أحدث الأخبار مع #التراكوما

24 القاهرة
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- 24 القاهرة
يديرها منتحل صفة طبيب.. الصحة: إغلاق عيادة زون درما كلينك لعلاج الأمراض الجلدية والتجميل بمدينة نصر
أعلنت وزارة الصحة والسكان ممثلة في الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص، إغلاق عيادة "زون درما كلينك" المتخصصة في الأمراض الجلدية والتجميل، والكائنة بمكرم عبيد في مدينة نصر بمحافظة القاهرة، لمخالفتها الاشتراطات الصحية والعمل دون ترخيص. وتأتي هذه الجهود بناءً على تعليمات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بتشديد الرقابة على المنشآت الطبية والعيادات الخاصة، حرصًا على صحة وسلامة المواطنين. إغلاق عيادة زون درما كلينك لعلاج الأمراض الجلدية وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن العيادة تعمل بدون ترخيص بالمخالفة لقانون رقم 53 لسنة 2004، والخاص بتنظيم عمل المنشآت الطبية، كما تبين أن القائم على العيادة منتحل صفة طبيب أمراض جلدية ويزاول المهنة بدون ترخيص بالمخالفة للقانون رقم 415 لسنة 1954، مما يعرض حياة المواطنين للخطر. وأضاف عبد الغفار أنه تبين بالمرور عدم اتباع سياسة مكافحة العدوى وتداول النفايات الطبية بدون ترخيص، بالإضافة لضبط كميات كبيرة من الأدوية مجهولة المصدر وغير مسجلة بوزارة الصحة أو هيئة الدواء المصرية، بالإضافة إلى وجود أجهزة طبية وأجهزة فصل دم بدون ترخيص. من جانبه، أشار الدكتور هشام زكي، رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص، إلى غلق وتشميع العيادة بالتعاون مع إدارة العلاج الحر بمحافظة القاهرة، ومباحث التموين، وهيئة الدواء، حيث تم تحرير محضر بالمخالفات التي تم رصدها أثناء المرور، وتسليم القائم عليها "منتحل صفة الطبيب" للنيابة العامة؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية حياله، وتم تحرير محضر بجميع الأدوية التي تم ضبطها وتنوعت بين مستحضرات طبية وتجميلية ومستلزمات طبية مجهولة المصدر، ما يعرض صحة المواطنين للخطر. وزير الصحة يوجه بحصر الأدوية ذات البدائل المحلية.. وترشيد الاستخدام لتحقيق التوازن بين العلاج والنفقات ضمن خطة القضاء عليه.. الصحة تطلق حملة للوقاية والعلاج من مرض التراكوما بـ7 محافظات ودعا زكي المواطنين إلى ضرورة الاطلاع على ترخيص مراكز وعيادات التجميل، وترخيص مزاولة المهنة للقائمين عليها قبل البدء في إجراءات العلاج، لضمان تلقيهم خدمة طبية أمنه، مؤكدًا الاستمرار في تنفيذ الحملات الرقابية حرصًا على صحة وسلامة المواطنين.

مصرس
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- مصرس
الصحة تطلق حملة للوقاية والعلاج من مرض «التراكوما» ب7 محافظات
أطلقت وزارة الصحة والسكان، حملة للوقاية والعلاج من الإصابة بمرض الرمد الحبيبي "التراكوما"، "Chlamydia trachomatis"، وذلك خلال شهر أبريل الجاري، تنفيذا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، ضمن الخطة الوطنية لإعلان خلو مصر من هذا المرض بحلول عام 2027. وأشار الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى أن الرمد الحبيبي "التراكوما" يعد أحد الأمراض المعدية، وحملة الوقاية والعلاج من الإصابة به، تعكس التزام الدولة المصرية الراسخ بتحسين صحة المواطنين والارتقاء بالمنظومة الصحية، حيث تكتسب هذه الحملة أهمية خاصة كونها جزءًا من استراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة، تنفذها الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في إطار الجهود العالمية المتسارعة للقضاء على أحد أبرز الأسباب المؤدية للعمى.وأوضح الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان، أن المرحلة الأولى من التقييم السريع لمعدل انتشار مرض التراكوما على المستوى الوطني بدأت في محافظات "الغربية، والمنوفية، وبني سويف، والوادي الجديد"، وتم اختيار هذه المحافظات الأربع كمرحلة أولى، استنادًا إلى معايير علمية لضمان أن يكون التقييم ممثلًا وشاملًا لمختلف أنماط المعيشة والظروف الصحية السائدة في جميع أنحاء مصر، وذلك من خلال تغطية 15 إدارة صحية متنوعة، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية شملت محافظات "الشرقية، المنيا، وقنا"، وتنتهي أخر الشهر الجاري.من جانبه، قال الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي، إن المستهدف من التقييم هو فحص أكثر من 2550 طفلًا تتراوح أعمارهم ما بين عام إلى 9 أعوام، وهي الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وذلك من خلال فرق متخصصة؛ للكشف عن حالات التراكوما النشطة، موضحاً أن الفحوصات تشمل الأشخاص البالغين، لرصد حالات انقلاب الجفن "داء الشعرة"، والذي يعد أحد المضاعفات الخطيرة للعدوى المزمنة بالتراكوما والذي قد يؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.وأوضح الدكتور راضي، أن طرق انتقال "التراكوما" تتضمن بشكل أساسي الذباب الذي يلعب دورًا رئيسيًا في نقل الإفرازات الملوثة من عين إلى أخرى، وكذاك استخدام الأدوات الشخصية الخاصة بشخص مصاب الملوثة، مثل المناشف وأدوات التجميل، مما يعزز أهمية الوعي بالنظافة الشخصية والبيئية للوقاية الفعالة من المرض والحد من انتشاره، داعيا إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية والبيئية، بما في ذلك غسل اليدين بالماء والصابون، وتجنب لمس الوجه، والتخلص السليم من القمامة، والعناية بالجسم، للحماية من التراكوما والأمراض المعدية الأخرى.وقالت الدكتورة أماني الحبشي، رئيس الإدارة المركزية للأمراض المدارية وناقلات الأمراض، إن التقييم الميداني لمعدل انتشار المرض يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من خطة صحية شاملة ومتعددة الجوانب، تسعى في جوهرها إلى تعزيز الوقاية الفعالة من التراكوما، مع التركيز بشكل خاص على بناء وعي مجتمعي دائم ومستمر، خاصة في القرى والمناطق النائية التي قد تكون أكثر عرضة لانتشار المرض.

24 القاهرة
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- 24 القاهرة
الرعاية الصحية تعلن نجاح قافلة جراحات تجميل أطفال بمستشفياتها في الأقصر بالتعاون مع خبراء أجانب
نجحت الهيئة العامة للرعاية الصحية في إنجاز قافلة جراحات تجميل الأطفال "روتابلاست" في مستشفياتها بمحافظة الأقصر خلال شهر إبريل الجاري، بالتعاون مع روتاري مصر. تعزيز الخبرات والمهارات في مجال الجراحات التجميلية الحديثة قال الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل: "القافلة شهدت مناظرة 170 حالة للأطفال الذين يعانون من الشفة الأرنبية، سقف الحلق المشقوق، وتشوهات ما بعد الحروق، بالإضافة إلى إجراء 60 عملية جراحية من الجراحات الدقيقة بمستشفى الأطفال التخصصي التابعة للهيئة في الأقصر. أضاف الدكتور السبكي: "القافلة الطبية شهدت مشاركة نخبة من أساتذة واستشاري جراحة الأطفال بكلية طب القصر العيني، بالإضافة إلى 21 خبيرًا دوليًا في جراحات التجميل من الولايات المتحدة الأمريكية، وتم مناظرة الحالات بمجمع الأقصر الطبي الدولي، بينما تم إجراء العمليات الجراحية بمستشفى الأطفال التخصصي التابعة للهيئة في محافظة الأقصر. وتابع الدكتور السبكي قائلًا: القافلة لم تقتصر على إجراء العمليات الجراحية فقط، بل شملت أيضًا تنظيم ورش عمل وتدريبات متخصصة للكوادر الطبية من الأطباء والممرضين العاملين بالهيئة، والهدف من هذه الورش هو تعزيز الخبرات والمهارات في مجال الجراحات التجميلية الحديثة، مع تقديم تدريب عملي حول علاج التشوهات مثل الشفة الأرنبية وتشوهات ما بعد الحروق، بالإضافة إلى استعراض أحدث الابتكارات في العلاجات الدوائية والبروتوكولات العلاجية المتطورة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للمرضى. وأكد الدكتور السبكي على مواصلة الهيئة توفير أعلى معايير الجودة في الرعاية الصحية، وأنها تسعى دائمًا لتطوير مهارات فرقها الطبية من خلال التعاون مع الخبراء المحليين والدوليين. وأضاف: هذا التعاون يعزز قدرتنا على تحسين تجربة المريض وضمان تقديم رعاية صحية متقدمة تتماشى مع أفضل المعايير العالمية. كما أشاد الدكتور السبكي بجهود الفريق الطبي المصري والأمريكي، معبرًا عن تقديره الكبير لدور روتاري مصر في دعم القوافل الطبية ومساهمتها الفاعلة في خدمة المجتمع، وأكد أن هذا التعاون يعد نموذجًا ناجحًا للشراكات التي تسهم في تحسين الرعاية الصحية للأطفال في مصر. تولت تنسيق القافلة من جانب الهيئة العامة للرعاية الصحية، الدكتورة هبة عويضة، مدير عام الإدارة العامة للبحوث والتطوير، ومن جانب روتاري مصر، الدكتورة إيمان سلام، مسئولة القوافل الطبية بنادي روتاري "جنوب القاهرة". ضمن خطة القضاء عليه.. الصحة تطلق حملة للوقاية والعلاج من مرض التراكوما بـ7 محافظات لنقل خبراتهم في مجال الصحة النفسية وعلاج الإدمان.. رئيس الرعاية الصحية يجتمع مع مسؤولي مودست التركية


مصر 360
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- مصر 360
نور من الظلام الدامس
في تاريخ نظامنا الصحي العريق علامات فارقة، تستحق أن نتوقف عندها، لاستعادة بعض الدروس الناجحة الدالة للمستقبل الحالي الصحي وتحدياته المعقدة. من هذه العلامات ما كان يحدث في بداية القرن العشرين، من مواجهات لانتشار الأمراض المعدية والمتوطنة، بين البسطاء من المصريين، حيث بلغت أحوال مصر الاجتماعية والاقتصادية منذ نهاية القرن الثاني عشر وضعاً بائساً، بسبب قرون من الظلم على يد حكام طغاة والحروب الداخلية التي لم تتوقف بين البكوات المماليك، 'أعلى طبقة في المجتمع وقتها' تحت أعين باشا عثماني، لا حول له ولا قوة، أرسل إليهم من إسطنبول. أفقرت السكان التعساء، وجعلت حياتهم بؤسا مقيما، حتى وصول الحملة الفرنسية لمصر، ومن بعدها اعتلاء محمد علي حكم البلاد في لحظة استثنائية، استغل فيها هذه الفوضى، والفراغ في السلطة. هذه الأمراض المعدية والمتوطنة مثل، البلهارسيا والأنكلستوما ومضاعفاتهما، ومن أشهرها أيضا أمراض العيون، مثل الرمد الملتحمي الحبيبي 'المسمى تراكوما'. معالجة هذه الأمراض في لحظات استثنائية، مجهود رواد كبار من الأطباء الأجانب والمصريين. وفي هذا المجال أتوقف عند كتاب أهداه لي طبيب خبير في أمراض العيون أخيرا، مترجم إلى العربية بعنوان 'نور في الظلام الدامس'، عن سيرة ذاتية لقصة آرثر فيرجسون ماكلان، طبيب العيون الأشهر ورائد مرض التراكوما، في النصف الأول من القرن العشرين، وهو ليس مجرد كتاب عن الطب، وإنما مرآة كاشفة للأوضاع التاريخية المصرية في ذاك الوقت. حيث يحكي الكتاب قصة طبيب شاب إنجليزي خلال إقامته في مصر خلال الفترة من 1903 حتى 1923، عندما كانت البلاد تفتك بأهلها لقرون عديدة أمراض العيون المعدية، وخصوصا مرض التراكوما أكثر الأمراض المعدية المؤدي للعمى، حتى بات معروفا باسم 'الرمد المصري'. وهذا الرجل خاض تحديا كبيرا مع البيروقراطية البريطانية والمصرية اللتين اتبعتا سياسات مالية صارمة للتقشف في الإنفاق العام، من أجل سداد ديون البلاد الثقيلة التي تراكمت منذ عهد الخديوي إسماعيل. آرثر فيرجسون ماكلان والتراكوما مع بداية القرن العشرين، بلغ انتشار أمراض العيون في مصر مدىً كبيرا، وكان معروفا أن ما يزيد عن 90% من السكان البسطاء يعانون من مرض ما في العيون مؤلم ومنهك. وفي تقدير العلامة آرثر فيرجسون ماكلان رائد علاج التراكوما، أن ما يزيد عن 70% من السكان مصابين بالعمى في عين واحدة أو اثنتين، ولسوء الحظ لم تكن هناك سوى أربعة مستشفيات للرمد في مصر في ذاك الوقت، بتجهيزات تستطيع علاج 3200 مريض جديدــ فقطــ وإجراء 1300 عملية جراحية. وخلال مساعي آرثر التي لم تفتر، عند وقت مغادرته مصر عام 1923، أصبح هناك 23 مستشفى، تغطي تقريبا كل مديريات البلاد، إضافة لعدد من المستشفيات المتنقلة، في قوافل طبية يرتادها 1.5 مليون مريض، وتعالج 134 ألف مريض سنويا، ويجري بها 176 ألف عملية جراحية. وكان مختبر الرمد التذكاري بالجيزة حينئذ تحت الإنشاء، في نفس مكان المستشفى القديم الذي أقامته الحملة الفرنسية، وقد تم افتتاحه عام 1925. كان هذا هو المارثون الذي أنجزه آرثر خلال إقامته في مصر كأحد رواد مكافحة مرض العيون والعمي، التراكوما المعدية بكترياً. إلا أنه استمر مع كل ذلك في تكريس نفسه لجراحات وأبحاث العيون. (كانت مقدمة كلمات مايكل ماكلان حفيد العلامة آرثر فيرجسون ماكلان، والذي أصدر وجمع وثائق وصور وذكريات في هذا الكتاب الفريد؛ تخليدا لذكرى جده العظيم والرائد في علاج وتصنيف مرض التراكوما المصري، والذي قاد حملته العلمية في مصر من عام 1903 إلى عام 1923 لمكافحة المرض المعدي، فصار علامة فارقة في نظامنا الصحي). وذلك في كتاب موسوعي مترجم عن السيرة الذاتية له، مما جعله أحد أهم المصادر في تاريخنا الاجتماعي الصحي؛ لأنه يصور ويكشف رؤية طبيب إنجليزي من أصول إيرلنديةــ عاش وعمل في أنحاء عديدة من مصر خلال العقدين الأولين من القرن الماضي، وصور مجتمعنا تصويرا دقيقا، وكتب عن حياته فيها. وفي هذه الفترة من عمل آرثر، لم تكن هناك وزارة للصحة في مصر، وكانت البلاد تمور بتغيرات ثورية عميقة، أهمها ما حدث أثناء الحرب العالمية الأولى وتشكيل الفيلق المصري المساعد للجيوش البريطانية خلف الحدود الحربية، ثم قيام ثورة 1919 وجائحة الإنفلونزا الإسبانية. وكانت حملته الصحية تلك في هذا الإطار تعد إحدى الحملات الرئيسية لمكافحة مرض معدي ومنتشر بين المصريين (المسمى التراكوما وأمراض العيون الأخرى). شكل الكتاب الكثير من المعلومات عن طبيعة المجتمع المصري وقتها، والتحديات الطبية والاجتماعية وغيرها التي واجهت آرثر. وكانت جهوده من النماذج الناجحة، التي أثرت في الحد من العبء الصحي للأمراض المعدية، بين الـ10 ملايين مصري بسيط وقتها. تماما كما حدث بعد ذلك في مكافحة البلهارسيا والأنكلستوما، وأخيرا حملة فيرس سي، مما جعل نموذج عمل آرثر ينفي كثيرا، عما كان يسمى وقتها بالطب الإمبريالي، في المناطق المستعمِرة والخارجية، فهو لم يكن يهدف فقط لحماية جنود الامبراطورية المُستعمرة، فقط بقدر ما كانت موجهة لحماية عيون المصريين وجعلهم أكثر قدرة على العمل والإنتاج، فمصر كانت في النهاية مستعمرة ومزرعة للقطن، ومخزون للقوى البشرية التي يحتاجها المستعمر البريطاني لتحقيق أهدافه، وفق فلسفته 'النفعية الموضوعية'. وهذا ما يشرحه الكتاب، وما جعل آرثر يتلقى اعترافا عالميا بفضله، وتكريما من المصريين يليق به في غمار ثورتهم على المستعمر، وأثناء إقامته بمصر، اعترافا بالمساهمة في تخفيف المعاناة عنهم. وكان أهم تكريم تلقاه في عام 1931، عندما صنع له تمثال من البرونز ممولا من اكتتاب شعبي عام، مثله مثل تمثالي سعد زغلول ومصطفي كامل، أُهدي إليه في احتفال أقيم بمعمل الرمد التذكاري بالجيزة، ولم يكن مثل هذا التكريم يمنح إلا للزعماء الوطنيين. والواقع أن آرثر كان يستحق ذلك، حيث قام خلال إقامته بمصر بتأسيس مفهوم القوافل الطبية السريعة والحملات المركزة الرأسية طبيا. كما قام بتأسيس البنية التحتية للمستشفيات النوعية المتخصصة في علاج أمراض العيون، في بلد كان مستعمرة، ويطلق عليه بلد العميان من المستعمر البريطاني، وهذا التناقض المعقد لبعض المزايا النفعية للطب الإمبريالي. ومن ثم الاعتراف بآرثر بوصفه سلطة أكاديمية عليا في مرض التراكوما، أو التهاب الملتحمة الحبيبي (الرمد الحبيبي). ذلك المرض شديد العدوى، والذي يعد سببا رئيسيا لإحداث العمى وقتها ولقرون عديدة. ويعد تصنيف ماكلان الذي قدم وصفا للمرض ومراحل تطوره منذ عام 1905 قياسياـ والذي صار معيارا لدى منظمة الصحة الدولية، بعد ذلك في عام 1052 والكتاب الموسوعي الذي أقدمه الآن وأرشحه للقراءة والاستفادة منه، ينقسم إلى أربعة أجزاء. تناول الأول سيرة الرجل وميراثه العلمي. والثاني عن طب العيون في مصر والنفوذ البريطاني بها. والثالث عن سنوات تكوين آرثر العلمية والاجتماعية قبل مجيئه مصر، (كان من أصول إيرلندية بسيطة). والرابع شمل متابعة لنشاطه منذ مجيئه مصر وقيادة حملة طبية لمكافحة أمراض العيون واسعة الانتشار. ولذا كانت حملته ورؤيته كنموذج ناجح للتعلم منها، تتمثل في بناء إدارة رمد مركزية مستقرة لها فروع في مختلف مديريات البلاد. وكذا توفير تمويل لهذه الحملة الرأسية عبر ائتمان صندوق مالي للسير كامبل المالي البريطاني النشط الذي مول بناء خزان أسوان وقت الاحتلال. كما حظيت خطته بدعم مزدوج من أثرياء البلد في المحليات 'الباشاوات الأثرياء' لحاجتهم جميعا وقتها لقوى عاملة بشرية سليمة صحيا للمساعدة في بناء خزان أسوان وزراعة الأرض وأعمال الدعم للفيلق المصري أثناء الحرب العالمية الأولى. وهذه السياسات تبين فلسفة المستعمر والطبقة المحلية التابعة له، للنفعية الموضوعية أخلاقيا، وهي مبررة وقتها، وهي نفس السياسات التي اتبعها قبلهم محمد علي باشا منذ مجيئه لمصر ومحاولة تأسيس جيش وطني ونظام صحي، يخدمه أيضا ويخدم مصالحه في الحكم. وهذه السياسة الصحية تجيب عن تساؤل جدلي، وهو لماذا اهتم المستعمر بصحة المصريين ومجانا؟ أما آرثر الذي اسُتخدم في تلك السياسة، فكان مخلصا لرؤيته هو الإنسانية، وكان موهوبا في الإدارة والتنظيم، ومتعاطفا مع مرضاه من فقراء المصريين، ولم يسع لافتتاح عيادة خاصة رغم الإقبال عليه ونجاحه في علاج التراكوما أو الرمد المصري، حتي أنه تعلم العربية حتي يسهل عليه التواصل مع مرضاه، خاصة في ريف وصعيد مصر، ومنوف، والفيوم.. إلخ، حيث يوجد مخزون القوى البشرية المريض (بدأ في منوف وطنطا ثم صعيد البلاد ومدن القنال). وحقق استجابة واسعة من الأهالي، لذا تدفقوا أفواجا عليه للعلاج (رجالا ونساء)، خاصة أمام أول مستشفى متنقل، أقامها في منوف فكسب ثقتهم من خلال تمكنه المهني وتعاطفه الإنساني وجراحاته الناجحة، فطالبوا بالمزيد. وكانت البلاد وقتها فيها أربعة مستشفيات فقط للرمد في المدن الكبرى، أما في باقي المديريات فلم يكن هناك سوى قلة من الأطباء، ليس بينهم متخصصون في أمراض العيون، لذا كان علاج التهاب الرمد الحبيبي بدائيا للغاية من خلال المعالجين الشعبيين وحلاقي الصحة. الخلاصة إن ما سبق هو ما دفعني للاهتمام بعرض هذا الكتاب الموسوعي المترجم للعربية، وصاحبه. وذلك للتأكيد على محورين هامين: ــ الأول يتعلق بأهمية نظمه لحملاته الصحية الرأسية الناجحة كنماذج فقط في الحالات الصحية العاجلة والطارئة والأمراض السارية والمعدية، ثم التمهيد لدمجها في نظام صحي أفقي ومستدام للرعاية الصحية الأساسية، ممولة من صناديق تأمينية أو ائتمانية لضمان استدامتها وفعاليتها. والمحور الثاني يتعلق بجدلية ما كان يسمى بطب المناطق الحلوة والاستوائية الغربي، أو الطب الإمبريالي الحديث وجوانبه الإيجابية إلى جانب جوانبه النفعية والسلبية أيضا. والبحث في قيمه الأخلاقية ومدى مصداقيتها. في هذا السياق كانت حملة آرثر ماكلان وفلسفته والذي استعاد وبإرادة قوية في مقدمة مذكراته التحديات التي واجهته مجتمعيا، فاقتبس تلك الكلمات من أشعار 'أوفيد' التي تلخص موقفه فقال: 'ليكن قلبك كالفولاذ وأجمد، فسوف تتحول تلك الصعوبات إلى فرص ومزايا'. وهذا ما فعله الرجل، وننصح به في الظلام الدامس الذي نعاني منه الآن. لذا ما زلنا نتذكره، ونتعلم مما فعل ونشعر بالامتنان، لكل الأطباء مثله الذين ساروا على دربه رغم الصعوبات، ولم يهاجروا أو يتخلوا عن دورهم، لأنهم فهموا عبء المسألة المصرية الصحية وتحديات المرض في بلادنا وضرورة مواجهتها بالأسلوب الإنساني الأمثل، وهو التأمين الصحي الشامل، والرعاية الصحية الأساسية، بدلا من الركض حول تسليع الخدمة الطبية، والتي تعوق تنفيذ أمل الحق في الرعاية الصحية للجميع دون تمييز.