#أحدث الأخبار مع #البحرالأحمر,عبدالستارناجي,كريمرشيدالبلاد البحرينية٠٧-١٢-٢٠٢٤ترفيهالبلاد البحرينيةبالبحر الأحمر السينمائي.. فيلم "ضي" أضاع الطريقعبدالستار ناجي: قدم مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة 2024 فيلم "ضي" من توقيع المخرج كريم رشيد وتأليف هيثم دبور وبطولة محمد ممدوح وأسيل عمران وحنين سعيد وإسلام مبارك ومحمد منير ومن إنتاج مصري – سعودي مشترك. الفيلم يأخذنا إلى حكاية الصبي (ضي) الذي يسعى إلى تحقيق أحلامه في الغناء وسط متناقضات تحيط به وتعيق مسيرته وحلمه بل ما هو أبعد من كل ذلك، حيث يتحرك الفيلم متجاوزاً الحكاية المحورية حول – ضي – إلى أحداثيات السيرة الخاصة لأسرة هذا الصبي وأيضاً مدرسته التي تؤمن بموهبته، إلا أن رحلة الحلم تظل متعثرة يعرقلها الظروف المحيطة اعتباراً من أفراد الأسرة والمدرسة والقرية وصولاً إلى المحيط العام وكأننا أمام مجتمع يظل يعيق أبناءه وأحلامهم وهو ما يشكل علامات استفهام كبرى حول مقولات العمل التي جاءت مشوشة في الكثير من جزئياتها بل أساساتها. الفيلم ضمن صيغ أفلام الطريق التي تأخذنا إلى مجموعة من الحكايات خلال تلك الرحلة، ولطالما شاهدنا مثال تلك الأعمال عربياً وعالمياً، ولكن تظل تلك الأعمال ثرية بالشخصيات التي تأتي غالباً نابضة بالحياة والتوهج حتى رغم انكساراتها، بل إن نسبة كبيرة من تلك الشخصيات لا تفارقنا حتى بعد نهاية الكثير من الأفلام. ولكننا هنا في "ضي" أمام شخصيات وأحداث لا تحقق معادلة الإضافة وسرعان ما تذهب إلى النسيان والهامش، مما يعطل ديناميكية تطور الشخصيات المحورية والأحداث، بل إن نسبة كبيرة من تلك الشخصيات والأحداث نظل نتساءل لماذا زرعت وما هي حيثيات وجودها وأبعادها، وهو ما يجعل الفيلم يضيع الطريق ويظل يتحرك في اتجاهات عدة تجعلنا بعيدين جداً عن المحور الأساسي وهو تحقيق الحلم، بل إن النهاية (حتى) رغم حلها التوفيقي تذهب إلى الزيف والأحلام الكاذبة التي لا تحقق حلم ذلك الطفل الموهوب. نقرب العدسة أكثر لنرى التأثيرات الواضحة لفيلم يوم الدين سيناريو وحوار وإخراج أبو بكر شوقي عن حكاية (بشاي) الذي وجد نفسه يعيش في مكب القمامة ليبدأ رحلة البحث عن أسرته. هذه التأثيرات في الفيلم تذهب حتى إلى العلاقة الملتبسة بين أم ضي ومدرسة الموسيقى حيث المدرسة مسيحية والأم مسلمة، حيث مجموعة من المشاهد التي تعزف على نبض التفرقة والصراع، ومن بينها مشهد شرب الماء وتلك المعركة التي نشبت بينهن في القطار. إذا كان في يوم الدين تمت معالجة هذا المحور بأسلوب كوميدي ساخر (بالذات موضوع السجن والصلاة)، لكننا هنا أمام فعل يعمق (الفرقة) ويساهم في المزيد من الضياع للفيلم، الذي بدلاً من أن يعمق تلك الشخصيات المحورية مثل (ضي) و(شقيقته) و(مدرسة الموسيقى) و(الأم)، ننشغل تارة بالتاجر وأخرى بالمدرسة ثم حكاية السرقة التي تبدو أساسية في تبرير المأزق الذي وضعت به تلك الأسرة، ولكن هناك كمية من الأحداث التي تظل غير مبررة ويمكن اجتزاءها من الفيلم دونما تأثير، مثل مشهد المحطة والمشاجرة في القطار ورجل الإطفاء وغيرها من الشخوص التي تأتي وتذهب دون أن تمسنا أو تمس الحدث. نعم، يتميز الفيلم بأنه من تلك النوعية من الأعمال السينمائية العربية التي تناقش موضوعاً مغايراً ويهتم بشخصية مختلفة، ولكن هذا الاهتمام وحده لا يكفي، لأننا أمام أحداث وشخصيات جعلتنا في مرات عدة ننسى المحور والأساس. على صعيد التمثيل، لا بد من التوقف مطولاً أمام الأداء المتميز للفنانة الشابة أسيل عمران وهي تتقمص شخصية مدرسة الموسيقى المسيحية (سوزان) مع لهجة أهل الجنوب (أسوان والنوبة)، وهكذا الأمر إلى الصوت الشجي للطفل بدر محمد، الذي لم تُستغل موهبته العالية في تقديم أعمال المطرب محمد منير. فيلم "ضي" رغم الفرص الاستثنائية التي أتيحت له، ولعل آخرها الاختيار ليكون فيلم افتتاح المهرجان السينمائي الأهم في المنطقة، إلا أنه في الوقت ذاته ظل بعيداً وبنسبة كبيرة عن الطموح والجادة والنهج والحلم. فيلم "ضي" يظل بأمس الحاجة لمزيد من البحث والتحليل للشخصيات، وقبل كل هذا وذاك تجاوز الهامش للعزف على إيقاع الأساس.
البلاد البحرينية٠٧-١٢-٢٠٢٤ترفيهالبلاد البحرينيةبالبحر الأحمر السينمائي.. فيلم "ضي" أضاع الطريقعبدالستار ناجي: قدم مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة 2024 فيلم "ضي" من توقيع المخرج كريم رشيد وتأليف هيثم دبور وبطولة محمد ممدوح وأسيل عمران وحنين سعيد وإسلام مبارك ومحمد منير ومن إنتاج مصري – سعودي مشترك. الفيلم يأخذنا إلى حكاية الصبي (ضي) الذي يسعى إلى تحقيق أحلامه في الغناء وسط متناقضات تحيط به وتعيق مسيرته وحلمه بل ما هو أبعد من كل ذلك، حيث يتحرك الفيلم متجاوزاً الحكاية المحورية حول – ضي – إلى أحداثيات السيرة الخاصة لأسرة هذا الصبي وأيضاً مدرسته التي تؤمن بموهبته، إلا أن رحلة الحلم تظل متعثرة يعرقلها الظروف المحيطة اعتباراً من أفراد الأسرة والمدرسة والقرية وصولاً إلى المحيط العام وكأننا أمام مجتمع يظل يعيق أبناءه وأحلامهم وهو ما يشكل علامات استفهام كبرى حول مقولات العمل التي جاءت مشوشة في الكثير من جزئياتها بل أساساتها. الفيلم ضمن صيغ أفلام الطريق التي تأخذنا إلى مجموعة من الحكايات خلال تلك الرحلة، ولطالما شاهدنا مثال تلك الأعمال عربياً وعالمياً، ولكن تظل تلك الأعمال ثرية بالشخصيات التي تأتي غالباً نابضة بالحياة والتوهج حتى رغم انكساراتها، بل إن نسبة كبيرة من تلك الشخصيات لا تفارقنا حتى بعد نهاية الكثير من الأفلام. ولكننا هنا في "ضي" أمام شخصيات وأحداث لا تحقق معادلة الإضافة وسرعان ما تذهب إلى النسيان والهامش، مما يعطل ديناميكية تطور الشخصيات المحورية والأحداث، بل إن نسبة كبيرة من تلك الشخصيات والأحداث نظل نتساءل لماذا زرعت وما هي حيثيات وجودها وأبعادها، وهو ما يجعل الفيلم يضيع الطريق ويظل يتحرك في اتجاهات عدة تجعلنا بعيدين جداً عن المحور الأساسي وهو تحقيق الحلم، بل إن النهاية (حتى) رغم حلها التوفيقي تذهب إلى الزيف والأحلام الكاذبة التي لا تحقق حلم ذلك الطفل الموهوب. نقرب العدسة أكثر لنرى التأثيرات الواضحة لفيلم يوم الدين سيناريو وحوار وإخراج أبو بكر شوقي عن حكاية (بشاي) الذي وجد نفسه يعيش في مكب القمامة ليبدأ رحلة البحث عن أسرته. هذه التأثيرات في الفيلم تذهب حتى إلى العلاقة الملتبسة بين أم ضي ومدرسة الموسيقى حيث المدرسة مسيحية والأم مسلمة، حيث مجموعة من المشاهد التي تعزف على نبض التفرقة والصراع، ومن بينها مشهد شرب الماء وتلك المعركة التي نشبت بينهن في القطار. إذا كان في يوم الدين تمت معالجة هذا المحور بأسلوب كوميدي ساخر (بالذات موضوع السجن والصلاة)، لكننا هنا أمام فعل يعمق (الفرقة) ويساهم في المزيد من الضياع للفيلم، الذي بدلاً من أن يعمق تلك الشخصيات المحورية مثل (ضي) و(شقيقته) و(مدرسة الموسيقى) و(الأم)، ننشغل تارة بالتاجر وأخرى بالمدرسة ثم حكاية السرقة التي تبدو أساسية في تبرير المأزق الذي وضعت به تلك الأسرة، ولكن هناك كمية من الأحداث التي تظل غير مبررة ويمكن اجتزاءها من الفيلم دونما تأثير، مثل مشهد المحطة والمشاجرة في القطار ورجل الإطفاء وغيرها من الشخوص التي تأتي وتذهب دون أن تمسنا أو تمس الحدث. نعم، يتميز الفيلم بأنه من تلك النوعية من الأعمال السينمائية العربية التي تناقش موضوعاً مغايراً ويهتم بشخصية مختلفة، ولكن هذا الاهتمام وحده لا يكفي، لأننا أمام أحداث وشخصيات جعلتنا في مرات عدة ننسى المحور والأساس. على صعيد التمثيل، لا بد من التوقف مطولاً أمام الأداء المتميز للفنانة الشابة أسيل عمران وهي تتقمص شخصية مدرسة الموسيقى المسيحية (سوزان) مع لهجة أهل الجنوب (أسوان والنوبة)، وهكذا الأمر إلى الصوت الشجي للطفل بدر محمد، الذي لم تُستغل موهبته العالية في تقديم أعمال المطرب محمد منير. فيلم "ضي" رغم الفرص الاستثنائية التي أتيحت له، ولعل آخرها الاختيار ليكون فيلم افتتاح المهرجان السينمائي الأهم في المنطقة، إلا أنه في الوقت ذاته ظل بعيداً وبنسبة كبيرة عن الطموح والجادة والنهج والحلم. فيلم "ضي" يظل بأمس الحاجة لمزيد من البحث والتحليل للشخصيات، وقبل كل هذا وذاك تجاوز الهامش للعزف على إيقاع الأساس.