أحدث الأخبار مع #التجارة_المجتمعية

جريدة المال

ستصل إلى 6.2 تريليون دولار بحلول 2030.. «التجارة المجتمعية» تعيد تعريف مستقبل التسوق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحولات جذرية وعميقة في أنماط التسوق وسلوك المستهلكين وفقًا لتقرير منصة 'ومضة'، وذلك كله مدفوعًا بصعود ما يُعرف بـ'التجارة المجتمعية' التي تدمج بين وسائل التواصل الاجتماعي والتجارة الإلكترونية لبناء تفاعل أكثر أصالة وولاء أعمق مع العملاء. وتشير أحدث الدراسات إلى أن 70.4% من العلامات التجارية العالمية باتت تُدير مجتمعات رقمية للتفاعل المباشر مع المستهلكين، في ظل توقعات بأن تصل قيمة سوق التجارة المجتمعية إلى 6.2 تريليون دولار بحلول عام 2030. وأحد أبرز ركائز التجارة المجتمعية يتمثل في المحتوى المُولّد من قبل المستخدم، الذي أثبت فاعليته في بناء الثقة والمصداقية. تظهر الإحصائيات أن 81% من المستهلكين يثقون بمقاطع الفيديو التي ينشئها المستخدمون أكثر من المحتوى الإعلاني التقليدي، فيما يعتمد 85% منهم على هذا النوع من المحتوى قبل اتخاذ قرار الشراء. وتؤكد هذه الأرقام أهمية تحفيز العملاء على مشاركة تجاربهم وتوصياتهم بشكل عضوي. إذ يُسهم هذا التفاعل الطبيعي في تعزيز ولاء العملاء، واستقطاب شرائح جديدة من الجمهور، وزيادة معدلات الشراء المتكرر. وتُعد علامة سيفورا مثالاً في توظيف التجارة المجتمعية من خلال برنامج الولاء 'Beauty Insider'، الذي يشجع العملاء على مشاركة التقييمات، ونصائح التجميل، وتجاربهم مع المنتجات. وتُعزز المنصة هذا التفاعل عبر أدوات مثل 'لوحة التجميل'، وجلسات الأسئلة والأجوبة المباشرة، التي تربط خبراء التجميل بالمستهلكين، مما يُولّد محتوى أصليًا ويقوي العلاقة بين العلامة التجارية ومجتمعها. وتكتسب المجموعات المغلقة على تطبيقات مثل واتساب زخمًا متزايدًا كأداة فعالة لبناء مجتمعات رقمية قوية فهذه المساحات تتيح للمتسوقين تبادل الآراء، واكتشاف المنتجات، والتفاعل مع آخرين يشاركونهم الاهتمامات. ويسهم هذا التفاعل الفوري في بناء ثقة طويلة الأمد وشعور بالانتماء، وهو ما يُترجم بدوره إلى سلوك شراء متكرر. وفي هذا السياق، تبرز منصة Flowwow كمثال ناجح، إذ طوّرت مجتمعًا حيويًا يضم البائعين المحليين من بائعي الزهور والخبازين والحرفيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن خلال تمكين هؤلاء من التواصل ومشاركة الخبرات، تُعزز Flowwow فرص النمو والإيرادات وبناء شبكة أعمال متماسكة. ومع تزايد اعتماد الأجيال الشابة على التكنولوجيا، بات التسوق المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد أهم محركات التجارة المجتمعية. إذ كشف استطلاع حديث أن 64% من جيل الألفية وجيل Z أجروا عمليات شراء عبر وسائل التواصل خلال الاثني عشر شهراً الماضية. وقد أحدثت منصات مثل تيك توك ثورة في هذا المجال من خلال دمج خاصية البث المباشر بمتاجر رقمية مدمجة، ما يُمكّن الشركات من تحقيق ملايين الدولارات في ساعات قليلة. وعلى المستوى الإقليمي، تقدم 'نمشي' Namshi مثالًا محليًا ناجحًا، حيث حوّلت جلسات البث المباشر على إنستجرام إلى تجارب تسوق تفاعلية، مع ظهور المؤثرين وهم يستعرضون المنتجات، ويجيبون عن أسئلة الجمهور في الوقت الفعلي، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في المبيعات. وفي ظل تغير سلوك المستهلكين وارتفاع أهمية العلاقات الرقمية، تتجه العلامات التجارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو تبني استراتيجيات التجارة المجتمعية باعتبارها مستقبل التسوق الإلكتروني. ومن خلال دمج المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، والمجموعات التفاعلية، والتسوق المباشر، تستطيع الشركات بناء ولاء عميق وتحقيق أداء تجاري طويل الأمد.