أحدث الأخبار مع #البيزنطيين


المشهد اليمني الأول
منذ 9 ساعات
- سياسة
- المشهد اليمني الأول
في الذكرى الـ35: الوحدة اليمنية.. بين التدخلات الخارجية وحروب الثلاثمئة عام! الوحدة
من المؤسف حقا سواء في تاريخنا القديم والوسيط أو الحديث والمعاصر, أن ما عجزت عن تحقيقه الدول الاستعمارية بجيوشها في احتلال وتمزيق وحدة اليمن , استطاعت الوصول إليه عبر استخدام بعض القوى اليمنية . شهدت اليمن خلال ثلاثة قرون من تاريخها القديم تدخل خارجي قادم من البحر الأحمر الأحباش وكلاء البيزنطيين , تسبب باحتلالها عسكريا وتمزيق وحدتها إلى كيانات سياسية متعددة , وفي التاريخ الحديث والمعاصر ومنذ عام 1744م وإلى اليوم , تسببت التدخلات السعودية المباشرة وغير المباشرة المدعومة من بريطانيا سابقا وامريكا حاليا من تقويض وحدة اليمن أرضا وإنسانا . لقد ارتبط تاريخ اليمن القديم بحضارة عظيمة ذات شأن , وتمتلئ صفحات التاريخ القديم بالحديث عن حضارات ودول شتى مثل معين وسبأ وقتبان وحمير وقتبان وحضرموت وغيرها . ويمثل تأريخ دولة سبأ – والذي ورد ذكرها في القرآن الكريم – وحضارتها عمود التاريخ اليمني القديم . وتمثل في نظر مؤرخي تلك الحقبة اليمنية القديمة : ( أول وأكبر وأهم تكوين سياسي , وإن الدول التي ذكرت معها أحيانا لم تكن سوى تكوينات سياسية كانت تدور في الغالب في فلكها ترتبط بها حينا , وتنفصل عنها حينا آخر مثل دولة معين وقتبان وحضرموت , أو تندمج فيها لتكون دولة واحدة مثل دولة حمير والتي لقبت ملوكها بملوك ' سبأ وذي ريدان ' . وكانت دولة سبأ في فترات حكمها تضم مناطق أخرى بل قد تشمل اليمن كله ) . وقد ظلت سبأ تمثل الدولة الكبيرة والأم حتى القرن الخامس قبل الميلاد , حين خرجت عن سيطرتها مناطق عدة واستطاعت أت تكون دولا مستقلة . ( ودخلت هذه الفترة هذه الدول في منافسة مع سبأ ذاتها وشاركتها نفوذها السياسي والتجاري , بل إن تلك الدول لم تكن أقل شأنا من سبأ في أوج أزدهارها , وهذه الدول معين وقتبان وحضرموت …. دولة معين ظهرت في الجوف ' وهي العاصمة الدينية ' وتمكنت من السيطرة على طريق اللبان التجاري بمساندة حضرموت وقتبان . وقد ظهرت تلك الدولة في القرن الخامس قبل الميلاد . أما دولة قتبان وعاصمتها ' تمنع ' فقد وصلت ؟إلى أوج ازدهارها في القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد . أما دولة ' حضرموت ' فكانت قد خرجت من قبل عن سيطرة السلطة المركزية السبئية في القرن الخامس قبل الميلاد …. وكان من أسباب قوة دولة حضرموت كونها تمتلك أرض اللبان وفي ' ظفار ' , وكانت عاصمتها ' شبوة ' …. أما دولة ' حمير ' آخر الدول اليمنية القديمة ظهورا فكان ذلك في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد , ولم تظهر كقوة كبيرة إلا في القرن الأول بعد الميلاد ) . أن اليمن القديم عرف تطور كيانات وحدوية بداية من اتحاد أو تحالف القبائل الطوعي أو القسري إلى تكوين دول وممالك تعرف وجود سلطة مركزية قوية , وإن تلك الدول والممالك حين كانت في أوج قوتها كانت تمتد بسلطانها إلى كل جنوب الجزيرة العربية , وتمتد في بعض الأحيان إلى أجزاء من شمالها ووسطها . ومع ضعفها كان مثل هذا النفوذ يتقلص مساحيا ومعنويا وعقيديا , وكان من أبرز مظاهر الضعف خروج دول وأماكن وحواضر كانت تتبع السلطة المركزية !. ومع زيادة الضعف والوهن كونت تلك الحواضر دولا بذاتها استطاعت أن تنافس السلطة المركزية في مدينة ' مأرب ' عاصمة الدولة السبئية اليمنية .بالمقابل كان غياب السلطة المركزية أو ضعفها لأسباب داخلية أو خارجية يسمح بتفتت السلطة وخروج الحواضر عن السلطة المركزية وهيمنتها – أي الدولة الجديدة – الجزئية أو الكلية عن طرق التجارة المارة بها , والتحلل من الالتزامات لدولة المركز , بل ومنافستها في بعض الأحيان في أمور دينية ودنيوية معا . ورغم ذلك كانت تلك الكيانات تتطلع لإعادة وحدة اليمن تحت سيطرتها لا ان تعلن انفصالها عن الوطن الأم ! . إن عوامل الفرقة والتمزق – السياسي والعسكري فقط – في التاريخ اليمني قديما لم تكن عوامل داخلية فقط كصراعات الأبناء أو ذوي النفوذ في الأسر الحاكمة , فقد كانت هناك أسباب أخرى تدخل في باب العوامل الخارجية , التي ترتبط بأطماع كبرى غير يمنية , ولا تنتمي إلى الجزيرة العربية وجنوبها , مثل الأكسوميين دولة الأحباش في الطرف الآخر من البحر الأحمر , إلى جانب اقوى امبراطوريتان في التاريخ القديم الفرس والبيزنطيين . وكان لكل من هؤلاء دوره في تفتيت السلطة المركزية اليمنية في عصر من العصور القديمة . مما أثار تمرد ومقاومة أبناء المناطق اليمنية على الوجود الخارجي , وهو ما ساهم في بعض الفترات في بناء أكثر الدول المركزية اليمنية هرة في العصور القديمة وهي ولة ' حمير ' المعروفة بدولة ' التبابعة ' في أحاديث الرواة والاخبارين العرب ومعروف أن القرآن الكريم ذكر قوم ' تبع ' هؤلاء . لقد استغلت القوى الخارجية وبالذات الأكسوميين ومن خلفهم البيزنطيين الصراع الداخلي في اليمن على السلطة , فنظمت الحملات العسكرية المتتابعة . ومن أبرزها الحملة الرومانية في عان 24 ق. م , بقيادة ' اليوس جالوس ' , والتي تمكنت في بادئ الأمر من احتلال بعض المدن على السواحل اليمنية – والسواحل هي نقطة ضعف الأمن القومي اليمني إلى اليوم – إلا أن تلك الحملة فشلت وانهزمت أمام ضراوة مقاومة مأرب العاصمة السبئية آنذاك . وبعد فشل تلك الحملة الرومانية الأولى أوكلت حماية المصالح الرومانية إلى دولة ' أكسوم ' الحبشية حليفة الإمبراطورية البيزنطية في التاريخ القديم . والتي قامت بدورها بعدة حملات عسكرية على اليمن في القرون الميلادية ' الأولى والثانية والثالثة والرابعة والسادسة ' , ولم تستطع أن تحقق هدفها إلا في القرن السادس الميلادي وتحديدا في عام 525م , وهو التاريخ الذي يبدأ به احتلال الأحباش لليمن واسقاط الدولة اليمنية الموحدة دولة حمير آخر الممالك اليمنية القديمة . خلال تلك الحملات الأكسومية التي دامت في مرحلتها الأولى ثلاثة قرون , والتي تعرف في التاريخ القديم ' بحروب الثلاثمئة عام ' , عرف اليمن القديم تحوله الأكبر وهو : توحيد الكيانات السياسية اليمنية في دولة واحدة وهي المعروفة بدولة التبابعة ' حمير ' . وقد تحقق ذلك المشروع الوحدوي عبر ثلاث مراحل تاريخية : – المرحلة الأولى : وقد استغرقت ثلاثة قرون كاملة دار فيها الصراع حول ترسيخ مشروع توحيد سبأ وذي ريدان في النصف الغربي من اليمن من نجران إلى عدن . – المرحلة الثانية : وبدأت إثر توحيد الكيانين سبأ وحمير توحيدا ثابتا ونهائيا في آخر القرن الثالث الميلادي , وذلك حين بدأ الملك الحميري ' شمر يهرعش بن ياسر يهنعم ' عملية إدخال حضرموت ضمن مشروع وحدوي أوسع يضم إلى جانب سبأ وحمير الموحدتين كلا من حضرموت ويمنة التابعة لها , وقد استغرق المشروع ما يقرب من نصف قرن . – المرحلة الثالثة : وهي المرحلة الأخيرة والتي تمت على يد الملك الحميري ' أبي كرب أسعد ' المعروف تاريخيا ' أسعد الكامل ' وهو أشهر ملوك التبابعة الحميريين , وهو الذي أكمل ترسيخ وحدة اليمن بإخضاع العشائر البدوية التي ظلت نافرة في الطود وتهامة . صارت اليمن الموحدة الدولة المركزية في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي وعرف رسميا وكما تدل على ذلك النقوش القديمة بدولة ' سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت واعرابهم في الجبال وتهامة ' . أي أن الدولة أصبحت تضم مساحات واسعة , وتخضع جميعا لسلطة مركزية واحدة , والتي بدورها تمثل مجموعة هذه المناطق . وقد شهدت تلك الفترة أوج ازدهار الدولة المركزية اليمنية القديمة , حيث تذكر النقوش : ( أن الزراعة عادت للانتعاش , وإن الدولة المركزية أولت اهتماما كبيرا بترميم القنوات والمصارف المائية والسدود ) , وغيرها مما يدخل وفق التعبيرات الحديثة بالمشروعات العامة , كما امتد تأثيرها إلى مناطق عدة في شبة الجزيرة العربية , إذ قام في ظلها حكم أسرة كندة في نجد , وبفضل ما يسمى ب ' السلام الحميري ' الذي شمل شبة الجزيرة العربية كلها أمكن إحداث التقارب العربي في عموم الجزيرة العربية في كيان ومشروع وحدوي واحد لدولة وسلطة مركزية واحدة . إن دولة التبابعة الدولة الحميرية حملت في داخلها عوامل ضعفها وانقسامها . ويرجع ذلك إلى تلك التقاليد التي عرفت عن طبيعة الحكم في اليمن القديم ذاته , فقد كانت تلك الدولة المركزية بمثابة دولة اتحادية يقوده أقاليمها الأقيال والأذواء – أي الأمراء والقادة المحليون – تحت قيادة ملك مركزي واحد يجمع في يده كل السلطات , وفي الوقت ذاته وبفعل الطبيعة الارستقراطية للحكام المحليين ووجود ما يمكن تسميته بالقوات الشعبية أو القبلية تحت قيادتهم , لم تلبث أن تفككت الدولة الحميرية الواحدة إلى عدة كيانات على أساس قبيلي . أدت الطبيعة الارستقراطية للقيادات المحلية إلى دبت الخلافات والصراعات بين السلطة المركزية في ظفار والتي كان على رأسها الملك الحميري ' ذو نواس ' , والمناطق التي أعلنت تمردها على تلك السلطة المركزية , إلى جانب الأطماع الخارجية , كلها عوامل أدت إلى انهاء الدولة المركزية الأكثر شهرة في التاريخ اليمني القديم , وكان ذلك على يد الأكسوم في عام 525 م , والذين دام احتلالهم لليمن حتى 578م . على الرغم من قوات الأحباش المتدفقة على اليمن فقد استمر من بقي من الاقيال في مناضلتهم ومقاومتهم بعزائم ثابتة وبسالة عظيمة . وطوال الاحتلال الحبشي لليمن والذي استمر اكثر من نصف قرن وجدت المقاومة الشعبية اليمنية , وتدل بعض النقوش اليمنية حول تلك الفترة أن عدد من القبائل اليمنية وفي مناطق مختلفة شاركت في الانتفاضة ضد الاحتلال الحبشي الاكسومي كانتفاضة عام 542م , ومن تلك القبائل كندة وحضرموت وهمدان وخليل ومراد وذو يزين ومرثد وغيرهم . وقد حدثت ثورة قام بها ' يزيد بن كبشة ' أحد الرؤساء الأقيال الحميريين وكان أبرهة قد أنابه عنه على قبيلتي كندة وأودا , وانضم إلى يزيد أقيال حميريون . ويظهر من النقش الذي خلفه أبرهة الحبشي أن ثورة : ( يزيد بن كبشة ' كانت ثورة عنيفة , وأنها شملت حضرموت وحريب وذو بن جدن وحبات عند صرواح , ولكنها فشلت ), وتغلب أبرهة الحبشي عليها بمساعدة قبائل يمانية ذكرها في النقش . ولقد دلت تلك الانتفاضات على الروح الواحدة التي كانت تربط بين قبائل اليمن في مواجهتها للقوى الأجنبية , وهي الروح التي يمكن تسميتها ' بروح المصير الواحد والمشترك ,' والتي يمكن إليها ارجاع انهاء الاحتلال الأكسومي في عام 578م , على يد الملك ' سيف بن ذي يزن ' والذي واجه بعد فترة قليلة من حكمه محاولات دول الفرس القوة الاخرى للسيطرة على اليمن في عام 598م . وفي ظل ذلك الوضع العام الداخلي لليمن آنذاك , ظهر الإسلام في مكة المكرمة في مطلع القرن السابع الميلادي , ومنها انتشر إلى باقي أجزاء الجزيرة العربية ومن بينهما اليمن لتدخل اليمن واليمنيين في ظل الإسلام , في حين حافظت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة على وحدة اليمن أرضا وإنسانا من خلال مرسوم عام الوفود السنة العاشرة للهجرة ' اتاكم أهل اليمن ' , او من خلال التقسيم الإداري لليمن إلى عدة مخاليف ضمت جميع مناطق اليمن من حضرموت شرقا والجند جنوبا وتهامة غربا مرورا بصنعاء , وحتى نجران وعسير وجيزان شمالا وصولا إلى منطقة 'حلى بني يعقوب ' بالقرب من مكة المكرمة . فمناطق عسير وجيزان وجرش وبيشة كانت من مناطق دولة اليمن المركزية دولة 'سبأ ' منذ اقدم العصور كما ورد في العديد من النقوش المسندية القديمة .

يمرس
منذ 14 ساعات
- سياسة
- يمرس
في الذكرى ال35 : الوحدة اليمنية ... بين التدخلات الخارجية وحروب الثلاثمئة عام!
شهدت اليمن خلال ثلاثة قرون من تاريخها القديم تدخل خارجي قادم من البحر الأحمر الأحباش وكلاء البيزنطيين , تسبب باحتلالها عسكريا وتمزيق وحدتها إلى كيانات سياسية متعددة , وفي التاريخ الحديث والمعاصر ومنذ عام 1744م وإلى اليوم , تسببت التدخلات السعودية المباشرة وغير المباشرة المدعومة من بريطانيا سابقا وامريكا حاليا من تقويض وحدة اليمن أرضا وإنسانا . تاريخ حضاري لقد ارتبط تاريخ اليمن القديم بحضارة عظيمة ذات شأن , وتمتلئ صفحات التاريخ القديم بالحديث عن حضارات ودول شتى مثل معين وسبأ وقتبان وحمير وقتبان وحضرموت وغيرها . ويمثل تأريخ دولة سبأ - والذي ورد ذكرها في القرآن الكريم – وحضارتها عمود التاريخ اليمني القديم . وتمثل في نظر مؤرخي تلك الحقبة اليمنية القديمة : ( أول وأكبر وأهم تكوين سياسي , وإن الدول التي ذكرت معها أحيانا لم تكن سوى تكوينات سياسية كانت تدور في الغالب في فلكها ترتبط بها حينا , وتنفصل عنها حينا آخر مثل دولة معين وقتبان وحضرموت, أو تندمج فيها لتكون دولة واحدة مثل دولة حمير والتي لقبت ملوكها بملوك " سبأ وذي ريدان " . وكانت دولة سبأ في فترات حكمها تضم مناطق أخرى بل قد تشمل اليمن كله ) . وقد ظلت سبأ تمثل الدولة الكبيرة والأم حتى القرن الخامس قبل الميلاد , حين خرجت عن سيطرتها مناطق عدة واستطاعت أت تكون دولا مستقلة . ( ودخلت هذه الفترة هذه الدول في منافسة مع سبأ ذاتها وشاركتها نفوذها السياسي والتجاري , بل إن تلك الدول لم تكن أقل شأنا من سبأ في أوج أزدهارها , وهذه الدول معين وقتبان وحضرموت.... دولة معين ظهرت في الجوف" وهي العاصمة الدينية " وتمكنت من السيطرة على طريق اللبان التجاري بمساندة حضرموت وقتبان . وقد ظهرت تلك الدولة في القرن الخامس قبل الميلاد . أما دولة قتبان وعاصمتها " تمنع " فقد وصلت ؟إلى أوج ازدهارها في القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد . أما دولة " حضرموت" فكانت قد خرجت من قبل عن سيطرة السلطة المركزية السبئية في القرن الخامس قبل الميلاد .... وكان من أسباب قوة دولة حضرموت كونها تمتلك أرض اللبان وفي " ظفار " , وكانت عاصمتها " شبوة" .... أما دولة " حمير " آخر الدول اليمنية القديمة ظهورا فكان ذلك في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد , ولم تظهر كقوة كبيرة إلا في القرن الأول بعد الميلاد ) . -كيانات وحدوية أن اليمن القديم عرف تطور كيانات وحدوية بداية من اتحاد أو تحالف القبائل الطوعي أو القسري إلى تكوين دول وممالك تعرف وجود سلطة مركزية قوية , وإن تلك الدول والممالك حين كانت في أوج قوتها كانت تمتد بسلطانها إلى كل جنوب الجزيرة العربية , وتمتد في بعض الأحيان إلى أجزاء من شمالها ووسطها . ومع ضعفها كان مثل هذا النفوذ يتقلص مساحيا ومعنويا وعقيديا , وكان من أبرز مظاهر الضعف خروج دول وأماكن وحواضر كانت تتبع السلطة المركزية !. ومع زيادة الضعف والوهن كونت تلك الحواضر دولا بذاتها استطاعت أن تنافس السلطة المركزية في مدينة " مأرب" عاصمة الدولة السبئية اليمنية.بالمقابل كان غياب السلطة المركزية أو ضعفها لأسباب داخلية أو خارجية يسمح بتفتت السلطة وخروج الحواضر عن السلطة المركزية وهيمنتها – أي الدولة الجديدة – الجزئية أو الكلية عن طرق التجارة المارة بها , والتحلل من الالتزامات لدولة المركز , بل ومنافستها في بعض الأحيان في أمور دينية ودنيوية معا . ورغم ذلك كانت تلك الكيانات تتطلع لإعادة وحدة اليمن تحت سيطرتها لا ان تعلن انفصالها عن الوطن الأم ! . -الصراعات والتدخلات إن عوامل الفرقة والتمزق - السياسي والعسكري فقط - في التاريخ اليمني قديما لم تكن عوامل داخلية فقط كصراعات الأبناء أو ذوي النفوذ في الأسر الحاكمة , فقد كانت هناك أسباب أخرى تدخل في باب العوامل الخارجية , التي ترتبط بأطماع كبرى غير يمنية , ولا تنتمي إلى الجزيرة العربية وجنوبها, مثل الأكسوميين دولة الأحباش في الطرف الآخر من البحر الأحمر, إلى جانب اقوى امبراطوريتان في التاريخ القديم الفرس والبيزنطيين . وكان لكل من هؤلاء دوره في تفتيت السلطة المركزية اليمنية في عصر من العصور القديمة . مما أثار تمرد ومقاومة أبناء المناطق اليمنية على الوجود الخارجي , وهو ما ساهم في بعض الفترات في بناء أكثر الدول المركزية اليمنية هرة في العصور القديمة وهي ولة " حمير " المعروفة بدولة " التبابعة " في أحاديث الرواة والاخبارين العرب ومعروف أن القرآن الكريم ذكر قوم " تبع " هؤلاء . لقد استغلت القوى الخارجية وبالذات الأكسوميين ومن خلفهم البيزنطيين الصراع الداخلي في اليمن على السلطة , فنظمت الحملات العسكرية المتتابعة . ومن أبرزها الحملة الرومانية في عان 24 ق. م , بقيادة " اليوس جالوس " , والتي تمكنت في بادئ الأمر من احتلال بعض المدن على السواحل اليمنية - والسواحل هي نقطة ضعف الأمن القومي اليمني إلى اليوم – إلا أن تلك الحملة فشلت وانهزمت أمام ضراوة مقاومة مأرب العاصمة السبئية آنذاك . وبعد فشل تلك الحملة الرومانية الأولى أوكلت حماية المصالح الرومانية إلى دولة " أكسوم " الحبشية حليفة الإمبراطورية البيزنطية في التاريخ القديم . والتي قامت بدورها بعدة حملات عسكرية على اليمن في القرون الميلادية " الأولى والثانية والثالثة والرابعة والسادسة " , ولم تستطع أن تحقق هدفها إلا في القرن السادس الميلادي وتحديدا في عام 525م , وهو التاريخ الذي يبدأ به احتلال الأحباش لليمن واسقاط الدولة اليمنية الموحدة دولة حمير آخر الممالك اليمنية القديمة . -حروب الثلاثمئة عام خلال تلك الحملات الأكسومية التي دامت في مرحلتها الأولى ثلاثة قرون , والتي تعرف في التاريخ القديم " بحروب الثلاثمئة عام " , عرف اليمن القديم تحوله الأكبر وهو : توحيد الكيانات السياسية اليمنية في دولة واحدة وهي المعروفة بدولة التبابعة " حمير " . وقد تحقق ذلك المشروع الوحدوي عبر ثلاث مراحل تاريخية : - المرحلة الأولى : وقد استغرقت ثلاثة قرون كاملة دار فيها الصراع حول ترسيخ مشروع توحيد سبأ وذي ريدان في النصف الغربي من اليمن من نجران إلى عدن. - المرحلة الثانية : وبدأت إثر توحيد الكيانين سبأ وحمير توحيدا ثابتا ونهائيا في آخر القرن الثالث الميلادي , وذلك حين بدأ الملك الحميري " شمر يهرعش بن ياسر يهنعم " عملية إدخال حضرموت ضمن مشروع وحدوي أوسع يضم إلى جانب سبأ وحمير الموحدتين كلا من حضرموت ويمنة التابعة لها , وقد استغرق المشروع ما يقرب من نصف قرن . - المرحلة الثالثة : وهي المرحلة الأخيرة والتي تمت على يد الملك الحميري " أبي كرب أسعد " المعروف تاريخيا " أسعد الكامل " وهو أشهر ملوك التبابعة الحميريين , وهو الذي أكمل ترسيخ وحدة اليمن بإخضاع العشائر البدوية التي ظلت نافرة في الطود وتهامة . - اليمن الموحد صارت اليمن الموحدة الدولة المركزية في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي وعرف رسميا وكما تدل على ذلك النقوش القديمة بدولة " سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت واعرابهم في الجبال وتهامة " . أي أن الدولة أصبحت تضم مساحات واسعة , وتخضع جميعا لسلطة مركزية واحدة , والتي بدورها تمثل مجموعة هذه المناطق . وقد شهدت تلك الفترة أوج ازدهار الدولة المركزية اليمنية القديمة , حيث تذكر النقوش : ( أن الزراعة عادت للانتعاش , وإن الدولة المركزية أولت اهتماما كبيرا بترميم القنوات والمصارف المائية والسدود ) , وغيرها مما يدخل وفق التعبيرات الحديثة بالمشروعات العامة , كما امتد تأثيرها إلى مناطق عدة في شبة الجزيرة العربية , إذ قام في ظلها حكم أسرة كندة في نجد , وبفضل ما يسمى ب " السلام الحميري " الذي شمل شبة الجزيرة العربية كلها أمكن إحداث التقارب العربي في عموم الجزيرة العربية في كيان ومشروع وحدوي واحد لدولة وسلطة مركزية واحدة . -بذور الضعف إن دولة التبابعة الدولة الحميرية حملت في داخلها عوامل ضعفها وانقسامها . ويرجع ذلك إلى تلك التقاليد التي عرفت عن طبيعة الحكم في اليمن القديم ذاته , فقد كانت تلك الدولة المركزية بمثابة دولة اتحادية يقوده أقاليمها الأقيال والأذواء - أي الأمراء والقادة المحليون – تحت قيادة ملك مركزي واحد يجمع في يده كل السلطات , وفي الوقت ذاته وبفعل الطبيعة الارستقراطية للحكام المحليين ووجود ما يمكن تسميته بالقوات الشعبية أو القبلية تحت قيادتهم , لم تلبث أن تفككت الدولة الحميرية الواحدة إلى عدة كيانات على أساس قبيلي . أدت الطبيعة الارستقراطية للقيادات المحلية إلى دبت الخلافات والصراعات بين السلطة المركزية في ظفار والتي كان على رأسها الملك الحميري " ذو نواس " , والمناطق التي أعلنت تمردها على تلك السلطة المركزية , إلى جانب الأطماع الخارجية , كلها عوامل أدت إلى انهاء الدولة المركزية الأكثر شهرة في التاريخ اليمني القديم , وكان ذلك على يد الأكسوم في عام 525 م , والذين دام احتلالهم لليمن حتى 578م . -المقاومة اليمنية على الرغم من قوات الأحباش المتدفقة على اليمن فقد استمر من بقي من الاقيال في مناضلتهم ومقاومتهم بعزائم ثابتة وبسالة عظيمة . وطوال الاحتلال الحبشي لليمن والذي استمر اكثر من نصف قرن وجدت المقاومة الشعبية اليمنية, وتدل بعض النقوش اليمنية حول تلك الفترة أن عدد من القبائل اليمنية وفي مناطق مختلفة شاركت في الانتفاضة ضد الاحتلال الحبشي الاكسومي كانتفاضة عام 542م , ومن تلك القبائل كندة وحضرموت وهمدان وخليل ومراد وذو يزين ومرثد وغيرهم . وقد حدثت ثورة قام بها " يزيد بن كبشة " أحد الرؤساء الأقيال الحميريين وكان أبرهة قد أنابه عنه على قبيلتي كندة وأودا , وانضم إلى يزيد أقيال حميريون . ويظهر من النقش الذي خلفه أبرهة الحبشي أن ثورة : ( يزيد بن كبشة " كانت ثورة عنيفة , وأنها شملت حضرموت وحريب وذو بن جدن وحبات عند صرواح , ولكنها فشلت ), وتغلب أبرهة الحبشي عليها بمساعدة قبائل يمانية ذكرها في النقش . -المصير الواحد ولقد دلت تلك الانتفاضات على الروح الواحدة التي كانت تربط بين قبائل اليمن في مواجهتها للقوى الأجنبية , وهي الروح التي يمكن تسميتها " بروح المصير الواحد والمشترك ," والتي يمكن إليها ارجاع انهاء الاحتلال الأكسومي في عام 578م , على يد الملك " سيف بن ذي يزن " والذي واجه بعد فترة قليلة من حكمه محاولات دول الفرس القوة الاخرى للسيطرة على اليمن في عام 598م . -مرسوم وحدوي وفي ظل ذلك الوضع العام الداخلي لليمن آنذاك , ظهر الإسلام في مكة المكرمة في مطلع القرن السابع الميلادي , ومنها انتشر إلى باقي أجزاء الجزيرة العربية ومن بينهما اليمن لتدخل اليمن واليمنيين في ظل الإسلام , في حين حافظت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة على وحدة اليمن أرضا وإنسانا من خلال مرسوم عام الوفود السنة العاشرة للهجرة " اتاكم أهل اليمن" , او من خلال التقسيم الإداري لليمن إلى عدة مخاليف ضمت جميع مناطق اليمن من حضرموت شرقا والجند جنوبا وتهامة غربا مرورا بصنعاء , وحتى نجران وعسير وجيزان شمالا وصولا إلى منطقة "حلى بني يعقوب " بالقرب من مكة المكرمة. فمناطق عسير وجيزان وجرش وبيشة كانت من مناطق دولة اليمن المركزية دولة "سبأ " منذ اقدم العصور كما ورد في العديد من النقوش المسندية القديمة .


مجلة هي
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة هي
دليل السياحة في تركيا 2025
تركيا وجهة ساحرة تجسد مزيجًا فريدًا من التاريخ العريق والثقافة المتنوعة والمناظر الطبيعية الخلابة، تحظى تركيا بموقع جغرافي استراتيجي جعلها على مر العصور نقطة التقاء للعديد من الحضارات، بما في ذلك الحثيين والرومان والبيزنطيين والعثمانيين، هذا التلاقي الحضاري أثرى تركيا بهوية ثقافية فريدة مزجت التقاليد الشرقية والغربية، وهو ما يظهر بوضوح في فنونها المعمارية ومطبخها وعاداتها الاجتماعية. وتركيا بتاريخها الغني وموقعها الفريد، تقدم للزوار تجربة سفر لا مثيل لها حيث يمكنهم استكشاف آثار الماضي العريق والانغماس في ثقافة حية ومعاصرة. تقع تركيا في جنوب شرق أوروبا وجنوب غرب آسيا، وتمتد على طول سواحل البحر الأسود وبحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، يفصل مضيق البوسفور وبحر مرمرة والدردنيل بين الجزء الأوروبي والآسيوي من البلاد، تنقسم تركيا إلى سبع مناطق جغرافية متميزة: منطقة البحر الأسود، ومنطقة مرمرة، ومنطقة بحر إيجه، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، ومنطقة وسط الأناضول، ومنطقة شرق الأناضول، ومنطقة جنوب شرق الأناضول، ولكل منها خصائصها الفريدة. تتميز تضاريس تركيا بالتنوع، حيث تشمل سهولًا ساحلية وهضبة مركزية مرتفعة وسلاسل جبلية واسعة، هذا التنوع الجغرافي يساهم في اختلاف المناخ والأنشطة السياحية المتاحة في كل منطقة، فالمناطق الساحلية تشتهر بشواطئها وأنشطتها المائية، بينما تقدم المناطق الداخلية مناظر طبيعية مختلفة وجاذبية ثقافية وتاريخية فريدة. الطقس وأفضل وقت للزيارة الطقس وأفضل وقت للزيارة تتنوع الأنماط المناخية في تركيا بشكل كبير حسب المنطقة، حيث يسود المناخ المتوسطي المناطق الساحلية المطلة على بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، حيث يكون الصيف حارًا وجافًا والشتاء معتدلًا وماطرًا، أما المناطق الداخلية فتتميز بمناخ قاري، حيث يكون الصيف حارًا وجافًا والشتاء باردًا ومثلجًا، على ساحل البحر الأسود، يسود المناخ المحيطي الذي يتميز بصيف معتدل وماطر وشتاء بارد ورطب،وتتمتع إسطنبول بمناخ انتقالي، حيث يكون الصيف حارًا والشتاء باردًا مع تساقط الثلوج، وهذه الاختلافات المناخية الإقليمية تجعل من الضروري على المسافرين التخطيط لرحلاتهم بناءً على الوجهات التي يختارونها. ويمكن للمسافرين توقع متوسط درجات الحرارة وهطول الأمطار في وجهات سياحية شهيرة مثل إسطنبول وكابادوكيا وأنطاليا وإزمير على مدار الأشهر المختلفة، فتشهد إسطنبول صيفًا دافئًا بمتوسط درجة حرارة يبلغ حوالي 25 درجة مئوية، بينما تنخفض درجات الحرارة في الشتاء إلى متوسط 5 درجات مئوية، وفي كابادوكيا، يكون الصيف حارًا وجافًا بمتوسط درجة حرارة حوالي 22 درجة مئوية، بينما يكون الشتاء باردًا ومثلجًا بمتوسط درجة حرارة حوالي 0 درجة مئوية. ويعتبر الربيع من أبريل إلى يونيو، والخريف من سبتمبر إلى نوفمبر، أفضل الأوقات لزيارة تركيا لمشاهدة المعالم السياحية، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة ويكون عدد السياح أقل. أما الصيف من يونيو إلى أغسطس فهو مثالي لقضاء العطلات الشاطئية على طول سواحل بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، ويمكن لعشاق التزلج زيارة مناطق مثل أولوداغوكابادوكيا خلال فصل الشتاء من ديسمبر إلى فبراير، كما أن فصلي الربيع والخريف مناسبان أيضًا لممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة. أهم الوجهات الترفيهية في تركيا أهم الوجهات الترفيهية في تركيا تعد إسطنبول من أبرز المدن التركية التي تقدم مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية، يمكن للزوار استكشاف مواقعها التاريخية الشهيرة مثل آيا صوفيا والمسجد الأزرق، والتجول في البازار الكبير النابض بالحياة، والاستمتاع برحلة بحرية في مضيق البوسفور، أما أنطاليا، الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فهي وجهة مثالية لقضاء العطلات الشاطئية، حيث تتميز بشواطئها الجميلة ومنتجعاتها الفاخرة، بالإضافة إلى إمكانية استكشاف آثارها القديمة،وتتمتع إزمير، بتاريخها العريق وأحداثها الثقافية المتنوعة، بجاذبية خاصة للزوار، كما أن مدنًا أخرى مثل بودروم، بقلعتها وحياتها الليلية الصاخبة، تستحق الاستكشاف، هذا إلى جانب مدينة يالوا أو يالوفا السياحية بامتياز، وكل هذه المدن لها طابعها الفريد، وتقدم للزوار تجارب ترفيهية وثقافية لا تُنسى. تتميز إسطنبول بحياة ليلية نابضة بالحياة، حيث تضم العديد من النوادي الليلية والحانات الأنيقة، ويعتبر المطبخ التركي من أبرز جوانب الجذب السياحي، حيث يقدم مجموعة متنوعة من الأطباق الشهية، ويمكن للزوار الاستمتاع بتجربة تسوق فريدة في البازار الكبير في إسطنبول والأسواق المحلية الأخرى التي تعج بالنشاط وعلى رأسها "السوق المصري" وتقدم مجموعة واسعة من المنتجات التقليدية والتوابل والحرف اليدوية. أهم المهرجانات والفعاليات في تركيا أهم المهرجانات والفعاليات في تركيا تحتضن تركيا على مدار العام مجموعة متنوعة من المهرجانات والفعاليات التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، من أبرز هذه الفعاليات مهرجان إسطنبول للتوليب، ومهرجان الدراويش المولوية في قونية الذي يقام في شهر ديسمبر، بالإضافة إلى مهرجان كيركبينار للمصارعة بالزيت الذي يقام في شهري يونيو أو يوليو، كما تشمل الفعاليات الثقافية الأخرى مهرجان إسطنبول السينمائي، ومهرجان إسطنبول للموسيقى. أهم الوجهات التاريخية في تركيا أهم الوجهات التاريخية في تركيا تضم تركيا العديد من المواقع التاريخية التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتي تعكس عراقة تاريخها وأهميتها الحضارية،وتعد مدينة أفسس القديمة، الواقعة بالقرب من ساحل بحر إيجه، من أبرز هذه المواقع، حيث تعتبر من أفضل المدن اليونانية والرومانية القديمة المحفوظة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، أما مدينة طروادة الأسطورية، التي اشتهرت بفضل قصيدة الإلياذة لهوميروس، فتقع في شمال غرب تركيا وتحمل آثارًا تعود إلى آلاف السنين، في إسطنبول، يبرز مبنى آيا صوفيا كتحفة معمارية فريدة، حيث تحول على مر العصور من كنيسة بيزنطية إلى مسجد عثماني ثم إلى متحف، وهو يجسد مزيجًا رائعًا من الفنون المعمارية البيزنطية والعثمانية. وتتميز منطقة كابادوكيا في وسط تركيا بمناظرها الطبيعية الفريدة التي تشكلت بفعل التآكل البركاني، بالإضافة إلى مساكنها المحفورة في الصخور وكنائسها القديمة التي تعود إلى العصور الأولى، هذه المواقع بالإضافة إلى العديد من المواقع الأخرى المدرجة على قائمة اليونسكو، تقدم للزوار لمحة عن تاريخ تركيا الغني وتراثها الثقافي المتنوع. منطقة كابادوكيا في وسط تركيا بمناظرها الطبيعية الفريدة وتركت الإمبراطورية العثمانية بصمات واضحة على المشهد التاريخي والثقافي في تركيا، وتتجلى هذه البصمات في العديد من القصور والمساجد والمدن التاريخية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، ويعد قصر توبكابي في إسطنبول من أبرز هذه المعالم، حيث كان مقرًا لسلاطين الدولة العثمانية لعدة قرون، ويضم اليوم متاحف تعرض كنوزًا ثمينة من تاريخ الإمبراطورية. قصر توبكابي في إسطنبول ويقع المسجد الأزرق أيضًا في إسطنبول ويعتبر من أجمل وأشهر المساجد العثمانية بفضل تصميمه المعماري الفريد وزخارفه الداخلية الرائعة. المسجد الأزرق في إسطنبول أما مدينة صفرانبول، الواقعة في منطقة البحر الأسود، فهي مثال رائع للمدينة العثمانية التقليدية، حيث حافظت على طرازها المعماري القديم الذي يعود إلى القرون الوسطى. وبالإضافة إلى المواقع الشهيرة، تضم تركيا العديد من المواقع الأثرية والتاريخية الأخرى التي تستحق الزيارة، مثل جبل نمرود في جنوب شرق تركيا، ويشتهر برؤوس التماثيل الحجرية الضخمة التي تعود إلى مملكة كوماجيني القديمة. جبل نمرود في جنوب شرق تركيا وتعتبر مدينة حتوشا، بالقرب من مدينة كوروم في شمال وسط تركيا، عاصمة الإمبراطورية الحثية القديمة وتحتوي على آثار مهمة تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد. أما موقع غوبكلي تبه، بالقرب من مدينة أورفا في جنوب شرق تركيا، فهو أقدم موقع ديني معروف في العالم ويعود تاريخه إلى حوالي 11500 عام. أهم الوجهات الطبيعية في تركيا تتميز تركيا بسواحلها المذهلة التي تمتد على طول بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، بالإضافة إلى بحر مرمرة، وتقدم للزوار مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية الخلابة والأنشطة الممتعة. تشتهر سواحل بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط بشواطئها الرملية الذهبية ومياهها الصافية التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، ومن أبرز هذه الشواطئ شاطئ أولودينيز وشاطئ باتارا وشاطئ لارا. تشتهر سواحل بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط بشواطئها الرملية الذهبية ومياهها الصافية أما ساحل البحر الأسود فيتميز بخصائصه الفريدة من حيث المناظر الطبيعية الخضراء والتضاريس الوعرة، هذه السواحل المتنوعة تقدم للزوار فرصًا للاسترخاء والتمتع بالرياضات المائية واستكشاف الجمال الطبيعي الفريد لتركيا. وغير السواحل، تضم تركيا العديد من الحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية التي تتميز بجمالها الطبيعي الخلاب وتنوعها البيولوجي الغني، فتشتهر منطقة كابادوكيا بتكويناتها الصخرية الفريدة المعروفة باسم "مداخن الجنيات" والتي تشكل مناظر طبيعية ساحرة، أما باموكالي، فهي موقع طبيعي فريد يتميز بشلالات من الحجر الجيري الأبيض المتكون نتيجة تدفق المياه الغنية بالمعادن من الينابيع الساخنة،وتعد جبال كاتشكار في منطقة البحر الأسود وجهة مثالية لمحبي رياضة المشي لمسافات طويلة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجبلية، بالإضافة إلى ذلك، توجد حدائق وطنية أخرى مثل يديغولروكوبرولو كانيون وشبه جزيرة ديليك. تتنوع المناظر الطبيعية في تركيا لتشمل بحيرات وأنهارًا وجبالًا وتكوينات جيولوجية فريد هذا وتتنوع المناظر الطبيعية في تركيا لتشمل بحيرات وأنهارًا وجبالًا وتكوينات جيولوجية فريدة تزيد من جاذبيتها الطبيعية، فتعد بحيرة فان أكبر بحيرة في تركيا وتقع في شرق البلاد وتتميز بمياهها الزرقاء العميقة ومناظرها الطبيعية الخلابة، وتقع غابات بلغراد بالقرب من إسطنبول وتوفر ملاذًا هادئًا وسط الطبيعة. ويعتبر وادي الفراشات في فتحية جنة طبيعية تضم مجموعة متنوعة من الفراشات النادرة، أما وادي ساكليكنت فهو واد ضيق وعميق يتميز بتكويناته الصخرية الفريدة ومياهه الباردة، ويبرز جبل أرارات كأعلى قمة في تركيا ويحظى بأهمية تاريخية وثقافية كبيرة. الأسئلة الأكثر شيوعاً عن السياحة في تركيا هل تطلب تركيا تأشيرة زيارة؟ هل تطلب تركيا تأشيرة زيارة؟ يتطلب السفر إلى تركيا الحصول على تأشيرة دخول لمعظم الجنسيات، ويمكن للعديد من الزوار التقدم بطلب للحصول على تأشيرة إلكترونية عبر الإنترنت، ويجب على المسافرين التأكد من صلاحية جوازات سفرهم لمدة لا تقل عن ستة أشهر. ماهي العملة المستخدمة وخيارات الدفع في تركيا؟ ماهي العملة المستخدمة وخيارات الدفع في تركيا؟ العملة الرسمية في تركيا هي الليرة التركية، حيث تساوي كل 100 ليرة تركية تقريباً 2.60 دولار أمريكي، كما تساوي 9.74 ريال سعودي وفقا لآخر أسعار الصرف المعلنة، يتم قبول بطاقات الائتمان على نطاق واسع، يُنصح بحمل بعض النقود، خاصة للأسواق المحلية والمؤسسات الصغيرة. ما هي أهم العادات والآداب المحلية في تركيا؟ ما هي أهم العادات والآداب المحلية في تركيا؟ عند زيارة المواقع الدينية، يُنصح بارتداء ملابس محتشمة، ومن المهم احترام العادات والتقاليد المحلية في تركيا، ومع أن تركيا توصف بأنها بلد متحرر، إلا أن إظهار المودة في الأماكن العامة أمرًا غير لائق في بعض المناطق المحافظة. كيفية الحصول على خدمة إنترنت دائمة أثناء زيارة في تركيا؟ كيفية الحصول على خدمة إنترنت دائمة أثناء زيارة في تركيا؟ تتوفر خدمة الإنترنت على نطاق واسع في الفنادق والمقاهي والمطاعم في تركيا، كما يمكن شراء بطاقة SIM محلية للحصول على اتصال أفضل بشبكة الهاتف المحمول. هل اللغة الإنجليزية مفهومة ومنتشرة على نطاق واسع في تركيا؟ هل اللغة الإنجليزية مفهومة ومنتشرة على نطاق واسع في تركيا؟ تركيا خليط من الشعوب، واللغة السائدة فيها هي اللغة التركية، ويمكن فهم الإنجليزية والتحدث بها في المناطق السياحية الكبيرة، أيضا تتيح المستشفيات والأسواق والبازارات الكبيرة مترجمين خصوصا للغة العربية التي أصبحت منتشرة بكثرة في المناطق السياحية خصوصا في مدن مثل إسطنبول وبورصة ويالوفا لوجود جالية عربية كبيرة هناك، يبقى القول إن الأتراك يفضلون التعامل بلغتهم لأنهم يعتزون بها جدا. المواصلات في تركيا المواصلات في تركيا تخدم تركيا العديد من المطارات الدولية الرئيسية، بما في ذلك مطار إسطنبول (IST) ومطار صبيحة كوكجن (SAW)، ومطار أتاتورك، وهذه المطارات الثلاثة تقع في إسطنبول ومحيطها، وتوجد مطارات أخرى كثيرة، مثل مطار أنطاليا الدولي، ومطار إيسنبوغا الدوليفي العاصمة أنقرة، ومطار عدنان مندريس في مدينة إزمير، ومطار طرابزون الدولي، وهناك رحلات جوية مباشرة من العديد من المدن الدولية الكبرى إلى تركيا،ويمكن أيضًا الوصول إلى تركيا عن طريق البر والبحر عبر نقاط دخول مختلفة. داخليا تتمتع تركيا بشبكة واسعة من الرحلات الجوية الداخلية التي تربط المدن والوجهات السياحية الرئيسية، وتشمل الخطوط الجوية التركية وخطوط بيغاسوس وخطوط أنادولوجيت. وتتوفر أيضًا شبكة حافلات شاملة تربط المدن والبلدات، كما تدير السكك الحديدية التركية قطارات تربط المدن الكبرى، وتتوفر أيضًا خيارات استئجار السيارات لتوفير مرونة أكبر في التنقل. تتمتع المدن التركية الكبرى، وخاصة إسطنبول، بنظام نقل عام متطور يشمل الحافلات والمترو والترام والعبارات وبطاقة إسطنبول، يمكن للزوار استخدام هذه الوسائل بسهولة للتنقل بين مناطق الجذب المختلفة.


المناطق السعودية
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- المناطق السعودية
المساجد التاريخية والأثرية في تونس.. روحانية العبادة وعبق التاريخ
المناطق_واس تُعرف العديد من المدن التونسية بتراثها الروحاني، ويوجد بها مساجد تثير إعجاب الزوار. وتمثل هذه الأماكن إلى جانب وظيفتها الدينية، منبعًا للإبداع المعماري تسحر الزوار من جميع أنحاء العالم بروحانيتها العالية وتصاميمها الدقيقة، وشكلت هذه المعالم السياحية الساحرة نسيج المنطقة الديني والاجتماعي متمثلة في عناصر الإيمان والاتحاد. وتشهد تلك المساجد خصوصًا التاريخية منها، توافد أعداد غفيرة من المصلين طيلة شهر رمضان، حتى أن بعضها لا يستوعب العدد الكبير من المصلين، مما يضطرهم للصلاة في الساحات الخارجية والشوارع المحاذية للجامع. يتجاوز عدد المساجد في تونس، وفقًا لإحصائيات وزارة الشؤون الدينية التونسية خمسة آلاف مسجد، لكن يبرز بعضها بعبقه التاريخي، لاسيما جامع الزيتونة المعمور الواقع في قلب المدينة العتيقة في تونس العاصمة والذي تأسس في عام 79هـ. ويقع الجامع على مساحة خمسة آلاف متر مربع، ولديه 9 أبواب، وقاعته الداخلية تتكون من 184 عمودًا، آتية أساسًا من الموقع الأثري بقرطاج. ولم يقتصر دور جامع الزيتونة على العبادة، وإنما اعتبر مقصدًا لطالبي العلم واشتُهر بتعليم أصول الدين، وتميز ارتياده عبر التاريخ من قبل كبار العلماء والمفكرين والمشاهير من أهل التقوى والورع ومن شهد لهم محيطهم بالصلاح. وتتأتى قداسته من كونه كان معقلًا للمناضلين من أهل الحاضرة ضد الغزاة والمستعمرين على مر التاريخ، على غرار البيزنطيين والنورمانديين والإسبان والفرنسيين، وعرف ملاحم عديدة للدفاع عنه بوجه هذا الغازي وذاك حتى بات في الوجدان عنوانًا للدفاع عن الهوية التونسية. ومن المساجد التاريخية المشهورة في تونس'جامع عقبة بن نافع' الذي يقع بمدينة القيروان وسط البلاد، والذي يُعد أكبر جامع في تونس، وبناه عقبة بن نافع أواخر القرن الثامن الميلادي، ويتميز بطراز معماري فريد، ويُمثل أضخم المساجد في الغرب الإسلامي وتبلغ مساحته الإجمالية ما يناهز 9700 متر مربع. وتتميز القبة الأكبر في المسجد والمعروفة بباب البهو بـ 32 سارية من بديع الرخام ذي النقوش الغريبة والزخارف المختلفة، إضافة إلى مجموعة من القباب ذات الطراز المعماري البديع. وبحسب المراجع التاريخية، فإن الجامع كان حين إنشائه بسيطًا صغير المساحة تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف. وحرص الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، وتمت توسعته وزيد في مساحته عدة مرات ولقي اهتمام الأمراء والخلفاء والعلماء في شتى مراحل التاريخ الإسلامي، حتى أصبح معلمًا تاريخيًا بارزًا ومهمًا. ويحتوي جامع القيروان على كنوز قيمة، فالمنبر يعتبر تحفة فنية رائعة وهو مصنوع من خشب الساج المنقوش ويعتبر أقدم منبر في العالم الإسلامي ما زال محتفظًا به في مكانه الأصلي ويعود إلى القرن الثالث للهجرة، كذلك مقصورة المسجد النفيسة التي تعود إلى القرن الخامس هجري وهي أيضًا أقدم مقصورة. فيما يوحي الشكل الخارجي للجامع أنه حصن ضخم، إذ إن جدران المسجد سميكة ومرتفعة وشدت بدعامات واضحة. يقبل التونسيون على زيارة جامع عقبة ابن نافع او جامع القيروان في المناسبات الدينية وخاصة ليلة السابع والعشرين من رمضان لحضور ختم القرآن. ومن المساجد التاريخية الشهيرة في تونس 'الجامع الكبير' في مدينة سوسة الساحلية، الذي أمر ببنائه الأمير الأغلبي أبو العباس محمد عام 237 هـ وتم ترميمه وتغييره عدة مرات، والجامع مستطيل الشكل، ويتكون من صحن تفتح عليه قاعة الصلاة. وهو محاط بأروقة تستند إلى أعمدة. ولا يحتوي الجامع على مئذنة. ويمكن تفسير ذلك بوجود برج المراقبة بالرباط القريب والذي يؤدي دور المئذنة، إلى جانب دوره الديني، اضطلع الجامع بدور أمني من خلال مراقبة الشواطئ من أي هجوم محتمل. ووسط جزيرة جربة ينتصب 'جامع بن فضلون' الذي يعتبر من المعالم التاريخية في الجزيرة. يعود تاريخ تأسيسه إلى القرن 14 اشتهر هذا الجامع بتدريس الدين ومراقبة المدينة من أجل حمايتها من أي تدخل خارجي أو هجوم، وقد اكتسب شهرته بفضل ما يسمى بالهندسة اللامتوازية التي اعتمدها من بناه، وهو متفرد في هذا المجال بالمقارنة مع التراث المعماري التونسي، فإذا شاهده الزائر من بعيد يبدو له متناسقا تناسق سائر المباني الدينية في الجزيرة أما إذا اقترب منه فانه سيعجب لتفكك مجموعة المباني وغياب النمطية والتوازي مما يوحي بالعظمة والعمق في بناء الأشكال المعمارية. وفي مدينة تستور التابعة لولاية باجة وسط تونس، يقع 'الجامع الكبير' أو جامع الساعة المعكوسة الذي قام المهندس الأندلسي محمد تغرينو بتشييده بين عامي 1610 و1630 ميلادية. وعاش تغرينو، الذي فر من جنوب إسبانيا، وسط المجتمع المحلي في المدينة. ويفسر العلماء مسألة الساعة المعكوسة إلى أنها تحاكي الطواف حول الكعبة من اليمين إلى اليسار، والكتابة العربية من اليمين إلى اليسار. ويُعد الجامع رمزًا لتجسيد فن العمارة الأندلسية، وخاصة الصومعة التي يظهر في أعلاها نقوش وهندسة معمارية أندلسية، كما تنفتح واجهاته بنوافذ صغيرة مزدوجة وغنية بالزخارف المصنوعة من الزليج، إضافة إلى ساعة ميكانيكيّة توجد في أعلى الصومعة كانت قديمًا تعدّل عن طريق ساعة شمسية موجودة في صحن الجامع، ويقترب مظهر الصومعة من أبراج الأجراس الأراغونية الموجودة في جنوب إسبانيا.

مصرس
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- مصرس
«ملاذ كرد».. الطريق إلى القسطنطينية
لم يكن القتال فى الإسلام أو المعارك التى خاضها المسلمون يومًا من الأيام بهدف الاعتداء على الغير، بل كان لرد العدوان الذى يتعرض له المسلمون، من خلال هذا الباب وعلى مدار أيام شهر رمضان المبارك نقدم لك عزيزى القارئ معركة فى ذاكرة التاريخ الإسلامى خاضها المسلمون دفاعا عن أنفسهم وعن دينهم وعن أرضهم. تعد معركة «ملاذ كرد» التى حدثت بين المسلمين السلاجقة بقيادة السلطان «ألب أرسلان» وجيوش الدولة البيزنطية تحت قيادة الإمبراطور البيزنطى «رومانوس» الرابع عام 463ه/1071م من أيام المسلمين الخالدة التى غيرت وجه التاريخ وكان لها أثر كبير، حيث كانت مقدمة لضعف الدولة البيزنطية الأمر الذى انتهى بسقوطها عام 1453م.اقرأ أيضًا| ميناء سفاجا يودع أول أفواج معتمري شهر رمضانيقول الدكتور صلاح عبد المولى الشورى أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، بجامعة الأزهر: لم تكن هذه المعركة اعتداءً من المسلمين بل كانت دفاعًا عن النفس، وذلك عندما خرج الإمبراطور «رومانوس» على رأس قواته مزهوا بكامل أبهته قاصدا بلاد المسلمين، فوصل إلى منطقة ملاذ كرد التى تقع حالياً داخل حدود ولاية موش شرق تركيا، واستباح سكانها من المسلمين، وقتل عددا كبيرا منهم فلم يسلم منه الشيوخ والنساء حتى الأطفال الذين قتلهم بدم بارد، وعندما وصلت هذه الأخبار للسلطان «ألب أرسلان»، ولم يكن مستعدًا لهذه المعركة ولهذا الجيش الكبير من البيزنطيين الذى وصل عدده فى بعض التقديرات إلى مائتى ألف بينما جيش أرسلان كان لا يتعدى ستة عشر ألف جندي، إلا أن «أرسلان» لم يتوان لحظة واحدة فى الدفاع عن المسلمين، فخرج بهذا الجيش القليل، وقد حاول السلطان السلجوقى حقن الدماء.اقرأ أيضًا| رئيس جامعة المنيا يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة حلول شهر رمضان المباركفبادر قبل أن يشتبك الجيشان إلى طرح الهدنة والتفاهم مع البيزنطيين إلا أن «رومانوس» أبى واستكبر، وأجاب بأنه لا هدنة إلا بعد أن يفرض سيطرته على البلاد الإسلامية، وبعد قتال بين الطرفين استطاع جيش المسلمين هزيمة البيزنطيين حتى إن قائدهم «رومانوس» وقع أسيرًا، وعندما حضر أمام السلطان عنفه على أفعاله المشينة وغروره وصلفه ورفضه للتفاهم والهدنة التى عرضها عليه قبل المعركة، وإصراره على اجتياح بلاد المسلمين وإهانتهم، وقد حاور السلطان السلجوقى ذلك الإمبراطور المتغطرس ليقر ويعترف بالجزاء الذى يستحقه جراء أفعاله المنكرة، فأجاب صراحة بأنه يستحق أسوأ عقاب فعفا عنه إظهارًا لعظمة مبادئ الإسلام فى العفو عند المقدرة، والسماح بدل الانتقام، وصيانة كرامة الإنسان بدل إذلاله، واستبدال لغة الحرب بلغة السلام.