أحدث الأخبار مع #الترانسفير


تحيا مصر
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- تحيا مصر
إسرائيل تكشف الخطة الكبرى: لا سلام قبل تقسيم سوريا وتهجير الغزاويين
فجّر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عاصفة من الجدل السياسي والدبلوماسي، بعد أن أعلن صراحة أن إسرائيل لن توقف الحرب الحالية قبل تحقيق سلسلة أهداف استراتيجية، من بينها تقسيم سوريا، تهجير سكان غزة، وضرب حزب الله وإيران. جاءت هذه التصريحات خلال خطاب ألقاه سموتريتش في مستوطنة "إيلي" بالضفة الغربية، بمناسبة يوم الذكرى الإسرائيلي، حيث وصف ما أسماها بـ"الحملة المفروضة" على إسرائيل بأنها مفتوحة حتى تحقيق مشروع جيوسياسي شامل. وقال الوزير المنتمي لأقصى اليمين الديني: 'سننهي هذه الحملة عندما يتم تفكيك سوريا، وضرب حزب الله، وتجريد إيران من قدراتها النووية، وتطهير غزة من حماس، وخروج مئات الآلاف من سكانها إلى دول أخرى'. ووجّه سموتريتش رسائل سياسية متعددة، أبرزها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلاً إن 'لا أحد يملك التفويض لتفويت هذه الفرصة التاريخية'، مشددًا على أن مشروع 'تدمير العدو' يحظى بإجماع شعبي داخل إسرائيل، يتجاوز الانقسامات السياسية حول قضايا التجنيد والدين والاقتصاد. سوريا في قلب الخطاب الإسرائيلي: تقسيم مُعلن وتحذيرات دمشق ولعل أخطر ما في تصريحات سموتريتش، هو الانتقال من التلميح إلى التصريح بشأن نوايا تل أبيب تجاه سوريا. ففي الوقت الذي تعمل فيه حكومة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع على استعادة العلاقات مع المجتمع الدولي، تواجه البلاد ضغوطاً متزايدة، كان أبرزها – وفق تقارير دبلوماسية – محاولة إسرائيل الدفع بخطة تقسيم سوريا إلى "كيانات عرقية متعددة" مع إنشاء مناطق منزوعة السلاح جنوباً. وكشف النائب الأميركي مارلين ستوتزمان أن الشرع عبّر خلال لقائه مسؤولين غربيين عن قلقه من مشروع تقسيم إسرائيلي تدعمه قوى يمينية داخل واشنطن، رغم إبدائه انفتاحًا على تطبيع مشروط للعلاقات. غزة على خريطة التهجير: إحياء سيناريوهات "الترانسفير" تثير تصريحات سموتريتش أيضًا القلق بشأن نوايا إسرائيل تجاه سكان قطاع غزة. فالدعوة الصريحة لـ"خروج مئات الآلاف من سكان القطاع"، تنبئ بإحياء مشروعات التهجير الجماعي أو ما يعرف بخطة 'الترانسفير'، وهو ما يشكل خرقًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف. وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية لانتهاكات إسرائيل في غزة، وسط استمرار العمليات العسكرية، ومطالبات بوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية. هل يتحقق مشروع 'إسرائيل الكبرى'؟ يرى مراقبون أن تصريحات سموتريتش لا تعكس موقفًا فرديًا، بل تعبر عن تصعيد محسوب داخل أوساط اليمين الإسرائيلي، يسعى إلى استغلال التوترات الإقليمية من أجل فرض واقع جيوسياسي جديد، يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط. لكن السؤال الأهم يبقى: هل تملك إسرائيل القدرة على تنفيذ مشروع بهذا الحجم دون الدخول في مواجهة شاملة مع أطراف إقليمية ودولية؟ وفي ظل صمت نتنياهو، يبدو أن التيار المتطرف داخل حكومته بات يضع ملامح المرحلة المقبلة، مستندًا إلى دعم غير مشروط من بعض الدوائر الغربية، وأرضية سياسية داخلية متماسكة حتى الآن.


الميادين
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الميادين
حنينٌ لا يسقط بالتقادم
هل تذكرون غريبًا عادَه شجن؟ هكذا تساءل ابن زيدون قبل قرون، ففتح بكلماته جرحاً لا يندمل، يشبه تماماً جرح الفلسطيني، الذي ما عاد يعرف للطمأنينة معنى، ولا للوطن طريقاً، سوى في ذاكرته المثقوبة بالتواريخ والمجازر. كل من ذاق الغربة عن الأحباب يوجعه الحنين، فكيف بمن غُرّب عن وطنه قسراً، وطُرد من أرضه تحت لهيب النار، ووجد نفسه بلا أهل ولا سكن، يحمل مفتاحاً صدئاً وصورة بيت مهدوم، يردد أسماء القرى كما تُردد الأمهات أسماء الشهداء؟ إنها غربة لا تشبه غربتنا عن أيام الصبا، ولا عن وجوه الأصدقاء الذين ضلّوا الطريق إلينا. بل هي غربة شعب بأكمله، يلاحقه الطرد والنفي جيلاً بعد جيل، بدءاً من نكبة 1948، مروراً بهزيمة 1967، وصولاً إلى تهجير الداخل و"تقنين" الطرد في كل عدوان. وما العدوان على غزة إلا فصل من كتاب النفي المفتوح، وما التلويح الأميركي - الصهيوني بفتح باب "التهجير الطوعي" إلا إعادة إنتاج لمأساة مُزمنة. الفلسطيني لا يحمل حقيبة سفر، بل يحمل التاريخ كله على كتفيه. يعيش في غربة اضطرارية لم يخترها، ولكنها اختارته ليكون شاهداً حياً على أكبر سرقة في التاريخ: سرقة وطن، وسرقة مستقبل، وسرقة ذاكرة. وها هو اليوم، يُخيَّر من جديد بين موتٍ تحت القصف، أو موتٍ بطيء في خيام اللجوء. نعم، لقد تساءل ابن زيدون عن قومٍ كانوا لا يحفظون العهد، ونحن بدورنا نتساءل: أي عهد بقي في هذا العالم لم يُدَس؟ أية عدالة تُرجى ممن يرى في تهجير شعب وسيلة لإراحة مستوطن؟ أي قانون إنساني يقبل أن يُعامل الفلسطيني كخطرٍ ديموغرافي يجب طرده، لا كإنسان له الحق في الأرض والماء والكرامة؟ الغربة ليست فقط غياب الأوطان، بل أن يُنسى وجعك، وتُطمس حكايتك، وتُختصر قضيتك في معونات أو تصريحات سياسية لا تُسمن ولا تُغني من جوع. لكن الفلسطيني، رغم ذلك، لا يُشبه غرباء العصر الحديث… لأنه لم ينسَ، ولم يُساوم، ولم يُبدل المفتاح بالمنفى، ولا الزيتون بجوازات مؤقتة. في قلب كل فلسطيني ابن زيدون جديد، يئن تحت ليلٍ طويل، ويهمس: فبات يُنشدها مما جنى الزمنُ… بَمْ التعَلُّل لا أهلٌ ولا وطنُ ومع ذلك، سيبقى هذا الفلسطيني، كما القصيدة، لا يسقط بالتقادم. فليعلم الطغاة، من تل أبيب إلى واشنطن، أن التهجير ليس نهاية الحكاية، بل وقودها. وأن كل خيمة لجوء تُغرس في أرض بعيدة، تُنبت في الذاكرة جذراً أعمق، وعهداً جديداً لا يُنسى. لن تكون غزة نكبة ثانية، ولن يمر مشروع "الترانسفير" الجديد كما مرّت مؤامرات الأمس. فهذا الشعب الذي ذاق مرارة اللجوء، لن يُذعن لقدرٍ كُتب في أروقة البيت الأبيض، ولا لمصيرٍ خطّه المستوطن ببندقيته. هذا شعبٌ لا ينسى وطنه، لأن الوطن عنده ليس جغرافيا، بل عقيدة. لا يُبادل الأرض بالخلاص، ولا الحرية بكسرة خبز. وليعلم كل من يراهن على ضعف الفلسطيني، أن من لم ينكسر في دير ياسين، ولا في تل الزعتر، ولا تحت قصف دبابات 1982، لن يرضخ اليوم.. فهو، وإن غاب عن تراب وطنه، يكتبه في قلبه كل يوم كقصيدة لا تموت، وينقشه في وجدان الأمة كحق لا يسقط بالتقادم.


الديار
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الديار
ماذا تريد واشنطن؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لفتت مصادر سياسية بارزة الى ان من يريد فهم حقيقة النيات الاميركية، عليه ان يعود الى كلام المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الاخير، والذي القى قنبلة أرسلت موجات ارتدادية مزلزلة إلى مصر، الشريط الاستراتيجي لواشنطن في المنطقة. ويتكوف بدون مواربة قال إن "مصير المنطقة مرهون بمصير غزة، وإن مصر في خطر". واضاف أن "كل ما حدث في لبنان، مثل تعيين الرئيس الجديد بفضل تصفية السنوار وحسن نصرالله، كل ذلك قد ينقلب إذا فقدنا مصر". وبالنسبة له لماذا نفقد مصر؟ لأن في مصر، حسب الإحصاءات نسبة بطالة عالية جداً، وتصل النسبة إلى 25 في المئة في أوساط الشباب في جيل أقل من 25 سنة. والدولة لن تعيش في ظل نسبة بطالة كهذه، حسب قوله. واضاف أنه "بدرجة كبيرة، هم مفلسون وبحاجة كبيرة الى المساعدة، إذا كان لدينا حدث سيىء في مصر، فهذا سيعيدنا إلى الوراء". ويتكوف الذي يتحدث عن تطلع الى توسيع دائرة الدول التي ستنضم إلى "اتفاقات إبراهيم"، لا يتحدث عن الخطر الذي ستشكله خطة الترانسفير على العلاقات بين "إسرائيل" ومصر، واتفاق السلام بين الدولتين، والمعنى أن مصر ستواجه خيارين: إما استيعاب مئات آلاف اللاجئين في أعقاب الضغط، أو وضع قوة عسكرية أمامهم تمنع دخولهم. هذه عينة من خطط الاميركيين الذي لن يتوانوا عن رفع سقف الضغط على الجميع لمصلحة "اسرائيل".


التحري
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- التحري
اي مصير ينتظر المنطقة بعد تجدد العدوان على غزة؟
كتب المحرر السياسي في موقع ' التحري نيوز' وضع التحالف الصهيو- أميركي المنطقة برمتها على صفيح ساخن، مع تجدد العدوان على غزة، وما سبقه ورافقه من عدوان متجدد على اليمن، بالتوازي مع تواصل الانتهاكات والخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ومواصلة الجيش 'الإسرائيلي' توسعة احتلاله لسورية بهدف إقامة منطقة عازلة، وتقسيم هذا البلد جغرافيًا وديموغرافيًا تحت مظلة ادعائه بشأن توفير الحماية للطائفة الدرزية في منطقة الجولان . ورغم فظاعة ووحشية العدو 'الإسرائيلي' ومن خلفه الأميركي الذي كشف القناع عن وجهه الحقيقي بعد عقود من التستر بشعارات الحرية والديمقراطية، فإن ما حصل من مذابح منذ 'طوفان الأقصى' وما يحصل اليوم في شهر رمضان من عدوان همجي يطاول دول المنطقة بأكملها إما مباشرة أو غير مباشرة من خلال تداعياته المتوقعة يكشف عن جوانب تكتيكية وأبعاد إستراتيجية منها الآتي: – يظهر العدوان شراكة أميركية كاملة فيه، فواشنطن لا تكتفي بتزويد 'إسرائيل' بالسلاح والذخيرة، بل تقدم لها كل أشكال الدعم العسكري، من خلال المشاركة مباشرة بالعدوان والتمهيد له وتسهيله كما جرى في اليمن، أو من خلال مدها بكل أشكال الدعم الأخرى بما فيها المالي والدبلوماسي. – يثبت العدوان بشكل قاطع أن 'إسرائيل' وأميركا وجهان لعملة واحدة، وأنهما ناكثتان للعهود ولا أمان لهما، فكما نكثت واشنطن بالاتفاق النووي مع إيران سابقًا، ها هي حكومة نتنياهو تنقلب على اتفاقي وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وتواصل عدوانها الهمجي دون أي رادع أو وازع ودون أن تقيم وزنًا لكل المعايير والمبادئ الدولية والإنسانية القائمة. – تظهر الأحداث الأخيرة سرعة انقلاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شعاراته ومواقفه التي أطلقها قبل الانتخابات، فرغم كل مزاعمه بأنه سيوقف الحروب في المنطقة فإن الأحداث الأخيرة أظهرت عكس ذلك، فها هو يبادر إلى تدشين الحروب وتجديدها وإلى خوضها نيابة عن وكيلته وربيبته 'إسرائيل'، ما يظهر أن السياسة الأميركية لا تزال هي ذاتها وأن أولويتها الحفاظ على أمن 'إسرائيل' وأن تغير الوجوه ما بين 'ديموقرطي' و'جمهوري' لا يغير في مجرى الأحداث، ولا يمكن الرهان عليه. – يؤكد العدوان المتجدد على غزة أن الصراع صراع وجود وليس صراع حدود، وهذا ما يبرز في المخططات التوسعية التي يسعى العدو لتنفيذها برعاية وتغطية أميركية شاملة، والتي لا تقتصر على مخطط تهجير أبناء غزة والضفة وإنما تتعدى ذلك للوصول من خلال سورية إلى نهر الفرات وإنشاء ممر داود الذي يمكنه من التماس مع الحدود العراقية. – يظهر وهن ادعاء حكومة نتنياهو بأن تجدد العدوان هدفه استعادة الأسرى، فتلك ذريعة غير مقنعة باعتبار أن العدوان أثبت في المرحلة الأولى أنه لا يعيد أسرى وأن السبيل الوحيد لاستعادتهم هو بالمسار الدبلوماسي، وهذا ما حصل مرارًا في عمليات التبادل، فيما أفضى المسار العسكري في المقابل الى قتل الجيش 'الإسرائيلي' لأسراه في غزة جراء القصف. – يتضح من مسار العدوان الذي بدأ مع فرض الحصار على قطاع غزة ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إليها في شهر رمضان المبارك أن العدو بدأ بالمراحل التنفيذية لمخطط 'الترانسفير' المعد لغزة باتجاه سيناء المصرية، وهو إذا ما تمكن من تحقيق ذلك فإنه سينتقل إلى تكرار التجربة مع الضفة لترحيل أبنائها نحو الأردن. في المحصلة، فإن نجاح العدوان 'الإسرائيلي' المتجدد على دول المنطقة بإزالة عوامل القوة وإضعاف المقاومة سيطلق يده في المنطقة بشكل غير معهود وسيجعله المتحكم الأساسي بها وبمقدراتها من أقصاها إلى أقصاها، ما يعني أن الدور الآتي سيكون على دول 'الاعتدال العربي' التي تهافتت للاستسلام للعدو والتطبيع معه، وحينها ينطبق عليها المثل الشعبي:'أكلت يوم أكل الثور الأبيض'، إذ ستجد نفسها منزوعة المناعة، وستسقط أنظمتها أمام البطش الصهيو ـ أميركي كأحجار الدومينو.


مصر 360
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- مصر 360
الترانسفير…أو هولوكوست الفلسطينيين ٣- اللحظة الخليجية والخذلان العربي !!!
في مقال الأسبوع الماضي، ونحن نفكر كيف يواجه الفلسطينيون والعرب مشروع الترانسفير (التطهير العرقي للفلسطينيين) من أرضهم، قلنا إن احباط هذا المشروع ممكن، بشرط ألا يتعرض الصمود الفلسطيني لأي درجة من درجات الخذلان العربي، وأشرنا إلى أن لهذا الخذلان- الذي نخشاه- سوابق في كل مراحل القضية، وهي سوابق ساهمت بقوة في إجهاض نضال الفلسطينيين، بل وفي إلحاق خسائر فادحة بهذا النضال. لعل أول أشهر الوقائع في تاريخ إضرار العرب أنفسهم بالموقف الفلسطيني هي واقعة قبول الهاشميين سرا لوعد بلفور، في اتفاقية وقعها كل من الأمير فيصل بن الشريف حسين، وحاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية عام ١٩١٩ في باريس، وقبل أعمال مؤتمر فرساي الشهير للصلح بعد الحرب العالمية الأولى. واقعة الخذلان العربي الثانية لنضال الفلسطينيين، كانت في استجابة الملوك والزعماء لطلب بريطانيا إليهم التوسط لتهدئة (أي لإنهاء) الثورة العربية الكبرى ضد تكثيف وتوسع الهجرة والاستيطان اليهوديين، وذلك بتشجيع وتسهيلات من سلطات الانتداب البريطاني، والتي اندلعت عام ١٩٣٨، وتوالت مضاعفاتها طوال عامين تاليين، وذلك أيضا دون ضمانات كافية لتنفيذ تعهدات الكتاب الأبيض لعام ١٩٣٩ المترتب على أحداث تلك الثورة، وخاصة ما يتعلق بالحد من الهجرة اليهودية إلى ٧٥ ألفا فقط كل عام لمدة سنوات، ومنع اليهود من تملك المزيد من الأراضي العربية، إلا في مساحة من أراض الانتداب، لا تزيد عن ٥٪، إذ رغم أن غالبية الزعماء الفلسطينيين رأوا أن هذه التعهدات تُبقي الباب مواربا أمام استمرار تدفق المهاجرين اليهود، وأمام مزيد من استيلاء اليهود على أراضيهم، فإن المسئولين البريطانيين والزعماء العرب لم يستطيعوا الوفاء بهذه التعهدات، لأن الولايات المتحدة كانت قد دخلت على خط القضية الفلسطينية تأييدا للمشروع الصهيوني، وضغطت بشدة لإزالة أو تخفيف القيود على الهجرة اليهودية إلى فلسطين. أما الكارثة الأكبر في تاريخ الخذلان العربي للشعب الفلسطيني، فكانت خلال حرب عام ١٩٤٨ التي دخلتها الدول العربية بهدف معلن، هو منع قيام دولة إسرائيل (التي كان قد أعلن قيامها)، وذلك بعد أن رفض العرب في الأمم المتحدة وفي جامعتهم العربية قرار الجمعية العامة بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، إلا أنه اتضح فيما بعد من الوثائق البريطانية، أن جميع هذه الدول كانت قد اتفقت سرا مع الدول الكبرى، وخاصة بريطانيا على أن لا تتجاوز جيوشها حدود المنطقة المخصصة للدولة العربية في قرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة، وهذا هو ما يفسر المآسي أو المهازل التي وقعت من العرب، وفيما بين العرب وضد العرب بعضهم البعض في ميدان القتال، وقد نشرت تلك الوثائق البريطانية في كتاب العروش والجيوش للأستاذ محمد حسنين هيكل. إذن كان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل محقا في نصيحته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية فترته الرئاسية الأولى- كما أشرنا في المقال السابق- بألا يهتم بالمواقف والقرارات العلنية للزعماء العرب، لأنهم يحبون ويدمنون الهمس في الظلام بمواقفهم الحقيقية. تأسيسا على ذلك، فمن المحتمل بنسبة كبيرة ألا تكون قرارات قمة القاهرة الأخيرة هي الكلمة النهائية والموقف الأخير من مشروع الترانسفير أو التهجير الجماعي، أو بمعنى أصح التطهير العرقي للفلسطينيين، ليس من غزة فقط، لكن وهذا هو المطلب الأكثر إلحاحا من الضفة الغربية، تنفيذا لما أطلقنا عليه في المقال الأول من هذه السلسلة بحل ترامب النهائي للمسألة الفلسطينية، ولكنه ليس الحل النهائي بالمعني الإيجابي، ولكن بالمعنى السلبي، أسوة بنظرية الحل النهائي النازي للمسألة اليهودية، أي المحرقة أو الهولوكوست، مع استبدال المحرقة بالتطهير العرقي الشامل، أو الإبادة الجماعية، كما يحدث في غزة. نحن نعلم، أن قمة القاهرة رفضت مبدأ ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة بذريعة تسهيل إعادة الإعمار، الذي كان قد اقترحه الرئيس ترامب، وأن هذه القمة قد تبنت الخطة المصرية لإعادة الإعمار، ولإدارة غزة بعد الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، وأخيرا على شق مسار لإقامة الدولة الفلسطينية، وفقا لمبدأ حل الدولتين، لكننا نعلم أيضا، أن تقارير عديدة منسوبة إلى مصادر عليمة تحدثت عن تحفظات من دولة الإمارات العربية المتحدة على الرفض المطلق الجامع المانع لمبدأ هجرة (أو تهجير) الفلسطينيين طوعا أو كرها، بحيث يبقى باب الهجرة الطوعية مفتوحا، وبالطبع فمع الديناميات والإغراءات وضغوط الاحتلال بالعنف الدموي والقمع والحرمان الاقتصادي، فلن يكون هذا الطوعي محدودا، ولكنه سيصبح بلا حدود، ولن يبقي الأمر مقصورا على غزة، ولكنه سيمتد إلى الضفة لا محالة. أحدث التقارير الواردة من واشنطن على موقع ميدل إيست آي يوم الثلاثاء الماضي، تقول إن الإمارات تضغط هناك من أجل عدم تبني الخطة المصرية. وتأتي أهمية هذه التقارير، مما يسمى باللحظة الخليجية، وهذا مصطلح صكه أستاذ علوم سياسية إماراتي؛ ليؤصل من خلاله ملاحظة انتقال مركز قيادة الأمة العربية من دول الأنهار والثقل السكاني، والأزمات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي (أي مصر وسوريا والعراق) إلى دول النفط والوفرة والاستقرار أي دول الخليج، ومن ثم انتقال عملية صنع القرار، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل إليها، خاصة على خلفية فشل تلك الدول النهرية في مواجهة إسرائيل، و الحصول للشعب الفلسطيني على حقوقه. وأحدث التطورات هي استئناف إسرائيل حرب الإبادة في غزة منذ فجر الاثنين، وإعلانها انتهاء وقف إطلاق النار، وتأييد الرئيس ترامب العلني لاستئناف هذه الحرب، وعودة الوزراء اليمنيين الغاضبين من وقف إطلاق النار السابق إلى حكومة نتنياهو… وهي كلها تطورات تنذر، بأن التالي أسوأ، وربما يبدأ تنفيذ مشروع الترانسفير بأسرع كثيرا مما نتوقع. على أية حال، ربما نكون قد عرفنا المزيد قبل كتابة المقال التالي. اقرأ أيضا : الترانسفير.. أو هولوكوست الفلسطينيين ا- حل ترامب النهائي في الشرق الأوسط اقرأ أيضا: الترانسفير.. أوهولوكوست الفلسطينيين ٢- ماذا يفعل العرب؟