#أحدث الأخبار مع #البيتالأبيض،,دافوس،,خالدعمون٢٦-٠١-٢٠٢٥أعمالعمونالوزني يكتب: دافوس بين القلق الأمريكي والألق السوريبعد 55 دورة من العمل ما زال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي أنهى اجتماعاته السنوية منذ يومين، يشكِّل حالة نوعية للقاء السياسيين والخبراء والاقتصاديين والعلماء والمبشرين والمنذرين والمحذرين والمستشرفين والتجار. دافوس، كما يسمّونه، ملتقى نوعي يُعَدُّ الوحيد عالمياً الذي يمكن تسميته المنصة التفاعلية المباشرة والنوعية والذكية؛ ليس بتطبيقاته وبرامجه، ولكن باقتناص الفرص، وبإشعال النقاش، وفتح النوافذ نحو العالم الجديد، أو الجديد في العالم. الدورة 55 التي انعقدت على مدى الأسبوع المنصرم شكَّلت نقلة جديدة في فكر «التعاون في العصر الذكي» بحضور ما يزيد على 50 رئيس دولة وحكومة، وآلاف المسؤولين والخبراء والمتخصِّصين وشبكات الإعلام التقليدي والاجتماعي والذكي. مناقشات مكثّفة حول التحديات الاقتصادية العالمية، والفجوات الاقتصادية بين الدول وفي إطار الكتل الاقتصادية، ومتطلبات إصلاح التجارة وسلاسل التوريد، والمتطلبات التقنية والابتكارية لتحريك النمو، والاحتياجات لتعزيز الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، الطاقة والمياه والمناخ والبيئة، وصولاً إلى توصيات تؤكِّد أهمية وضرورة تنسيق السياسات الكلية العالمية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي، وبناء الشراكات القوية بين القطاعين العام والخاص، مع التركيز على أهمية الوصول إلى حلول مبتكرة وتعاون عالمي للوقوف أمام التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية. ولعلَّ سمتين أساسيتين، إحداهما عالمية والأخرى إقليمية، كانتا فارقتين في دافوس 55، أمّا السمة العالمية فهي بداية عصر أمريكي جديد يقوده الفكر الترامبي، المتحفِّظ تجارياً وعالمياً، ويخالف، بل يضرب في عمق، فكر التحرُّر وحرية التجارة والانفتاح الاقتصادي الذي يقوم عليه مؤتمر دافوس منذ إنشائه قبل ما يزيد على خمسة عقود ونيّف. أمّا السمة أو الميزة الإقليمية فهي بزوغ فجر سوري جديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فكر يقوم على الخروج من الانطواء الاقتصادي، وقيود العقوبات نحو الانفتاح والتحرر والتحرير، والشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص، والدخول في شراكات دولية وعالمية وإقليمية. وبالقدر الذي سيتأثر به العالم والإقليم الذي نعيش فيه بالسياسات التحفظية الإغلاقية، بل والتقييدية للقادم الجديد إلى البيت الأبيض، بما تحويه من حرب تجارية عالمية، وما ستتطلبه من قُبب مواجهة ذات أسلحة وذخائر تجارية وغير تجارية، لمواجهة صواريخ الحماية التجارية وسياسات العقوبات والبلطجة الاقتصادية، فإنَّ ما تُبشِّر به التطوُّرات في سورية تشكِّل بارقة أمل نحو انفراجة اقتصادية على المنطقة بشكل عام، وعلى دول الجوار السوري بشكل خاص. التوجُّهات الأمريكية قد تؤثِّر بشكل أساس على ميزانية النفط العربي، انخفاضاً، بيد أنَّ الانفتاح على الاقتصاد السوري، والفرص التي سيولدها من إعادة إعمار، وممّا أشار إليه وزير الخارجية السوري خلال دافوس، في مجال الشراكة مع القطاع الخاص، العربي والدولي، في مجالات إدراة الموانئ، ومشاريع الطاقة والمياه، والبنية التحتية، والصناعات، هو انطلاقة نحو دورة اقتصادية جديدة في المنطقة العربية على وجه التحديد. أمّا المطلب الوحيد أمام كلِّ ذلك فهو سعي عربي مشترك نحو رفع العقوبات، والضغط بكافة أشكال القوة الناعمة نحو الوصول إلى رفع كامل للعقوبات، يؤهِّل نحو فوائد مشتركة بين دول المنطقة من جهة، والمجتمع الدولي من جهة ثانية، وللشعب السوري من جهة ثالثة. الأمل حقاً أن تشكِّل إطلالة الحكومة السورية المميزة في دافوس 55 بداية طريق نحو دورة اقتصادية نوعية في المنطقة العربية بشكل عام، وللشعب السوري بشكل خاص. *أ.د. خالد واصف الوزني أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية [email protected]
عمون٢٦-٠١-٢٠٢٥أعمالعمونالوزني يكتب: دافوس بين القلق الأمريكي والألق السوريبعد 55 دورة من العمل ما زال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي أنهى اجتماعاته السنوية منذ يومين، يشكِّل حالة نوعية للقاء السياسيين والخبراء والاقتصاديين والعلماء والمبشرين والمنذرين والمحذرين والمستشرفين والتجار. دافوس، كما يسمّونه، ملتقى نوعي يُعَدُّ الوحيد عالمياً الذي يمكن تسميته المنصة التفاعلية المباشرة والنوعية والذكية؛ ليس بتطبيقاته وبرامجه، ولكن باقتناص الفرص، وبإشعال النقاش، وفتح النوافذ نحو العالم الجديد، أو الجديد في العالم. الدورة 55 التي انعقدت على مدى الأسبوع المنصرم شكَّلت نقلة جديدة في فكر «التعاون في العصر الذكي» بحضور ما يزيد على 50 رئيس دولة وحكومة، وآلاف المسؤولين والخبراء والمتخصِّصين وشبكات الإعلام التقليدي والاجتماعي والذكي. مناقشات مكثّفة حول التحديات الاقتصادية العالمية، والفجوات الاقتصادية بين الدول وفي إطار الكتل الاقتصادية، ومتطلبات إصلاح التجارة وسلاسل التوريد، والمتطلبات التقنية والابتكارية لتحريك النمو، والاحتياجات لتعزيز الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، الطاقة والمياه والمناخ والبيئة، وصولاً إلى توصيات تؤكِّد أهمية وضرورة تنسيق السياسات الكلية العالمية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي، وبناء الشراكات القوية بين القطاعين العام والخاص، مع التركيز على أهمية الوصول إلى حلول مبتكرة وتعاون عالمي للوقوف أمام التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية. ولعلَّ سمتين أساسيتين، إحداهما عالمية والأخرى إقليمية، كانتا فارقتين في دافوس 55، أمّا السمة العالمية فهي بداية عصر أمريكي جديد يقوده الفكر الترامبي، المتحفِّظ تجارياً وعالمياً، ويخالف، بل يضرب في عمق، فكر التحرُّر وحرية التجارة والانفتاح الاقتصادي الذي يقوم عليه مؤتمر دافوس منذ إنشائه قبل ما يزيد على خمسة عقود ونيّف. أمّا السمة أو الميزة الإقليمية فهي بزوغ فجر سوري جديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فكر يقوم على الخروج من الانطواء الاقتصادي، وقيود العقوبات نحو الانفتاح والتحرر والتحرير، والشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص، والدخول في شراكات دولية وعالمية وإقليمية. وبالقدر الذي سيتأثر به العالم والإقليم الذي نعيش فيه بالسياسات التحفظية الإغلاقية، بل والتقييدية للقادم الجديد إلى البيت الأبيض، بما تحويه من حرب تجارية عالمية، وما ستتطلبه من قُبب مواجهة ذات أسلحة وذخائر تجارية وغير تجارية، لمواجهة صواريخ الحماية التجارية وسياسات العقوبات والبلطجة الاقتصادية، فإنَّ ما تُبشِّر به التطوُّرات في سورية تشكِّل بارقة أمل نحو انفراجة اقتصادية على المنطقة بشكل عام، وعلى دول الجوار السوري بشكل خاص. التوجُّهات الأمريكية قد تؤثِّر بشكل أساس على ميزانية النفط العربي، انخفاضاً، بيد أنَّ الانفتاح على الاقتصاد السوري، والفرص التي سيولدها من إعادة إعمار، وممّا أشار إليه وزير الخارجية السوري خلال دافوس، في مجال الشراكة مع القطاع الخاص، العربي والدولي، في مجالات إدراة الموانئ، ومشاريع الطاقة والمياه، والبنية التحتية، والصناعات، هو انطلاقة نحو دورة اقتصادية جديدة في المنطقة العربية على وجه التحديد. أمّا المطلب الوحيد أمام كلِّ ذلك فهو سعي عربي مشترك نحو رفع العقوبات، والضغط بكافة أشكال القوة الناعمة نحو الوصول إلى رفع كامل للعقوبات، يؤهِّل نحو فوائد مشتركة بين دول المنطقة من جهة، والمجتمع الدولي من جهة ثانية، وللشعب السوري من جهة ثالثة. الأمل حقاً أن تشكِّل إطلالة الحكومة السورية المميزة في دافوس 55 بداية طريق نحو دورة اقتصادية نوعية في المنطقة العربية بشكل عام، وللشعب السوري بشكل خاص. *أ.د. خالد واصف الوزني أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية [email protected]