#أحدث الأخبار مع #البروتوناتوالنيتروناتالجريدةمنذ 2 أياممنوعاتالجريدةرب العالمينيقول أهل التفسير «رب العالمين»: رب كل ذي روح، والعالمين جمع عالَم، عالم الملائكة والجن والإنس والنبات والحيوان. وعالم الأوّلين والآخِرين، والدنيا وما فيها. ويقول أهل اللغة إن جمع عالم، عالمون و«عالمين» وعوالم، وإن في اختيار «عالمين» أمراً بلاغياً بيانياً، يُخصص به العقلاء، لأنه جمع مذكر سالم، الذي لا يكون إلا للعقلاء. ولو سلمنا بهذا القول فإن المقصود فقط خطاب العقلاء من قوله تعالى «رب العالمين» أي رب المكلفين، من الملائكة والجن والإنس، وهو لا يتعارض مع كون أن الله هو رب العالمين والعوالم، ورب كل شيء. يقول القرطبي إن القول الأول أصحّ هذه الأقوال، لأنه شامل لكل مخلوق وموجود، ودليله قوله تعالى: «قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)». «رب العالمين»... الذي تحار عندما تتأمل مدى قدرته في خلقه، وكيف جمع كل هذه العوالم في كوكب صغير من كواكب المجموعة الشمسية التي تعتبر حلقة في فلاة، من منظومة هائلة في عالم الفلك العظيم، الذي يحوي كل هذه المجرات بكواكبها السيارة ونجومها العملاقة، التي تحوم في فضاء عظيم يتمدد في كل دقيقة ولا يعلم حدوده إلا خالقه. إن من بديع خلق الله، تزاحم هذه العوالم في أصغر كوكب، جمع عالم البحار والأنهار، والسماء وما فيها من غيوم ورياح وأمطار، والأرض بطبقاتها وصخورها وجبالها، وعالم النبات والمعادن، وعالم الطيور والأسماك والوحوش والأنعام، وعالم الزواحف والدواب والحشرات، حتى البعوضة فما فوقها. « وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ»، وما زال الإنسان يتطور ويتعلم ويكتشف أسراراً جديدة في هذه الدنيا، ويكتشف عالم البكتيريا والفطريات، وعالم البروتونات والنيترونات والذرة، إلى جانب عالم متشعب من الخلايا بأنواعها يعيش داخلنا. وعرف الإنسان أنه أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، وكيف أصبح بعدها ذرة لا ترى بالعين المجردة في سائل منوي مهين، لينتقل بعدها ويعيش في رحم أمه، يتغذى منه ويكبر ويبني عظامه ولحمه وأعصابه. ثم كيف خرج من عالم الأجنة طفلاً وليداً لا يعقل ولا يدرك، ثم أدرك أنه يكبر شيئاً فشيئاً ويتعلم كيف يعتمد على نفسه وكيف يحميها، وكيف يعيش مع العوالم المتداخلة من حوله، منها ما يراه ويدركه ويلمسه بيديه، ومنها ما لا يراه، ولكن يحسه، ويدركه بعقله وروحه واحساسه. واكتشف أنه عندما يتعب وينام، يدخل في عالم الأحلام، وعرف أن النوم هو الموت الأصغر، وأن جسده ينام وروحه تتجول في عالم غيبي تختلف قوانينه عن قوانين الأرواح بالأجساد، وعرف أن الرؤى ونذيرها وبشاراتها تختلف عن حديث النفس وخيالاتها، وعرف أن عالم الأحلام هو ملتقى الأحياء والأموات، وأن لكل رمز وحدث دليلاً لا يعرف تأويله أي أحد. وعرف أن الأرواح التي أخرجها الله من ظهر آدم وأخذ عليها العهد بتوحيده هي البداية، هي عالم الذر الذي خُلقنا منه قبل أن تُنفخ الروح في العلقة أو المضغة، ثم عرف أننا سننتقل بعد الموت إلى عالم البرزخ، العالم المؤقت الذي تعيش فيه الأرواح بلا أجساد، لننتقل من عالم البرزخ إلى عالم الآخرة وكمال الحقيقة، فإما عالم من العذاب لا ينتهي، وإما عالم من النعيم لا ينضب. عزيزي القارئ... قد يتساءل البعض: هل يُعتبر عالم التكنولوجيا والعالم الافتراضي وعالم الذكاء الاصطناعي من ضمن العوالم حتى وإن كان من اختراع البشر؟ أقول: إن من أجمل التعريفات التي توضح لنا هذا المعنى بعمق قول ابن عباس «رب العالمين»، هو السيد المتحكّم بكل العوالم «... فالإنسان يبتكر ويخترع عالم التكنولوجيا وعالم الذكاء الاصطناعي، وغيرهما، ولكنه لا يملك قوة التحكم المطلق، ولا قدرة «كن فيكون»... «فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ»؟
الجريدةمنذ 2 أياممنوعاتالجريدةرب العالمينيقول أهل التفسير «رب العالمين»: رب كل ذي روح، والعالمين جمع عالَم، عالم الملائكة والجن والإنس والنبات والحيوان. وعالم الأوّلين والآخِرين، والدنيا وما فيها. ويقول أهل اللغة إن جمع عالم، عالمون و«عالمين» وعوالم، وإن في اختيار «عالمين» أمراً بلاغياً بيانياً، يُخصص به العقلاء، لأنه جمع مذكر سالم، الذي لا يكون إلا للعقلاء. ولو سلمنا بهذا القول فإن المقصود فقط خطاب العقلاء من قوله تعالى «رب العالمين» أي رب المكلفين، من الملائكة والجن والإنس، وهو لا يتعارض مع كون أن الله هو رب العالمين والعوالم، ورب كل شيء. يقول القرطبي إن القول الأول أصحّ هذه الأقوال، لأنه شامل لكل مخلوق وموجود، ودليله قوله تعالى: «قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)». «رب العالمين»... الذي تحار عندما تتأمل مدى قدرته في خلقه، وكيف جمع كل هذه العوالم في كوكب صغير من كواكب المجموعة الشمسية التي تعتبر حلقة في فلاة، من منظومة هائلة في عالم الفلك العظيم، الذي يحوي كل هذه المجرات بكواكبها السيارة ونجومها العملاقة، التي تحوم في فضاء عظيم يتمدد في كل دقيقة ولا يعلم حدوده إلا خالقه. إن من بديع خلق الله، تزاحم هذه العوالم في أصغر كوكب، جمع عالم البحار والأنهار، والسماء وما فيها من غيوم ورياح وأمطار، والأرض بطبقاتها وصخورها وجبالها، وعالم النبات والمعادن، وعالم الطيور والأسماك والوحوش والأنعام، وعالم الزواحف والدواب والحشرات، حتى البعوضة فما فوقها. « وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ»، وما زال الإنسان يتطور ويتعلم ويكتشف أسراراً جديدة في هذه الدنيا، ويكتشف عالم البكتيريا والفطريات، وعالم البروتونات والنيترونات والذرة، إلى جانب عالم متشعب من الخلايا بأنواعها يعيش داخلنا. وعرف الإنسان أنه أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، وكيف أصبح بعدها ذرة لا ترى بالعين المجردة في سائل منوي مهين، لينتقل بعدها ويعيش في رحم أمه، يتغذى منه ويكبر ويبني عظامه ولحمه وأعصابه. ثم كيف خرج من عالم الأجنة طفلاً وليداً لا يعقل ولا يدرك، ثم أدرك أنه يكبر شيئاً فشيئاً ويتعلم كيف يعتمد على نفسه وكيف يحميها، وكيف يعيش مع العوالم المتداخلة من حوله، منها ما يراه ويدركه ويلمسه بيديه، ومنها ما لا يراه، ولكن يحسه، ويدركه بعقله وروحه واحساسه. واكتشف أنه عندما يتعب وينام، يدخل في عالم الأحلام، وعرف أن النوم هو الموت الأصغر، وأن جسده ينام وروحه تتجول في عالم غيبي تختلف قوانينه عن قوانين الأرواح بالأجساد، وعرف أن الرؤى ونذيرها وبشاراتها تختلف عن حديث النفس وخيالاتها، وعرف أن عالم الأحلام هو ملتقى الأحياء والأموات، وأن لكل رمز وحدث دليلاً لا يعرف تأويله أي أحد. وعرف أن الأرواح التي أخرجها الله من ظهر آدم وأخذ عليها العهد بتوحيده هي البداية، هي عالم الذر الذي خُلقنا منه قبل أن تُنفخ الروح في العلقة أو المضغة، ثم عرف أننا سننتقل بعد الموت إلى عالم البرزخ، العالم المؤقت الذي تعيش فيه الأرواح بلا أجساد، لننتقل من عالم البرزخ إلى عالم الآخرة وكمال الحقيقة، فإما عالم من العذاب لا ينتهي، وإما عالم من النعيم لا ينضب. عزيزي القارئ... قد يتساءل البعض: هل يُعتبر عالم التكنولوجيا والعالم الافتراضي وعالم الذكاء الاصطناعي من ضمن العوالم حتى وإن كان من اختراع البشر؟ أقول: إن من أجمل التعريفات التي توضح لنا هذا المعنى بعمق قول ابن عباس «رب العالمين»، هو السيد المتحكّم بكل العوالم «... فالإنسان يبتكر ويخترع عالم التكنولوجيا وعالم الذكاء الاصطناعي، وغيرهما، ولكنه لا يملك قوة التحكم المطلق، ولا قدرة «كن فيكون»... «فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ»؟