوم بحاجة الى إنقاذ نظام منع انتشار الأسلحة النووية من الفوضى التي أصابته، فلابد من عودة صارمة من المجتمع الدولي، وبذل الجهود الجادة والمنسقة للحفاظ على العالم عبر نشر وترسيخ قاعدة دولية تعزز الاتجاه نحو منع انتشار الأسلحة النووية، والحقيقة أن غياب قيادة دولية واضحة لهذا الملف وفتح مجالات التنافس والصراع بين القوى الدولية بلا ضوابط لن يكون في صالح العالم، وهنا لابد من العودة إلى إحياء معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي أصبحت اليوم تعاني من عدم توافق في آراء واتجاهات الدول الأطراف في المعاهدة، وهذا يساهم في تزايد تعقيدات موقف هذه المعاهدة.


روسيا اليوم
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- روسيا اليوم
عراقجي: استخدام الأسلحة النووية محرم في العقيدة الإيرانية.. لن نتراجع عن حقنا في التخصيب
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن طهران ترفض بشكل قاطع امتلاك أو استخدام الأسلحة النووية، التي وصفها بأنها "محرمة" في العقيدة الإيرانية. وفي كلمة ألقاها خلال "مؤتمر الحوار بين إيران والدول العربية"، أوضح عراقجي أن إيران كانت دوما عضوا ملتزما في النظام الدولي لمنع الانتشار النووي، لكنها في المقابل تصر على ممارسة حقوقها المشروعة ضمن هذا الإطار. وأضاف: "نحن لا نسعى لامتلاك الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل لا مكان لها في العقيدة الأمنية الإيرانية. ولهذا كنا من بين المبادرين لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في غرب آسيا". واتهم عراقجي الدول الغربية بانتهاج سياسة ازدواجية المعايير حيال ملف الانتشار النووي في الشرق الأوسط، قائلاً: "لا يمكن لأحد أن يزعم القلق من برنامج نووي سلمي في إيران، ثم في الوقت نفسه يغض الطرف عن ترسانة نووية كبيرة يمتلكها كيان محتل وعدواني". وأضاف: "النظام الصهيوني هو المصدر الأكبر لعدم الاستقرار والتهديدات والحروب في المنطقة". وأكد أن إيران منفتحة على مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة، إلى جانب أطراف أخرى مثل أوروبا وروسيا والصين "بنية حسنة". وتابع: "إذا كان هدف هذه المفاوضات هو ضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية، فإن هذا الأمر قد تحقق. لكن إذا كان الهدف هو حرمان إيران من حقوقها المشروعة، فإننا لن نتراجع بأي حال". ودعا عراقجي إلى اعتماد نهج إقليمي تشاركي بديلا عن سياسة توازن القوى، مشيرا إلى أهمية التعاون في مجالات السياحة والتجارة والتبادل الثقافي بين دول المنطقة. وقال: "النمو لا يقوم على بلد قوي بل على تعاون إقليمي متماسك. يجب أن تتحول لغة الخطاب من المواجهة إلى التفاهم، وهذا اللقاء يشكل خطوة أولى يجب أن تتبعها خطوات مؤسسية". كما طالب بإنشاء قنوات تواصل بين النخب الإقليمية، وإطلاق مشاريع جماعية لإيجاد حلول لأزمات المنطقة، بما يعزز الاستقرار والازدهار المشترك. وفي الشأن الفلسطيني، أكد عراقجي أن إيران لا يمكنها التحدث عن وحدة العالم الإسلامي دون التطرق إلى "الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني". وأشار إلى أن "فكرة حل الدولتين كانت وهماً استخدم لتضييع الحقوق الفلسطينية، فيما بات النظام الصهيوني اليوم يعلن رسميا رفضه لها". وهاجم السياسات الإسرائيلية، قائلا: "الكيان الصهيوني يواصل ارتكاب الإبادة الجماعية والتهجير القسري بحق الفلسطينيين، وينفذ اعتداءات متكررة على سوريا ولبنان واليمن، بهدف تفتيت المنطقة وإضعاف دولها". وأكد أن "مواجهة هذا الكيان واجب قانوني وأخلاقي على جميع دول المنطقة"، داعيا إلى تأسيس نظام إقليمي قادر على الرد على هذه التهديدات، وتعزيز الاستقلال والسيادة لدول المنطقة. المصدر: إرناقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة ستعقد في 11 مايو/أيار الجاري.