#أحدث الأخبار مع #البرماجياتالشروق١٩-٠٤-٢٠٢٥علومالشروقفاشية تقنية اسمها الذكاء الاصطناعيلقد أصبح الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي اليوم موضوع الساعة، في السياسة والاقتصاد والصناعة والتعليم والإعلام وحرب المعلومات، إنه الآن في كل مكان. وعلى كل الألسنة. ولكننا غالبًا ما ننسى إعطاء تعريف للذكاء الاصطناعي. والتعريف البسيط لـلذكاء الاصطناعي هو عبارة عن مجموعة من البرماجيات (softwares) التي تعتمد على البيانات (Data)، وهذا هو السر. بينما في السابق كانت البرماجيات تستند على قواعد منطقية. فـالذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات، التي نعطيها للحواسيب، حتى تتعلم، ولهذا السبب نتحدث عن التعلم الآلي. وبمجرد أن نتحدث عن الذكاء الاصطناعي، نعتقد بأن الآلات التي نستخدمها ذكية، وأن هذا الذكاء هو اصطناعي. لكننا ننسى أن نقول إن ذكاء الآلات هو مقاربة بشرية. والحقيقة ليست كذلك، وفي رأيي، لن يتجاوز الذكاء الاصطناعي القدرات المعرفية للبشر. لكن من ناحية أخرى، لن نصل أبدًا إلى أتمتة كاملة للعملية والمهام التي ينفذها هذا الذكاء الاصطناعي. وبقدر ما نفعل، فإن الاصطناعي في الذكاء الاصطناعي، يتم إلى حد كبير باليد البشرية. الأمر شبيه بما يقع في المطبخ عند تحضير أي أُكلة، إذ أن جل الروبوتات ليس لها معنى من دون يدي الطباخ ومساعديه. لذلك عندما نحلل الذكاء الاصطناعي بعمق نجد أن هناك الكثير من العمل البشري، والذي يقوم به عدد كبير جدا من البشر، ويتقاضون رواتب منخفضة للغاية، لإنتاج البيانات. وعملهم يتمثل في وضع ما يسمى العلامات على البيانات، ويتكون وضع العلامات قبل كل شيء على الصور، والنصوص، ومقاطع الفيديو، وإضافة هذه «العلامات» كما نفعل على 'الأنستغرام' أو عند وصف صورة ما. هذا هو العمل الذي يقوم به عمال البيانات، ويطلق على هؤلاء الأشخاص بعمال «النقر clic»، أو الأيدي الصغيرة للذكاء الاصطناعي، وكل هذا العمل يعدّ هاما وأساسيا حتى تستطيع الحواسيب تحليل الصور والنصوص ومقاطع الفيديو ومعالجتها. نحن الآن نواجه إدارة فاشية تقنية قائمة على القواعد والسلوك الاستبدادي الشمولي؛ فـ'شات جي بي تي'، ينقسم عماله أو بالأحرى عبيد الذكاء الاصطناعي بين كينيا وكولومبيا، ولا يختلف الذكاء الاصطناعي اليوم كثيرا عن حقول الموز في دول الجنوب، أو مزارع القهوة، والكاكاو، والتبغ، والقائمة طويلة. ولهذا، علينا نحن في الجزائر، العمل في مجال الذكاء الاصطناعي على النموذج الصيني، لأنه أقرب إلينا، ولن تجد فيه هذا النوع من الاستغلال والفاشية. ولتدريب هذه الآلات، من الضروري تجنيد مئات الآلاف، وفقا لبعض التقديرات، أو عدة ملايين من الأشخاص. في كل مكان عبر العالم، حتى تكون المعلومات والتعلم متنوعا قدر الإمكان. وعمال البيانات يتقاضون رواتب زهيدة جدا. فمن هو المستعد للعمل في ظل هذه الظروف؟ هم في الغالب سكان الجنوب، وتحديدا في البلدان ذات الدخل المنخفض. يعتمد عمالقة التكنولوجيا اليوم على نماذج الأعمال، وعلى أساليب التشغيل التكنولوجية، والتي يمكن تلخيصها بأنها رأسمالية المنصة، أي أننا نتعامل مع 'غوغل' و'ميتا' أو غيرهما من المؤسسات الأقل شهرة، ومن ثمة، فإن هذه المنصات، بقدر ما هي هيكل الشبكة، حيث تلتقي العديد من الجهات الفاعلة والبائعين والمشترين والعمال وأصحاب العمل المحتملين. هذه المنصة تتظاهر بأنها تعمل تلقائيّا، ولكن في الحقيقة هي تعتمد على العنصر البشري بشكل كبير، وهذا العنصر البشري غير ظاهر وموجود في دول الجنوب البعيدة عن الأنظار. هناك رابط تكنولوجي بين المنصة والذكاء الاصطناعي، ولكن قبل كل شيء هناك رابط قوي للغاية، والطريقة التي يجري بها تمويل هذه المنصات ومجموعات المستثمرين، والتي نسميها «المشاريع الرأسمالية» التي يمكننا ترجمتها، من خلال مغامرات الرأسماليين الذين يسعون دائمًا لتحقيق أحلام عظيمة أو أحلام تكنولوجية أو أحلام اقتصادية، أي التحرك نحو عالم أفضل. في الواقع، لم يتمكّنوا بعد من الوصول إلى المستوى الذي وضعوه من قبل، فمثلا مؤسس 'شات جي بي تي' يَعِدُ بتحقيق ذكاء اصطناعي عامّ وشامل، أي ذكاء اصطناعي يكون في مستوى الذكاء البشري نفسه، ولكن هذا الوعد لم يتحقق بالرغم من وجود 'شات جي بي تي' في السوق منذ عام 2020. ما تمكّن من إنتاجه حتى الآن هو «نوع من الدردشة»، والذي يعمل بشكل مقبول عموما، لكننا بعيدون عن الذكاء البشري. والوعد الآخر يتمثل في أنه يجب إخفاء هؤلاء العمال والذين يشكلون الأهمية المادية لهذا الذكاء الاصطناعي، أي العمال الذين يقدمون قوة العمل للذكاء الاصطناعي لأن معظم هذه الأجساد والأيدي والتي تعمل وتكدّ يوميّا، موجودة في دول الجنوب، وهي تاريخيا دول مهمشة، وتتعرض لأشكال من الاستغلال. فـالذكاء الاصطناعي يحقق حلما لفئة معينة من البشر، في العادة من البيض وفي بلدان الشمال الغنية جدّا، الذين يستغلون الأشخاص غير البيض، في مناطق الجنوب. لنصل وراء هذا الوعد، لنرى ظهور وحوش مروّعة لحاضرنا، مثل العنصرية والاستعمار، فهي مجموعة كاملة من الميول الأخرى لمجتمعنا. وبصراحة، أعتقد أنها الفاشية، لدينا حقًّا أمام مظهر النزعة الاستبدادية الشمولية، التي تتجذَّر داخل الديمقراطيات الغربية، كما هو الحال تاريخيّا، قبل قرن بالضبط، الفاشية ذاتها. فاشية موسوليني وهتلر، كانت قد وصلت إلى السلطة، من خلال الآليات الديمقراطية في ذلك الوقت. والشيء ذاته يحدث اليوم، على سبيل المثال، الحالة الأمريكية، مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة، برفقة مجموعة من الأشرار، مثل جيف بيسوس، ومارك زوكينبرغ، وإيلون ماسك، هذه الشخصية المزعجة، وبصراحة، هذا هو الجانب البشع، من هذه الشخصيات، فهؤلاء الأشرار، ليسوا أشرارًا كاريكاتوريين، على الرغم من سهولة تصويرهم كاريكاتوريّا. إنه حقًّا عودة الخطاب الفاشي. هذا الخطاب الذي يريد قمع المعارضين السياسيين، وطرد الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم أجانب وأعداء للوطن. لم يكن هذا الماضي موجودا قطّ، ولن يكون هذا المستقبل موجودا أكثر من غيره. ما هو موجود هو الحاضر، الذي فيه مجموعة من التلاعبات السياسية، التي تقلّل من الأوزان الديمقراطية التي كانت موجودة في الماضي، والتي تحدّ من سلطات القضاة، وتستبعد الصّحافيين، مما يضع المعارضين السياسيين في السجن، وهذا شيء يجري تحقيقه اليوم أكثر فأكثر في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب. أريد أن أقول إن هذه الفاشية التقنية تُستخدم بطريقة عنيفة، بين العمل البشري والذكاء الاصطناعي. وكان أول شيء قام به ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض، هو إصلاح تشريع الذكاء الاصطناعي، وفي الوقت ذاته تقريبا سمح بتقديم العرض في البيت الأبيض، وهي المبادرة الريادية الجديدة لسام ألتمان، مؤسس Open AI، ومنشئ 'شات تي بي جي'، لتقديم شركته الجديدة، 'ستارغايت' بقيمة 500 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، أريد أن أقول إن هذه الفاشية التقنية تستخدم بطريقة عنيفة، بين العمل البشري والذكاء الاصطناعي. وكان أول شيء قام به ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض، هو إصلاح تشريع الذكاء الاصطناعي، وفي الوقت ذاته تقريبًا سمح بتقديم العرض في البيت الأبيض، وهي المبادرة الريادية الجديدة لسام ألتمان، مؤسس Open AI، ومنشئ 'شات تي بي جي'، لتقديم شركته الجديدة، 'ستارغايت' بقيمة 500 مليار دولار. لماذا يرتبط هذان الأمران معا، ولماذا يتماشى هذا العمل مع العمل البشري؟ لأن وعد ترامب بتحرير الذكاء الاصطناعي، ووعده الثاني وقت عودته إلى البيت الأبيض، بترحيل ملايين الأشخاص من الولايات المتحدة. هؤلاء الأشخاص الذين يجري ترحيلهم ليسوا أشخاصًا خطيرين، أو عاطلين عن العمل، بل هم من الطبقة العاملة في ميدان الذكاء الاصطناعي، ويجري ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، لكن يطلب منهم أن يستمروا في العمل مع الولايات المتحدة عن بعد. وهذا بالضبط ما يقوم به الذكاء الاصطناعي اليوم، بقدر ما يستفيد الذكاء الاصطناعي من الأيدي الصغيرة المحجوبة في بلدهم الأصلي، والتي ليس لها الحق في الهجرة والذهاب إلى دول غربية أخرى، لأنها تواجه قوانين صارمة تمنعها من الذهاب إلى أوروبا على سبيل المثال. لذا عمال البيانات مرغمين على مواصلة العمل معهم من بلدانهم. نحن الآن نواجه إدارة فاشية تقنية قائمة على القواعد والسلوك الاستبدادي الشمولي؛ فـ'شات جي بي تي'، ينقسم عماله أو بالأحرى عبيد الذكاء الاصطناعي بين كينيا وكولومبيا، ولا يختلف الذكاء الاصطناعي اليوم كثيرا عن حقول الموز في دول الجنوب، أو مزارع القهوة، والكاكاو، والتبغ، والقائمة طويلة. ولهذا، علينا نحن في الجزائر، العمل في مجال الذكاء الاصطناعي على النموذج الصيني، لأنه أقرب إلينا، ولن تجد فيه هذا النوع من الاستغلال والفاشية. بالإضافة إلى هذا يجب أن نقوم بثورة في تدريس الرياضيات في المدارس الجزائرية وخاصة الطور الابتدائي، ومنذ السنة الأولى ابتدائي بل في الأقسام التحضيرية، ولم لا في المدارس القرآنية. وللأسف، فإنّ تدريس الرياضيات اليوم في الطور الابتدائي بالجزائر، مازال بعيدا كل البعد، عن ما يجب أن يكون.
الشروق١٩-٠٤-٢٠٢٥علومالشروقفاشية تقنية اسمها الذكاء الاصطناعيلقد أصبح الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي اليوم موضوع الساعة، في السياسة والاقتصاد والصناعة والتعليم والإعلام وحرب المعلومات، إنه الآن في كل مكان. وعلى كل الألسنة. ولكننا غالبًا ما ننسى إعطاء تعريف للذكاء الاصطناعي. والتعريف البسيط لـلذكاء الاصطناعي هو عبارة عن مجموعة من البرماجيات (softwares) التي تعتمد على البيانات (Data)، وهذا هو السر. بينما في السابق كانت البرماجيات تستند على قواعد منطقية. فـالذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات، التي نعطيها للحواسيب، حتى تتعلم، ولهذا السبب نتحدث عن التعلم الآلي. وبمجرد أن نتحدث عن الذكاء الاصطناعي، نعتقد بأن الآلات التي نستخدمها ذكية، وأن هذا الذكاء هو اصطناعي. لكننا ننسى أن نقول إن ذكاء الآلات هو مقاربة بشرية. والحقيقة ليست كذلك، وفي رأيي، لن يتجاوز الذكاء الاصطناعي القدرات المعرفية للبشر. لكن من ناحية أخرى، لن نصل أبدًا إلى أتمتة كاملة للعملية والمهام التي ينفذها هذا الذكاء الاصطناعي. وبقدر ما نفعل، فإن الاصطناعي في الذكاء الاصطناعي، يتم إلى حد كبير باليد البشرية. الأمر شبيه بما يقع في المطبخ عند تحضير أي أُكلة، إذ أن جل الروبوتات ليس لها معنى من دون يدي الطباخ ومساعديه. لذلك عندما نحلل الذكاء الاصطناعي بعمق نجد أن هناك الكثير من العمل البشري، والذي يقوم به عدد كبير جدا من البشر، ويتقاضون رواتب منخفضة للغاية، لإنتاج البيانات. وعملهم يتمثل في وضع ما يسمى العلامات على البيانات، ويتكون وضع العلامات قبل كل شيء على الصور، والنصوص، ومقاطع الفيديو، وإضافة هذه «العلامات» كما نفعل على 'الأنستغرام' أو عند وصف صورة ما. هذا هو العمل الذي يقوم به عمال البيانات، ويطلق على هؤلاء الأشخاص بعمال «النقر clic»، أو الأيدي الصغيرة للذكاء الاصطناعي، وكل هذا العمل يعدّ هاما وأساسيا حتى تستطيع الحواسيب تحليل الصور والنصوص ومقاطع الفيديو ومعالجتها. نحن الآن نواجه إدارة فاشية تقنية قائمة على القواعد والسلوك الاستبدادي الشمولي؛ فـ'شات جي بي تي'، ينقسم عماله أو بالأحرى عبيد الذكاء الاصطناعي بين كينيا وكولومبيا، ولا يختلف الذكاء الاصطناعي اليوم كثيرا عن حقول الموز في دول الجنوب، أو مزارع القهوة، والكاكاو، والتبغ، والقائمة طويلة. ولهذا، علينا نحن في الجزائر، العمل في مجال الذكاء الاصطناعي على النموذج الصيني، لأنه أقرب إلينا، ولن تجد فيه هذا النوع من الاستغلال والفاشية. ولتدريب هذه الآلات، من الضروري تجنيد مئات الآلاف، وفقا لبعض التقديرات، أو عدة ملايين من الأشخاص. في كل مكان عبر العالم، حتى تكون المعلومات والتعلم متنوعا قدر الإمكان. وعمال البيانات يتقاضون رواتب زهيدة جدا. فمن هو المستعد للعمل في ظل هذه الظروف؟ هم في الغالب سكان الجنوب، وتحديدا في البلدان ذات الدخل المنخفض. يعتمد عمالقة التكنولوجيا اليوم على نماذج الأعمال، وعلى أساليب التشغيل التكنولوجية، والتي يمكن تلخيصها بأنها رأسمالية المنصة، أي أننا نتعامل مع 'غوغل' و'ميتا' أو غيرهما من المؤسسات الأقل شهرة، ومن ثمة، فإن هذه المنصات، بقدر ما هي هيكل الشبكة، حيث تلتقي العديد من الجهات الفاعلة والبائعين والمشترين والعمال وأصحاب العمل المحتملين. هذه المنصة تتظاهر بأنها تعمل تلقائيّا، ولكن في الحقيقة هي تعتمد على العنصر البشري بشكل كبير، وهذا العنصر البشري غير ظاهر وموجود في دول الجنوب البعيدة عن الأنظار. هناك رابط تكنولوجي بين المنصة والذكاء الاصطناعي، ولكن قبل كل شيء هناك رابط قوي للغاية، والطريقة التي يجري بها تمويل هذه المنصات ومجموعات المستثمرين، والتي نسميها «المشاريع الرأسمالية» التي يمكننا ترجمتها، من خلال مغامرات الرأسماليين الذين يسعون دائمًا لتحقيق أحلام عظيمة أو أحلام تكنولوجية أو أحلام اقتصادية، أي التحرك نحو عالم أفضل. في الواقع، لم يتمكّنوا بعد من الوصول إلى المستوى الذي وضعوه من قبل، فمثلا مؤسس 'شات جي بي تي' يَعِدُ بتحقيق ذكاء اصطناعي عامّ وشامل، أي ذكاء اصطناعي يكون في مستوى الذكاء البشري نفسه، ولكن هذا الوعد لم يتحقق بالرغم من وجود 'شات جي بي تي' في السوق منذ عام 2020. ما تمكّن من إنتاجه حتى الآن هو «نوع من الدردشة»، والذي يعمل بشكل مقبول عموما، لكننا بعيدون عن الذكاء البشري. والوعد الآخر يتمثل في أنه يجب إخفاء هؤلاء العمال والذين يشكلون الأهمية المادية لهذا الذكاء الاصطناعي، أي العمال الذين يقدمون قوة العمل للذكاء الاصطناعي لأن معظم هذه الأجساد والأيدي والتي تعمل وتكدّ يوميّا، موجودة في دول الجنوب، وهي تاريخيا دول مهمشة، وتتعرض لأشكال من الاستغلال. فـالذكاء الاصطناعي يحقق حلما لفئة معينة من البشر، في العادة من البيض وفي بلدان الشمال الغنية جدّا، الذين يستغلون الأشخاص غير البيض، في مناطق الجنوب. لنصل وراء هذا الوعد، لنرى ظهور وحوش مروّعة لحاضرنا، مثل العنصرية والاستعمار، فهي مجموعة كاملة من الميول الأخرى لمجتمعنا. وبصراحة، أعتقد أنها الفاشية، لدينا حقًّا أمام مظهر النزعة الاستبدادية الشمولية، التي تتجذَّر داخل الديمقراطيات الغربية، كما هو الحال تاريخيّا، قبل قرن بالضبط، الفاشية ذاتها. فاشية موسوليني وهتلر، كانت قد وصلت إلى السلطة، من خلال الآليات الديمقراطية في ذلك الوقت. والشيء ذاته يحدث اليوم، على سبيل المثال، الحالة الأمريكية، مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة، برفقة مجموعة من الأشرار، مثل جيف بيسوس، ومارك زوكينبرغ، وإيلون ماسك، هذه الشخصية المزعجة، وبصراحة، هذا هو الجانب البشع، من هذه الشخصيات، فهؤلاء الأشرار، ليسوا أشرارًا كاريكاتوريين، على الرغم من سهولة تصويرهم كاريكاتوريّا. إنه حقًّا عودة الخطاب الفاشي. هذا الخطاب الذي يريد قمع المعارضين السياسيين، وطرد الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم أجانب وأعداء للوطن. لم يكن هذا الماضي موجودا قطّ، ولن يكون هذا المستقبل موجودا أكثر من غيره. ما هو موجود هو الحاضر، الذي فيه مجموعة من التلاعبات السياسية، التي تقلّل من الأوزان الديمقراطية التي كانت موجودة في الماضي، والتي تحدّ من سلطات القضاة، وتستبعد الصّحافيين، مما يضع المعارضين السياسيين في السجن، وهذا شيء يجري تحقيقه اليوم أكثر فأكثر في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب. أريد أن أقول إن هذه الفاشية التقنية تُستخدم بطريقة عنيفة، بين العمل البشري والذكاء الاصطناعي. وكان أول شيء قام به ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض، هو إصلاح تشريع الذكاء الاصطناعي، وفي الوقت ذاته تقريبا سمح بتقديم العرض في البيت الأبيض، وهي المبادرة الريادية الجديدة لسام ألتمان، مؤسس Open AI، ومنشئ 'شات تي بي جي'، لتقديم شركته الجديدة، 'ستارغايت' بقيمة 500 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، أريد أن أقول إن هذه الفاشية التقنية تستخدم بطريقة عنيفة، بين العمل البشري والذكاء الاصطناعي. وكان أول شيء قام به ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض، هو إصلاح تشريع الذكاء الاصطناعي، وفي الوقت ذاته تقريبًا سمح بتقديم العرض في البيت الأبيض، وهي المبادرة الريادية الجديدة لسام ألتمان، مؤسس Open AI، ومنشئ 'شات تي بي جي'، لتقديم شركته الجديدة، 'ستارغايت' بقيمة 500 مليار دولار. لماذا يرتبط هذان الأمران معا، ولماذا يتماشى هذا العمل مع العمل البشري؟ لأن وعد ترامب بتحرير الذكاء الاصطناعي، ووعده الثاني وقت عودته إلى البيت الأبيض، بترحيل ملايين الأشخاص من الولايات المتحدة. هؤلاء الأشخاص الذين يجري ترحيلهم ليسوا أشخاصًا خطيرين، أو عاطلين عن العمل، بل هم من الطبقة العاملة في ميدان الذكاء الاصطناعي، ويجري ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، لكن يطلب منهم أن يستمروا في العمل مع الولايات المتحدة عن بعد. وهذا بالضبط ما يقوم به الذكاء الاصطناعي اليوم، بقدر ما يستفيد الذكاء الاصطناعي من الأيدي الصغيرة المحجوبة في بلدهم الأصلي، والتي ليس لها الحق في الهجرة والذهاب إلى دول غربية أخرى، لأنها تواجه قوانين صارمة تمنعها من الذهاب إلى أوروبا على سبيل المثال. لذا عمال البيانات مرغمين على مواصلة العمل معهم من بلدانهم. نحن الآن نواجه إدارة فاشية تقنية قائمة على القواعد والسلوك الاستبدادي الشمولي؛ فـ'شات جي بي تي'، ينقسم عماله أو بالأحرى عبيد الذكاء الاصطناعي بين كينيا وكولومبيا، ولا يختلف الذكاء الاصطناعي اليوم كثيرا عن حقول الموز في دول الجنوب، أو مزارع القهوة، والكاكاو، والتبغ، والقائمة طويلة. ولهذا، علينا نحن في الجزائر، العمل في مجال الذكاء الاصطناعي على النموذج الصيني، لأنه أقرب إلينا، ولن تجد فيه هذا النوع من الاستغلال والفاشية. بالإضافة إلى هذا يجب أن نقوم بثورة في تدريس الرياضيات في المدارس الجزائرية وخاصة الطور الابتدائي، ومنذ السنة الأولى ابتدائي بل في الأقسام التحضيرية، ولم لا في المدارس القرآنية. وللأسف، فإنّ تدريس الرياضيات اليوم في الطور الابتدائي بالجزائر، مازال بعيدا كل البعد، عن ما يجب أن يكون.